ولدوا تحت الحصار.. كيف يرسم شباب إيران مستقبلهم في اقتصاد مغلق؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
منذ أكثر من 4 عقود، ترافق العقوبات الاقتصادية الإيرانيين في حياتهم اليومية، لكن وطأتها تبدو أكثر وضوحا على جيل وُلد ونشأ داخل هذا الطوق.
فالشباب الذين فتحوا أعينهم على اقتصاد مغلق يجدون أنفسهم بين واقع يحد الطموح، ورغبة في اختراق سقف الفرص الضيقة نحو مستقبل مختلف.
وفي تقرير مراسل الجزيرة عمر هواش، تتجلى حكايات هذا الجيل الذي لا يعرف إيران أخرى خارج زمن العقوبات؛ شباب يبحث بعضهم عن الهجرة، في حين يختار آخرون البقاء وتطويع الظروف لصالح مشاريع صغيرة أو مسارات مهنية غير مألوفة.
داخل ورشتها الصغيرة، تقلّب الشابة مريم مظاهري الطين بين يديها محاولةً أن تصنع منه حياة، فخريجة إدارة الأعمال البالغة من العمر 26 عاما كانت تطمح لإدارة مشروع أكبر.
لكن العقوبات الأميركية والأوروبية والدولية دفعتها إلى طرق أبواب المهن اليدوية، وبين العمل والتخطيط للهجرة تتأرجح خياراتها.
تقول مريم إن دخولها عالم الفخار لم يكن سهلا، لكنها أتقنت الحرفة بعد أشهر طويلة، مشيرة إلى أن انفتاح بلادها على الخارج كان ليغير مسارها بالكامل، ورغم محدودية فرص الهجرة، فلا تزال تبحث عن قبول في إحدى دول الخليج، أملا في بداية مختلفة.
التكيف مع الواقعفي المقابل، يختار شباب آخرون التكيف مع الواقع بدل مغادرته، ومنهم رسول رضائي، خريج الفلسفة والمنطق، الذي وجد نفسه بعيدا عن تخصصه، ليغوص في عالم العملات الرقمية.
فغياب الشركات الأجنبية عن السوق الإيرانية دفعه إلى التواصل مع العالم عبر أسواق افتراضية لا تشملها الحدود المباشرة للعقوبات.
ويرى رسول أن هذا المجال، رغم مخاطره وخسائره، منح الشباب منفذا اقتصاديا جديدا في ظل تراجع فرص العمل التقليدية، مما يدفعهم إلى الدخول في السوق الموازية أو الأنشطة غير النمطية بحثا عن مصدر دخل ثابت.
وحسب خبراء، لم تغير العقوبات فقط خيارات العمل، بل أعادت تشكيل طموحات جيل كامل، حيث يؤكد الخبير الاجتماعي تقي آزاد أرمكي أن الحكومة حاولت التقليل من تأثير الحصار، غير أن الواقع كشف عن صدمات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة.
إعلانومع ذلك، وجد المجتمع طرقه الخاصة للتعامل مع الضغوط، كل وفق قدرته وابتكاره، حسب الخبير أرمكي.
هذا الجيل ليس أبناء ثورة 1979 ولا صناع قرارها، لكنه الأكثر تأثرا بتداعياتها وامتداداتها، فهم شباب يحملون إرث العقوبات في تفاصيل حياتهم، وتوكل إليهم مهمة صياغة مستقبل اقتصاد يحده الإغلاق ويشكله الصمود.
وبين اليأس والتكيف، ينحت هؤلاء الشباب لأنفسهم مسارات جديدة، مدفوعين بحلم جماعي يتكرر في أحاديثهم، أن يستيقظوا يوما ليجدوا وطنهم خارج دائرة الحصار، وداخل عالم أوسع يمنح طموحاتهم مساحة أكبر لتنمو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز : هنا يرسم مستقبل غزة بدون الفلسطينيين
في مستودع شاسع أعيد استخدامه داخل منطقة صناعية جنوب إسرائيل، يعمل مئات الجنود الأميركيين والإسرائيليين، إلى جانب ضباط أمن عرب ودبلوماسيين غربيين وعاملين إنسانيين، على رسم ملامح مستقبل غزة تحت سقف واحد، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أعده فريق مراسليها المختص بالشأن الإسرائيلي الفلسطيني.
مهمة المركز: من وقف النار إلى إعادة البناء
يُعرف هذا المكان باسم مركز التنسيق المدني العسكري لقطاع غزة، حيث تناقش فرق أميركية وإسرائيلية مع ضباط أمن عرب وخبراء دوليين من أوروبا ومناطق أخرى ملفات الأمن والحكم المدني والمساعدات الإنسانية.
