لجريدة عمان:
2025-06-26@07:47:38 GMT

كوارث صحية في غزة .. وأزمات انسانية طاحنة

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

بكثير من الخوف والحسرة تحاول أم محمود ذات (41) عامًا استخدام الطرق البدائية لخفض الحرارة المرتفعة التي تسببت في تدهور الوضع الصحي لابنها البكر محمود، تحمل فوطة مبللة بالماء تضعها فوق رأسه فيما تتحسس جسده الذي يصدر أنينا لا ينقطع، تقول والدموع تنهمر من عينها: «في صباح الأربعاء الماضي ذهب ابني للسوق للبحث عن الطحين الذي كان غير متوفر بسبب إغلاق المعبر برفقة أبناء عمومته وبينما هم يسيرون في الشارع إذ بطائرة الاستطلاع تطلق عليهم صاروخين بشكل مباشر، استشهد اثنان من أصدقائه وبقي هو والباقون يعانون من إصابات حرجة، تم إجراء عملية عاجلة له أدت إلى استئصال جزء من الكبد والطحال والأمعاء فيما بقيت الشظايا المتناثرة في كافة أنحاء جسده تحتاج إلى عمليات جراحية متتالية لإزالتها».

توقفت أم محمود عن الكلام عندما دخل طبيب الجراحة المتخصص يخبرهم بأن ابنهم سيخضع لعملية جراحية أخرى بشكل عاجل، بسبب التهتك الذي أصاب بعض الأعضاء الداخلية في جسده بحسب ما ظهر بعد التصوير المقطعي له.

كنت برفقة والدته حين دخل محمود الساعة الثالثة عصرًا غرفة العمليات بالمستشفى الإندونيسي وهو المستشفى الوحيد الذي بقي يعمل بعد تدمير مستشفيات شمال غزة بالكامل (مستشفى بيت حانون، ومستشفى كمال عدوان، ومستشفى الكرامة) فيما تعرَّض مستشفى العودة لتضرر كبير.

أخبرتني والدته قائلة: «خرج محمود بعد مرور خمس ساعات متواصلة داخل غرفة العمليات ليمكث في غرفة العناية المكثفة بسبب تدهور وضعه الصحي، أخبرنا الطبيب بأنه بحاجة إلى تحويلة طبية عاجلة لكن إغلاق معبر رفح البري منذ أكثر من عام كان حائلًا أمام ذلك».

توقفت عن الحديث وهي تبكي بحرقة خوفًا من فقد فلذة كبدها بسبب قلة الإمكانيات الطبية التي تعاني منها مستشفيات قطاع غزة.

بدوره تحدث الدكتور محمد ظاهر (51 عامًا) وهو طبيب يعمل في قسم الاستقبال والطوارئ داخل المستشفى الإندونيسي وعلامات الإجهاد تبدو على ملامحه بعدما انتهى من الكشف على امرأة مسنة مصابة بالسرطان حضرت للمستشفى وهي تعاني من جفاف حاد بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء نتيجة الواقع المزري الذي وصلت إليه مستشفيات غزة، قائلًا: «العدوان الإسرائيلي على غزة دمّر 34 مستشفى ومركزا صحيا، من بينها مستشفيات متخصصة لعلاج السرطان، ما أدى إلى توقف العلاجات الكيماوية والإشعاعية بالكامل، كما تعمّد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المستشفيات خلال الأسابيع الماضية حين قصف مستشفى الصداقة التركي بالكامل وتسبب في دمار كبير داخل المستشفى المعمداني الذي كان مكتظا بالجرحى والمرضى وقصف أيضًا بوابة المستشفى الكويتي».

وأثناء استقباله لبعض الإصابات التي وصلت المستشفى الإندونيسي أثناء إجراء هذه المقابلة حيث كان معظم المصابين ملقى على الأرض بسبب عدم توفر الأسرّة الكافية لاستقبالهم قال: «نحن نعيش أزمة إنسانية خانقة داخل المستشفى، يوجد عجز كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، كما تعاني المستشفى من نقص في الطواقم الطبية فهناك أكثر من 1,400 شهيد من الكوادر الصحية، ونحو 360 من العاملين في القطاع الصحي رهن الاعتقال، يتزامن ذلك مع عدم توفر أدوية لأصحاب الأمراض المزمنة وأدوية الأمراض المزمنة ومستلزمات الجراحة وعدم توفر الأسرّة للمرضى، كل هذا بسبب الاستمرار في إغلاق المعابر».

وعن واقع المساعدات الإنسانية والدوائية التي تقدمها المؤسسات الدولية والأممية للمستشفيات في قطاع غزة أوضح الطبيب ظاهر الواقع مشيرا إلى أن «معظم المؤسسات الدولية غادرت غزة والبعض منها مُنع من الدخول للمدينة المدمرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وكان هناك مستشفى ميداني بالقرب من المستشفى الإندونيسي تم إغلاقه وإجبار الموجودين فيه جميعا على المغادرة، فالوضع الراهن في قطاع غزة هو أسوأ من تخيل أي بشر، هناك أمراض منتشرة بسبب نقص الغذاء والدواء والمعادن، ومعظم الحالات التي تأتي لقسم الاستقبال والطوارئ تعاني من الإسهال الحاد والضعف العام بسبب تلوث المياه، وسيكون هناك سوء تغذية حاد لو استمر إغلاق المعابر، وهناك موت لكبار السن والمرضى والأطفال ومرضى الفشل الكلوي والسرطان، الواقع سيئ جدا في قطاع غزة». يذكر أنه تم الإفراج عن الدكتور محمد ظاهر مؤخرًا من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعدما تم اعتقاله من داخل مستشفى كمال عدوان أثناء الاجتياح البري للمستشفى في ديسمبر الماضي.

الواقع الصعب الذي يعيشه قطاع غزة بشكل عام والمرضى بشكل خاص دعا وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة للحديث بشكل مستمر وإطلاع العالم أجمع على الواقع المرير الذي تمر به مستشفيات قطاع غزة؛ لذلك صرحت الوزارة في بيان لها بأن الخدمة الصحية في مستشفيات القطاع تُقدم وفق أرصدة محدودة من الأدوية والمهام الطبية؛ جراء استمرار إغلاق المعابر. وأوضحت الوزارة أن أزمة نقص الأدوية تعوق عمل الطواقم الطبية لإتمام التدخلات الطارئة للجرحى، لافتة إلى أن مئات المرضى والجرحى لا تتوفر لهم أدوية وتزداد معاناتهم مع إغلاق المعابر. وأشارت الوزارة إلى أن مرضى السرطان والفشل الكلوي والقلب هم الأكثر تأثرا بنقص الأدوية والمهام الطبية.

وأضافت أن هناك أصنافا من قائمة الأدوية مُهددة بالنفاد، ما يعني تفاقم مستويات العجز عن 37% من الأدوية و59% من المهام الطبية.

وقالت الوزارة إنّ تصعيد العدوان أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الطبية والإنسانية بشكل غير مسبوق.

وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بسرعة التحرك والضغط على الاحتلال لفتح المعابر بشكل فوري وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود دون تأخير.

ومنذ مطلع مارس الفائت يمنع الاحتلال إدخال أي مساعدات إنسانية أو غذائية أو طبية إلى قطاع غزة، بناء على قرار حكومة الاحتلال المتطرفة بفرض حصار محكم على القطاع، تبعه بعد أيام استئناف حرب الإبادة؛ ما فاقم المأساة الإنسانية التي يعانيها السكان.

بدوره أكد مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة مروان الهمص أن المستشفيات تفتقر إلى الأدوية والمستلزمات الطبية، في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخالها إلى مستشفيات القطاع.

وشدد على أن المستشفيات تعاني اكتظاظا شديدا، ما يستدعي تسريح بعض الجرحى، مُرجعا ذلك إلى القصف المتواصل على مستشفيات القطاع.

وحذر من وجود 11 ألف مريضٍ يواجهون خطر الموت؛ لمنعهم من العلاج في الخارج، فيما يوجد أكثر من 200 ألف مصاب بأمراض مزمنة حياتهم مهددة بالموت، يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر فيما ما زال الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المنظومة الصحية في قطاع غزة بشكل ممنهج.

وأوضح أن هناك هجمة شرسة على الأطفال باستهدافهم مباشرة أو بمنع الأدوية عنهم.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد حذرت أيضًا من النقص الحاد في أدوية التخدير والمضادات الحيوية للأطفال في قطاع غزة، جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال المستلزمات الطبية وإغلاق معابر القطاع.

وأكدت المنظمة ذاتها أنه منذ إغلاق المعابر لم يدخل أي نوع من المساعدات إلى قطاع غزة، لافتةً أن فِرقها بدأت ترشيد استخدام الأدوية.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمنع سفر العديد من المرضى في غزة، خاصة من ذوي الأمراض المزمنة، ويتعمّد عرقلة سفر جرحى الحالات الحرجة ومرافقيهم بذريعة الدواعي الأمنية، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على خروج 50 مريضا يوميا مع 3 مرافقين لكل مريض من القطاع.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل. ويتضمن الاتفاق 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة. لكن الاحتلال خرق الاتفاق ولم يلتزم بالبروتوكول الإنساني، ما دعا الجهات الدولية ومنظمة الصحة العالمية للضغط على الاحتلال لوقف استهداف القطاع الصحي، والسماح بدخول المساعدات الطبية لإنقاذ حياة المرضى الفلسطينيين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی المستشفى الإندونیسی إغلاق المعابر فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاة مايكل جاكسون.. ملك البوب الذي غير وجه الموسيقى ورحل بسبب مخدر البروبوفول

مايكل جاكسون.. تحل اليوم 25 يونيو ذكري وفاة مايكل جاكسون ملك البوب، حيث توفي عام 2009، وغاب عن عالمنا، أحد أعظم فناني الموسيقى في التاريخ، عن عمر 50 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وثقافيًا لا يزال ينبض بالحياة حتى اليوم بين عشاقه.

مايكل جاكسون.. من طفل موهوب إلى ملك البوب

وُلد مايكل جوزيف جاكسون في 29 أغسطس 1958 بولاية إنديانا الأمريكية، وبدأ رحلته الفنية في سن الخامسة كعضو في فرقة العائلة «Jackson 5»، ثم انطلق في مسيرته الفردية ليعيد تعريف الموسيقى العالمية.

محطات بارزة في مسيرة مايكل جاكسون

أطلق مايكل جاكسون في 1982 ألبوم «Thriller» الذي أصبح الألبوم الأكثر مبيعًا في التاريخ (أكثر من 70 مليون نسخة).

ثم العام التالي قدم لأول مرة رقصة «مون ووك» الشهيرة التي أصبحت أيقونة في عالم الرقص.

وفي عام 1991 أصدر ألبوم «Dangerous» وحقق به نجاحات ساحقة بأغنيات مثل «Black or White».

حصل على «13 جائزة غرامي» وبيع له أكثر من 350 مليون تسجيل موسيقي حول العالم.

واستخدم مايكل جاكسون شهرته لتسليط الضوء على قضايا مثل الفقر والسلام العالمي، من خلال أغنيات مثل «Heal The World» و«Earth Song».

رحيل مايكل جاكسون المفاجئ

في 25 يونيو 2009 توفي المغني الأمريكي مايكل جاكسون بسبب تسمم حاد بمخدر البروبوفول والبنزوديازيبين في منزله في نورث كارلوود درايف في حي هولمبي هيلز في لوس أنجلوس، كاليفورنيا.

وقال طبيبه كونراد موراي، إنه وجد جاكسون في غرفته لا يتنفس ويعاني من ضعف في النبض، وأجرى الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) لكن دون جدوى، واتصل الأمن برقم 9-1-1 في الساعة 12:21 مساءً وعالج المسعفون جاكسون في مكان الحادث لكن أعلن وفاته في مركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا.

