كشفت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب صنفت زورا اكثر من 6 آلاف مهاجر لاتيني في السجلات الرسمية على أنهم أموات، في خطوة تهدف إلى دفعهم للخروج من البلاد.

وقالت الصحيفة إن مهاجرين صنفتهم إدارة الضمان الاجتماعي زورا على أنهم متوفون، بدؤوا بمراجعة المكاتب الميدانية للضمان وهم يحملون وثائق تثبت أنهم ما زالوا على قيد الحياة، وهو ما اضطر إدارة الضمان إلى إعادة نحو 30 منهم خلال الأسبوع الماضي.

وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب سعت بهذا الإجراء إلى حرمان المهاجرين من الضمان الاجتماعي ودفعهم إلى ترك البلاد.

ووفق سجلات حكومية اطلعت عليها الصحيفة فإن موظفي الضمان حذروا إدارة ترامب من أن هذا الإجراء غير قانوني ويعتبر تزويرا متعمدا، لكن إدارة ترامب تجاهلت التحذيرات والاعتراضات على تغيير سجلات المهاجرين.

وفي تعليقهم على القضية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ليز هيوستن إن "هذا التقرير غير صحيح"، وأشارت إلى أنه لم يتم تصنيف المهاجرين غير النظاميين موتى على الإطلاق، مؤكدة أنه "تم تغيير اسم "ملف المتوفين الرئيسي" إلى "ملف غير المؤهلين الرئيسي" قبل نقل أسمائهم إليه.

وأضافت: "بمجرد أن أنهت الجمارك وحماية الحدود الأميركية فترة الإفراج المشروط الخاصة بهم، لم يعودوا مؤهلين للحصول على المزايا، واتخذت إدارة الضمان الاجتماعي إجراءات سريعة لحماية حقوق المواطنين الأميركيين".

إعلان

لكن هذا البيان -وفق واشنطن بوست- يتناقض مع تصريحات صدرت الأسبوع الماضي عن مسؤول في البيت الأبيض ومسؤول كبير في إدارة الضمان الاجتماعي، وكلاهما أكد صراحة أن المهاجرين تم تصنيفهم موتى على أمل دفعهم لمغادرة الولايات المتحدة.

واعتبارا من أمس الجمعة، لا يزال اسم قاعدة البيانات هو "ملف المتوفين الرئيسي" في أنظمة وكالة الضمان الاجتماعي الداخلية، وفقا للسجلات التي حصلت عليها واشنطن بوست، ولا يزال يُشار إليه بالاسم نفسه على الموقع الإلكتروني العام للوكالة.

وتشير الصحيفة إلى أن الإدراج في تلك القاعدة -التي تحتوي على أكثر من 85 مليون سجل للوفيات تعود إلى عام 1936- يعد أمرا ذا عواقب وخيمة، موضحة أن إدارة الضمان الاجتماعي تشارك بيانات الوفاة مع وكالات حكومية أخرى وأصحاب العمل والبنوك والملاك الذين يعتمدون جميعا عليها للتحقق من حالة الأفراد، وأي شخص يُدرج في الملف بشكل خاطئ سيجد صعوبة في كسب المال أو العثور على سكن.

وتؤكد واشنطن بوست أن الطلب بإدراج المهاجرين ضمن المتوفين جاء من أعلى المستويات في وزارة الأمن الداخلي.

ونقلت عن البيت الأبيض قوله في وقت سابق إن المهاجرين المستهدفين هم أشخاص يمتلكون أرقام ضمان اجتماعي صحيحة، لكنهم فقدوا وضعهم القانوني في الولايات المتحدة، بما في ذلك أولئك الذين دخلوا بموجب أحد برامج العمل المؤقتة التي أطلقها الرئيس جو بايدن وأوقفتها لاحقا إدارة ترامب.

كما زعم مسؤول في البيت الأبيض، دون تقديم دليل، أن المهاجرين المدرجين في قاعدة بيانات الموتى جميعهم لديهم صلات بأنشطة إرهابية أو سجلات جنائية، كما جاء في تقرير الصحيفة.

لكن السجلات التي حصلت عليها واشنطن بوست تُظهر أن قائمة المهاجرين الذين تم تصنيفهم موتى تشمل طفلا عمره 13 عاما، وآخر عمره 14 عاما، واثنين عمرهما 16 عاما، و4 يبلغون من العمر 17 عاما، بالإضافة إلى أشخاص في السبعينيات من عمرهم، وشخص واحد يبلغ من العمر 83 عاما.

إعلان

وقد فحص موظفو الوكالة لاحقا بعض هؤلاء الأفراد الأصغر سنا مقابل بيانات البحث عن السوابق الجنائية ولم يتمكنوا من العثور على أي دليل على ارتكاب جرائم أو تواصل مع جهات إنفاذ القانون، حسبما أفادت الصحيفة.

