سوريا.. الوضع الإنساني مترهل والحكومة في موقف العاجز عن الحل
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
في أعقاب قرار الحكومة زيادة أسعار المحروقات بنسبة 200%، شهدت شوارع سوريا موجة جديدة من الاحتجاجات بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، فيما طالب المحتجون السلطات السورية بتحسين الظروف المعيشية بعد الانهيار الكبير في الأوضاع الاقتصادية التي ضربت البلاد طيلة سنوات الحرب وتستمر تداعيتها حتى اليوم.
غارات روسية على إدلب.
. والتحالف يعزز مواقعه شمال شرقي سوريا سوريا في عيون الرحالة الروس في أحدث إصدارات هيئة قصور الثقافة
في حين يتحمل السكان العبء الأكبر من العواقب المدمرة لاثني عشر عاما من الحرب، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، ويبلغ الراتب الشهري لموظفي الخدمة المدينة الرسمية 12 يورو.
وخرجت عشرات المظاهرات في عدة مدن جنوبي سوريا، في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وتأتي هذه الاحتجاجات رداً على قرار وزارة التجارة الذي اتخذ قبل أيام، برفع الدعم عن الوقود مما أثّر سلباً على معيشة السكّان الذين يعانون جراء تدهور الاقتصاد السوري بعد 12 عاماً من النزاع. وكان الرئيس السوري قرّر في الوقت عينه مضاعفة رواتب القطاع العام.
لكن المطالب ليست اقتصادية فحسب، إذ يطالب المتظاهرون أيضا بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد. تحدث فريق تحرير مراقبون مع أحد سكان السويداء ذات الغالبية الدرزية، حيث بلغت الاحتجاجات ذروتها.
ولم يعد الانتقاد العلني للمسؤولين بسبب الأوضاع المعيشية خافتاً، سواء في تعليقات الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال الاحتجاجات الشعبية التي تركزت خصوصاً في محافظتي السويداء ودرعا جنوبي البلاد، مع أنباء عن تحركات مماثلة في بعض مدن الساحل.
زمن الخوف انتهى وعهد البعث كذلك
وتتواصل الاحتجاجات الشعبية المترافقة مع "عصيان مدني" في مناطق متفرقة من محافظة السويداء، جنوبي سوريا، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن تلك الاحتجاجات مستمرة تحت شعار "زمن الخوف انتهى وعهد البعث كذلك"، من خلال طرح مطالب شعبية تتركز على "تنحي رأس النظام، بشار الأسد، وتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي في البلاد، وعودة الحياة إلى طبيعتها، والعيش بكرامة".
وشهد مركز مدينة السويداء وقرى وبلدات سليم والرحا والقريّا وقنوات وسالة وعريقة وداما غربي المحافظة، احتجاجات سلمية، وسط إغلاق طرقات وإشعال إطارات مطاطية، تأكيداً من المحتجين على مطالبهم تحت شعار "لا تخاف مع أهل بلدك وقاف (قف)".
وأقدم محتجون على إحراق لافتة عليها صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد في ساحة تشرين وسط مدينة السويداء.
وجاء حرق صورة الأسد، وسط تزايد حشود المحتجين الذين تقاطروا من مختلف بلدات المحافظة اليوم الأربعاء إلى ساحة السير وسط مدينة السويداء.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصورًا للحظة إحراق صورة الأسد، التي تجمع حولها عدد من المحتجين.
وتمر سوريا بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى انخفاض قيمة عملتها إلى مستوى قياسي بلغ 15500 ليرة للدولار الواحد، الأسبوع الماضي، في انهيار متسارع. وكانت العملة تُتداول بسعر 47 ليرة للدولار في بداية الصراع قبل 12 عاما.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سوريا انهيار الأوضاع الاقتصادية أخبار سوريا الحكومة السورية احتجاجات سورية
إقرأ أيضاً:
لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية
موسكو دمشق "رويترز" "د ب أ": التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بنظيره السوري أسعد الشيباني في موسكو اليوم في زيارة هي الأولى لمسؤول سوري رفيع المستوى من الحكومة الجديدة بعد الإطاحة بحليف روسيا القديم بشار الأسد في ديسمبر.
وقال لافروف إن موسكو تأمل أن يحضر الرئيس السوري أحمد الشرع قمة بين روسيا والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في موسكو في أكتوبر.
وتابع لافروف "بالطبع، نأمل أن يتمكن الرئيس الشرع من المشاركة في القمة الروسية العربية الأولى، المقرر عقدها في 15 أكتوبر".
ووصل الشرع إلى السلطة، بعد أن قاد قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر وتشكيل حكومة جديدة. وفر الأسد لروسيا حيث حصل على حق اللجوء.
ومنذ ذلك الحين، سعت موسكو إلى الحفاظ على علاقاتها مع السلطات السورية الجديدة، بما في ذلك تقديم الدعم الدبلوماسي لدمشق في مواجهة الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال الشيباني إن زيارته إلى موسكو تهدف إلى "بدء نقاش ضروري ... بناء على دروس الماضي، لصياغة المستقبل".
وقال إنه اتفق مع لافروف على تشكيل لجنتين مكلفتين بإعادة تقييم الاتفاقيات السابقة بين سوريا وروسيا.
وأوضح أن هناك فرص كبيرة جدا لسوريا قوية وموحدة معربا عن أمله في أن تكون موسكو إلى جانب دمشق في هذا المسار.
ووجه لافروف الشكر للسلطات السورية على ضمان أمن قاعدتين روسيتين في البلاد، حيث لا تزال موسكو تحتفظ بوجود لها ودعمت رفع العقوبات عن سوريا.
وفي مايو حذر وزير الخارجية الروسي من "التطهير العرقي" للأقليات الدينية السورية على يد "جماعات مسلحة متطرفة".
من جهتها قالت الأمم المتحدة اليوم إنه بينما هدأ القتال إلى حد كبير في محافظة السويداء جنوبي سوريا، تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير.
وبحسب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ما زال يتم الإبلاغ عن اشتباكات متفرقة في مناطق ريفية بعد
العنف الذي نشب مؤخرا.
وذكرت الأمم المتحدة إنه رغم انخفاض العنف، فإن البنية التحتية انهارت.
وتواجه المستشفيات نقصا شديدا في الطواقم والكهرباء والماء والإمدادات الطبية الضرورية. وتوقفت الخدمات العامة في بلدات عديدة تماما.
وبدأت قوافل مساعدات من الصليب الأحمر السوري في الوصول إلى المناطق المتضررة في استجابة للأزمة المتفاقمة.
وذكرت الوكالة أن معظم السكان باتوا الآن يعتمدون على المساعدات الإنسانية.