العلاقات المصرية – الجيبوتية… شراكة راسخة ومحورية في القرن الأفريقي
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
خلال الساعات القليلة قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوجه إلى العاصمة الجيبوتية جيبوتي، حيث يعقد سيادته مباحثات مع شقيقه الرئيس الجيبوتي "إسماعيل عمر جيله" تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتنسيق المشترك بشأن الأوضاع الإقليمية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
الأمر الذي جعل الكثيرون يتساءلون عن تاريخ العلاقات المصرية الجيبوتية، لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول تلك العلاقات من خلال هذا التقرير.
تُعد العلاقات بين جمهورية مصر العربية وجمهورية جيبوتي نموذجًا متميزًا للتعاون الثنائي القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والتي تمتد جذورها لعقود طويلة، تأطرتها الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية، وعززتها التحركات السياسية والدبلوماسية المتواصلة بين الجانبين.
علاقات تاريخية متجذرةترتبط مصر وجيبوتي بعلاقات تاريخية وثيقة تعود إلى فترة ما قبل الاستقلال الجيبوتي عام 1977، حيث كان لمصر دور فاعل في دعم الحركات التحررية في إفريقيا، ومنها دعم استقلال جيبوتي عن الاستعمار الفرنسي. ومنذ ذلك الحين، حرص البلدان على توطيد علاقاتهما الثنائية على مختلف الأصعدة، لا سيما في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والتعاون الأمني.
التعاون السياسي والدبلوماسيشهدت السنوات الأخيرة تكثيفًا للزيارات الرسمية المتبادلة بين القيادتين، كان أبرزها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي في مايو 2021، والتي مثّلت أول زيارة لرئيس مصري إلى البلاد منذ تأسيس العلاقات، وأعقبتها زيارات متبادلة ومباحثات مكثفة بين وزراء الخارجية والمسؤولين في كلا البلدين.
وتتسم المباحثات الثنائية بالتنسيق المنتظم في المحافل الإقليمية والدولية، لا سيما ما يتعلق بالأمن في منطقة البحر الأحمر، وأمن القرن الأفريقي، ومكافحة الإرهاب والقرصنة، إلى جانب التعاون في ملف سد النهضة الإثيوبي، حيث أظهرت جيبوتي دعمًا لموقف مصر الداعي إلى حل عادل ومتوازن يحفظ حقوق دول المصب.
التعاون الاقتصادي والتنمويعلى الصعيد الاقتصادي، تسعى مصر لتوسيع نطاق استثماراتها في جيبوتي، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي كميناء رئيسي ومركز لوجستي على مدخل البحر الأحمر. وتشمل مجالات التعاون: الموانئ، الطاقة، الكهرباء، والتدريب الفني، إضافة إلى فتح خطوط ملاحية وتجارية بين البلدين.
كما أن التبادل التجاري بين البلدين، وإن كان محدودًا، إلا أنه يشهد تطورًا تدريجيًا في ظل خطط مصرية لتعزيز وجودها الاقتصادي في منطقة شرق إفريقيا، عبر بوابة جيبوتي.
التعاون الصحييحظى التعاون في المجال الصحي باهتمام خاص ضمن أجندة العلاقات الثنائية، حيث قدمت مصر دعمًا طبيًا ملموسًا لجيبوتي، شمل إرسال قوافل طبية وأدوية، فضلًا عن تدريب الكوادر الصحية الجيبوتية في المؤسسات الطبية المصرية. كما بحث الجانبان إمكانية إنشاء مستشفى مصري في جيبوتي بدعم من وزارة الصحة والسكان المصرية، بما يسهم في دعم القطاع الصحي المحلي وتقديم خدمات علاجية عالية الجودة للمواطنين الجيبوتيين.
ويأتي هذا التعاون انطلاقًا من رؤية مصر لتعزيز دورها الإنساني والطبي في القارة الأفريقية، لا سيما في ظل التحديات الصحية التي تواجهها دول المنطقة، خاصة مع انتشار الأوبئة ونقص الكوادر الطبية المتخصصة.
