أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، “أنه سيتوجه إلى العاصمة الإيطالية روما يوم السبت المقبل للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة”، في إطار الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات المفروضة على طهران.

وأوضح عراقجي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن “سلطنة عُمان لا تزال الدولة المضيفة للمفاوضات”، مشيراً إلى “أن روما ستكون مجرد مكان لعقد الجولة الثانية، بينما تبقى مهمة الوساطة وتبادل الرسائل بين الطرفين بيد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي”.

وأضاف “أن المباحثات ستجري وفق جدول أعمال واضح يشمل مناقشة الإطار العام للبرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات الأميركية، معرباً عن أمله في تحقيق تقدم ملموس في حال أبدى الجانب الأميركي جدية في الحوار”.

وفي السياق ذاته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي “إن الجولة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الطرفان سيتقدمان نحو صياغة نص اتفاق نهائي”.

رسالة للكرملين وتحذيرات من التصعيد

وأشار عراقجي إلى “أن زيارته الأخيرة إلى موسكو كانت لتسليم رسالة من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تضمنت مستجدات المفاوضات مع واشنطن، إضافة إلى ملفات إقليمية ودولية”.

من جهته، وصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي التهديدات الإسرائيلية بشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية بـ”غير المقبولة”، محذراً من “تداعيات بيئية وإنسانية خطيرة في حال تنفيذها”.

موقف واشنطن والتصعيد المحتمل

في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب “إن بلاده لا تسعى للإضرار بالشعب الإيراني، لكنها لن تسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية”، مؤكداً أن “هذا خط أحمر لا يمكن التفاوض عليه”. وأوضح أن “واشنطن مستعدة للتفاوض “في حال وجود جدية متبادلة”، نافياً وجود نوايا لاحتلال أو السيطرة على موارد إيران.

وفي الوقت نفسه، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “ترامب رفض طلباً إسرائيلياً بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية كان مخططاً له في مايو المقبل، مفضلاً إعطاء فرصة للمفاوضات الدبلوماسية الجارية”.

خلفية الاتفاق النووي

يُذكر أن “الاتفاق النووي التاريخي الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى قد انهار فعلياً بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 خلال ولاية ترامب، وإعادة فرض العقوبات على طهران، ما دفع الأخيرة إلى تقليص التزاماتها النووية تدريجياً”.

ومع عودة ترامب، إلى الرئاسة في يناير 2025، “تبنت واشنطن مجدداً سياسة “الضغوط القصوى”، ما زاد من تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي في إيران، التي أعلنت في المقابل استعدادها للتفاوض على أساس “الاحترام المتبادل” دون التنازل عن حقوقها النووية”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا وإيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل الاتفاق النووي الإيراني الرئيس الامريكي دونالد ترامب جولة ثانية دونالد ترامب محادثات السلام محادثات عمان

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تخطط لشراء مقاتلات قادرة على حمل أسلحة نووية تكتيكية

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من قمة حلف الناتو في لاهاي عن خطوة استراتيجية كبرى تُعد الأبرز منذ نهاية الحرب الباردة: شراء 12 طائرة مقاتلة من طراز F‑35A قادرة على حمل القنابل النووية التكتيكية من طراز B61‑12 التي تزودها الولايات المتحدة. 

وتعيد بريطانيا لأول مرة منذ عام 1998 حالة القدرة على الإطلاق الجوي للأسلحة النووية، بعد أن تم سحب القنابل من نوع WE‑177 في ذلك التاريخ، وفقا لـ رويترز.

وأوضح ستارمر خلال الخطاب أن شراء هذه الطائرات يأتي في ظل “حقبة من عدم اليقين الجذري” وانعكاسات التهدّد المتصاعد من روسيا، فضلاً عن تراجع دور الولايات المتحدة التقليدي في أوروبا، ما يفرض على بريطانيا تعزيز قدراتها الدفاعية. 

بريطانيا تبدأ في إجلاء رعاياها من إسرائيلبريطانيا: لم نشارك في الضربة على إيران وأُبلغنا مسبقًا بهابريطانيا تستعد لإجلاء رعاياها من تل أبيب فور فتح الأجواءبريطانيا تسحب موظفيها من سفاراتها في إيران

وتعد الصفقة أكبر توسّع في الردع النووي البريطاني منذ عقود، ودلالة على التزام لندن بالمشاركة الفعالة ضمن الردع الجماعي لحلف شمال الأطلسي.

