دبي: عهود النقبي
كشف تقرير «50 فرصة عالمية» والمنشور من قبل مؤسسة دبي للمستقبل، عن فرصة استخدام روبوتات علاجية نانوية داخل جسم الإنسان، للكشف عن الأمراض وعلاجها في مراحلها المبكرة، الأمر الذي سيتيح تقليص الحاجة إلى الإجراءات الطبية التي تتطلب حقناً أو تدخلاً جراحياً، ويساعد في الوقاية من الأمراض واستهدافها وعلاجها بفعالية أكبر.


يشير الواقع الحالي إلى أن الأنماط التقليدية في العلاج لم تعد كافية لمواجهة التحديات الصحية المتزايدة، إذ تبرز الحاجة أكثر فأكثر إلى الطب الشخصي، نظراً إلى القيود التي يفرضها النهج التقليدي المتّبع في الرعاية الصحية والذي يقوم على مبدأ «علاج واحد مناسب للجميع».
وتهدف هذه الاستراتيجية المبتكرة إلى تحديد العلاجات وفقاً للخصائص الجينية لكل مريض ونمط حياته والبيئة التي يعيش فيها، مما يعزز من فعالية العلاجات ويحد أيضاً من أعراضها الجانبية، ويسمح بالكشف المبكر عن الأمراض والتدخل لعلاجها باستخدام أدوات التشخيص التقدمة والتحليل الجزيئي، مما يؤدي إلى تحسين النتائج الصحية.
وفي ظل الضغوطات التي تواجه أنظمة الرعاية الصحية عالمياً، يمكن أن يساعد دمج تقنيات النانو في بناء نموذج رعاية صحية أكثر مرونة، إذ أشارت التقديرات في 2023 إلى أن 47% (أي ما يقرب من النصف) من مقدمي الرعاية الصحية حول العالم يواجهون صعوبات متزايدة في تقديم الرعاية للمرضى، كما يواجه هذا القطاع تحديات متزايدة نتيجة ارتفاع تكاليف المستشفيات وتكاليف توظيف الأخصائيين (ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى النقص في الكوادر الطبية)، إلى جانب انخفاض دخل الفرد الذي يجعل من الصعب تغطية أي تكاليف طبية غير متوقعة.
وتشهد التكنولوجيا الحيوية والمعلوماتية الحيوية، وهي مجال متعدد التخصصات يدمج علم الأحياء وعلوم الكمبيوتر لتحليل وتفسير البيانات الحيوية، تقدماً سريعاً يمهد الطريق للتطوير المستمر في طب النانو.
وعلى مقياس يبلغ واحداً من المليار من المتر، تحمل تقنيات النانو الحيوية إمكانات هائلة لتحسين الكشف عن الأمراض، مثل سرطان المبيض، وإدارة مرض السكري باستخدام أجهزة استشعار حيوية، وتوصيل الأدوية داخل جسم الإنسان إلى الخلايا المستهدفة، وتحسين جودة التصوير الطبي، وتسريع التئام الجروح.
وقد أثبتت هذه التكنولوجيا نجاحها في تطبيقات عديدة مثل تجديد العظام، وعلاج سرطان الثدي، وعلاج الاضطرابات الجينية، وعلاج المياه الزرقاء «الجلوكوما»، ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة تتعلق بالسمّية طويلة الأمد واستقرار المواد النانوية، مما يستدعي مزيداً من البحث والتطوير.
أما الفرصة المستقبلية فستتيح إنشاء نموذج شامل يجمع بين الذكاء الآلي المتقدم والبيانات المفتوحة وعلم الجينوم للتغلب على تحدي السمية النانوية في طب النانو. وسيوفر هذا النهج فهماً أعمق للتأثير الذي قد تسببه الجسيمات النانوية على أجسامنا وجيناتنا، بما في ذلك دورها المحتمل في علم التغيرات فوق الجينية (إيي جينتيك). هذا الفهم المتكامل يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحويل النجاحات السريرية من المختبر إلى الواقع، مما يعزز من إمكانيات الطب النانوي ويجعله أكثر أماناً وفعالية.
دقة وكفاءة وحساسية الفحوصات التشخيصية
يحمل طب النانو إمكانات هائلة لتحسين دقة وكفاءة وحساسية الفحوصات التشخيصية والعلاج بشكل كبير، ولكن السمية النانوية لا تزال عائقاً جوهرياً أمام اعتماده على نطاق واسع، إذ تشمل المواد النانوية مجموعة كبيرة من الأدوات بدءاً من الأنابيب النانوية والقضبان النانوية والألياف النانوية، وصولاً إلى الأسلاك النانوية والصفائح النانوية والجسيمات النانوية، يمكن للمواد النانوية دخول الجسم عبر التنفس أو الابتلاع أو الحقن أو ملامسة الجلد، مع أن كل طريقة تحمل مخاطرها الخاصة، ويعتبر التنفس الطريق الأكثر خطورة، إلا أن السمية النانوية يمكن أن تتسبب في تلف الحمض النووي ومخاطر صحية أخرى مرتبطة بالتعرض طويل المدى.
وتتمثل إيجابيات هذا النوع من العلاجات في الإسهام في الكشف المبكر عن الأمراض وتحسين الرعاية الصحية الوقائية وتوصيل الأدوية إلى أجزاء محددة في الجسم، وأيضاً تقليل العبء على أنظمة الرعاية الصحية.
أما عن المخاطر فتتمثل في احتمالية حدوث خطأ في التشخيص أو العلاج، وآثار جانبية ناتجة عن المواد الحيوية، وتأثيرات طويلة الأمد غير معروفة أو تسمم، وتحديات تنظيمية، وتأثيرها المحتمل على وظائف العاملين في مجال الرعاية الصحية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات دبي للمستقبل روبوت الرعایة الصحیة عن الأمراض

