أعرب اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، عن بالغ الإدانة والاستنكار لما صدر عن منظمات استيطانية إسرائيلية من دعوات صريحة لتفجير المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، واصفا هذه الدعوات بأنها تمثل إرهابا دينيا صريحا، و تصعيدا غير مسبوق في سياسات الاحتلال التي تستهدف تهويد القدس وتغيير طابعها التاريخي والديني.

وأكد فرحات أن هذه التهديدات، التي تصدر في ظل صمت رسمي من الحكومة الإسرائيلية، تكشف عن حالة من التطرف الممنهج التي باتت تتحكم في السياسات العامة داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا النوع من التصريحات لا يمكن فصله عن المخططات الصهيونية الأوسع لفرض السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، وطمس الهوية الإسلامية للقدس المحتلة، وجر المنطقة نحو صراع ديني كارثي ستكون له تداعيات واسعة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر أن هذه التطورات تستوجب تحركا دوليا عاجلا، يقوده العالم العربي والإسلامي، لردع هذه الانتهاكات وتوفير حماية حقيقية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مطالبا الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الانتهاكات المتكررة، التي تمثل تهديدا واضحا للمواثيق الدولية المتعلقة بحرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة.

وأشار الدكتور فرحات إلى أن مصر، بقيادتها السياسية الرشيدة، تقف دائمًا في الصفوف الأولى دفاعا عن المسجد الأقصى والقدس الشريف، وتبذل جهودا دبلوماسية وسياسية مستمرة لوقف التصعيد الإسرائيلي، انطلاقا من ثوابت وطنية وتاريخية في دعم الحقوق الفلسطينية ورفض جميع أشكال التهويد والعدوان.

وأشار إلى أن الدور المصري لم يقتصر على البيانات أو المواقف الرسمية، بل امتد إلى مبادرات عملية على الساحة الدولية، وضغوط متواصلة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وفرض التهدئة لافتا إلى أن مصر ستواصل أداء دورها المحوري في التصدي لهذه المحاولات اليائسة، دفاعا عن التاريخ والحق والعدالة، وحفاظا على الأمن في منطقة تتعرض لمحاولات مستمرة لزعزعة استقرارها.

اقرأ أيضاًحزب المؤتمر: احتشاد المصريين أمام معبر رفح رسالة قوية برفض التهجير

«حزب المؤتمر»: استئناف مناقشات الحوار الوطني تأكيد على إرادة سياسية لترسيخ الاستقرار والتنمية

حزب المؤتمر: الرئيس السيسي يضع تمكين المرأة في صدارة أولويات الدولة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حزب المؤتمر اللواء دكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر الحقوق الفلسطينية منظمات استيطانية إسرائيلية دعوات تفجير الأقصى حزب المؤتمر إلى أن

إقرأ أيضاً:

7119 مقتحما.. هكذا مرّ عيد العُرش اليهودي على الأقصى ومحيطه

بعد اقتحام 7119 متطرفا ومتطرفة على مدار 5 أيام المسجد الأقصى المبارك احتفالا بعيد "سوكوت" (العُرش/المظلة) اليهودي، شارف موسم الأعياد اليهودية الأطول على الانتهاء بعد تسجيل انتهاكات عدّة مع استمرار تعامل المستوطنين مع الأقصى ككنيس يهودي تُؤدى فيه كافة الصلوات والطقوس التوراتية.

وسُجّل هذا العام ارتفاع بعدد المقتحمين للمسجد في هذا العيد مقارنة بـ 5980 متطرفا ومتطرفة اقتحموه العام الماضي، و5729 اقتحموه في المناسبة ذاتها من عام 2023 وفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية.

وتوقفت اقتحامات العُرش في يومي العيد الـ4 والـ5 لمصادفتهما الجمعة والسبت، واستُؤنفت أمس الأحد، ووفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس فإن الاقتحامات الخاصة بهذا العيد كانت كالآتي:

 

ويعتبر العُرش عيدا دينيا يرتبط بذكرى سكن اليهود في الخيام وتحت المظلات خلال التيه في صحراء سيناء ونزول المن والسلوى، وتُقدم خلاله القرابين النباتية وهي "الأترج، والصفصاف، وسعف النخيل، والآس" ويحملها اليهود معهم أثناء توجههم للصلاة.

ونجحوا في إدخالها إلى الأقصى عام 2013 لأول مرة، وأدوا خلال حملها في الساحات هذا العام الطقوس والصلوات كافة كناية عن تعاملهم مع المسجد وكأنه بات هيكلهم المزعوم، الذي يعتقدون أن "روح الرب تحل فيه" ولذلك تقدم له القرابين.

ورصدت الجزيرة نت صفحات نشطاء ومنظمات جماعات الهيكل المتطرفة التي نشرت خلال العيد جملة من الانتهاكات داخل وفي محيط أولى القبلتين مع احتفال المستوطنين بهذا العيد، في ظل منع حراس الأقصى من الاقتراب منهم والمصلين من دخول المسجد، وشملت الطقوس:

