موقع النيلين:
2025-06-15@21:59:45 GMT

للدولة خطابها وللمجتمع سرديته

تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT

قد لا تتبنى الدولة خطاباً معرفاً وواضحاً لطبيعة الحرب، وقد لا تشير إلى قبائل بعينها بتورطها في الحرب، وقد لا تجرم قبائل محددة، وكل هذا مفهوم في إطار منطق الدولة وخطابها ومسؤولياتها المؤسسية.

ولكن ما يجب أن تقوم به الدولة هو السماح للناس، بعامتهم ومثقفيهم، بالحديث عن طبيعة الحرب، وامتلاك سرديتهم الخاصة حولها، والاستعداد لها حشداً وتعبئة وتبصيراً لهم بالمهددات التي يواجهونها من قبل مجموعات وقبائل بعينها.

.

أن تدرك الدولة أن خطاب المجتمع لنفسه، كما تدرك خطابها لنفسها، وأن تدع المجتمع يصنع مناعته، ويخلق خطابه المقاوم، ويحرك وعيه بمخاطر بقائه، ويؤسس لنفسه عقيدة عداء تجاه من شردوه وقتلوا شبابه ونهبوا ممتلكاته وأذاقوه الألم..

لا يعقل أن يقوم أعداؤك بتهيئة مجتمعهم على عدائك، بينما تطلب من عامة الناس أن يتبطبوا على خطابات القومية والوحدة الوطنية والتسامح. دعوا المجتمع عبر لجانه المجتمعية، يخلق مناعته ويؤسس لشروط بقائه، ويعرف خصومه من خلال ما شاهده وعايشه، فهو أعلم بمن فعل به ذلك، بأشكالهم وقبائلهم..

لا ينبغي التضحية بخطاب المجتمع، بألمه ومعاناته، لصالح خطاب الدولة بتسامحه وغفرانه. فالمجتمع الذي عايش الجرائم هو الأقدر على صياغة خطاب مقاومته، وبناء هويته وتعريفه للآخر، بعيداً عن منطق الدولة الرسمي. فالآن وفي وقت هذه الحرب، على الدولة أن تسعى وراء شرعيتها وقوتها، وعلى المجتمع أن يشكل سرديته ويعرف أعداءه، جماعة وجهة، واسماً ولفظاً،ويؤسس لمناعته وبقائه وانتصاره .
#السودان
حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل في وزارة الثقافة تبحث في التراث الثقافي في سوريا بعد الحرب

دمشق-سانا

نظّمت وزارة الثقافة بالتعاون مع مبادرة قسطاس ورشة عمل تخصصية بعنوان “التراث الثقافي في سوريا بعد الحرب.. العقبات والصعوبات”، وذلك في إطار إعداد خطة وطنية شاملة لتطوير آليات العمل في مجال التراث الثقافي السوري، بظلّ الأضرار الواسعة التي طالت مختلف مكوناته، سواء المادية أو غير المادية.

وناقش المشاركون في الورشة جملة من القضايا التي تمسّ هذا القطاع الحيوي، بما في ذلك الجوانب الأمنية، واللوجستية، والإدارية، والتشريعية، والقانونية، إلى جانب التحديات المجتمعية والاقتصادية، والمخاطر البيئية والطبيعية، التي تهدد المواقع الأثرية والعناصر اللامادية للتراث على حد سواء.

وشكّلت الورشة منصة حوارية جامعة، لوضع لبنة أولية ترسم تصورات لتطوير آليات العمل المشترك بين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، تمهيداً لصياغة مشروع وطني يُعزّز الهوية السورية الجامعة، ويواكب تطلعات السوريين نحو مرحلة جديدة من التعافي الثقافي والمؤسساتي.

