أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن النشاط العلمي المتواصل داخل الجامعة يعكس دعم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في التصدي للتحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية. 

جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي السادس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، تحت عنوان: «التغريب في العلوم العربية والشرعية: المظاهر - الأسباب - سبل المواجهة»، برئاسة الدكتور رمضان حسان، عميد الكلية.

وأشار داود إلى تجربة الدكتور زكي نجيب محمود، الذي تأثر بما شاهده من تقدم الغرب خلال إقامته في أوروبا، فكتب «شروق من الغرب»، قبل أن يعود ويكتشف عظمة التراث العربي والإسلامي، ويُعجب بما يحمله من نبوغ وثراء معرفي.

ملتقى الجامع الأزهر: الغزوات في الإسلام لم تكن هجومية بل دفاعيةالجامع الأزهر يطلق موسمًا جديدًا للدراسة برواق العلوم الشرعية والعربية .. السبت

وأوضح رئيس الجامعة أن هذا التراث يستحق التمسك به والبناء عليه، مستشهدًا بقول الإمام عبد القاهر الجرجاني: «إن لم يكن هذا كدي فهو تعب أبي وجدي». وأضاف أن اختيار الكلية لموضوع المؤتمر يعكس وعيًا فكريًا عميقًا، مشيرًا إلى أن أزمة الفكر تكمن في التغريب والتغييب، اللذين يمثلان وجهين لعملة واحدة.

وشدد داود على أن التغريب هو الانبهار الأعمى بالغرب، الذي أدى إلى تغييب الهوية الثقافية والفكرية عن الأجيال الجديدة، مؤكدًا أن ذلك أفرز عقولًا ضعيفة مشوشة تسعى إلى هدم الثوابت والتراث. كما بيّن أن ما يُروج اليوم من تقدم فكري قائم على هدم التراث هو تراجع حقيقي، مثلما قال الأخفش: «إنهم يتقدمون بالنحو ولكنهم يتقدمون إلى الخلف».

وانتقد داود صعوبة بعض المؤلفات الحديثة التي يدّعي أصحابها التجديد دون إدراك لأساسيات العلم، مشيرًا إلى أهمية العودة للأصالة والربط بين العبادة والفلاح كما يظهر في نداء الأذان.

وأكد أن المواجهة الحقيقية للتغريب تكمن في الجمع بين الثوابت والتجديد، عبر بعث جديد للمعرفة ينبت من جذور التراث، مثل الشجرة التي تمتد فروعها بعمق وجذور قوية. 

واستشهد بمقولة: «لا يكون العالم عالمًا حتى يكون له فكر من رأسه، وثمر من غرسه»، وبكلمة الشيخ الشعراوي: «لا تكون الكلمة من الرأس حتى تكون اللقمة من الفأس».

وفي ختام كلمته، شدد داود على ضرورة التحول من استيراد المعرفة إلى إنتاجها، مؤكدًا أن الأمة لن تتقدم إلا إذا امتلكت المعرفة، واستغنت بها عن التبعية، قائلًا إن أغنى الناس من استغنى بنفسه عن الذل للناس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئيس جامعة الأزهر التغريب التغييب المزيد

إقرأ أيضاً:

هجوم روسي عنيف يستهدف كييف.. وتقدم على جبهة دونيتسك

قالت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف، إن روسيا شنت هجوما جويا على المدينة، مضيفة أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية تحاول التصدي له.

وأعلن الجيش الروسي الأحد شن هجوم على منطقة دنيبروبتروفسك المتاخمة لدونيتسك وزابوريجيا اللتين تحتل موسكو أجزاء منهما في شرق أوكرانيا، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وفي ظل تعثر مفاوضات السلام بين الطرفين.

وذكرت قيادة قوات الدفاع عن الجنوب الأوكراني قالت ،إن "العدو لا يتخلى عن نواياه بدخول منطقة دنيبروبتروفسك” بوسط شرق البلاد، مؤكدة أن القوات الأوكرانية “تسيطر على قطاع الجبهة".


