هيئة الخدمات العامة تختتم ملتقى سلامة المياه مع منظمة الصحة العالمية
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
اختتمت هيئة الخدمات العامة اليوم أعمال الملتقى سلامة المياه بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بمشاركة أكثر من 40 شركة مرخصة عاملة في قطاع المياه، وذلك بعد خمسة أيام تدريبية مكثفة هدفت إلى تطوير قدرات الكوادر الوطنية العاملة في هذا القطاع، ورفع مستوى التأهيل الفني بما يواكب التحولات العالمية في مجال إدارة سلامة المياه.
وتضمّن الملتقى طرح عدد من أوراق العمل المتخصصة التي تناولت الجوانب الفنية والتنظيمية في مجال سلامة وجودة المياه، إلى جانب تنظيم جلسات تفاعلية ثرية ناقشت أبرز التحديات التي تواجه القطاع على المستوى الوطني والدولي، وأسهمت في تعزيز التفاهم المشترك وتبادل أفضل الممارسات بين المشاركين.
تنمية مستدامة
وأشادت منظمة الصحة العالمية بالسياسات والممارسات المتبعة في سلطنة عُمان في مجال سلامة المياه، مؤكدة على أن سلطنة عمان تُعد أنموذجًا إقليميًا يحتذى به في إدارة هذا القطاع الحيوي، كما أثنت على الجهود الريادية التي تبذلها هيئة تنظيم الخدمات العامة في تعزيز معايير الجودة، وتبنّي منهجيات التدريب المستمر، وتأهيل الكوادر الوطنية وفقًا لأحدث المعايير العالمية، وأشارت المنظمة إلى أن التكامل بين الأطر التشريعية والتقنية في سلطنة عُمان يمثل ركيزة أساسية في ضمان سلامة المياه وجودتها على المدى البعيد، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالصحة العامة والبيئة.
وأكد المشاركون أن الملتقى شكّل منصة متقدمة لبناء قدراتهم الفنية وتعزيز معارفهم المتخصصة في إدارة سلامة المياه، وأوضحوا أن المحتوى التدريبي المتكامل، والنقاشات الثرية، وحلقات العمل التفاعلية قد أسهمت في تمكينهم من تطبيق أفضل الممارسات العالمية، وتطوير خطط واضحة وشاملة للتعامل مع المخاطر المائية والتحديات التشغيلية. وأضافوا أن مشاركة خبراء من منظمة الصحة العالمية أضفت على البرنامج قيمة علمية ومعرفية متميزة، ما يعكس أهمية استمرار مثل هذه المبادرات الوطنية الطموحة. كما أشادوا بجهود هيئة تنظيم الخدمات العامة في الارتقاء بمستوى الكفاءات العاملة في قطاع المياه، مؤكدين على أن هذه التجربة أسهمت في رفع وعيهم بمفاهيم السلامة المائية، ومكّنتهم من تبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين مختلف الجهات، بما يدعم كفاءة الأداء المؤسسي ويعزز من مستويات الأمن المائي في سلطنة عُمان.
وفي ختام أعمال الملتقى، أكدت الدكتورة رولا الإمام، الضابط الفني بمنظمة الصحة العالمية: أن هذا الحدث يمثل محطة محورية في مسيرة تعزيز منظومة سلامة المياه في سلطنة عمان، مشيرة إلى أهمية النهج الاستباقي الذي طورته المنظمة منذ عام 2009، والذي يقوم على تقييم وإدارة المخاطر لضمان الحصول على مياه شرب آمنة ومستدامة.
وأوضحت أن الملتقى لا يقتصر على بناء القدرات وتدريب الكوادر، بل يشكّل منصة لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكة بين الجهات المعنية بقطاع المياه، إلى جانب تطوير جاهزية الاستجابة لحالات الطوارئ، مما يسهم في دعم جهود حماية الصحة العامة ورفع كفاءة المؤسسات العاملة في هذا القطاع الحيوي.
وحول واقع سلامة المياه في سلطنة عمان، أشارت الدكتورة رولا إلى الدور الريادي لسلطنة عمان مستوى الإقليم في تطبيق خطة سلامة المياه، حيث بدأت في تبني هذا النهج منذ ما قبل عام 2010، وحققت نتائج ملموسة، إذ تفيد بيانات البرنامج المشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف بأن أكثر من 90% من سكان السلطنة يحصلون على مياه شرب مُدارة بأمان، وهي من أعلى النسب على مستوى المنطقة.
تطوير خطط السلامة المائية
وأكدت أن المنظمة توصي في المرحلة القادمة بتعزيز هذا النهج من خلال تشكيل لجنة فنية وطنية تتولى الإشراف على تنفيذ وتطوير خطط سلامة المياه، وتوفير الموارد البشرية والتقنية اللازمة، إلى جانب إطلاق مشروع تجريبي نموذجي يُحتذى به من قِبل شركات تزويد المياه في سلطنة عمان، وذلك ضمن إطار تنظيمي وتشريعي داعم.