الوزارة: الانفتاح على الشراكة المجتمعية

وفي تصريح لـ سانا، أوضحت معاون الوزير لونا رجب، أن الورشة تندرج ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها الوزارة لتشخيص واقع التراث الثقافي السوري، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، التي راكمت خبرة ميدانية واسعة خلال السنوات الماضية، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تكامل أدوار المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني في حماية التراث وخدمته.

قسطاس: أدوات تحليل حديثة وسياسات قائمة على الأدلة

وقال عبد السلام التيناوي، المدير التنفيذي لتنوين ميديا وأحد المبادرين في قسطاس: إن المبادرة تعتمد على أدوات تحليل وتقنيات حديثة في تقييم المخاطر، من خلال جمع الأدلة والبيانات وتقديمها إلى الجهات الفاعلة على المستويين الوطني والمحلي، لاتخاذ قرارات قائمة على معطيات دقيقة.

وأضاف التيناوي: إن قسطاس تسعى أيضاً إلى ربط السوريين في الخارج بالداخل، للاستفادة من خبراتهم في مجالات متعددة، ومنها التراث الثقافي، لوضع أسس مستدامة لإعادة الإعمار تعتمد على الشراكة والمعرفة.

قسطاس تمثّل سوريا في مؤتمر دولي بجنيف

بدوره أوضح بلال خلقي، مدير مكتب تنوين في دمشق وأحد المبادرين في قسطاس، أن المبادرة تطمح إلى أن تكون ممثلاً فاعلاً لسوريا في قضايا الصحة العامة، والزراعة، والمياه، والتراث الثقافي، ولفت إلى مشاركة مرتقبة في مؤتمر دولي بجنيف تموز المقبل، حيث ستعرض تحديات واحتياجات هذه القطاعات، ومنها ملف التراث الثقافي السوري.

المجتمع المدني: حماية التنوع والهوية

وأكّد عبد الله الحافي، من منظمة LACU، أن التراث الثقافي السوري، طالته أضرار الحرب تاركة آثاراً عميقة على الهوية الثقافية للسوريين، وأشار إلى أن الورشة مثّلت فرصة لتشخيص التحديات الراهنة التي تواجه قطاع التراث، والانطلاق نحو التفكير في حلول واقعية، في ظل وجود تصورات تنظر إلى التراث باعتباره أقل أولوية مقارنة بملفات أخرى، وشدّد الحافي على أن الحفاظ على هذا التراث يشكّل ضرورة لحماية التنوّع الثقافي في سوريا، ويتطلّب مواجهة خطابات الكراهية والتنميط، ورفض أي سردية تُقصي مكوّنات المجتمع، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن سوريا يجب أن تكون وطنًا يتّسع لجميع أبنائها.

شارك في الورشة معنيون في وزارة الثقافة من مديرية الآثار والمتاحف ومديرية التراث اللامادي، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني من مختلف المحافظات، وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأنين الثقافي والحقوقي.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل في وزارة الثقافة تبحث في التراث الثقافي في سوريا بعد الحرب
  • رئيس جامعة بنها: محو أمية 2076 مواطن فى دورة إبريل 2025
  • رئيس جامعة بنها: محو أمية 2076 مواطناً فى دورة إبريل 2025
  • خبير اقتصادي: المخزون الاستراتيجي للسلع أولوية للدولة في ظل الأزمات الإقليمية
  • مشروع قانون أمام البرلمان لتعزيز كفاءة إدارة الأصول العامة
  • مشروع قانون يحدد آليات جديدة للتعامل مع الشركات المملوكة للدولة
  • جدول أعمال مجلس النواب الأسبوع المقبل: مناقشة أولويات الموازنة العامة للدولة 2025/2026
  • مشروع قانون جديد يجيز التصرف في أسهم القطاع العام للغير
  • العراق يدعو مجلس الأمن إلى الانعقاد الفوري لـ«ردع إسرائيل»
  • الخرباوي: أفكار سيد قطب كشفت بشكل واضح نوايا الإخوان نحو إقامة كيان بديل للدولة