الثورة نت:
2025-07-31@07:38:43 GMT

الرقص على أشلاء البشر

تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT

الرقص على أشلاء البشر

 

أخيراً، اتضحت أهداف «ترامب» الحقيقية وتجلّت النزعة الداخلية في أعماق الرجل والتي تعكس ملامح الخطة المتأصلة لدى أروقة صنع القرار الأمريكية المترجمة للرغبات الصهيونية والتي تسعى إلى إبادة كل شيء في بلاد الإسلام والمسلمين، ولا ينجو منها إلا من سلّم الراية وقبل بأن يكون عميلاً خائناً وذنباً تابعاً يتلقى الأوامر من واشنطن ويافا .

هذه الحقيقة، وإن كانت مُزعجة وغير سوية، إلا أنها تتعزز كل يوم بمشاهد حية من خلال بنك الأهداف الذي حددته القيادة الأمريكية في بلادنا والذي انتهى إلى مقابر الموتى والأسواق الشعبية، فحتى الموتى أصبحوا هدفاً لهذا الترامب، ما يغيض ويزيد الأمر مرارة، أن أتباعه من المرتزقة والعملاء لا يزالون في غيهم، يؤكدون أن أمريكا تستهدف مخازن أسلحة وقيادات حوثية – بحسب زعمهم، هذا الزعم الخبيث الذي لا يُعبّر عن خساسة النفوس وانحطاطها- فحسب، لكنه يكشف عن حالة الذُل والمهانة والانسحاق النفسي التي وصل إليها هؤلاء الناس من أجل مئات الدولارات، إنها فعلاً حالات انحطاط غير مسبوقة في التاريخ الإنساني!!؟ والأكثر غرابة أن من يُدعى بوزير الإعلام في الدولة الوهمية يقول إن من ضرب سوق «فروة» الشعبي هم الحوثيون بحسب زعمه.

انظروا إلى أين وصلت الخساسة وقلة الحياء والوقاحة بهذا الرجل!؟ علماً أن نفس القناة التي أوردت هذا الزعم كانت قد أعلنت أن القيادة المركزية الأمريكية استهدفت قيادياً حوثياً في فروة، وإذا بها في اليوم التالي تُردد زعم هذا الوزير المأفون والولد الغر، الذي تتلقفه الأيدي وتجعل منه حزام المكان كلما قدم إلى مقيل من المقايل، لا أريد أن أنساق إلى كلمات أكثر بذاءة، فالرجل إن كان يستحق، إلا أن لساني تعف عن الانسياق إلى هذا المنحدر، وأتمنى فقط أن يُدرك هؤلاء الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم للأجنبي أن اليمن لن ترحمهم ولن تغفر لهم هذه الخطايا، ولن تركع للأجنبي مهما اشتد العدوان .

وكما قال مسؤول سابق أحترمه «قد نختلف أو نتفق مع أنصار الله، لكن ذلك لا يُعطي أحداً الحق بأن ينال من الوطن، مسقط الرأس، أو أن يستهين بأبنائه وبالحرية والسيادة والاستقلال، فاليمن فوق كل شيء» وهو مؤشر هام يؤكد أن هؤلاء الناس الموجودين في الشتات قد باعوا كل شيء وتخلوا عن كل شيء حتى الوطن والمواطنة، وأصبحوا عبيداً للمال ولرغبات الأجنبي وفي خانة الانقياد الطوعي لمن يدفع أكثر.

اللهم جنبنا المزالق وأصحاب النفوس الرخيصة، واجعل نفوسنا دائماً ترنوا إلى الأعلى وتُقدس الوطن والمواطنة، كما تُقدس الانتماء إلى الدين على حقيقته الصحيحة، ولهؤلاء نقول، مهما تماديتم في الغي فإن اليمن ستظل عصية، لا تراهنوا على أمريكا ولا على بريطانيا ولا على الصهاينة، راهنوا على ذواتكم إن كان لديكم ذات، إما إذا كانت قد انحدرت إلى مستوى الحضيض كما نلاحظ، فليس أمامنا إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) صدق الله العظيم .

وكما قلنا اليمن ستظل عصية وعزيزة تعيش في حدقات أبنائها الشرفاء المستعدين للتضحية من أجلها وفي سبيلها، وستلفظكم كما يلفظ البحر الخبث، وهذا هو المؤمل إن شاء الله تعالى .

