جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-15@05:44:05 GMT

ازدواجية وتناقض وانفصام.. ثم نفاق!

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

ازدواجية وتناقض وانفصام.. ثم نفاق!

 

 

 

 

أنيسة الهوتية

عندما تكون في مجلسٍ يكثرُ فيهِ سفاسف الأمور واللغو، ضع في فمك ماءً واصمت في حال لم تستطع الخروج. وطبعًا، هذا تشبيه تمثيلي حتى يكون الشخص في وضعية صامتة مُطلقة، لأنَّ الإنسان يستطيع أن يتحدث وفي فمه طعام، ولكن ليس إن كان في فمه ماء!

والمشبه به في الصورة الحسية هو وضع الماء في الفم لجعل النطق مستحيلًا أو صعبًا للغاية.

والمشبه هو (الحالة المجردة): الرغبة بالامتناع عن الكلام.

 

أما جملة (ضعوا في فمه حجرا) أو (ضع في فمك حجرا)، فتحمل دلالة أقوى على القمع القسري والعنيف للكلام، مع إيحاء بالإهانة والتجريد من الحق في التعبير.

ويستخدمه الأغلب في إسكات من يُبرر للظالم ويضع له شماعات يُعلق عليها كل أفعاله السيئة، ويحولها إلى ردَّات فعل بحجج واهية! كما يحصل تمامًا مع فلسطين حاليًا ولا يزال البعض يُبرر لدولة الصهاينة الظالمة الغاشمة بأنها لم تُعلن الحرب على فلسطين؛ بل على "حماس"!

وكما قال الأبطال سنقول: من يقول إنَّ جرائم الاحتلال الإسرائيلي سببها "حماس"، ضعوا بفمه حجراً.. لأنَّ الجرائم هذه بدأت من مجزرة حيفا في عام 1937م، وحركة حماس تأسست عام 1987م أي بعد خمسين عامًا من استمرار المجازر والجرائم الصهيونية! ومؤسسو حماس هم أبناء وأحفاد من استُشهِدوا في تلك المجازر دون وسيلة دفاع عن حالهم، ودون أن يُدافَع عنهم كذلك! وعندما رأوا أنهم لا أحد لهم في هذا الكون بدأوا يدافعون عن أنفسهم بالحجارة التي كانت من أنقاض بيوتهم، حتى أسسوا حركة حماس للمُقاومة والدفاع!

وهذا الأمر وارد في كل حدب وصوب، ولا يمنع أي إنسانٍ في هذا الكون أن يؤسس حركة للمقاومة ورفع الظلم عنه وعن أهله ووطنه، وفعلًا حصلت كثيرًا على مرِّ التاريخ وإن بدأنا بذكر الأسماء لن ننتهي ولن يكفينا خمسمائة كلمة لحصرها.

لأجل ذلك سنعود إلى قضية فلسطين التي يقف معها كل إنسانٍ لديه ضمير حي، وينسلخ منها كل إنسانٍ أعانه الله على ضميره الذي لازال نائمًا، وصحيح أن أصحاب الضمائر النائمة لا يقفون مع الصهاينة ولكنهم أيضاً لا يقفون مع فلسطين! وأبسط أشكال الوقوف معها هي مقاطعة المنتجات المساندة للكيان الصهيوني. وهنا تأتي الازدواجية وتلعب دورها في عقول هؤلاء المنسلخين وتجلب لهم شماعة مزينة للتبرير فيضعون عليها حججهم الواهنة ومنها بأن من يعمل في هذه المؤسسات يحصلون على راتب يعيلون به أهاليهم! فهل نقطع رزقهم؟

الأمر المضحك المبكي أنَّهم لا مشكلة لديهم في قصف الأطفال والنساء والبيوت، ولكن لديهم مشكلة في قطع رزق ثلة من البيوت إذا فقد شخص وظيفته بإغلاق الفرع الذي يعمل به! والواقع أنه كما قلنا مجرد تبرير وشماعة تُغطي على رغبته في شراء ما لا يستطيع هو مقاومته! لأن المؤمن الحق يؤمن بأنَّ الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، ومن ترك أمرًا لرضا الله أغناه الله بأضعاف ما تركه.