وتبلغ تكلفة كل مقاتلة نحو 80 مليون جنيه إسترليني، ليشكل المجموع ما يقارب مليار جنيه، وهو استثمار يُدعم نحو 20 ألف وظيفة محلية ويسهم في تعظيم دور الصناعات الدفاعية البريطانية 

ويتولى تخزين القنابل تحت إطار برنامج "الطائرات القادرة على حمل السلاح النووي" (Dual Capable Aircraft) في قاعدة RAF Marham، مع ضرورة موافقة “مجموعة التخطيط النووي لحلف الناتو”، وبنفس شروط الاتفاق الذي يربط الوزارة البريطانية مع البيت الأبيض.

ويعكس التوجه قرار الحكومة البريطانية بإعادة إحياء جزء من الردع الجوّي التكتيكي، مكملة لنظام الغواصات النووية Trident التي تعتمد عليها بريطانيا حالياً. 

ويُعتبر الطراز F‑35A خياراً عملياً نظراً لقدراته التشغيلية الأكبر ونطاقه الجوي الأوسع مقارنةً بطراز F‑35B المستخدم في حاملات الطائرات، فضلاً عن أسعاره الأقل نسبياً (تحقيق توفير يصل حتى 25% للطائرة الواحدة) 

وربط مكتب الدفاع هذه الخطوة أيضاً بمراجعة استراتيجية الدفاع الجديدة التي تهدف إلى رفع الإنفاق العسكري إلى 5 ٪ من الناتج المحلي بحلول 2035، كجزء من التزامات حلف الناتو، وزيادة جاهزية بريطانيا لمواجهة الصراعات المحتملة على أراضيها 

وفي تعليقه على هذا القرار، شدد ستارمر على أن "السلام لم يعد أمراً مفروغاً منه"، بينما وصف الأمين العام للناتو، مارك روتييه، هذه المبادرة بأنها “إسهام بريطاني قوي داخل الحلف”.

أمّا وزارة الدفاع الأمريكية فقد أوضحت أن توفيرها لقنابل B61 في إطار هذا الاتفاق يأتي ضمن النظام الدفاعي الجماعي للحلفاء.

ويعيد التحوّل الجناح النووي الجوي إلى خارطة الردع البريطانية، مجدداً شكلاً من أشكال القدرة على إطلاق سلاح نووي جواً إلى جانب الغواصة النووية.

ويُسلّط الضوء على سعي لندن لتبني سياسة دفاعية ثلاثية الجوانب: جوياً وبحرياً وبرّياً، بالتوازي مع خطة لتوسيع ترسانتها النووية إلى 225 – 260 رأساً نووياً بحلول المستقبل القريب .

وتأتي هذه الخطوة في ظل مناخ أمني متصاعد بين روسيا والغرب، وتداعيات النزاع في أوكرانيا، والقلق الدولي من تصاعد سباق التسلّح. وتضع بريطانيا نفسها مجدداً في خانة الصوّار الجويين داخل حلف الناتو، حيث ستشارك بفعالية في الردع النووي التكتيكي. هذه السياسة ستخضع لضوابط دولية تشمل موافقة الناتو والولايات المتحدة، وهي تثير جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والعسكرية، حول جدواها ورسالتها الاستراتيجية في إعادة الاستقرار الأوروبي.

طباعة شارك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قمة حلف الناتو لاهاي الحرب الباردة القنابل النووية التكتيكية الولايات المتحدة بريطانيا قمة حلف الناتو

مقالات مشابهة

  • رئيس الأركان الإسرائيلي: نفذنا عمليات في عمق إيران وأعدنا برنامجها النووي سنوات للوراء
  • واشنطن بوست: لماذا كان ترامب واثقا من أن إيران تطوّر قنبلة نووية؟
  • وزير الخارجية  الأمريكي يتحدث عن مصير النطام الإيراني ومستقبله
  • نتنياهو: الضربات على المنشآت النووية الإيرانية عطلت القدرة على إنتاج أسلحة نووية
  • ترامب: لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي
  • بريطانيا تخطط لشراء مقاتلات قادرة على حمل أسلحة نووية تكتيكية
  • وزير الخارجية الأمريكي: إيران تراجعت كثيرًا عن حيازة السلاح النووي
  • وزير الخارجية الأمريكي: إيران أصبحت أبعد عن امتلاك السلاح النووي بعد الضربة الأمريكية
  • نتنياهو: لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي
  • إيران تبدأ بتقييم أضرار منشآتها النووية جراء هجمات واشنطن وتل أبيب