* إلا الشيخ يحيى منصور

الشيخ يحيى منصور أبو أصبع رئيس الحزب الاشتراكي اليمني الشرعي تعرّض لحملة قاسية من شُذاذ الأفاق، من باعوا الحزب والوطن بأرخص الأثمان على خلفية بيان الإدانة الذي أصدره ضد العدوان الأمريكي، ولهؤلاء نقول الشيخ يحيى معروف ومن أسرة عريقة مناضلة، أسرة قدّست اليمن وعاشت من أجلها على مدى العصور ولا تقبل الضيم وترفض كل أجنبي يحاول احتلال الوطن أو النيل من سيادته، فأين أنتم من هذه الهامة العظيمة ومن هذه الأسرة الكريمة؟! فلقد أصبح اليوم الشيخ يحيى هو الحزب والقيادة، ولا يزال متمسكاً بمبدأ الانتماء لهذا الحزب إلى جانب الانتماء الصادق والصحيح للوطن، أما أنتم فلقد أصبحتم أذناب وعملاء وخونة تتغنون بمجازر الأجنبي وترقصون على أشلاء البشر من أبناء جلدتكم، وكأنكم تعيشون في لحظات فرح غامرة .

وإلى الشيخ يحيى نقول، لا تعبأ بمثل هذه الزعانف فهي منتهية، أنت الباقي وهي الفانية، أنت الباقي لأنك متمسك بالولاء الصادق للوطن ولولا أنت لذهب الحزب الاشتراكي بكل كوادره التي أصبحت في الشتات من أعلى القمة إلى أسفل القاعدة، فلك الشكر والتحية من كل يمني مخلص وصادق وقلوبنا معك، لا تعبأ لمثل هؤلاء الناس فلقد ماتوا ومات كل شيء في أعماقهم وأصبحوا مجرد هياكل تخدم المعتدي بكل ما تملك، وتتاجر بالوطن والقيم والمبادئ، وسيأتي اليوم الذي يلفظهم الوطن وينالوا جزائهم من كل يمني شريف، والله من وراء القصد …

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الحرب والذكاء الاصطناعي

في عالمنا الراهن، لم تعد الحروب الطويلة -لا الخاطفة- تعتمد في المقام الأول على الطائرات الحربية أو المقاتلات التي يقودها مقاتل طيار، وهي الطائرات التي تشكل القوة الضاربة في أي جيش قوي، وإنما أصبحت تعتمد على المسيرات أو الطائرات من دون طيار، وهي أبرز الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، والتي تُستخدم في الحروب الآن على نطاق واسع؛ لأنها سهلة التصنيع ورخيصة التكلفة إلى حد بعيد. ولكن استخدام مثل هذه الأسلحة أو الآلات القاتلة في الحروب يثير أسئلة فلسفية عديدة تتعلق بفلسفة الأخلاق، بل حتى بنظرية المعرفة ذاتها، وهذا ما أهتم بالتنويه إليه في هذا المقال.

من المعلوم أن هذه الأسلحة تكون قابلة للخطأ على أنحاء عديدة مهما كانت دقتها: فهي مبرمجة على إحداثيات وخوارزميات يمكن أن تصيب أهدافًا مدنية، ومن ثم لا تكون قادرة على التمييز بين المدنيين والعسكريين، وهي بذلك تخالف المبادئ الأخلاقية للحرب التي أقرتها القوانين الدولية. وربما يجادل بعض المفتونين بالقدرات الهائلة للتكنولوجيا بالقول بأن هناك أدلة كثيرة على القدرة اللامحدودة لأسلحة الذكاء الاصطناعي على إصابة أهدافها بدقة؛ ولكن رأي هؤلاء غافل عن أن الآلة العسكرية المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون متحيزة؛ وبالتالي يمكن أن تتخذ قرارات نهائية خاطئة! وربما يدعو هذا القول إلى الدهشة؛ لأننا اعتدنا أن ننسب التحيز أو عدم التحيز إلى البشر وليس إلى الآلات.

ولكن هذا القول لا ينبغي أن يكون مدعاة لدهشتنا؛ ببساطة لأن هذه الآلات تنحاز وفقًا لانحياز البشر، أعني وفقًا لانحياز البيانات التي زودها بها البشر. وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن أن تكون هذه البيانات متحيزة ضد جماعة بعينها أو جنس أو عرق معين؛ ولذلك تختلف هذه البيانات بحسب الدول المصنعة لهذه الآلات، وبحسب الحروب التي تخوضها في مرحلة معينة ضد دولة أو دول بعينها. حقًّا إن هذه الآلات قد تستخدم أنظمة مبرمجة آليًّا بطريقة جيدة لاتخاذ قرارات ذاتية، ولكن قرارتها تظل عُرضة للخطأ، بل للأخطاء المميتة وغير القابلة للتدارُك. وربما يجادل بعض آخر بالدفاع عن إمكانية أخطاء هذه الآلات بالقول بأن هذه الأخطاء تُوجد أيضًا لدى البشر؛ فلماذا نتحفظ على نجاعة آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد. غير أن هذا القول غافل أيضًا عن أن نتائج القرارات الخاطئة للذكاء الاصطناعي هنا تكون كارثية بشكل يفوق كثيرًا أخطاء البشر؛ لأن هذه القرارات تكون نهائية وغير قابلة للمراجعة أو التصحيح أو التعديل.

