اتساع نطاق الاحتجاجات الإسرائيلية.. 300 طيار يوقعون عريضة لوقف الحرب في غزة
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
اتسعت رقعة الاحتجاجات في إسرائيل ضد استمرار الحرب على غزة، حيث “وقع نحو 300 طيار من شركات الطيران المدني الإسرائيلية، يمثلون قرابة ثلث الطيارين المدنيين في البلاد، على عريضة تطالب بوقف الحرب من أجل استعادة الأسرى المحتجزين لدى حركة “حماس”.
وذكرت القناة “12” الإسرائيلية “أن الطيارين الذين ينتمون لشركات مثل “إل عال”، و”أركيا”، و”يسرائير”، و”تشالنج إيرلاينز”، وطيران “حيفا”، إضافة إلى شركات تشغل طائرات خاصة، عبّروا في رسالتهم عن دعمهم الكامل لجهود استعادة الأسرى، معتبرين أنها “المهمة الأكثر إلحاحاً”.
وجاء في نص العريضة: “نحن، الطيارون المدنيون في الخطوط الجوية الإسرائيلية، العاملون والمتقاعدون، ندعو القيادة إلى إعادة جميع الأسرى دون تأخير، حتى لو تطلب ذلك وقف الحرب، فكل يوم يمر يعرض حياتهم للخطر”.
وبحسب القناة، “فإن مبادرة الطيارين جاءت بعد رسائل وصلت إليهم من عناصر في القوات الجوية، وحثّ الموقعون زملاءهم في قطاعات أخرى على الانضمام إلى الحراك”.
وتسعى هذه المبادرة إلى “إدخال “الهستدروت”، أكبر اتحاد نقابات عمالية في إسرائيل، إلى دائرة الضغط الشعبي، وهو ما من شأنه أن يضاعف التأثير على صناع القرار”.
وتأتي هذه التحركات “ضمن موجة احتجاجات متصاعدة شهدتها إسرائيل مؤخراً، أبرزها إعلان مئات من جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات 8200 رفضهم الاستمرار في الخدمة، محذرين من أن استمرار العمليات العسكرية يعرّض حياة الجنود والأسرى للخطر”.
مئات جنود “جولاني” يطالبون بإنهاء الحرب على غزة مقابل استعادة الأسرى
وكان وقع مئات الجنود المسرّحين من لواء “جولاني” الشهير عريضة تطالب “بوقف الحرب على قطاع غزة من أجل استعادة الأسرى المحتجزين لدى حركة “حماس”، حتى وإن تطلب الأمر التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى شامل”.
وجاء في نص العريضة، التي نشرت اليوم الجمعة: “ندعم رسالة الطيارين المؤرخة في 9 أبريل 2025، ونطالب بإعادة الأسرى إلى ديارهم دون تأخير، حتى وإن كان ذلك على حساب الوقف الفوري للقتال”، وضمت قائمة الموقعين على العريضة “أسماء بارزة من كبار الضباط السابقين، بينهم القادة السابقون أوري ساغي، إيلان بيران، إيمانويل هارت، وقائد لواء جولاني السابق غيورا عنبار”.
ويأتي هذا الموقف “في سياق موجة متنامية من الاحتجاجات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية،” “بعد أن وقّع مئات الطيارين في سلاح الجو ووحدات النخبة، خلال الأيام الماضية، عرائض مشابهة تدعو إلى وقف الحرب مقابل الإفراج عن الأسرى”.
وردًا على هذه التحركات، قرر قائد سلاح الجو تومر بار، ورئيس الأركان إيال زامير، “إقالة جنود الاحتياط النشطين الموقعين على العريضة من الخدمة”.
وفي موازاة الاحتجاجات العسكرية، “تشهد الأوساط المدنية في إسرائيل حملة ضغط متصاعدة، إذ تم تسجيل توقيع نحو 3000 من العاملين في القطاع الصحي، و1700 فنان، و3500 أكاديمي، إضافة إلى عدد كبير من التربويين والطلاب وأولياء الأمور، على عرائض تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى “بأي ثمن”.
