تصاعد الغضب القبلي يفشل ضغوط الحوثيين على مشايخ صنعاء للتبرؤ من أبنائهم المقاتلين مع الشرعية
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
فشلت مليشيا الحوثي مجددًا في محاولاتها لفرض وصايتها على القبائل اليمنية، بعد حملة مكثفة مارست فيها ضغوطًا سياسية ومالية على مشايخ قبائل محافظة صنعاء، مطالبةً إياهم بالتبرؤ من أبنائهم المنخرطين في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأكدت مصادر قبلية متطابقة أن قيادة الجماعة عقدت خلال الأيام الماضية سلسلة اجتماعات مغلقة مع عدد من شيوخ العشائر، وطرحت عليهم وثيقة مكتوبة تُلزمهم بإعلان التنصل العلني من أبنائهم الذين يقاتلون في صفوف الحكومة المعترف بها دوليًا، لا سيما ضمن القوات المشتركة وقوات حراس الجمهورية التي تمثل رأس الحربة في جبهات الساحل الغربي.
ورغم الترهيب الذي مارسته الميليشيا، فقد قوبلت محاولاتهم برفض قاطع من قبل غالبية المشايخ الذين جددوا تمسكهم بأبنائهم، مؤكدين أن ولاءهم للوطن لا يمكن أن يُشترى أو يُفرض بالقوة. وتصف المصادر هذا الموقف بأنه "انتفاضة صامتة" في وجه مساعي الحوثيين لتفكيك النسيج القبلي، الذي طالما مثل أحد أعمدة الاستقرار المجتمعي في البلاد.
وبحسب المصادر، لم تقتصر أساليب الحوثيين على التهديد والضغط، بل شملت أيضًا محاولات استمالة عبر إغراءات مالية كبيرة، حيث عرضت الجماعة مبالغ ضخمة على بعض شيوخ القبائل في مسعى لكسب تأييدهم وتحقيق اختراق في صفوفهم. لكن تلك العروض لاقت استنكارًا واستهجانًا واسعًا، ورفضها علنًا عدد من وجهاء القبائل، مؤكدين أن "الكرامة لا تُباع ولا تُشترى".
ويرى مراقبون أن هذا الفشل الذريع يعكس تآكل الحاضنة الاجتماعية للحوثيين، وتزايد السخط الشعبي ضدهم، نتيجة السياسات العنصرية والممارسات القمعية التي تنتهجها الجماعة بحق المواطنين، إلى جانب ارتهانها للأجندة الإيرانية على حساب السيادة الوطنية والمصالح الاقتصادية والاجتماعية للشعب اليمني.
كما يُعزى الرفض القبلي إلى إدراك متزايد لدى الشارع اليمني بخطورة المشروع الحوثي، الذي يسعى لتكريس هيمنة سلالية ضيقة على حساب التنوع الوطني والتماسك المجتمعي.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن مشاعر الغضب تتصاعد حتى في مناطق نفوذ الجماعة، ما ينذر بتحولات قد تقلب موازين القوى، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية على مختلف الجبهات.
وتزامنت هذه التحركات الحوثية مع احتدام المعارك في عدة مناطق، أبرزها محافظات مأرب والضالع وتعز والساحل الغربي، حيث تخوض القوات الحكومية والمقاومة مواجهات شرسة ضد الميليشيا.
ويرى محللون أن محاولة الجماعة إضعاف التماسك القبلي في صنعاء تكشف عن قلق داخلي متزايد من تصاعد المقاومة الشعبية، خاصة في عمق مناطق سيطرتها.
ويؤكد هذا المشهد أن الهوة بين الحوثيين والمجتمع تتسع يومًا بعد يوم، وأن محاولاتهم لإعادة إنتاج الولاءات القبلية بما يخدم مشروعهم الطائفي والسلطوي باتت تواجه رفضًا متناميًا، مما ينذر بانكشاف الغطاء الاجتماعي الذي تستند إليه الجماعة للبقاء في السلطة.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
برشلونة يفشل في ضم لويس دياز واللاعب يقترب من بايرن ميونيخ
تلقى نادي برشلونة ضربة قوية في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، بعد فشل مفاوضاته مع ليفربول للتعاقد مع الجناح الكولومبي لويس دياز، الذي أصبح على أعتاب الانضمام إلى بايرن ميونيخ في صفقة ضخمة.
وبحسب الصحفي الإيطالي الموثوق فابريزيو رومانو، فقد حاول مسؤولو برشلونة ثلاث مرات التواصل مع وكلاء اللاعب، وقدموا عرضًا رسميًا بقيمة 60 مليون يورو لإقناع ليفربول بالتخلي عن دياز. إلا أن الرد من إدارة "الريدز" جاء حاسمًا: "شكرًا لكم، لكننا نريد مبلغًا أكبر من ذلك."
رفض ليفربول التنازل عن مطالبه المالية فتح الباب أمام بايرن ميونيخ للتحرك بقوة لحسم الصفقة، حيث كشفت تقارير صحفية خلال الساعات الماضية عن توصل النادي البافاري إلى اتفاق شبه نهائي مع ليفربول، لضم دياز مقابل 75 مليون يورو، تشمل 61 مليونًا كمبلغ ثابت و14 مليونًا كمتغيرات.
ومن المتوقع أن يوقّع لويس دياز عقدًا طويل الأمد مع بايرن حتى صيف 2029، ليُنهي بذلك رحلته مع ليفربول التي بدأت في 2022 قادمًا من بورتو، وسط عدم التوصل لاتفاق بشأن تمديد عقده الذي كان من المفترض أن ينتهي في يونيو 2027.
ويُعد انضمام دياز ضربة قوية لبرشلونة، الذي كان يأمل في تدعيم الجبهة الهجومية بطلب من المدرب هانز فليك، لكنه اصطدم مرة أخرى بالأزمة المالية التي تمنعه من مجاراة العروض الأوروبية الكبرى، لاسيما من أندية مثل بايرن ميونيخ.