واختتمت حديثها بالتأكيد على استعداد منظمة الصحة العالمية لمواصلة تقديم الدعم الفني والتقني، ومرافقة السلطنة في جهودها لضمان استدامة إمدادات المياه وتعزيز الصحة العامة على المدى البعيد. وشمل البرنامج التدريبي للملتقى الذي استمر على مدى خمس أيام مناقشة محاور متعددة من بينها تطوير وتنفيذ خطط السلامة المائية، وتشكيل فرق متعددة التخصصات، وتطوير أنظمة إمداد المياه، وتحديد وإدارة المخاطر، وتقييم التدابير المتبعة، ووضع خطط للتحسين التدريجي، إلى جانب تصنيف وحدات المراقبة التشغيلية، والتحقق من فاعلية الخطط لإدارة الأزمات، وتعزيز البرامج الداعمة، ومراجعة الخطط وتحديثها بشكل دوري بما يواكب المستجدات.
وفي إطار ربط الجانب النظري بالتطبيق العملي، نُظّمت زيارة ميدانية لإحدى منشآت نماء لخدمات المياه في منطقة الخوض بولاية السيب، حيث اطلع المشاركون على العمليات التشغيلية المرتبطة بتخزين وتوزيع المياه، وآليات تطبيق معايير السلامة المائية، مما أتاح لهم فرصة للتعرّف على الممارسات الميدانية الناجحة والاستفادة منها.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى في إطار التزام هيئة تنظيم الخدمات العامة برفع جودة الخدمات المائية، وتحقيق الاستدامة البيئية والصحية، من خلال بناء قدرات وطنية متخصصة، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الدولية ذات العلاقة، بما يرسّخ مكانة سلطنة عُمان في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال الحيوي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة السلامة المائیة الخدمات العامة سلامة المیاه سلطنة عمان فی سلطنة ع المیاه فی إلى جانب
إقرأ أيضاً:
توقيع مذكرة تعاون بين مدينة عبري الصحية والصحة العالمية
احتفلت اللجنة الصحية بولاية عبري صباح اليوم بتوقيع مذكرة تعاون بين مدينة عبري الصحية ومنظمة الصحة العالمية برعاية سعادة الشيخ الدكتور سعيد بن حميد الحارثي والي عبري.
وقال الدكتور جان يعقوب جبور ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان يأتي احتفال توقيع مذكرة التعاون إيذانًا بانضمامها إلى شبكة المدن الصحية التابعة لدى منظمة الصحة العالمية، وبما يتماشى مع ما تشهده سلطنة عمان من اهتمام متزايد بتطوير القطاع الصحي والتوسع في اللامركزية وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يدعم التنمية على مستوى المحافظات ويرسخ مبدأ الصحة في جميع السياسات، وهو المبدأ الذي تنادي به منظمة الصحة العالمية.
من جانبه قال سعادة الشيخ الدكتور سعيد بن حميد الحارثي والي عبري: إن التوجه لإعلان مدينة عبري الصحية هو توجه لحياة أكثر وعي وصحة ورفاهية واستدامة لجميع أهلها والقاطنين فيها على حد سواء، وتنطلق من ثوابت "رؤية عمان 2040" التي جعلت من الإنسان والمجتمع ركيزة أساسية في محاورها.
وأوضح الدكتور أحمد بن سعيد الكلباني مدير عام المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الظاهرة: لقد تبنت وزارة الصحة البرامج المعززة للصحة ومن ضمنها برنامج المدن الصحية والذي يعد من أهم مبادرات منظمة الصحة العالمية ويهدف إلى بناء مدن فيها الصحة مسؤولية مشتركة بين المجتمع ومؤسسات الدولة، ومن هذا المنطلق تأتي ولاية عبري لتكون جزءا من المنظومة العالمية مؤكدة جاهزيتها واستعدادها لتنفيذ برنامج المدن الصحية وذلك بما يحمله من معايير ومؤشرات تتطلب التخطيط الدقيق والتنسيق الواسع والعمل المجتمعي الفعال.
وقدم صالح بن سيف الصوافي مشرف الخدمات الصحية بولاية عبري عرضًا مرئيًّا عن مفهوم المدن الصحية أشار من خلاله قائلاً: إن المدينة الصحية تعتبر مدينة محددة جغرافيًّا وتتبع معايير الصحة العالمية وتهدف إلى تحسين جودة الحياة من خلال بيئة صحية، تعتمد على سياسات الصحة والوقاية والحد من التلوث وتعزيز النشاط البدني، مع الاهتمام بتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض.