نشرت دار الإفتاء ، عبر موقعها الرسمي بيان يوضح حكم صلاة ركعتين بعد الوضوء، مؤكدة أن هذه الصلاة المستحبة تُؤدّى بنية سنة الوضوء، وأنّ أدائها مباشرة بعد الانتهاء من الوضوء أولى لتفادي طول الفاصل.

واستشهد البيان ، بالحديث النبوي، الذي رواه عثمان بن عفّان رضي الله عنه: «من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قام فصلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشيء غفر الله له ما تقدّم من ذنبه»، وهو الحديث المروي في سنن النسائي وأصوله في الصحيحين.

وأشارت دار الإفتاء، إلى حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين، يقول فيه للنّبي بلال رضي الله عنه بعد صلاة الفجر: «ما عملت عملاً أرجى عندي من أني إذا توضأت توضؤاً ثم صليت عليه ما كتب لي»، مؤكداً أن هذا الترغيب في أداء ركعتي الوضوء دليل على استحبابها.

دار الإفتاء تكشف حكم سجود التلاوة بدون وضوءهل يشترط الوضوء عند ترديد الأذكار.. أمين الفتوى يحسم الجدلهل خروج الغازات أثناء الوضوء يتطلب إعادته.. اعرف رأي العلماءهل الصلاة بدون وضوء بعد الاغتسال من الجنابة باطلة؟.. الإفتاء تجيب

ونقل البيان عن كبار العلماء والفقهاء ما يلي:

الإمام النووي في “المجموع”: «يستحب ركعتان عقب الوضوء للأحاديث الصحيحة».

العلامة ابن الحاج في “المدخل”: «إذا أسبغ الإنسان وضوءه، فقد ورد الترغيب في صلاة ركعتين بعدها».

العلامة ابن عابدين في “رد المحتار”: «ندب صلاة ركعتين بعد الوضوء كسُنّة الغسل».


وفيما يخص وقت أدائها، رجّح حافظهما الإمام ابن حجر في “فتح الباري” أن تكون الصلاة مباشرة بعد الاغتسال والوضوء، لئلا يبقى الوضوء بدون صلاة.

فضل تكبيرة الإحرام مع الإمام 

أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر صفحة الدار، أن من أدرك مع الإمام تكبيرة الإحرام، له أجر عظيم وعد الله به براءتين: واحدة من النار وأخرى من النفاق، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى.

وأضاف الشيخ عويضة أن السلف الصالح كانوا شديدي الحرص على عدم فوات تكبيرة الإحرام، مشيرًا إلى ما قاله سعيد بن المسيب: «ما تركت تكبيرة الإحرام منذ عشرين سنة»، وإلى ما ذكره الإمام حاتم الأصم حين قال: «فاتتني صلاة الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري، ولو مات لي ولد لعزاني عشرة آلاف، ولكن أمر الدين أصبح أهون عند الناس من أمر الدنيا».

طباعة شارك دار الإفتاء ركعتين سنة الوضوء سنة الوضوء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء سنة الوضوء تکبیرة الإحرام دار الإفتاء صلاة رکعتین سنة الوضوء

إقرأ أيضاً:

حكم إقامة حفلات التخرج والضوابط الشرعية لها؟.. الإفتاء توضح

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤلا مضمونه: ما الحكم الشرعي في إقامة احتفال للتخرج في الجامعة؟.


وأجابت دار الإفتاء، عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن إقامة حفلات التخرج الجامعي أمر جائز شرعًا ، ما دامت تراعى فيها الآداب والضوابط الشرعية التي من شأنها ضبط تصرفات الإنسان، وفق ما يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ككون هذه الاحتفالات لإظهار نعمة الله لا للرياء والفخر والاستطالة.

وأضافت: ووجوب الالتزام بالاحتشام وستر العورات، وألا تشتمل على أمور محرمة شرعًا، مع الالتزام بالآداب التعليمية والأخلاق الشرعية والقيم والأعراف المجتمعية، على أن تكون تلك الحفلات داخل المؤسَّسات التعليمية التي تخرج فيها الطلاب، أو في أماكن تشرف عليها المؤسسة التعليمية متى أمكن ذلك؛ ضمانًا للانضباط وعدم الخروج على الأعراف والقيم.

حث الشرع الشريف على طلب العلم
ونوهت أن نصوص القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية المطهرة حثت على طلب العلم وبذل الجهد في تحصيله، وتطابقت دلائلها الصريحة على فضيلة العلم والتعلم، فجعلت ذلك عبادةً من أجلِّ العبادات، وقربةً من أفضل القربات تعبدًا وأعظمها أجرًا وأكثرها ثوابًا، قال الله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [المجادلة: 11].