تقديم الأصناف الأربعة من القرابين النباتية عشرات المرات من قِبل المستوطنين في أكبر استعراض جماعي لطقوس تقديم القرابين في الأقصى منذ احتلاله، كما حرص المستوطنون على حملها والطواف بها حول أبواب المسجد من الخارج. أداء صلوات الصباح والمساء وصلاة "بركات الكهنة" والقراءة من التوراة جنوب وشرق وغرب المسجد. اعتلاء السلالم المؤدية إلى البائكة الغربية، وتعمد الغناء والتصفيق بشكل جماعي. تنظيم حلقات رقص وغناء جماعية خاصة في الساحة المقابلة للمصلى القبلي القريب من باب المغاربة. حرص الكثير من المستوطنين على اقتحام المسجد حفاة الأقدام، باعتبار أن المكان "مقدس يهودي". أداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل، ويمثّل هذا أقصى درجات الخضوع) جماعيا. عشرات المستوطنين يقدمون القرابين النباتية أمام باب القطانين، أحد أبواب المسجد الأقصى (رويترز) في ثاني أيام العيد شارك في الاقتحامات كل من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير التراث عميحاي إلياهو وعضو الكنيست إسحاق كرويزر، وجميعهم ينتمون إلى حزب "العظمة اليهودية".
وقال بن غفير إنه "صعد للصلاة من أجل النصر في الحرب والقضاء على حماس وعودة المختطفين (الإسرائيليين في غزة)"، مضيفا في تصريح له خلال الاقتحام أنه "مرّ عامان على المذبحة المروعة (طوفان الأقصى)، وهنا في جبل الهيكل هناك نصر، كل بيت في غزة يحمل صورة جبل الهيكل، واليوم بعد عامين، نحن منتصرون على جبل الهيكل.. نحن أصحاب البيت".
أما إسحاق كرويزر فادّعى أن هدف اقتحامه هو "رفع راية السيادة والحكم"، وقال "نرسل رسالة واضحة إلى عدونا الذي شن قبل عامين هجوما وحشيا على شعبنا وأطلق على عمليته اسم طوفان الأقصى، وها نحن بعد عامين وطوفان من اليهود يصعد إلى جبل الهيكل". في سادس أيام العيد اقتحم المسجد عضوا الكنيست تسفي سوكوت من حزب "العظمة اليهودية" الذي شارك في تقديم القرابين النباتية، وعميت هليفي من حزب "الليكود" الذي صرح لوسائل الإعلام أنه اقتحم الأقصى "للصلاة من أجل النصر الحاسم".

????العدد الأعلى منذ بداية عيد العُرش الأسبوع الماضي..
اقتحم المسجد الأقصى، صباح وظهر اليوم، 2205 مستوطنا، في اليوم السادس من عيد العُرش، وقدموا القرابين النباتية عدة مرات، بقيادة حاخامات. كما ترأس الاقتحامات عضوا الكنيست عميت هليفي وتسيفي سوكوت.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/opl0nuABnW

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) October 12, 2025

إعلان

وتزامنت كل هذه الانتهاكات مع منع السواد الأعظم من المصلين من دخول الأقصى خلال فترتي الاقتحامات الصباحية والمسائية، وإخلاء مسار الاقتحام ومحيطه من المصلين الذين نجحوا في الدخول، بما في ذلك المصاطب الجنوبية المقابلة للمصلى القبلي، والساحات الشرقية والغربية والشمالية بالكامل.

وأُلزم حراس الأقصى بعدم مغادرة نقاط حراستهم المغلقة، ومنعوا من الوصول إلى الساحات الشرقية التي يقع فيها مصلى باب الرحمة طيلة فترة الاقتحامات.

احتفالا باليوم الأخير من عيد العُرش العبري، ويعرف بيوم "هشعنا ربّاه"، مستوطنون ينفخون بالبوق من فوق قمة جبل الزيتون بالقدس المحتلة، في الوقت الذي يواصل فيه عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. pic.twitter.com/dW7WoaCvKK

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) October 13, 2025

نداء استغاثة

ومع إسدال الستار على عيد العُرش وجّه مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس نداء استغاثة للملك الأردني عبد الله الثاني لمطالبة قادة العالم الإسلامي والمجتمع الدولي للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف ما أسماه "أسوأ عملية هدم للوضع الديني والقانوني القائم شهدها تاريخ المسجد الأقصى بشكل خاص خلال العام 2025".

وجاء في نص الاستغاثة أن سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة فرضت مؤخرا انتهاكات صارخة غير مسبوقة، تتمثل بتكثيف اقتحامات باحات المسجد بأعداد كبيرة والتعدي على قدسيته ومحاولة تغيير صفته كمسجد إسلامي.

وذلك من خلال "ممارسة المتطرفين اليهود لعدة أشكال مختلقة من الطقوس والصلوات التلمودية المزعومة من صلوات وصراخ ورقص وغناء ورفع أعلام وانبطاح وتقديم قرابين حيوانية ونباتية داخل باحات الأقصى".

يذكر أن المسجد الأقصى على موعد مع اقتحامات كبيرة يوم غد الثلاثاء بمناسبة عيد "بهجة التوراة" الذي يُختتم به موسم الأعياد الأطول، ويتزامن العيد هذا العام مع ذكرى الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول وفق التقويم العبري.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال ينصب حاجزًا عسكريا في سلوان
  • خلال اجتماع تحضيري لـ «المؤتمر الإسلامي» بالدوحة.. وكيل العمل: تمكين الفلسطينيين من العيش الكريم واجب ديني
  • حماد: البعثة طالبت مجلس الأمن بتجاوز المؤسسات الليبية وهو مساس خطير بالإرادة الوطنية
  • وزير الأمن الإسرائيلي يقتحم الأقصى
  • وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
  • 6939 مستوطنًا اقتحموا الأقصى خلال "عيد العرش"
  • 6939 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال "عيد العرش"
  • مسجد السيد البدوي.. مزار ديني وتاريخي في قلب طنطا
  • المؤتمر: وثيقة شرم الشيخ انتصار جديد للدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس السيسي
  • 7119 مقتحما.. هكذا مرّ عيد العُرش اليهودي على الأقصى ومحيطه