في 28 أغسطس 2009 خلص قسم الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس إلى أن وفاة مايكل جاكسون كانت جريمة قتل، كان جاكسون قد تناول البروبوفول والبنزوديازيبينات المضادة للقلق لورازيبام وميدازولام من قبل طبيبه، أُدين موراي بالقتل غير العمد في نوفمبر 2011 وأفرج عنه في 2014بعد أن قضى عامين من عقوبة السجن لمدة أربع سنوات مع إجازة لحسن السلوك.

قبل وفاته كان جاكسون يستعد لسلسلة من حفلات العودة تحت اسم This Is It المقرر أن تبدأ في يوليو 2009 في لندن ولكنها لم تكتمل.

أثار موته ردود فعل في جميع أنحاء العالم، حيث أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في حركة المرور على الإنترنت وارتفاع في مبيعات موسيقاه. وشاهد ما يقدر بنحو 2.5 مليار شخص على مستوى العالم حفل تأبين متلفز أقيم في مركز ستابلز في لوس أنجلوس. في عام 2010 وقعت شركة Sony Music Entertainment صفقة بقيمة 250 مليون دولار أمريكي مع ملكية جاكسون للاحتفاظ بحقوق التوزيع لتسجيلاته حتى عام 2017 ولإصدار سبعة ألبومات بعد وفاتها خلال العقد التالي.

ظروف الوفاة

تم نقل جاكسون بواسطة سيارة إسعاف إلى مركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا في 25 يونيو حيث وصل الساعة 1:14 مساءً وأعلن وفاته في الساعة 2:26 مساءً

في وقت وفاته، كان مايكل جاكسون يستعد لسلسلة من حفلات العودة (This Is It) المقرر أن تبدأ في يوليو 2009 في O2 Arena بلندن، وفي 24 يونيو وصل جاكسون للتدريب في مركز ستابلز بلوس أنجلوس حوالي الساعة 6:30 مساءً وفقًا لـ إد ألونزو، اشتكى جاكسون مازحا من التهاب الحنجرة ولم يتدرب حتى الساعة 9 مساءً. ألونزو: «لقد بدا رائعًا ولديه طاقة كبيرة». ذهبت البروفة بعد منتصف الليل.

اقرأ أيضاًشقيقة مايكل جاكسون تفاجئ محمد رمضان.. وتعلق على منشوره لهذا السبب (صورة)

بحركات مايكل جاكسون.. تامر حسني يكشف عن حلم الطفولة (فيديو)

بعد تشبيهها بمايكل جاكسون.. أول رد من أسماء جلال على المتنمرين

مقالات مشابهة

  • البريد المصري يُوقف الأنظمة المالية مؤقتًا بسبب إغلاق السنة المالية
  • الصحة بغزة: استمرار منع إدخال الإمدادات الطبية للقطاع وصل لمستويات كارثية
  • أغلبية ساحقة تنقذ ترامب من العزل بسبب إيران.. ما الذي حدث في الكونغرس؟
  • الإغاثة الطبية بـ غزة: المؤسسات الدولية لا يمكنها فرض خطتها لتوزيع المساعدات
  • في ذكرى وفاة مايكل جاكسون.. ملك البوب الذي غير وجه الموسيقى ورحل بسبب مخدر البروبوفول
  • الخطوط القطرية: سنستأنف رحلاتنا فور إعادة فتح المجال الجوي
  • «العربية»: اضطرابات محتملة للرحلات بسبب إغلاق الأجواء في المنطقة
  • قادربوه يتابع إجراءات توريد الأدوية وأسباب تدني خدمات قطاع الصحة
  • طائرة مغربية تعود إلى الدار البيضاء بعد إغلاق قطر لمجالها الجوي بسبب الصواريخ الإيرانية
  • وسط إجراءات عسكرية مشددة.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إغلاق المسجد الأقصى