يمانيون../
في لحظة مفصلية من عمر العدوان على اليمن، وأمام تعقيدات إقليمية متشابكة، خرج الرئيس مهدي المشاط بخطاب استثنائي عقب ترؤسه اجتماعًا طارئًا لمجلس الدفاع الوطني، ليعلن بوضوح أن اليمن دخل مرحلة جديدة من المواجهة، عنوانها: “التصعيد بالتصعيد”، وأن ما بعد استهداف ميناء رأس عيسى، ليس كما قبله.

أكد الرئيس المشاط أن الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الأمريكية على الأراضي اليمنية، لم تعد تُواجَه بسياسات التهدئة المؤقتة أو الرسائل الدبلوماسية، بل بمنهجية ردع شامل يفتح الباب أمام جميع الخيارات.

مشددًا على أن زمن اختبار الصبر اليمني قد ولّى، وأن الولايات المتحدة باتت الآن في مرمى الحساب، وكل تصعيد سيقابَل بتصعيد مماثل، وربما أكثر إيلامًا.

لم يكن ذلك مجرّد تصريح عابر، بل إعلان مبدئي عن تحوّل استراتيجي في قواعد الاشتباك، يُدخل اليمن في قلب معادلة إقليمية مفتوحة، تبدأ من ميناء رأس عيسى، ولا تنتهي عند شواطئ غزة.

الرئيس المشاط ربط بوضوح بين ما يحدث في اليمن، وما يجري على أرض فلسطين، معتبرًا أن العدوان الأمريكي والصهيوني على اليمن وغزة هو وجهان لعملة واحدة، مشروعٌ استكباري واحد يسعى لإخضاع الشعوب الحرة، من البحر الأحمر حتى الخليج، من صعدة إلى رفح.

هذا الربط، كما يراه مراقبون، لم يكن رمزيًا فقط، بل يعكس تحالفًا ميدانيًا وأخلاقيًا يتشكل، يُعيد تموضع صنعاء كجزء فاعل في محور المقاومة، ويجعل من الرد اليمني على العدوان الأمريكي والصهيوني جزءًا من معركة تحرير الأمة الكبرى، لا مجرد معركة دفاع عن الذات.

في خطابه، أوحى الرئيس المشاط بأن القوات المسلحة اليمنية تمتلك زمام المبادرة، وأن الترسانة العسكرية تتطور على نحو متسارع، دون الحاجة لاستعراضها في العلن. وأكد أن اليمن لم يكشف عن كل أوراقه، وأن القادم يحمل مفاجآت ميدانية قد تعيد رسم خريطة الاشتباك في البحر الأحمر ومحيطه.

وإلى جانب الجبهة العسكرية، شدّد الرئيس على تماسك الجبهة الداخلية، معتبرًا أن المواجهة هي أيضًا إعلامية، وأمنية، واقتصادية، وشعبية، يحكمها وعي جمعي والتفاف واسع خلف القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

تميز الخطاب بنبرة سيادية عالية، خلت من أي مناشدات أو رسائل للتهدئة، وجاء بلغة القرار لا الرجاء، وبخطاب من موقع قوة، لا من موقع ضعف أو استجداء. كان موقفًا وطنيًا صلبًا يؤكد أن اليمن لا يُساوِم على كرامته، ولا يخضع للإملاءات، مهما بلغت الضغوط.

يرى المراقبون أن خطاب المشاط وضع النقاط على الحروف، وافتتح رسميًا مرحلة جديدة من المواجهة تتسم بالندية، والرد الحازم، وربما ما هو أبعد من ذلك. فالخطاب لم يكن موقفًا عابرًا، بل خارطة طريق استراتيجية تُحوّل كل غارة أمريكية إلى دافع لرد مضاعف، وتُرسّخ أن معركة اليمن لم تعد محلية، بل باتت معركة أمة تبحث عن كرامتها.

اختتم الرئيس المشاط رسائله بجملة تختصر كل شيء: “من ميناء رأس عيسى إلى شوارع غزة.. دمٌ واحد، وسلاح واحد، ومعركة واحدة ضد طغيان واحد”. في هذه العبارة يقرأ اليمنيون ملامح المرحلة القادمة، حيث لا هدنة مع المحتل، ولا سلام مع المعتدي، بل مقاومة متصاعدة حتى النصر.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الرئیس المشاط

إقرأ أيضاً:

الرئيس الفلسطيني يؤكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات لقطاع غزة

أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي، وإنهاء حرب الإبادة، وإدخال المساعدات الإنسانية من طعام وماء وأدوية ومحروقات إلى قطاع غزة فورا، وتولي دولة فلسطين مهامها لإعادة النازحين إلى مناطقهم، وإعادة الإعمار.

جاء ذلك خلال اجتماع عباس، مساء اليوم، الخميس، مع السفراء العرب المعتمدين لدى لبنان، وذلك في مقر إقامته بالعاصمة بيروت، على هامش زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأطلع الرئيس الفلسطيني، خلال الاجتماع، السفراء العرب على الأوضاع الصعبة التي تمر بها دولة فلسطين في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصعيد الاستعمار، واعتداءات قوات الاحتلال والمستعمرين على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس.

وتطرق عباس، إلى الجهود المبذولة مع الأشقاء العرب والأطراف الدولية المعنية في التحالف العالمي لعقد المؤتمر الدولي للسلام المقرر في نيويورك في يونيو المقبل، لحشد الاعتراف بدولة فلسطين، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، تمهيدا لمسار سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.

كما أطلع السفراء العرب على نتائج زيارته إلى لبنان على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية الفلسطينية اللبنانية، وكذلك معالجة قضايا السلاح في المخيمات وتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وإعادة إعمار المخيمات.

مقالات مشابهة

  • صور| البيضاء.. قبائل الخبار بمديرية العرش تعلن النفير العام لمواجهة العدوان الصهيوني على اليمن وغزة
  • مفيدة شيحة تكشف متى تدخل المرأة معركة مع أخرى من أجل زوجها
  • اليمن في مواجهة الاحتلال .. معركة مفتوحة وتحوّل في معادلة الردع
  • في 77 ساحة.. عمران تفوّض القيادة وتبارك التصعيد في معركة نصرة غزة
  • 36 مسيرة جماهيرية حاشدة في صعدة تهتف لغزة وتعلن التصعيد ضد العدوان الصهيوني
  • شخصيات لـ”الثورة”: النصر والتأييد حليف اليمن في مواجهة طواغيت العصر
  • الرئيس الفلسطيني يؤكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات لقطاع غزة
  • تشيع شهيد ارتقى جراء العدوان الإسرائيلي على ميناء رأس عيسى بالحديدة
  • الوحدة اليمنية منجز استراتيجي تاريخي حققته الإرادة الشعبية كمبدأ وخيار لا رجعة عنه
  • الوحدة يترقب قرار الاستئناف في قضية النصر ويهدد بالتصعيد