ووفقا لما  ذكره في حلقة 2025/4/19 من بودكاست "مغارب"، فقد ولد فرانسيسكو -وهو أستاذ في اللهجات العربية أيضا- في مدينة ساو باولو سنة 1988.

ولا يمارس البرازيليون لغات أجنبية أخرى ومن الصعب أن تجد بينهم من يتحدث غير البرتغالية البرازيلية، كما يقول فرانسيسكو، لكن الجاليات العربية التي وصلت للبرازيل بنهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين لعبت دورا في تشكيل الأجيال الجديدة من البرازيليين.

وبدأت علاقة فرانسيسكو باللغة العربية وهو في سن مبكرة جدا وذلك بسبب وجود عائلة عربية مجاورة له في السكن. وعندما وصل للمرحلة الجامعية، التحق بكلية الآداب ودرس اللغة العربية وأدبها والفلسفة العربية وبعض الحديث والقرآن والشعر والنثر.

وبعد انتهاء دراسته الجامعية كان فرانسيسكو يريد الذهاب إلى سوريا لمواصلة تعلم اللغة العربية لكن هذا كان في عام 2011 الذي اندلعت فيه الثورة السورية.

دراسة العربية في المغرب

وبسبب الحرب التي نشبت في سوريا أصبح من الصعب عليه الدراسة فيها، فتقدم للحصول على منحة في المغرب وأكمل دراسته هناك.

ولم يكن والدا فرانسيسكو يعرفان شيئا عن اللغة العربية أو الإسلام وكانا يعملان في الشرطة البرازيلية وكانت العائلة تعتقد أنه سيسلك نفس المسار، لكنه اتجه نحو اللغة العربية.

إعلان

ورغم أنه جمع بين دراسة اللغة العربية والعلاقات الدولية في نفس الوقت فإنه ترك الأخيرة بسبب انجذابه للعربية، رغم أنه كان مسيحيا وما زال.

وعزا فرانسيسكو هذا الانحياز إلى لحظة وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي لم يكن يسمع به إلا عندما دخلت عليهم الأستاذة في المحاضرة وأخبرتهم بأن واحدا من أهم الشعراء العرب قد توفي هذا اليوم.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يستمع فيها لشعر محمود درويش، الذي جذبه بقوة ودفعه لترجمته إلى البرازيلية في وقت كان يشهد ندرة في المترجمين من العربية للبرازيلية.

وبالنظر إلى الاحتلال البرتغالي للمغرب فقد كان فرانسيسكو مهتما بالبحث عن أي ارتباط بين المغربية والبرتغالية البرازيلية وهو يمضي في دراسته، لأن البرتغاليين كانوا يحتلون البرازيل أيضا.

أثر العرب في البرازيل

ووفقا لفرانسيسكو، فإن أصول 6% من البرازيليين تعود إلى العرب الذين هاجروا لأسباب اقتصادية وسياسية خلال فترة الخلافة العثمانية، وأغلب هؤلاء المهاجرين كانوا مسيحيين.

وقد ساهم هؤلاء -حسب فرانسيسكو- في النهضة الثقافية البرازيلية من خلال نشر مجلات من أشهرها "العصبة الأندلسية"، وكانوا يستندون لحضارة الأندلس.

وكان أغلب المهاجرين العرب يعملون في التجارة أو كباعة متجولين وقد نجحوا في هذه المهنة وفي مهن أخرى مثل الطب والكتابة، مشيرا إلى وجود كتاب برازيليين مهمين من أصول لبنانية، فضلا عن نواب وساسة ووزراء وصولا إلى ميشال تامر الذي أصبح رئيسا للجمهورية.

كما هاجر كثير من المغاربة إلى البرازيل نهاية القرن التاسع عشر بسبب البحث عن الكاوتشوك، واستقروا بها، كما يقول فرانسيسكو، الذي أشار إلى أن كل هذه الأمور لم تكن كافية لإيجاد كليات متخصصة في تدريس اللغة العربية ومنح شهادة تخرج منها بأميركا اللاتينية.

