بنك أهداف أمريكا.. من الفشل إلى الانتقام من المدنيين
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
محمد صالح حاتم
منذ بداية العدوان الأمريكي على اليمن، يتّضح أن بنك الأهداف الذي اعتمدته واشنطن لم يكن سوى انعكاس لحالة من التخبط والعجز، يتنافى كليا مع مزاعم “الحسم العسكري” و”ضرب القدرات الحوثية”، ويكشف عن فشل استراتيجي ذريع أمام صمود الشعب اليمني وثباته في موقفه الداعم لأبناء غزة.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن صراحة أن هدفه هو “القضاء على الحوثيين وتدمير أسلحتهم”، بزعم أنهم يشكلون تهديدا للملاحة الدولية والسلم العالمي.
ومن أبرز الجرائم التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي، قصف حي الجراف السكني، واستهداف منزل المواطن علي السهيلي في مديرية شعوب، والذي راح ضحيته أطفاله الأربعة، والعشرات من الجرحى كما استُهدف ميناء رأس عيسى، ما أسفر عن أكثر من 250 شهيدًا وجريحًا، إضافة إلى قصف حي سكني في سوق فروة بمديرية شعوب، والذي خلّف أكثر من 45 شهيدا وجريحا. ولم تسلم حتى المقابر من صواريخ العدوان، مثل مقبرتي “ماجل الدمة” و”النجيمات” بصنعاء، في سابقة تؤكد أن الأموات أيضا لم يسلموا من الاستهداف الأمريكي.
لقد تحولت الحرب على اليمن إلى حرب اقتصادية شاملة، استخدمت فيها واشنطن كافة أدوات الحصار والتجويع، بدءا من تصنيف أنصار الله كـ”جماعة إرهابية”، وفرض عقوبات على رجال أعمال يمنيين لا علاقة لهم بالسياسة، وصولا إلى منع دخول المشتقات النفطية، وقصف المنشآت الحيوية، كميناء رأس عيسى، الذي يُعد شريانا رئيسيا لوصول الوقود إلى المحافظات.
كما شملت الاستهدافات منشآت اقتصادية وخدمية مدنية بحتة، كمصنع السواري للسيراميك في بني مطر، الذي سبق قصفه في عام 2015، ومؤسسة المياه والصرف الصحي في المنصورية، ومنشآت الاتصالات، والمرافق الصحية كمستشفى السرطان في صعدة، ومركز وشحة الصحي في حجة، فضلًا عن مؤسسات تعليمية في البيضاء ومحافظات أخرى.
ومن إيران إلى الصين، لم تتوقف ماكينة الكذب الأمريكية عن بثّ الاتهامات حول “الدعم الخارجي للحوثيين”، في محاولة لتبرير فشلها المتكرر ميدانيا. إلا أن فشل واشنطن في تقديم أدلة حقيقية، وسرعة تبدل رواياتها الرسمية، فضح هذه الذرائع وأسقطها.
ورغم الحصار والعدوان، تواصلت العمليات الهجومية للقوات المسلحة اليمنية، مستهدفة حاملات الطائرات الأمريكية (ترومان وفينسون) مرارًا، ما أجبرها على التراجع. كما وصلت الصواريخ الباليستية والطيران المسيّر اليمني إلى عمق الأراضي المحتلة، وضربت تل أبيب ويافا، في رسائل عسكرية أربكت العدو الصهيوني، وأجبرت المستوطنين على الفرار إلى الملاجئ. وواصلت الدفاعات اليمنية إسقاط طائرات MQ-9 الأمريكية، حيث تم إسقاط أكثر من 21 طائرة من هذا الطراز، منها ست منذ بداية العدوان الأمريكي في 15 مارس الماضي.
ويبقى السؤال: هل لا يزال ترامب، ومن خلفه من صناع القرار في واشنطن، يراهنون على القوة العسكرية؟ الواقع يقول إن الشعب اليمني، بصموده وثباته ووعيه، استطاع أن يهزم أمريكا بأدواته البسيطة، وأن يحوّل الحصار إلى فرصة للنهوض، والخطر إلى دافع للمواجهة. وكل ذلك بفضل الله، ثم بفضل القيادة الثورية والسياسية الحكيمة، وصبر وجهاد هذا الشعب العظيم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مجددًا .. 298 حاجًا يغادرون عبر مطار صنعاء الدولي وسط ترتيبات فنية وخدماتية عالية
يمانيون | صنعاء
غادر مطار صنعاء الدولي، اليوم الإثنين، الفوج الثالث من حجاج بيت الله الحرام، والبالغ عددهم 298 حاجًا، متوجهين إلى الأراضي المقدسة عبر رحلتين جويتين للخطوط الجوية اليمنية، ليواصل اليمنيون أداء ركن الحج من مطار العاصمة، رغم الحصار والعدوان المتواصل منذ أكثر من تسع سنوات.
وتأتي هذه الدفعة الجديدة من الحجاج بعد أن تم خلال اليومين الماضيين تفويج 595 حاجًا، ليصل بذلك إجمالي الحجاج المغادرين من مطار صنعاء الدولي إلى 893 حاجًا، في مؤشر إيجابي على استمرار الجهود الخدمية والرعاية الرسمية التي توليها الجهات المعنية في صنعاء لتأمين موسم حج ناجح وآمن رغم التحديات اللوجستية والقيود المفروضة على المطار بفعل العدوان الأمريكي السعودي.
وقد تلقى الحجاج في هذا الفوج، كما في الأفواج السابقة، كافة الخدمات الأرضية والفنية اللازمة، وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة لدى منظمة الطيران المدني الدولية “الإيكاو”، مما يعكس كفاءة مطار صنعاء الدولي وقدرته التشغيلية العالية، ويؤكد زيف مزاعم العدوان حول ما يسمى بـ”عدم جاهزية المطار”، والتي طالما اتخذها ذريعة لاستمرار إغلاقه في وجه ملايين اليمنيين.
ويُعد تفويج الحجاج من مطار صنعاء محطة رمزية مهمة تعكس إرادة الصمود الشعبي والديني والسيادي في وجه الحصار المفروض، كما تؤكد تمسّك الدولة اليمنية في صنعاء بمسؤوليتها الدينية والإنسانية تجاه المواطنين، وتوفير كافة التسهيلات الممكنة لأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام.
وفي ظل استمرار الحصار الجوي المفروض من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي، يُمثل استمرار رحلات الحج إنجازًا وطنيًا وإنسانيًا يعكس صمود الشعب اليمني وكفاءة الطواقم الفنية والإدارية العاملة في قطاع الطيران المدني، كما يُعيد التأكيد على أهمية رفع الحصار بشكل كامل عن مطار صنعاء الدولي باعتباره حقًا إنسانيًا لكل اليمنيين، وليس منّة من أحد.