إقرأ أيضاً:

ستارمر ينقذ حكومته بـتنازلات ضخمة في قانون الرعاية الاجتماعية.. تراجع مثير للجدل

قدّم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تنازلات كبيرة لنواب من حزبه، حزب العمال، المعارضين لمشروع قانون الرعاية الاجتماعية الجديد، مما قلّص احتمالات هزيمته في تصويت حاسم الأسبوع المقبل داخل مجلس العموم.

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مصادر نيابية قولها: "إن التنازلات التي قدمتها رئاسة الحكومة ـ والتي قد تُكلّف خزينة الدولة مليارات الجنيهات خلال السنوات الثلاث المقبلة ـ تشمل تقييد تطبيق التخفيضات الجديدة على المستفيدين الجدد فقط، وعدم المساس بمن يتلقون الدعم مسبقًا، إضافة إلى فتح باب المشاورات مع منظمات الإعاقة حول التعديلات المثيرة للجدل.

وقال أحد النواب البارزين من معسكر الرافضين إن "الحكومة قدمت تنازلات ضخمة، كافية لعبور القانون المرحلة الثانية من القراءة"، مضيفًا: "هدفنا لم يكن عرقلة الحكومة بل حماية الفئات الأكثر هشاشة".

ما طبيعة قانون الرعاية الاجتماعية الذي أثار العاصفة؟

القانون الذي أثار هذا الجدل يندرج ضمن خطة الحكومة الجديدة لـ"إصلاح نظام الرعاية الاجتماعية" في بريطانيا، ويهدف إلى خفض مخصصات الدعم المالي الموجهة للعاطلين عن العمل وذوي الإعاقة، وتشديد معايير الاستحقاق، ضمن ما وصفته الحكومة بـ"تحفيز العمل وتقليل الاعتماد على الدولة".

لكن منتقدي القانون ـ ومن بينهم نواب من حزب العمال نفسه ـ اعتبروا أن التعديلات تستهدف الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، خصوصًا ذوي الإعاقات المزمنة والعاطلين لأسباب صحية أو اجتماعية، وتؤسس لنظام "معاقِب" بدلًا من أن يكون داعمًا. كما حذرت منظمات إنسانية من أن القانون بصيغته السابقة كان سيُعرض ملايين الأشخاص لخطر الفقر والإقصاء الاجتماعي.