فقد أشار المتحدث إلى أن البرتغال ليس بها كلية واحدة بها قسم للغة العربية على عكس إسبانيا، لافتا إلى أن أميركا اللاتينية كلها لم يكن بها حتى وقت قريب إلا جامعتان اثنتان فقط تمنحان شهادة تخرج في اللغة العربية، هما ساو باولو وريودي جانيرو.

إعلان

وقال فرانسيسكو إن قسم اللغة العربية بجامعة ساو باولو تأسس على يد أستاذ مصري أرسله الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لهذا الغرض، بينما تأسس قسم جامعة ريودي جانيرو على يد أستاذ لبناني.

أما اليوم، فإن البرازيل تشهد إقبالا على تعلم اللغة العربية بسبب وجود كثير من المواطنين القادمين من أصول عربية ويتحدثون هذه اللغة في بيوتهم، وقد انضم لهم طلاب من غير أصول عربية، كما يقول فرانسيسكو.

19/4/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

«محمد بن راشد للثقافة الإسلامية» يطلق دورة صيفية مكثفة

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «قيّض الخير» يختتم فعالياته %8.5 متوسط «العائد الإيجاري» في أبوظبي خلال 2025

أعلنت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، ممثلةً بمركز محمد بن راشد للثقافة الإسلامية، عن انطلاق دورة صيفية مكثفة في اللغة العربية لغير الناطقين بها (المستوى الثالث)، خلال شهر أغسطس، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز حضور اللغة العربية وتوسيع قاعدة متعلميها من مختلف الجنسيات.
وتهدف الدورة، المخصصة للنساء اللواتي أتممن المستوى الثاني، إلى تطوير المهارات اللغوية لدى المشاركات من خلال منهجية تعليمية تفاعلية، تُقدَّم بمعدل حصتين أسبوعياً يومي الثلاثاء والخميس من الساعة 10:00 صباحاً حتى 12:00 ظهراً، عبر منصة «مايكروسوفت تيمز»، تحت إشراف الأستاذة مريم بن طوق.
وتندرج هذه الدورة ضمن سلسلة البرامج التعليمية التي يقدّمها المركز خلال العطلة الصيفية، لتلبية احتياجات المتعلمين وتمكينهم من استخدام اللغة العربية في مواقف الحياة اليومية، بما يسهم في تعزيز فهم الثقافة الإسلامية، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.
وتعكس هذه الدورة حرص الدائرة على تقديم برامج نوعية تدعم التنوع الثقافي وتعزز الاندماج المجتمعي، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ مكانة اللغة العربية كلغة عالمية للعلم والحوار والانفتاح، وتترجم القيم المؤسسية للدائرة القائمة على المعرفة، والتميّز، والشراكة المجتمعية الفاعلة.

مقالات مشابهة

  • «محمد بن راشد للثقافة الإسلامية» يطلق دورة صيفية مكثفة
  • موقع اللغة العربية في التعليم
  • وزارة الخارجية السورية: الوفد التقني للوزارة الذي يزور ليبيا الشقيقة بهدف تسوية الأوضاع القانونية للمواطنين السوريين، يعلن عن قيامه بتقديم مجموعة من الخدمات القنصلية العاجلة للأخوة المواطنين تسييراً لأوضاعهم وذلك ريثما يتم افتتاح سفارة الجمهورية العربية ا
  • «سلمان العالمي للغة العربية» يطلق برنامج «شهر اللغة العربية» في أذربيجان
  • الشيخ خالد الجندي: فهم المعنى في اللغة أهم من مجرد الإعراب
  • ترامب قد يحرم الجماهير البرازيلية من حضور كأس العالم
  • الجماهير البرازيلية مهددة بالحرمان من حضور مونديال 2026 بسبب ترامب
  • "الجماهير البرازيلية" قد تحرم من حضور كأس العالم 2026
  • هيئة الدواء المصرية توقع مذكرة تفاهم مع وكالة المراقبة الصحية البرازيلية
  • الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم