ردود فعل تدين العدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى وتعتبره “جريمة حرب” وتطالب بتحقيق دولي
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
يمانيون../
توالت ردود الفعل الرافضة والمنددة بالعدوان الأميركي الذي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، والذي أسفر عن استشهاد 74 شخصا وإصابة 171 آخرين على الاقل وفق ما أفادت به وزارة الصحة، معتبرة ما حصل “جريمة حرب مكتملة الأركان”.
وطالبت منظمات، الكيانات الدولية المختصة بفتح تحقيق فوري ومستقل في العدوان على ميناء “رأس عيسى” واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الجناة وضمان إنصاف الضحايا وعائلاتهم.
ونددت الخارجية الإيرانية بشدة بالغارات الجوية الأمريكية على ميناء رأس عيسى في اليمن والتي اسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الاشخاص من ابناء الشعب اليمني الابرياء وتدمير هذا الميناء.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية اسماعيل بقائي عن تضامن الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الشعب اليمني المقاوم، داعيا إلى وضع نهاية لصمت المجتمع الدولي وعدم تصرفه إزاء الانتهاك الصارخ للقانون الدولي وحقوق الانسان على يد أمريكا ضد الشعب اليمني.
واعتبر بقائي الغارات الجوية الأمريكية على اليمن بانها مصداق بارز لجريمة العدوان والانتهاك السافر للمبادئ والقواعد الأساسية لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي.
من جانبها أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” العدوان الجوي الأمريكي الإجرامي الذي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة.
وقالت “حماس” في تصريح صحفي، إن هذا العدوان الغاشم يُعد انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية، ويمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويؤكد استمرار السياسات الأمريكية العدوانية التي تستهدف الشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الصهيونية والأمريكية في المنطقة.
بدورها قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى في الحديدة، عدوان همجي سافر يرقى إلى مستوى جريمة حرب صريحة، ضمن تصعيد عسكري غير مسبوق.
وأضافت “الجهاد”، في تصريح صحفي، أن العدوان الأمريكي المستمر على الشعب اليمني، هو مساندة عسكرية فعلية في جرائم الحرب وعمليات الإبادة، التي يشنها الكيان الصهيوني في قطاع غزة والضفة المحتلة بحق شعبنا الفلسطيني.
كما أدانت “الجهاد”، الصمت العربي والدولي إزاء العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني، الذي يدفع ثمن تمسكه بمبادئه في الوقوف في وجه جرائم الاحتلال في غزة، في حين لا تزال العديد من الدول العربية والمسلمة تستقبل مجرمي الحرب وتقيم العلاقات مع الكيان المجرم.
أيضا، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن العدوان الأمريكي الآثم على اليمن والذي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، لا ينفصل عن جرائم الإبادة الصهيونية في غزة؛ فالمجرم واحد، والنار واحدة، والضحايا هم المدنيون الأبرياء الذين يدفعون ثمن صمت العالم وتواطؤ المنظومة الدولية.
وأكدت الجبهة الشعبية وهى تنعي شهداء المجزرة الأمريكية الجديدة في اليمن، أن اليمن لن يركع، ولن يرفع الراية البيضاء، وسيواصل صموده في وجه هؤلاء القتلة، وعبر التاريخ لم تستطع أي قوة احتلال أو عدوان غاشم أن تهزم اليمن أو تكسر عزيمة شعبه الصامد.
وتابعت “من حرق الأطفال داخل الخيام، وقتل طواقم الإسعاف والدفاع المدني في رفح، إلى إحراق أجساد العمال وطواقم الإنقاذ والإسعاف في الحُديدة، يتكرّس تحالف الإبادة الصهيو-أمريكي كعدو مباشر لشعوبنا، وعدو يجب مواجهته بكل أشكال المقاومة، والصمود، والثبات”.
كما أدانت حركة الأحرار الفلسطينية، الاعتداء الأمريكي على الأراضي اليمنية،ناعية شهداء مجزرة ميناء عيسى النفطي في الحُديدة.
وأكدت في تصريح صحفي أن العدوان الأمريكي امتداد لحرب الإبادة الممنهجة على شعب غزة والشعوب العربية والإسلامية على يد الامبريالية الصهيو أمريكية.
واستنكرت الصمت والتواطئ الدولي على انتهاكات القانون الدولي والعربدة الصهيو أمريكية في المنطقة، مؤكدة سلامة اليمن ووحدته واستقلاله، وحقه المشروع في الدفاع عن نفسه وعن مظلوميته ومظلومية غزة.
في العراق؛ أكد القيادي في تحالف الفتح العراقي، عدي عبد الهادي، أن الولايات المتحدة، رغم استخدامها المكثف للقوة الجوية وإلقائها أكثر من ألف طن من المتفجرات على المدن اليمنية، فشلت في تأمين مرور السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني في البحر الأحمر .
وأضاف أنه “على الرغم من كثافة الغارات الجوية الأميركية وحجم الخسائر في الأرواح والبُنى التحتية لم ينجحوا في تحقيق الأمن والطمأنينة لسفن الشحن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، ما يعكس فشلاً ذريعاً للقوات الأميركية في بلوغ أهدافها العسكرية والسياسية “.
فيما أعلنت كتائب حزب الله العراقي، أن جرائم الأمريكيون بحق الشعب اليمني، ودعمهم اللامحدود للكيان الصهيوني لن تحقق لهم وللكيان الصهيوني الأمن، وسيدفعون الأثمان الباهظة عاجلا غير أجل.
وقال المسؤول الأمني في كتائب حزب الله، أبو علي العسكري، في بيان: “إن جرائم الامريكان التي يرتكبونها بحق الشعب اليمني، ودعمهم اللامحدود للكيان الصهيوني الذي شارك في إبادة الشعب الفلسطيني وقتل اللبنانيين والسوريين، لن يحقق لهم وللكيان الصهيوني الأمن، وسيدفعون الاثمان الباهظة عاجلا غير أجل”.
على مستوى المنظمات الدولية، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الهجوم الأمريكي على ميناء “رأس عيسى” في الحديدة غربي اليمن استخدام غير مشروع للقوة ويستدعي تحقيقًا ومساءلة فورية.
وأوضح المرصد “الأورومتوسطي”، في بيان ، أن طبيعة الموقع المستهدف والخسائر البشرية الجسيمة الناتجة عن الهجوم تثير شبهات خطرة بوقوع جريمة حرب وفقًا لأحكام القانون الدولي.
واستنكر المرصد عدم اتخاذ القوات الأمريكية أي تدابير لحماية المدنيين ولم تُخطر إدارة الميناء أو العاملين فيه أو أي جهة ذات صلة قبل تنفيذ الهجوم.
واعتبر “الأورومتوسطي”، التبريرات الرسمية الأمريكية للهجوم تمثّل استخفافًا صارخًا بالقانون الدولي الإنساني لانتهاكه الواضح مبادئ التمييز والتناسب والضرورة العسكرية.
وأدان المرصد استخدام الولايات المتحدة القوة المسلحة على نحو غير قانوني بدلًا من تبنّي أي مسار يهدف إلى خفض التوتر.
ودعا “الأورومتوسطي”، الكيانات الدولية المختصة بفتح تحقيق فوري ومستقل في الهجوم على ميناء “رأس عيسى” واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الجناة وضمان إنصاف الضحايا وعائلاتهم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی میناء رأس عیسى الشعب الیمنی عیسى النفطی جریمة حرب على میناء
إقرأ أيضاً:
اليمن يحسم المعركة .. انكسار أمريكي وتصدّع صهيوني في وجه الصمود اليمني
يمانيون | تحليل خاص
في تطور لافت يعكس تحولات ميدانية واستراتيجية عميقة، باتت اليمن اليوم عنواناً لانكسار الهيبة الأمريكية وتصدّع المشروع الصهيوني في المنطقة. فالمقالات والتقارير التي نشرتها مؤخراً كبرى الصحف العالمية كـ”ذا هيل”، و”هآرتس”، و”الغارديان”، تكشف عن اعتراف غير مسبوق بحجم الفشل الذي مُني به العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن، وتؤكد أن صنعاء لم تكتفِ بالصمود بل تحولت إلى قوة فاعلة قادرة على فرض المعادلات الإقليمية.
هروب أمريكي تحت وقع الصواريخ اليمنية
صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، المعروفة بقربها من دوائر صنع القرار في واشنطن، وصفت الاتفاق الأخير لوقف العدوان الأمريكي على اليمن بأنه “تراجع مُغلّف بالتفاخر”، مشيرة إلى أن واشنطن، وتحديداً إدارة ترامب، وجدت نفسها مضطرة للانسحاب من معركة لم تحقق فيها سوى الخسائر. فالطائرات الأمريكية المسيّرة سقطت، والطائرات المقاتلة فُقدت، والمليارات تبخرت دون مكاسب، فيما بَقيت القوة اليمنية أكثر رسوخاً وتماسكاً.
الكاتب “عمران خالد” اعتبر في مقاله بـ”ذا هيل” أن ترامب، الذي بدأ عهده بتهديد اليمنيين بـ”السحق”، اختتمه بوصفهم بـ”الشجعان”، في انعطافة تكشف اعترافاً كاملاً بالهزيمة. ولعل الأكثر أهمية هو ما خلص إليه المقال: أن الولايات المتحدة تخلّت عن الكيان الصهيوني وتركته وحيداً في ساحة المواجهة، ما زعزع ثقة “إسرائيل” وحلفائها العرب بالدور الأمريكي التقليدي كحامٍ وحليف.
اليمن كابوس تل أبيب: الاعتراف الإسرائيلي بالهزيمة
اللافت أن صحيفة “هآرتس” الصهيونية بدورها أطلقت تحذيراً مباشراً: “لا يوجد أي دولة نجحت في إخضاع اليمنيين، فلماذا تستمر إسرائيل في المحاولة؟”. هذا التساؤل لا يحمل فقط نبرة عجز، بل يكشف عن قناعة متزايدة داخل أروقة الكيان بأن الأدوات التي كانت تُستخدم لإخضاع شعوب المنطقة – كالاغتيالات والقصف المركز – لا تنجح مع شعبٍ يرى في معركته قضية وجود لا مساومة فيها.
الصحيفة نفسها أكدت أن الاغتيالات لن تُجدي نفعاً، وأن العدوان على الحديدة لن يُخضع اليمنيين، بل يزيدهم عزماً، مشيرة إلى أن هذه الحرب لم تكشف فقط صلابة اليمنيين، بل عرّت أيضًا محدودية خيارات تل أبيب، التي باتت عاجزة عن مواجهة تهديد يتجاوز حدود غزة والضفة.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” أن دوي صفارات الإنذار عاد ليتردد في مستوطنات “نير عام” والضفة المحتلة، بفعل صواريخ انطلقت من اليمن، لتُضيف اليمن إلى قائمة الجبهات التي باتت تشكّل خطراً مباشراً على “العمق الإسرائيلي”.
الغارديان: اليمن يُعيد تشكيل الجغرافيا السياسية
أما صحيفة “الغارديان” البريطانية، فقد ذهبت إلى ما هو أبعد من تسجيل الفشل العسكري، لتؤكد أن العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن أسهم – من حيث لا يحتسب منفذوه – في تعزيز الحضور السياسي والعسكري الإقليمي لصنعاء. فبدلاً من تحجيم اليمن، عزز العدوان من استقلالية القرار اليمني، وعمّق صلته بالقضية الفلسطينية، ووسّع دائرة تأثيره في البحر الأحمر.