ما علاج الكسل في العبادة؟.. الإفتاء تجيبأذكار المساء الواردة عن النبي.. رددها من بعد صلاة العصرهل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة؟.. الإفتاء تجيبما الفرق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف؟.. الإفتاء تجيب

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن سَلك طريقًا يلتمِس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنّة، وإنّ الملائكةَ لتَضَع أجنِحَتَها لطالبِ العِلم رِضًا بما يَصنَع، وإنَّ العالم ليَستغفِر له من في السموات ومن في الأرض والحيتانُ في جوفِ الماء، وإن فضلَ العالم على العابِد كَفَضلِ القمر لَيلةَ البدرِ عَلَى سائرِ الكَواكِب، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنّ الأنبياءَ لم يوَرِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا، وإنما ورَّثوا العِلمَ، فمن أخذه أخذَ بحظٍّ وافرٍ» أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

حكم حفلات التخرج
ولفتت الى ان الاحتفاء بالعلم والفرح به يدخل في عموم الأدلة الشرعية التي تقرر إظهار الفرح والسرور عند حدوث نعمة للإنسان، خاصة عند التخرج أو النجاح في مراحل التعليم فهو أمرٌ ينسجم مع مقتضيات الفطرة الإنسانية، فلا يخفى أن الحصول على شهادة التخرج وانتهاء الطالب من المرحلة الجامعية يمثل نُقلة للطالب من مرحلة إلى مرحلة أخرى جديدة -وهي مرحلة العمل- يجني فيها ثمرة جِدِّه واجتهاده، وقد قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58].

ولذلك كان هذا الاحتفال من قبيل الفرح المباح، وقد ينقلب إلى عبادة يُثاب عليها صاحبها إذا قَرَن معه نية التحدث بنعمة الله تعالى شكرًا على توفيق الطلاب ذوي النجابة لطلب العلم وإظهار فضل الله تعالى وإحسانه بحسْن التعلم والتميز والنجاح، وبَعْث النفس على المزيد من التحصيل والاجتهاد في سِلك العلم وحيازة أعلى الشهادات، وقد قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11].

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ» أخرجه الإمام أحمد، والطبراني في "المعجم الكبير"، وابن أبي الدنيا في "كتاب الشكر"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

كما كان "المسلمون يرون أنَّ مِن شُكْرِ النِّعم أن يُحَدَّث بها" أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/ 489، ط. مؤسسة الرسالة) عن أبي نضرة رضي الله عنه.

وتابعت: وفي الاحتفال بالتخرج إدخال السرور والسعادة على الطالب المتخرج بمشاركته في هذا الاحتفال وهذا الابتهاج والإهداء إليه وإسداء المعروف وتبادل المجاملة، وهي أمور تقوي الصلة والمحبة وتؤلف بين القلوب، فعن عطاء بن عبد الله الخراساني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ، وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا وَتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ» أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" مرسلًا، وأخرجه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" وغيره مرفوعًا عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا».

وحصول البشارة للطالب بنيل شهادة التخرج والفرح به هو مظهر امتثال للأمر بالتعلم، وتنويه بشرف الانتساب إلى العلم والدخول في زمرة العلماء، وفي ذلك ما أخرجه الحافظ أبو نعيمٍ في "حلية الأولياء" (9/ 146، ط. السعادة) عن الإمام الشافعي رحمه الله، قال: «كفى بالعلم فضيلة أن يدعيه من ليس فيه، ويفرح إذا نسب إليه، وكفى بالجهل شينًا أن يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه».

يضاف إلى ذلك أن في هذه الاحتفالات ترويحًا عن النفس عقب سهر وتعب واجتهاد في التحصيل والمذاكرة طوال سنين عِدة، كي تعين الطالب الناجح نفسيا على استعادة نشاطه وتفتح له الأمل بتحقق عاجل البُّشْرى بالظفر بالمطلوب والغاية المقصودة وفق مرحلته العمرية والتعليمية؛ إشارة إلى معالم الطريق الواجب اتباعه كيما يفوز وينجح في عاجل أمره وآجله، وفي ذلك مسايرة لحِكْمَة تشريع العيد في الإسلام، حيث يأتي عقب أوقات فاضلة اختصت بالاجتهاد في العبادة والمداومة على الطاعة، ومن ثَمَّ كان لصوم رمضان فرحتان، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «للصائم فرحتان: فرحة عند الفطر، وفرحة حين يلقى ربه» أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.

الضوابط والآداب الشرعية التي ينبغي أن تراعى في احتفالات التخرج


وكشفت عن انه ينبغي أن تسير هذه الاحتفالات وفق جملة من الضوابط والآداب الشرعية، ومن أهمها:

1- أن يكون هذا الاحتفال من قبيل إظهار نعمة الله ونشرها والتحدث بها لا الفخر والرياء والاستطالة بها على الآخرين.

قال العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" (8/ 258، ط. دار الحديث): [إظهار النعمة من محبوبات المنعم، ويدل على ذلك: قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾، فإن الأمر منه جل جلاله إذا لم يكن للوجوب كان للندب، وكلا القسمين مما يحبه الله، فمَن أنعم الله عليه بنعمة مِن نعمه الظاهرة أو الباطنة فلْيُبالغ في إظهارها بكل ممكِنٍ، ما لم يصحب ذلك الإظهارَ رياءٌ أو عُجْبٌ] اهـ.

2- ألا يشتمل الحفل على أمور محرمة شرعًا، كالاختلاط الفاحش بين الذكور والإناث.

3- عدم إطلاق النظر إلى ما لا يحل النظر إليه.

4- الالتزام بالاحتشام والتستر وعدم كشف العورات.

5- مراعاة ما يقرره القائمون على العملية التعليمية وذوو الاختصاص من تدابير بشأن إقامة حفلات التخرج بما يتوافق مع الآداب التعليمية والأخلاق الشرعية والمجتمعية.

6- أن تقام هذه الحفلات داخل المؤسسات التعليمية التي تخرج فيها الطلاب أو أماكن تشرف عليها المؤسسات المذكورة -ما أمكن ذلك-؛ ضمانًا للانضباط ولعدم الخروج على الأعراف والقيم.

فإذا روعيت هذه الضوابط والآداب كان ذلك جائزا شرعا، وإلا فلا، قال الإمام الشاطبي في "الموافقات" (3/ 8، ط. دار ابن عفان): [العمل الواحد يُقصد به أمر فيكون عبادة، ويُقصد به شيءٌ آخر فلا يكون كذلك] اهـ.

وقال العلامة ابن القيم في "الروح" (ص: 230، ط. دار الكتب العلمية) في بيان الفرق بين أمور دقيقة يُخْشى التباسها على الإنسان: [الشيء الْوَاحِد تكون صورته وَاحِدَة وَهُوَ منقسم إِلَى مَحْمُود ومذموم كالفرح والحزن، والأسف وَالْغَضَب، والغيرة وَالْخُيَلَاء، والطمع والتجمل، والخشوع والحسد، وَالْغِبْطَة والجرأة... إلخ] اهـ.


وأكد انه بناءً على ذلك: فإقامة حفلات التخرج الجامعي أمر جائز شرعًا ما دامت تراعى فيها الآداب والضوابط الشرعية التي من شأنها ضبط تصرفات الإنسان وفق ما يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ككون هذه الاحتفالات لإظهار نعمة الله لا للرياء والفخر والاستطالة، ووجوب الالتزام بالاحتشام وستر العورات، وألا تشتمل على أمور محرمة شرعًا، مع الالتزام بالآداب التعليمية والأخلاق الشرعية والقيم والأعراف المجتمعية، على أن تكون تلك الحفلات داخل المؤسَّسات التعليمية التي تخرج فيها الطلاب، أو في أماكن تشرف عليها المؤسسة التعليمية متى أمكن ذلك؛ ضمانًا للانضباط وعدم الخروج على الأعراف والقيم.

طباعة شارك طلب العلم حفلات التخرج حكم حفلات التخرج الإفتاء

مقالات مشابهة

  • هل الزواج في شهر محرم مكروه شرعا ؟.. دار الإفتاء توضح
  • حكم إقامة حفلات التخرج والضوابط الشرعية لها؟.. الإفتاء توضح
  • هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة؟.. الإفتاء تجيب
  • آداب الرجوع من الحج.. الإفتاء توضح
  • هل الذِّكر الجماعي بدعة؟ أمين الفتوى يجيب
  • فتاوى تشغل الأذهان| هل يؤثر نسيان تسبيح الركوع على صحة الصلاة؟.. هل صيام أول يوم من السنة الهجرية بدعة؟.. هل تزكى المرأة عن ذهب الزينة المستعمل؟.. حكم صلاة المنفرد خلف الصف في المسجد
  • حكم صلاة المنفرد والجماعة قائمة.. الإفتاء توضح
  • حكم صلاة المنفرد خلف الصف في المسجد.. دار الإفتاء توضح
  • هل صيام أول يوم من السنة الهجرية بدعة؟ .. دار الإفتاء تُوضح
  • النذر المعلق على مشيئة الله تعالى .. الإفتاء توضح معناه وحكمه