أوروبا واجهت خلال 2024 فيضانات غير مسبوقة وأعلى درجات حرارة في تاريخها
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
المناطق_واس
كشف تقرير مشترك صادر عن مرصد “كوبرنيكوس” الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية, أن القارة الأوروبية شهدت في عام 2024 ظواهر مناخية غير مسبوقة, تمثلت في تسجيل أعلى درجات حرارة على الإطلاق, إلى جانب فيضانات تعد الأوسع منذ أكثر من عقد.
وأوضح التقرير أن نحو ثلث شبكة الأنهار الأوروبية تعرضت للفيضان خلال عام، صنف من بين أكثر عشرة أعوام رطوبة منذ عام 1950, فيما تسببت الفيضانات في وفاة 335 شخصًا وتضرر 413 ألفًا آخرين, بخسائر قدرت بـ 18 مليار يورو.
وسجلت العاصفة “بوريس” في سبتمبر الماضي أمطارًا تعادل 3 أشهر خلال 5 أيام, مخلفة دمارًا في 8 دول.. كما أسفرت فيضانات أكتوبر الماضي في مدينة فالنسيا الإسبانية عن وفاة 232 شخصًا.
ورغم أن النمط المناخي المتباين يرجع إلى أنظمة ضغط جوي متضادة, فإن الاحترار العالمي لعب دورًا كبيرًا في زيادة عنف العواصف, وفقًا لخبراء المناخ.. حيث تشهد أوروبا احترارًا أسرع بمرتين من المتوسط العالمي, ما يجعلها “القارة الأكثر دفئًا” لتشكل “بؤرة مناخية ساخنة”.
كما أسهمت حرارة 2024 في ذوبان غير مسبوق للأنهار الجليدية وارتفاع حرارة البحار، وحذر أندرو فيروني, من مكتب الأمم المتحدة لتغير المناخ, من أن المخاطر المناخية قد تصل إلى “مستويات كارثية” بحلول منتصف القرن, داعيًا إلى خفض درجة الاحترار “حتى بمقدار عشر درجة مئوية”.
وأوضح التقرير أن 50% فقط من المدن الأوروبية تعتمد خططًا لمواجهة الكوارث المناخية, مقارنة بـ 26% فقط في عام 2018, فيما لا تزال بعض دول جنوب شرق أوروبا وجنوب القوقاز متأخرة في هذا المجال, مما يستدعي “تحركًا أوسع وأكثر تنسيقًا”.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أوروبا
إقرأ أيضاً:
دراسة: الاحتباس الحراري العالمي فاقم فيضانات بباكستان
أظهرت دراسة جديدة أن الأمطار الغزيرة التي أدت لفيضانات في باكستان خلال الأسابيع الأخيرة، وأسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، تفاقمت حدتها بسبب تغير المناخ في العالم بفعل الأنشطة البشرية وزيادة انبعاثات غازات الدفيئة التي لا تصدر باكستان سوى 1% منها.
وكشفت الدراسة التي أجراها مجموعة من العلماء الذين يدرسون دور الاحتباس الحراري في الطقس المتطرف، أن هطول الأمطار من 24 يونيو/حزيران إلى 23 يوليو/تموز كان أثقل بنسبة 10% إلى 15% بسبب تغير المناخ، وهذا أدى إلى انهيار العديد من المباني في المناطق الحضرية والريفية في باكستان.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ما الفرق بين الطقس والمناخ؟list 2 of 4دراسة: تغير المناخ يجعل العواصف أشد فتكاlist 3 of 4كيف يؤثر تغير المناخ على الصحة؟list 4 of 4مفاهيم مناخية.. ما العلاقة بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟end of listوأعلنت الحكومة الباكستانية عن مقتل 300 شخص على الأقل وتضرر 1600 منزل بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة وعوامل تطرف الطقس منذ 26 يونيو/حزيران الماضي.
وأفادت الدراسة أن غالبية سكان المناطق الحضرية الباكستانية، الذين يشهدون نموا سكانيا سريعا، يعيشون في منازل مؤقتة، غالبا في مناطق معرضة للفيضانات. وكان انهيار المنازل السبب الرئيسي لـ300 حالة وفاة.
وقال عالم المناخ جاكوب شتاينر، المقيم في العاصمة الباكستانية إسلام آباد إن ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار الغزيرة الناجمة عن الاحتباس الحراري العالمي أديا إلى تسريع وتيرة الأحداث الجوية المتطرفة الأخيرة بشكل أسرع مما توقعه خبراء المناخ.
من جهته، قال شتاينر، عالم الجيولوجيا في جامعة غراتس في النمسا، والذي يدرس موارد المياه والمخاطر المرتبطة بها في المناطق الجبلية: "لقد حدث العديد من الأحداث التي توقعنا حدوثها في عام 2050؛ في عام 2025، إذ كانت درجات الحرارة هذا الصيف، مرة أخرى، أعلى بكثير من المتوسط".
وأدت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى سلسلة من الكوارث التي ضربت جنوب آسيا بشكل عام، وخاصة جبال الهيمالايا، التي تمتد عبر 5 دول، في الأشهر والأسابيع القليلة الماضية.
إعلانوأدى ذوبان البحيرات الجليدية إلى فيضانات جرفت جسرا رئيسيا يربط نيبال والصين، بالإضافة إلى العديد من سدود الطاقة الكهرومائية في يوليو/تموز. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ضربت فيضانات وانهيارات أرضية قرية في شمال الهند، وهذا أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل وفقدان المئات.
قال مؤلفو الدراسة إن معدل هطول الأمطار الذي تم تحليله في باكستان يُظهر أن تغير المناخ يزيد من خطورة الفيضانات، إذ وجدت الدراسة أن ارتفاع درجة حرارة الجو يحمل رطوبةً أكبر، وهذا قد يزيد من كثافة الأمطار.
وأكدت مريم زكريا، الباحثة في مركز السياسة البيئية في إمبريال كوليدج لندن والمؤلفة الرئيسية للدراسة أن كل عُشر درجة من الاحترار ستؤدي إلى هطول أمطار موسمية أكثر غزارة، وهذا يشير وفقها إلى أن التحول السريع من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة يعد أمرا ملحا للغاية.
ورغم أن باكستان مسؤولة عن أقل من 1% من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، إلا أن الأبحاث تُظهر أنها تتكبد أضرارا جسيمة جراء الظروف الجوية المتطرفة.
فقد شهدت البلاد موسم الرياح الموسمية الأكثر تدميرا في عام 2022، إذ تسببت الفيضانات في مقتل أكثر من 1700 شخص وتسببت في أضرار تُقدر بنحو 40 مليار دولار.
ووفقا للأمم المتحدة، فإنّ الصناديق العالمية المُخصّصة لمعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغيّر المناخ، أو الصناديق المُخصّصة للتكيّف معه، أقلّ بكثير من المبالغ اللازمة لمساعدة دول مثل باكستان على التكيّف مع آثار المناخ.
وتُحذّر الأمم المتحدة من أنّ صندوق الخسائر والأضرار التابع لها لا يغطّي سوى جزءٍ ضئيلٍ من المبلغ اللازم لمعالجة الأضرار الاقتصادية السنوية الناجمة عن تغيّر المناخ والطقس المتطرف.
كما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن البلدان المتقدمة مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، المسؤولة عن الجزء الأكبر من الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب في الغلاف الجوي تاريخيا، تقدم أقل كثيرا مما هو مطلوب لتمويل التكيف مع التغير المناخي.