تقول الصحيفة إن استراتيجية “القصف الجوي” التي انتهجتها واشنطن وتل أبيب أثبتت عجزها، لأن الخصم اليمني – كما وصفته – يمتلك قدرة عالية على التكيّف، وعلى خوض “حرب استنزاف ذكية” تعتمد الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما كسر قواعد الاشتباك التقليدية، وفرض على الخصوم التفكير بطرق جديدة قد تكون أثمانها أعلى.
مفارقة الميدان والسياسة: صنعاء تمسك بزمام المبادرة
رغم الحصار، ورغم القصف المستمر، تؤكد التقارير الغربية الثلاثة أن صنعاء لا تزال صاحبة اليد العليا ميدانياً. فالقدرة على الاستمرار في إطلاق الصواريخ، وتسيير المسيّرات، وضرب الأهداف الحيوية في البحر الأحمر والمحيط الإقليمي، لم تتأثر بأي ضربة جوية، ما يشي بأن اليمن نجح في بناء منظومة دفاع وهجوم مرنة وغير تقليدية.
والأهم من كل ذلك، أن حضور صنعاء لم يعد يقتصر على الميدان العسكري، بل بدأ يتمدد إلى المشهد السياسي الإقليمي، كقوة تُحسب لها الحسابات، لا سيّما بعد أن أصبحت لاعباً أساسياً في معادلة الدفاع عن غزة وفلسطين، وبات صوتها يُسمع في أروقة القرار السياسي العربي والدولي.
تحولات جذرية في العلاقة الأمريكية الصهيونية
ما كشفته “ذا هيل” من “استثناء إسرائيل” من اتفاق وقف إطلاق النار بين اليمن وأمريكا، يكشف تصدعاً في المحور التقليدي (الأمريكي – الصهيوني). فلم تعد المصالح متطابقة، بل أصبحت متضادة في بعض اللحظات، وهذا ما يُقلق تل أبيب التي تشعر بأن واشنطن قد تنسحب فجأة، كما انسحبت من أفغانستان، وها هي تفعل في اليمن.
من جهتها، تتساءل “هآرتس”: هل يدفع ترامب نتنياهو لعقد صفقة مع اليمنيين كما فعل هو؟ في إشارة واضحة إلى أن تل أبيب باتت تفكر بعقلية المضطر لا المنتصر، وبأنها قد تجد نفسها مدفوعة للحوار مع قوة كانت حتى الأمس القريب تُصنفها كـ”عدو هامشي” أو مجرد وكيل إقليمي.
اليمن الجديد: من الضحية إلى صانع التحولات
ما يجري اليوم هو تحوّل عميق في موقع اليمن ضمن الخارطة الجيوسياسية للمنطقة. لم تعد صنعاء مجرد عاصمة تُقصف، بل باتت منصة لإطلاق الرسائل الصاروخية والسياسية على السواء. وهي اليوم تتحدث بلغة المنتصر، فيما يتحدث خصومها بلغة الدفاع والتبرير والخسائر.
هذا التحوّل لم يكن ليحدث لولا استراتيجية الردع المتصاعدة، والصمود الشعبي والسياسي، والقدرة على المزاوجة بين القوة والموقف الأخلاقي الداعم لقضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.
ويمكن القول إن ما شهده العالم في الأشهر الماضية لم يكن مجرد معركة عابرة، بل محطة فاصلة في تاريخ الصراع الإقليمي. اليمن، الذي اعتقدت واشنطن وتل أبيب أنه الحلقة الأضعف، تحوّل إلى ساحة كسر هيبة. واليوم، تقف أمريكا و”إسرائيل” أمام واقع جديد: لا يمكن كسر اليمن بالقوة، ولا يمكن عزل صنعاء عن محيطها العربي والإسلامي.
لقد أصبحت صنعاء رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه، وربما سيشهد التاريخ هذه المرحلة بأنها اللحظة التي بدأ فيها الانهيار الحقيقي لهيبة الإمبراطورية الأمريكية والصهيونية في قلب المنطقة.