وتُظهر السجلات أن 6161 شخصا أُضيفوا إلى الملف في أوائل أبريل/نيسان الجاري بناء على طلب وزارة الأمن الداخلي، بالإضافة إلى 102 آخرين بعد بضعة أيام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إدارة الضمان الاجتماعی البیت الأبیض إدارة ترامب واشنطن بوست

إقرأ أيضاً:

اعتراض قارب تهريب يحمل أكثر من 200 مهاجر قبالة سواحل لحج

تشهد السواحل اليمنية، لا سيما في محافظة لحج، نشاطاً متزايداً لشبكات تهريب المهاجرين الأفارقة، في ظل استغلال هذه الشبكات لضعف الرقابة البحرية الكافية. 

ويعكس تصاعد محاولات الدخول غير الشرعي للمهاجرين تحديات متشابكة تشمل الجوانب الأمنية، الصحية والاجتماعية، ما يجعل التصدي لهذه الظاهرة أمراً ملحاً لضمان استقرار البلاد وحماية أرواح المهاجرين أنفسهم من المخاطر البحرية.

وأعلنت الحملة المشتركة عن اعتراض قارب تهريب يحمل 205 مهاجر إفريقي بالإضافة إلى طاقمه المكون من خمسة أشخاص، وذلك أثناء محاولته دخول البلاد بطريقة غير شرعية قبالة سواحل محافظة لحج.

وأوضح المتحدث باسم الحملة، الرائد أسعد الصبيحي، أن العملية جاءت بعد رصد ومتابعة دقيقة لشبكات التهريب التي تستغل المياه الإقليمية، مشيراً إلى أنه بالرغم من صعوبة الظروف، تمكنت القوات من السيطرة على القارب دون وقوع أي إصابات.

وأكد الرائد الصبيحي أن تدفق المهاجرين غير الشرعيين يمثل خطراً متزايداً على الأمن الوطني، حيث يتم استغلالهم من قبل عصابات التهريب، فضلاً عن الأعباء الصحية والاجتماعية الناتجة عن دخولهم العشوائي إلى البلاد، مما يستدعي تعزيز الرقابة البحرية وتشديد الإجراءات القانونية لمكافحة هذه الظاهرة.

وأصبحت مياه البحر الأحمر والإقليمية اليمنية مساراً رئيسياً لشبكات تهريب المهاجرين الأفارقة، الذين يسعون للوصول إلى دول الخليج والمناطق الساحلية، ما يجعل الحاجة إلى تعزيز الرقابة البحرية والجهود الأمنية أمراً بالغ الأهمية لحماية الحدود ومنع انتشار الجريمة المنظمة.

وأكدت الحملة المشتركة استمرارها في تنفيذ دوريات منتظمة، واعتماد استراتيجيات مراقبة دقيقة بالتعاون مع الجهات الأمنية المحلية والإقليمية لضمان منع دخول المهاجرين بطريقة غير شرعية، وملاحقة شبكات التهريب بكل الوسائل القانونية الممكنة.

ودعا الرائد الصبيحي المجتمع المحلي إلى التعاون مع القوات والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه مرتبط بالتهريب، مشيراً إلى أن هذا التعاون يعد عنصراً أساسياً في تعزيز الأمن والاستقرار البحري وحماية المجتمع من المخاطر المتعددة التي تنتج عن دخول المهاجرين غير النظاميين.

ورصدت اليمن خلال شهر أكتوبر الماضي ارتفاع قياسي في أعداد المهاجرين الوافدين عبر سواحلها الجنوبية، حيث وثقت المنظمة الدولية للهجرة دخول 17 ألفًا و685 مهاجرًا، بزيادة تقارب 99% مقارنة بالشهر السابق، وفقًا لتقرير مصفوفة تتبع النزوح الصادر عن المنظمة.

وأوضحت المنظمة أن غالبية الوافدين قدموا من جيبوتي بنسبة 75%، تليها الصومال بنسبة 22%، وسلطنة عُمان بنسبة 3%، مع التركيز على أن معظمهم من الجنسية الإثيوبية.

مقالات مشابهة

  • نموذج “ضماني” مشرق بعمر (59 ) واشتراكات تجاوزت 37 عاماً
  • ربيع ياسين: إدارة الأهلي تجاهلتني 33 عاما والخطيب لم يسأل عني
  • خالد النبوى: اشتغلت مع ريدلي سكوت بالصدفة .. وبعتبر نفسي مهاجر
  • اعتراض قارب تهريب يحمل أكثر من 200 مهاجر قبالة سواحل لحج
  • إدارة ترامب تبحث التوازن بين بيع إف-35 للسعودية وحفظ التفوق الإسرائيلي
  • واشنطن بوست: ترامب قدم غطاء سياسيا لقتلة خاشقجي
  • واشنطن بوست: صراع على تسلّم روسي مرتبط بشحنات الطرود التي هزت أوروبا
  • سايحي يُشرف على لقاء تقييمي حول اشتراكات الضمان الاجتماعي
  • وزيرة التضامن تترأس اجتماع مجلس إدارة بنك ناصر الاجتماعي
  • صحيفة روسية: سياسة ترامب تجاه المهاجرين قد توفّر 200 ألف مقاتل لكييف