لكن، لا يزال هؤلاء في المنطقة البيضاء المتسخة المقاربة لحدود الرمادية، ولكن هناك من هم فعلًا مقاطعون لكل المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، وكل حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي ممتلئة بدعوات مقاطعة المنتجات الداعمة، والنصر لفلسطين إلّا أنهم في المنطقة "التشاركول غراي" أي الفحمي القريب للسواد؛ لأنهم عبروا مرحلة الازدواجية، والتناقض، والانفصام… وقبعوا في منطقة النفاق.

لأنَّ أعمالهم أسوأ من أعمال الصهاينة، فمنهم من يتعامل بالسحر للتفريق بين الأزواج، والخصومة بين الإخوة، وأكل مال اليتيم، وسلب الأموال والممتلكات، وكل ذلك في حق أقربائهم وأرحامهم، على الأقل الفلسطينيون أغراب عن الصهاينة وليسوا من دمهم ولحمهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«مصطفى بكري»: مصر لا تمانع من مرور قافلة الصمود لمساعدة الفلسطينيين ولكن يجب التنسيق أولا

أكد الإعلامي مصطفى بكري، أن مصر ليس لديها أي مشكلة في مرور قافلة الصمود ودخولها بالمساعدات إلى قطاع غزة، ولكن هذا الأمر يجب أن يتم بتنسيق مشترك بين هذه المجموعات وبين الدولة المصرية لضمان سلامتهم وأمنهم.

وأوضح مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار»، على قناة صدى البلد مساء اليوم الخميس، أن إسرائيل تسعى إلى انتهاز أي فرصة لتهجير الفلسطينيين، ولذلك يجب أن يكون هناك تنسيق أمني، والالتزام بالقواعد والإجراءات التأمينية لهذا بلد، مشيدا ببيان الخارجية المصرية بالترحيب بالمواقف الرسمية والشعبية الداعمة للقضية الفلسطينية.

وأشار « مصطفى بكري» إلى أن حملات التشكيك من الناس التي تصطاد في الماء العكر الهدف منها هو شيطنة الموقف المصري، مشددا على أن مصر تتعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف.

ونوه بكري إلى أنه في يوم 10 أكتوبر 2023، الرئيس السيسي قالها أكثر من مرة «لا للتهجير ولا لتصفية القضية الفلسطينية»، وكأنه كان على علم بما سيحدث مستقبلا.

ولفت إلى أن مصر رفضت 250 مليار دولار لكي لا تتم تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصر تحدت إسرائيل وكل حلفاء إسرائيل.

وأكد « مصطفى بكري» أن قلوب المصريين تحترق حزنًا على ما يتعرض له أشقاؤنا في غزة والضفة الغربية، مشددًا على أن مصر لم ولن تتأخر يومًا عن دعم الفلسطينيين، سواء بالمساعدات أو بالتضحية.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري مشيدا بلقاء وزير الخارجية ونظيره السعودي: أكبر رد على مثيري الفتنة

مصطفى بكري يتقدم ببلاغ لمباحث الإنترنت ضد صفحة مزيفة على «الفيسبوك»

مصطفى بكري يكشف سبب رفض الرئيس السيسي تلقي مكالمة من رئيس وزراء بريطانيا

مقالات مشابهة

  • من منى إلى فلسطين.. هل غاب الإيمان أم غيّبوه؟
  • الولايةُ الإلهيّةُ: سرُّ الانتصارِ على الطاغوتِ واليهودِ… جذورها في اليمنِ وثمراتها في فلسطينَ
  • نتنياهو: تصعيد إيران يختلف تمامًا عن حماس وحزب الله
  • كيف أضعفت إسرائيل حلفاء إيران في الشرق الأوسط قبل الضربة الأخيرة؟
  • خطيب المسجد النبوي: اللهم احفظ فلسطين وبيت المقدس ولا تسلط عليهم الصهاينة الغاصبين
  • إيران: الحرب معنا لعب بذيل الأسد وسنحرم النوم على عيون الصهاينة
  • أحمد موسى: مصر لم ترفض دخول قافلة الصمود ولكن تدعو لاحترام السيادة والتنظيم
  • الاتفاق تم.. ولكن التوقيع مؤجل: مودريتش يضع هذا الشرط قبل إعلان انتقاله إلى ميلان
  • «مصطفى بكري»: مصر لا تمانع من مرور قافلة الصمود لمساعدة الفلسطينيين ولكن يجب التنسيق أولا
  • ملك الأولى على الشهادة الإعدادية الأزهرية بالفيوم: «فقدت بصري ولكن الله أنار بصيرتي»