هذا كله له صلة وثيقة بموضوع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي Ethics of Artificial Thinking، وهو موضوع مطروح بقوة في مجال البحث الفلسفي، وهو يندرج تحت موضوع أكثر عمومية يتعلق بأخلاقيات التكنولوجيا، والتي هي بدورها تمثل فرعًا رئيسًا من فلسفة الأخلاق التطبيقية Applied Ethics . غير أن هذا الذي تناولناه هنا له صلة بجانب آخر يتعلق، لا بفلسفة الأخلاق في حد ذاتها، وإنما بنظرية المعرفة أيضًا. وهذا يتبدى لنا بوضوح حينما نضع هذا السؤال: هل الآلات الذكية، وبالتالي الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، تُعتبر عاقلة بما أنها قادرة على اتخاذ قرارات معينة؟ هل يمكن أن ننسب صفة العقل إلى هذه الآلات، وهي الصفة التي طالما قصرناها على الموجودات البشرية؟ سرعان ما سيجيب المتحمسون بلا حدود للذكاء الاصطناعي بالإيجاب، وربما ذهبوا إلى القول بأن قصر العقل على البشر وحدهم من دون الآلات هو نوع من التحيز للطبيعة البشرية.

ولكن لنتريث قليلًا ونتساءل: ماذا تعني صفة «عاقل»؟ لا شك في أن العقل مرتبط بالقدرة على اتخاذ قرار، ومن هذه الناحية فإن الآلات الذكية يكون فيها شيء من سمات العقل. ومع ذلك، فإننا لا يمكن أن نصفها بأنها عاقلة تمامًا: فالذي يمتاز بالعقل هو القادر على أن يعقل مشكلته التي يواجها، وهذا يعني أنه يكون قادرًا على اتخاذ قرار بعد إجراء موازنات بين البيانات أو المعطيات المطروحة أمامه، وليس هذا حال الآلات المبرمجة لتتخذ قرارًا معينًا على أساس من بيانات مبرمجة مسبقًا، ومن دون قدرة على النظر والتقدير في ضوء السياق والمتغيرات التي تطرأ على المشهد أو الواقع الفعلي الذي تتعامل معه. والواقع أننا يمكننا القول بأن القليل من البشر هم الذين يكونون قادرين على التعقل بهذا المعنى، وأن الآلات المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي تفتقر إلى هذه الخصيصة، بل إنها تكون حتى أدنى من قدرة الحيوانات العليا على التعقل والتفكير بهذا المعنى!

ما يمكن أن نستفيد مما تقدم هو أن الموازنة بين المعطيات على أرض الواقع في ضوء الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية هو مناط الصلة بين العقل والإرادة، وتلك مسألة تفتقر إليها آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي؛ ومن ثم فإن السؤال الذي يبقى هو: هل هناك إمكانية لوضع ضوابط أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد؟ بطبيعة الحال يمكن للفلسفة أن تسهم في ذلك بقوة، ولكن الأهم أن تصبح هذه المعايير الأخلاقية بمثابة ضوابط أخلاقية مُلزمة تتبناها المؤسسات الدولية: كالأمم المتحدة على سبيل المثال، وهذا أمر يبقى مطروحًا للنظر.

مقالات مشابهة

  • حماة الوطن يختتم حملته الانتخابية بمؤتمر حاشد بالعاصمة الإدارية
  • الحرب والذكاء الاصطناعي
  • حماة الوطن يعقد اجتماعا مع مرشحي الحزب لوضع اللمسات الأخيرة استعدادا لانتخابات الشيوخ 2025
  • تفاصيل الإتفاق الذي أفضى للإفراج عن الشيخ الموالي للحوثيين محمد الزايدي في المهرة
  • جيرمي كوربن يعود من بوابة الشباب.. هل يهدد الحزب الذي أخرجه؟
  • مرشح الجبهة الوطنية بالغربية: كلنا خلف القيادة السياسية وصوتكم بانتخابات الشيوخ لمواجهة أعداء الوطن
  • المؤتمر الجماهيري للجبهة الوطنية في الجيزة يتحول إلى تظاهرة حاشدة في حب الوطن والاصطفاف خلف القيادة السياسية
  • قيادى بحزب الجبهة الوطنية: نعاهد الله والقيادة السياسية على بذل أقصى الجهد لخدمة الوطن
  • بورسعيد | حماة الوطن ينظم مؤتمرًا جماهيريًا حاشدًا لدعم مرشح القائمة الوطنية بورسعيد
  • أمين تنظيم حماة الوطن: أهل الصعيد رمز الوطنية