أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
ألقى الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كلمة وزارة الأوقاف نيابةً عن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وذلك خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر: “بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة”، الذي تعقده كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تحت رعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وقد استهل البيومي، كلمته بنقل تحيات معالي وزير الأوقاف وتقديره للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر المهم، ثم افتتح حديثه بالتأكيد على أن الإرادة الأزلية، التي اقتضتها الحكمة الإلهية، قد شاءت أن يكون الإنسان خليفة الله في أرضه، مشيرًا إلى الحوار الذي دار في الملأ الأعلى حول كينونة الاستخلاف وأحقيته.
وأكد في كلمته أن الأزهر الشريف في عالم الإنسان وبنائه، قد دثر الكون على اختلاف ألسنته وألوانه بدفء معارفه وعلومه، فما استشعر وافد إليه بغربة في وجهه وجسده ولسانه، وكأنها أرواح تلاقت على غير أنساب بينها، فحقق لها الأزهر المعمور واقعية اللقاء، وقد كانت مثلا في ما ورائيات الفضاء.
وأضاف أن الأزهر إذا ما أصقل وليده في بنيانه، وصنعه على عينه، أركبه سفن النجاة، وأعاذه من غوائل الأفكار بصلوات إثرها دعوات، وكأنه يقول: جنبك الله الشبهة وعصمك من الحيرة، وجعل بينك وبين المعرفة نسبا وبين الصدق سببا، وحبب إليك التثبت، وزين في عينيك الإنصاف، وأذاقك حلاوة التقوى، وأشعر قلبك عز الحق، وأودع صدرك برد اليقين، وطرد عنك ذل اليأس، وألهمك ما في الباطل من الذلة، وما في الجهل من القلة، فإذا بأبواب السماء وقد تفتحت عرفانا بماء منهمر، وتفجرت ينابيع الحياة لديه كوثرا وعيونا، وإذا بعناية السماء تتعانق مع إرادات الأرض، فيأتي الأزهري في حقيقة أمره على أمر قد قدر،" تحوطه يد الرعاية وبوارق الهداية "وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا"، فلعمري:
لَيسَ الَّذِي يَبنِي الحِجَارَةَ مِثلَ مَن
يَبنِي العُقُولَ النَّيِّرَاتِ وَيَعْمُرُ
مَا شَادَ بَانٍ فِي الكِنَانَةَ مِثْلَمَا
شَادَ المُعِزُّ الفَاطِمِيُّ وَجَوهَرُ.
وأضاف أن الأزهر في منهجية بنائه وقد رأى من أمر العالم عجبا، فأنبأه بما لم يحط به خبرا، ورأى العالم يستقبل الصباح يستيقظ فيه الإنسان، ولم تستيقظ فيه الإنسانية، وتستيقظ فيه الأجسام، ولا تستيقظ فيه القلوب والأرواح، وما أكثر النهار المظلم والصبح الكاذب في مسيرة العالم وتاريخه، هنا استلهم الأزهر من صحة نسبه واتصال سنده ما تشرق به الأرض بنور ربها، ثم سطره الأبرار عند ربهم في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا".
واختتم البيومي كلمته بهذه الكلمات المؤثرة:
وما الأزهر في احتفاله اليوم إلا لأنه رأى مجدًا تفجر من أنوار يعقوب، عاينه وقد اتخذ من العلم محرابًا يتقرب به إلى الله، وجعله سببًا لشفاء القلوب من آلامها، بعدما ظنت أنها قد وقفت على أعتاب الدنيا تودع الحياة، فإذا بأقدار الله تجري تتلمس الأسباب من الأرض وتتعلق بالرحمات من السماء، فحق للأزهر أن يفاخر بأن لعظماء الرجال في الحياة مواقف، وصنع هو لنفسه مواقف تنحني لها عظماء الرجال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأوقاف الأزهر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مؤتمر كلية الشريعة كلية الشريعة والقانون کلیة الشریعة
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تفتتح مركز الثقافة الإسلامية بالمنوفية بحضور المحافظ
افتتحت وزارة الأوقاف صباح اليوم، مركز الثقافة الإسلامية بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وذلك في إطار إستراتيجيتها التوسعية لنشر الفكر الوسطي، وبناء كوادر دعوية مؤهلة علميًّا وشرعيًّا، لخدمة قضايا المجتمع والدعوة.
جاء الافتتاح بحضور اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية؛ والشيخ محمد رجب خليفة، مدير مديرية أوقاف المنوفية؛ والأستاذ الدكتور محمد الشنواني، الأستاذ بجامعة الأزهر، عميد المركز، إلى جانب عدد من قيادات الدعوة والأئمة والخطباء بالمحافظة.
ويضم المركز هذا العام مائتين وخمسين دارسًا ودارسة، موزعين على سنة تمهيدية وسنتين دراسيتين، يدرسون خلالها مجموعة من العلوم الأزهرية الأصيلة، تشمل: القرآن الكريم، والحديث الشريف، والفقه وأصوله، واللغة العربية، والعقيدة، والسيرة النبوية، وفن الخطابة، وآداب الدعوة.
ويهدف المركز إلى إعداد جيل من الدعاة والواعظات يجمع بين التأصيل العلمي والوعي المجتمعي، بما يواكب متغيرات العصر ويواجه التحديات الفكرية بمنهج وسطي راقٍ.
وأكد الشيخ محمد رجب خليفة أن افتتاح المركز يمثل دفعة قوية للعمل الدعوي بالمحافظة، ويؤكد اهتمام الوزارة بتأهيل الدعاة على أعلى مستوى علمي وفكري، مضيفًا أن المديرية ستوفر كل سبل الدعم لإنجاح رسالة المركز.
وأوضح الدكتور محمد الشنواني أن المركز يسير على منهج علمي متكامل، يربط بين دراسة التراث وفهم الواقع، ويُعِدّ الدارس لتقديم خطاب دعوي يتسم بالحكمة، والموعظة الحسنة، والانفتاح الواعي على المجتمع.
ويُذكر أن وزارة الأوقاف تستعين بخريجي المركز من الذكور كأئمة وخطباء، ومن الإناث كواعظات معتمدات، بعد اجتيازهم للاختبارات الرسمية التي تُجريها الوزارة، ما يؤكد ثقة الوزارة في مخرجات هذه المراكز ودورها في دعم الخطاب الديني الوسطي المستنير.