آخر تحديث: 18 أبريل 2025 - 13:22المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الاحتجاجات في إسرائيل الحرب على غزة حماس وإسرائيل استعادة الأسرى
إقرأ أيضاً:
أطفال غزة... عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة الإسرائيلية (تقرير)
في سوق شعبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قرب مركز للإيواء، يتناوب مجموعة أطفال على تشغيل آلة معدنية يدويا لفرم حبات الحمص الصلبة، في محاولة لكسب لقمة العيش وسط تجويع ممنهج تفرضه إسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية منذ 20 شهرا.
بأياد صغيرة ووجوه أرهقها الجوع والتعب، يدفع الأطفال بقوة آلة الفرم في حركة دائرية مرهقة، في مشهد يلخص حجم المسؤوليات التي باتت تثقل كاهلهم، بعدما فقدوا حقهم في التعليم والحماية والعيش الكريم.
ينخرطون في أعمال شاقة فرضتها ظروف الحياة البدائية التي أعادتهم إليها الحرب بعد قطع الكهرباء منذ 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من تعطل الأجهزة الإلكترونية على إثر ذلك وغياب التكنولوجيا ووسائل النقل، ما أجبرهم على أداء مهام تفوق قدراتهم وأعمارهم.
ومن تلك الأعمال على سبيل الدلالة لا الحصر، عملية فرم الحمص يدويا بدلا من الآلات الكهربائية، وجر العربات الثقيلة، ما يضاعف من معاناة الأطفال ويفاقم من التداعيات السلبية للعمالة التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي والقيم الإنسانية.
وتدعو منظمة العمل الدولية للقضاء على عمالة الأطفال ومكافحتها، ودشنت لهذا الغرض يوما عالميا يوافق 12 يونيو من كل عام.
وفي 16 مارس الماضي حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة « يونيسف » من أن أطفال فلسطين يواجهون أوضاعا « مقلقة للغاية » ويعيشون في « خوف وقلق شديدين »، ويعانون تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.
ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43 في المائة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ويدفع الأطفال الثمن الأعلى لهذه الحرب المتواصلة والتي خلفت وفق البيانات الرسمية أكثر من 18 ألف قتيل منهم، وإصابة عشرات الآلاف بينهم حالات بتر لطرف أو أكثر من أجسادهم، وفق ما أكدته تقارير حقوقية.
وأما باقي الأطفال، فيعيشون ظروفا مأساوية جراء النزوح المتكرر وفقدان أفراد من عائلاتهم بينهم المعيل الأساسي، ما جعلهم يتحملون مسؤوليات كبيرة أبرزها توفير قوتهم.
** توفير قوت العائلة
الطفل عبد الرحمن أبو جامع، أحد المتناوبين على فرم الحمص، النازح من بلدة بني سهيلا إلى وسط خان يونس، يقول لمراسل الأناضول إن الإبادة الجماعية المتواصلة أفقدتهم كامل حقوقهم.
عبد الرحمن يلفت إلى أن أطفال غزة كانوا يعيشون قبل الحرب بسعادة، ويتعلمون في المدارس ويرتدون ثياب الأعياد الجديدة، إلا أن حياتهم تغيرت منذ بدء الإبادة.
وأوضح أنه اضطر مدفوعا بالجوع والفقر للعمل في تحضير « الفلافل » من أجل توفير قوت يوم عائلته وإطعامهم وسط المجاعة المتفشية في القطاع.
وأشار إلى أن الحلول الأخرى من أجل الحصول على الطعام كالتوجه لنقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية « مميتة »، قائلا: « من يخرج لتلقي المساعدات يُقتل أو يُصاب ».
وحسب وزارة الصحة بقطاع غزة، فإن حصيلة ضحايا « المساعدات » قرب نقاط التوزيع الأمريكية الإسرائيلية، بلغت « 224 شهيدا وألف و858 إصابة » منذ 27 ماي.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل في 27 مايو تنفيذ مخطط لتوزيع « مساعدات » عبر « مؤسسة غزة الإنسانية » المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، ويقول فلسطينيون إن المخطط يستهدف تهجيرهم من شمال القطاع إلى جنوبه.
يأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولم تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.
وعبر الطفل الفلسطيني عن خطورة الأوضاع في قطاع غزة، قائلا إن « الفلسطيني لا يضمن نجاته حتى على بُعد خطوتين »، في إشارة إلى احتمالية تعرضه لقصف إسرائيلي في أي لحظة حتى أثناء تنقله ومشيه.
** « الطفولة حُلم »
أما الطفلة حبيبة (8 أعوام)، فتتجول قرب مركز الإيواء بحثا عن أشخاص يشترون منها البسكويت من أجل مساندة عائلتها ماديا.
وتقول حبيبة التي نزحت مع عائلتها من شرق خان يونس إلى أحد مراكز الإيواء، إنها تبيع البسكويت لمساعدة عائلتها بمواصلة الحياة بحدها الأدنى.
وتضيف للأناضول، إنها تعمل من أجل شراء الدقيق في ظل المجاعة ومنع إدخال المساعدات.
وعن أحلامها، توضح الطفلة حبيبة أنها تتمنى « أن تعيش حياة طبيعية مثل باقي الأطفال »، لافتة إلى أنها قبل الحرب كانت « تلعب وتدرس ».
لكن مع بدء حرب الإبادة، أشارت إلى أن إسرائيل لم تبق شيئا على حاله، فيما عم الدمار كل مكان.
ووفق أحدث إحصاءات المكتب الحكومي بغزة، فإن نسبة الدمار الذي خلفته الإبادة منذ 7 أكتوبر 2023 بلغت نحو 88 في المائة من البنى التحتية والمنازل والمباني في القطاع.
خوف وخطر
الطفلة نور الشوا (11 عاما)، تقصد « مستشفى ناصر » يوميا برفقة أفراد من عائلتها لتعبئة المياه.
تقول وهي تدفع كرسيا متحركا عليه عدد من عبوات المياه الممتلئة والثقيلة، إنها فقدت الدراسة والتعليم.
وتعرب نور عن خوفها بسبب استمرار الإبادة الإسرائيلية التي سرقت منهم طفولتهم وطمأنينتهم.
وتشاطرها المعاناة الطفلة تالا الشنباري، التي اضطرت إلى العمل والوقوف لبيع بعض الأغذية من أجل مساعدة عائلتها في تأمين لقمة العيش.
وتستعيد تالا بمرارة ما كانت عليه حياتها قبل الحرب، قائلة: « كنا نعيش حياة جميلة، أما الآن فكل شيء تغير، المعابر مغلقة، ولا طعام ولا شراب، والوضع يزداد صعوبة مع استمرار القصف ».
وتوضح أنها برفقة عائلتها افتتحت « بسطة صغيرة لتأمين لقمة العيش »، وتابعت بمرارة: « نذهب للموت كي نجلب الطعام ».
وتأمل الطفلة الفلسطينية أن تنتهي الحرب في أقرب وقت بما يشمل عودتهم إلى مكان سكنهم شمال قطاع غزة، والالتقاء بأقاربهم.
آمال بانتهاء الحرب
الطفل يامن القرا، يقول وهو يفترش الأرض بعدد من الملابس بعضها بالٍ: « أبيع الملابس لمساعدة أسرتي على شراء الطحين ».
وتحت أشعة الشمس الحارقة يوضح يامن أنه فقد حقوقه في الدراسة واللعب، وتحول إلى عامل من أجل مساعدة عائلته.
ويعرب عن آماله في التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق نار بغزة، كي يعود إلى مدرسته وحياته الطبيعية.
وتحت وطأة المجاعة المتفاقمة، تعمل الطفلة منة الشنباري (14 عاما) على بيع الخبز مضطرة للفلسطينيين لمساندة عائلتها.
وبدلا من اللعب والضحك، تصرخ منة بصوتٍ عالٍ للفت انتباه المارة في السوق الشعبي: « يلا (هلموا إلى) الخبز ».
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 182 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
كلمات دلالية أطفال غزة إسرائيل طوفان الأقصى فلسطين