وذكر الجيش الروسي، أن "وحدات من الفرقة 90 المدرعة بلغت الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك الشعبية وتواصل شن هجوم على أراضي منطقة دنيبروبتروفسك"، مستخدما تسمية موسكو لمنطقة دونيتسك بعد إعلان ضمها عقب الغزو الذي بدأ عام 2022.

ودنيبروبتروفسك ليست من بين المناطق الخمس التي أعلنتها موسكو أراض روسية، وهي دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا والقرم.

وأعلن الرئيس الروسي السابق والمسؤول الثاني في مجلس الأمن القومي دميتري مدفيديف إن التقدم الأخير تحذير لكييف.

وتابع، "كل من يرفض الاعتراف بحقائق الحرب خلال المفاوضات سيواجه حقائق جديدة على الأرض. قواتنا المسلحة شنت هجوما في منطقة دنيبروبتروفسك".

 وتتعرض دنيبروبتروفسك وخصوصا عاصمتها دنيبرو لضربات روسية متواصلة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.



والسبت، قال مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز، إن واشنطن تعتقد أن الرد الروسي على هجوم أوكرانيا بالطائرات المسيرة نهاية الأسبوع الماضي لم يأت بعد، ومن المرجح أن يكون ضربة كبيرة ومتعددة الجوانب.

وأفاد مصدر للوكالة بأنه "لم يتضح توقيت الرد الروسي الكامل"، فيما ذكر مصدر ثان بأن "الرد من المرجح أن يشمل أنواعًا مختلفة من القدرات الجوية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة".

وأوضح المسؤول الأول أن هجوم موسكو سيكون "غير متكافئ"، أي أن نهجه واستهدافه لن يُحاكي الضربة التي شنتها أوكرانيا نهاية الأسبوع الماضي ضد الطائرات الحربية الروسية.

من جانب آخر قال مصدر دبلوماسي غربي إنه على الرغم من أن رد روسيا "ربما يكون قد بدأ"، إلا أنه من المرجح أن يشتد بضربات تستهدف أهدافا أوكرانية رمزية مثل المباني الحكومية، في محاولة لتوجيه رسالة واضحة إلى كييف.

وتوقع دبلوماسي غربي كبير آخر هجوما مدمرا من موسكو، وقال: "سيكون هائلاً ووحشيًا ولا هوادة فيه".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الجمعة تنفيذ ضربات مكثفة ليلية استهدفت مواقع عسكرية أوكرانية، ردا على الهجمات الأخيرة التي طالت الأراضي الروسية.

وشملت الضربات مكاتب تصميم ومصانع لإنتاج وصيانة الأسلحة والمعدات العسكرية، وورشا لتجميع الطائرات المسيرة الهجومية، بالإضافة إلى مراكز تدريب الطيارين ومستودعات للذخيرة، وفقا وسائل إعلام روسية.

مقالات مشابهة

  • مات غدرا.. مرصد الأزهر ينعى الدكتور محمد عبد الحليم الباحث بوحدة الدراسات
  • تنسيق الأزهر 2026.. ما هي الكليات التي يتطلب الالتحاق بها عقد اختبارات قدرات؟
  • "جامعة 4.0".. جامعة المجتمع المعرفي
  • المخرج الكبير داود عبد السيد يواصل رحلة العلاج.. ووزير الثقافة يتابع حالته عن كثب
  • الداخلية تحتفل مع كبار السن بعيد الأضحى وتقدم الهدايا لهم
  • بوتين يقر إستراتيجية لتطوير البحرية وتقدم روسي نحو دنيبروبتروفسك
  • هجوم روسي عنيف يستهدف كييف.. وتقدم على جبهة دونيتسك
  • الجاهلية المعاصرة.. الخشت: هذه شروط المراجعة الفكرية للعناصر التكفيرية
  • كتائب القسام تنشر مشاهد لاستهداف جرافة عسكرية من نوع “D9”
  • لأول مرة..عودة شركات الطيران إلى الكيان مرهون بقرار من اليمن