ضغط داخلي وفوضى محتملة

كانت الحكومة قد واجهت تمردًا واسعًا داخل صفوفها، بعد أن لوّح أكثر من 120 نائبًا من "العمال" بالتصويت ضد القانون. وسبق لأحد الوزراء أن قدّم استقالته احتجاجًا على المشروع، فيما تسربت معلومات عن اعتزام وزراء آخرين حذو حذوه في حال عدم تعديل النص.

ووسط تصاعد الأزمة، أوكل ستارمر مساء أول أمس الأربعاء مهمة التفاوض إلى طاقمه الخاص بقيادة مدير مكتبه مورغان ماك سويني، ونائبته أنجيلا راينر، في مفاوضات ماراثونية استمرت حتى صباح أمس الخميس.

وتفيد مصادر داخل الحزب، وفق "الغارديان"، بأن ستارمر ووزيرة المالية رايتشل ريفز سمحا لفريق التفاوض بتقديم "تنازلات ملموسة"، تشمل تخصيص مليار جنيه استرليني إضافي هذا العام لدعم خطط التوظيف، على أن تصل الميزانية الإجمالية إلى عدة مليارات خلال الدورة البرلمانية الحالية.

كما وافقت الحكومة على تجميد تطبيق بعض الإجراءات حتى انتهاء المشاورات مع منظمات ذوي الإعاقة، إضافة إلى إعادة النظر في تجميد العنصر الصحي ضمن "الائتمان الشامل"، والذي يستفيد منه المرضى المصابون بأمراض مزمنة أو مهددة للحياة.

أزمة قيادة داخل الحزب

وترى الغارديان أنه وعلى الرغم من أن التنازلات أنقذت الحكومة من هزيمة وشيكة، فإن هناك من يعتبر أن هذه الأزمة سلّطت الضوء على الهشاشة الداخلية داخل قيادة حزب العمال، وعدم رضا كتل مؤثرة عن أسلوب ستارمر في إدارة ملفات العدالة الاجتماعية.

يُذكر أن المعارضة اليمينية، وبعض النواب المحافظين، استغلوا التراجع لوصفه بأنه "خضوع للضغوط الداخلية"، ما قد يُضعف موقف ستارمر مستقبلاً في تمرير قوانين مشابهة.

https://www.theguardian.com/politics/2025/jun/26/starmer-offers-massive-concessions-on-welfare-bill-to-labour-rebels

مقالات مشابهة

  • ستارمر ينقذ حكومته بـتنازلات ضخمة في قانون الرعاية الاجتماعية.. تراجع مثير للجدل
  • الرعاية الصحية: شراكات استراتيجية مع كبرى الكيانات الخاصة لتكون شريكًا أساسيًا
  • جامعة أسوان تطلق 100 بحث تطبيقي لتحسين خدمات الرعاية الصحية بالمحافظة
  • "سيمنز هيلثنيرز" تكشف عن أحدث ابتكارات الرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال مشاركتها في معرض صحة إفريقيا 2025
  • «هيئة الشراء الموحد» توقع شراكة استراتيجية لتعزيز القدرات البشرية بقطاع الرعاية الصحية
  • السبكي يشهد توقيع 4 بروتوكولات لتعزيز الرعاية الصحية الذكية والتكامل المؤسسي
  • السبكي يشهد توقّيع 4 بروتوكولات تعاون استراتيجية تعزز الرعاية الصحية الذكية
  • غرفة الرعاية الصحية تواصل تدريب المستشفيات وقيادات القطاع الخاص
  • المعهد العالي لإدارة الأعمال يمدد تسجيل ماجستير إدارة الرعاية الصحية
  • بني ملال.. نزيل يذبح مريضا نفسيا داخل مستشفى الأمراض العقلية