المهمة الرسمية للمركز هي تثبيت وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و حماس ، لكنه مكلف أيضًا بوضع خطط إعادة بناء غزة بعد الحرب، وفق اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكون من 20 نقطة، والذي يشمل نزع سلاح حماس وإعادة بناء القطاع تحت إدارة فلسطينية مستقلة.
شركة ناشئة فوضوية؟ غياب الفلسطينيين يثير المخاوف
رغم النشاط المكثف، يشير مشاركون إلى أن العمل في المركز يشبه "شركة ناشئة فوضوية"، خاصة مع غياب أي تمثيل رسمي للفلسطينيين، وهو ما أثار تحذيرات دبلوماسية من أن أي رؤية لا يشارك فيها الفلسطينيون مصيرها الفشل.
الاجتماعات اليومية
في المنشأة الواقعة في كريات غات على بعد 13 ميلاً من حدود غزة، تُعقد اجتماعات يومية يقودها ضباط أميركيون كبار، تتناول ملفات الاستخبارات والمساعدات الإنسانية والحكم المدني. وصف دبلوماسي جلسات العمل بأنها تتم على طاولات مفتوحة وباستخدام سبورات بيضاء، رغم مناقشتها موضوعات حساسة مثل "الثروات المائية" و"حوكمة ما بعد الحرب".
دروس الماضي
يُحذر بعض المشاركين من أن مشاهد الجنود الأميركيين وهم يناقشون إعادة بناء غزة تعيد إلى الأذهان تجارب إعادة الإعمار الفاشلة في العراق وأفغانستان، مما يطرح تساؤلات حول جدوى المبادرات المماثلة في قطاع غزة.
قيادة المركز وفريق الخبراء الدولي
يشرف على العمل اليومي في المركز آرييه لايتستون، المستشار السابق في إدارة ترامب، المكلف بتطوير "الرؤية الاستراتيجية" لغزة. ويشارك في المنظومة ضباط ودبلوماسيون من عشرات الدول، من كندا وألمانيا إلى الإمارات وسنغافورة، بعضهم بخبرة واسعة، وآخرون بحاجة لجلسات تعريفية مثل "ما حماس؟" للقادمين الجدد.
خطط "المجتمعات الآمنة": إيواء فلسطينيين تحت السيطرة الإسرائيلية
تشير الوثائق الداخلية إلى أن المركز يعكف على وضع تصورات لـ"مجتمعات آمنة بديلة"، لتخصيص تجمعات سكنية جديدة لإيواء الفلسطينيين ضمن المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل. الهدف المعلن هو خلق بيئة مستقرة وجاذبة، لكن دبلوماسيين متابعين شككوا في قبول الفلسطينيين لهذه الفكرة، محذرين من أنها قد تمهّد لتقسيم دائم لغزة.
النفوذ الأميركي على المساعدات الإنسانية
بينما تواصل إسرائيل الحفاظ على سلطتها الفعلية على الملفات المدنية عبر هيئة "منسق أعمال الحكومة في المناطق"، يسعى المسؤولون الأميركيون لإدخال المساعدات الإنسانية تحت إشراف المركز. وفق المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الكابتن تيم هوكينز، نحو 800 شاحنة مساعدات تدخل غزة يوميًا، لكن النفوذ الفعلي للمركز على الملف لا يزال محدودًا.
التحدي الأكبر: صياغة مستقبل غزة بدون الفلسطينيين
رغم أن وقف إطلاق النار المدعوم أميركيًا أوقف الحرب المدمرة التي استمرت أكثر من عامين، فإن النزاع لم ينته فعليًا. تستمر واشنطن في الضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين للانتقال إلى المرحلة التالية من خطة ترامب، التي تشمل نزع سلاح حماس، ونشر قوة استقرار دولية، وإعادة إعمار المناطق تحت السيطرة الإسرائيلية.
الجولات الإعلامية الأخيرة أظهرت لمحة نادرة عن عمل المنشأة، حيث عرض ضباط أميركيون تصورات أولية لـشرطة فلسطينية مستقبلية وخرائط مناطق السيطرة وحدود الانسحاب. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: إلى أي حد يمكن صياغة مستقبل غزة دون حضور الفلسطينيين؟
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية شهيد و11 جريحا في غارة إسرائيلية على بلدة الطيري جنوب لبنان ويتكوف يلتقي وفدا من حماس برئاسة الحية الأربعاء في تركيا محدث: 13 شهيدا وإصابات بقصف إسرائيلي في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان الأكثر قراءة صحة غزة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء العدوان الإسرائيلي نادي الأسير: الاحتلال يمنع عائلات الأسرى المبعدين إلى مصر من السفر تعيين غلعاد كينان في قيادة أركان سلاح الجو الإسرائيلي مسؤول إسرائيلي: سلاح الجو جاهز لاستئناف القتال في غزة عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025