البُعد الثقافي والتعليميتحظى العلاقات الثقافية والتعليمية بمكانة مميزة، حيث تستقبل الجامعات المصرية عشرات الطلاب الجيبوتيين سنويًا، كما تقدم مصر منحًا دراسية عبر الأزهر الشريف ووزارة التعليم العالي. ويمثل الأزهر جسرًا روحيًا وتعليميًا يربط بين البلدين، من خلال مبعوثيه المنتشرين في المعاهد الجيبوتية.
التعاون الأمني والعسكريفي ظل التحديات الأمنية في منطقة القرن الأفريقي، تعززت أوجه التنسيق العسكري بين القاهرة وجيبوتي، في مجالات التدريب وتبادل المعلومات، والمشاركة في جهود مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية، ويمثل ذلك امتدادًا لرؤية مصر في تأمين البحر الأحمر كممر مائي استراتيجي.
في النهاية العلاقات المصرية – الجيبوتية ليست فقط علاقات ثنائية بين دولتين، بل هي جزء من رؤية استراتيجية أوسع، تسعى من خلالها مصر إلى توثيق علاقاتها مع دول القرن الأفريقي وتعزيز الأمن الإقليمي، بما يصب في صالح استقرار المنطقة وتنميتها.
ومع استمرار الزخم السياسي والدبلوماسي بين البلدين، يبدو مستقبل هذه الشراكة واعدًا وقابلًا للتوسع في مختلف المجالات، خصوصًا في ظل الرغبة المتبادلة في تعزيز التعاون الشامل، بما يخدم مصالح الشعبين المصري والجيبوتي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر جيبوتي القرن الافريقى الرئيس عبد الفتاح السيسي التعاون الصحي التعاون السياسي التعاون الأمني التعاون الاقتصادي سد النهضة البحر الاحمر المساعدات الطبية الازهر الشريف وزارة التعليم العالي وزارة الصحة والسكان الأمن الإقليمي القارة الافريقية القوافل الطبية التعاون الثقافي التدريب الفني الموانئ مكافحة الإرهاب التعاون العسكري التعاون اللوجستي مبادرة مصرية جيبوتي 2025
إقرأ أيضاً:
عبد الغفار يبحث مع وزير الصحة العراقي تعزيز التعاون بين البلدين في القطاع الصحي
التقى الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، بـالدكتور صالح الحسناوي، وزير صحة العراق، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في القطاع الصحي؛ وذلك على هامش فعاليات الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ72 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط التابعة لمنظمة الصحة العالمية، والتي تُعقد خلال الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر الجاري.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن اللقاء شهد مناقشة الدكتور خالد عبد الغفار لمستجدات العمل بالملفات المشتركة بين مصر والعراق، التي تمثل نموذجًا للتعاون الدائم والمستمر، مؤكدًا أن العراق يمتلك تاريخًا طويلًا في مجال المنظومة الصحية، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية.
وأضاف الدكتور عبد الغفار أن الاجتماع تناول عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، من بينها تسهيل إجراءات تسجيل الأدوية العراقية في مصر، وبحث فرص التعاون في مجال التدريب وتبادل الخبرات؛ خاصة في قطاع الصناعات الدوائية، بما يسهم في دعم القدرات الفنية وتوطين الخبرات لدى الجانبين.
من جانبه، أشاد الدكتور صالح الحسناوي، وزير الصحة العراقي، بالتطور الواضح الذي تشهده العلاقات بين مصر والعراق، خاصة في المجالين الاقتصادي والصحي، لافتًا إلى وجود تعاون كبير في مجال البنية التحتية الصحية؛ حيث تنفذ شركات مصرية 3 مشروعات لمستشفيات تُعد من بين الأهم في العراق، مما يعكس الثقة الكبيرة في الكفاءة المصرية بهذا القطاع الحيوي، كما أكد أن الدواء المصري يتمتع بحضور واسع في السوق العراقي، سواء على مستوى القطاع الخاص أو الحكومي.
حضر اللقاء: الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون مشروعات مبادرات الصحة العامة، الدكتورة ألفت غراب، رئيس مجلس إدارة شركة أكديما، الدكتور راضي حماد، رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية، الدكتورة سوزان الزناتي، مدير عام إدارة العلاقات الصحية الخارجية بالوزارة.