تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حثت الكنائس المصرية ورجال الدين المسيحي على نشر السلام في منطقة الشرق الأوسط، مع التأكيد على رفض كل أشكال العنف وإراقة دماء الأبرياء، وذلك استنادًا إلى تعاليم السيد المسيح: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم يدعون بني الله" (متى 5:9).

دعم أهالي غزة

وقد قدمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دعمًا ملموسًا لأهالي غزة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة الناجمة عن التصعيد العسكري والحصار المستمر.

وأكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الكنيسة تقف مع كل متألم ومحتاج، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنسية، مؤكدًا أن الواجب الإنساني والأخلاقي يقتضي تقديم العون في أوقات المحن.

وفي هذا الإطار، شاركت الكنيسة في مبادرات إنسانية لتوفير مساعدات غذائية وطبية للمتضررين في قطاع غزة، بالتعاون مع الجهات الرسمية والمؤسسات الإغاثية المصرية. 

كما عبرت الكنيسة عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، ودعت إلى رفع الصلوات في الكنائس من أجل إحلال السلام ووقف العنف، مع التأكيد على أهمية التعايش والعدل كدعائم أساسية لأي حل دائم.

وتعكس هذه الخطوات التزام الكنيسة القبطية بمبادئها الراسخة في خدمة المجتمع وتعزيز قيم المحبة والرحمة، ويأتي دعمها لأهالي غزة امتدادًا لدورها الوطني والإنساني، الذي طالما عبرت عنه في مواقف مشابهة عبر تاريخها، سواء داخل مصر أو خارجها.

كما شددت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، على رفضها كل الطرق التي تؤدي إلى العنف وسفك الدماء، إذ أكدت في بيان لها على "رفضها واستنكارها للأحداث الجارية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، التي أسفرت عن مقتل المئات وإصابة الآلاف من بينهم العديد من المدنيين الأبرياء"، ودعت إلى الاحتكام للعقل واتباع لغة الحوار والتفاوض لحقن الدماء وحفظ حياة الإنسان، التي هي أسمى من أي قيمة أو هدف آخر.

وأشاد البيان بجهود التهدئة التي تبذلها الدولة المصرية للوصول إلى حل سياسي يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق السلام المنشود.

قوافل مساعدات إنسانية

 


لم يقتصر دعم الكنيسة على الدعوات المعنوية فقط، بل أعلن البابا تواضروس الثاني عن إرسال قوافل مساعدات لأهالي غزة، حيث صرح قداسته: "نحن نصلي من أجل الهدوء والسلام في المنطقة، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا ويعطي هدوءًا لجميع جيراننا." وأضاف: "لم نكتف بالكلام، بل بدأنا بالفعل بإطلاق مبادرة لمساعدة المدنيين في غزة عبر توفير الأغذية والأدوية والملابس، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء."

جاء ذلك خلال عظته الأسبوعية التي ألقاها في كنيسة مارجرجس بأرض الجنينة، حيث شارك في العظة عدد من الآباء الأساقفة والكهنة، وحضور عدد كبير من شعب الكنيسة.

كما أعلنت الكنيسة القبطية عن إطلاق حملة تبرعات لدعم المدنيين في غزة، من خلال توجيهات البابا تواضروس الثاني، حيث تقوم أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بتجهيز مساعدات تشمل الأدوية والإسعافات الطبية ومواد غذائية وملابس وبطاطين، سيتم إرسالها إلى القطاع. كما ناشدت الكنيسة أبناءها بالمشاركة في هذا العمل الإنساني.

دور الكنيسة القبطية في التاريخ الوطني
 

وفي هذا السياق، أكد الكاتب والمفكر سليمان شفيق على أن الكنيسة القبطية، التي تعد من أقدم المؤسسات المصرية، كانت دائمًا حاضرة في المشهد الوطني، حيث شاركت بشكل فاعل في مقاومة الاحتلالات المتعاقبة في تاريخ مصر، سواء كانت يونانية أو رومانية أو عثمانية أو فرنسية أو بريطانية. كما كان لها دور بارز في بناء الدولة الحديثة، بما في ذلك دعم ثورة 1919 وتأييد ثورة يوليو 1952.

وأشار "شفيق" إلى المواقف الوطنية للكنيسة في مواجهة التحديات، مثل موقف البابا شنودة الثالث ضد زيارة الرئيس السادات للقدس، ودور الكنيسة في أحداث ثورة 30 يونيو، حيث كانت شريكًا أساسيًا في رسم ملامح المرحلة الجديدة جنبًا إلى جنب مع الأزهر الشريف والقوات المسلحة والشعب المصري.

ورغم التحديات والاعتداءات التي تعرضت لها الكنائس بعد الثورة، كان البابا تواضروس الثاني دائمًا في المقدمة، مؤكدًا التزام الكنيسة بالمشاركة في مسيرة الوطن، مهما كانت التضحيات.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكنائس المصرية منطقة الشرق الاوسط نشر السلام الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثاني البابا تواضروس الثانی الکنیسة القبطیة لأهالی غزة

إقرأ أيضاً:

السعودية: نواصل جهود التوصل إلى سلام عادل بالشرق الأوسط

الرياض - صفا

أكدت السعودية، يوم الثلاثاء، مواصلة جهود التوصل إلى سلام عادل في الشرق الأوسط.

وقال مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته التي عقدت اليوم الثلاثاء، في جدة، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التطلع إلى أن يسهم "المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية" الذي ترأسه السعودية بالشراكة مع فرنسا؛ في كل ما من شأنه تسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإرساء مسار توافقي لتنفيذ حل الدولتين، وتعزيز أمن دول المنطقة واستقرارها.

وأدان المجلس مطالبة الكنيست الإسرائيلية بفرض السيطرة على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية المحتلة، وما تُمثل من تقويض جهود السلام والإصرار على التخريب والدمار، مشددا على رفض المملكة التام لانتهاكات سلطات الاحتلال للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وأردف "تواصل المملكة جهودها الرامية إلى إرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط ونشر الأمن والاستقرار الدوليين، وإيقاف دائرة العنف التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء".

وجدد المجلس ترحيب السعودية بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، ويدعو بقية الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة ومواقف داعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني.

 

مقالات مشابهة

  • السعودية: نواصل جهود التوصل إلى سلام عادل بالشرق الأوسط
  • مجلس الوزراء: المملكة تواصل جهودها لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط
  • قداسة البابا تواضروس يفتتح معرضًا للمؤسسات القبطية تحت شعار متصلون
  • زيارة شباب ملتقى لوجوس للكاتدرائية المرقسية وغداء رسمي بحضور قداسة البابا وعدد من المسؤولين
  • وزير السياحة والآثار يشارك في فعالية الاحتفال بافتتاح ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟
  • البابا تواضروس يصلي القداس مع شباب ملتقى لوجوس الخامس
  • البابا تواضروس يفتتح ملتقى لوجوس للشباب حول العالم
  • العودة إلى الجذور.. البابا تواضروس يفتتح ملتقى «لوجوس للشباب» حول العالم بعنوان «متصلون»|صور
  • تحذير: الطاعون في منطقتنا