تركيا.. مسيرة ضد إسرائيل في بورصة
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – نظمت منصة المؤسسات التطوعية في بورصة مسيرةً وتجمعاً تحت شعار “غزة تموت.. انهض” احتجاجاً على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتجمّع المئات عند المسجد الكبير وساروا حاملين لافتاتٍ باتجاه ساحة 15 تموز للديمقراطية، حيث أطلقوا نداءاتٍ لدعم فلسطين.
حمل المتظاهرون لافتاتٍ كُتب عليها “إسرائيل الإرهابية”، “الإنسانية تموت في غزة”، و”هناك إبادة جماعية في غزة”، كما قدموا رسالةً رمزيةً عبر حمل دُمىً ملفوفةٍ بأكفان.
وأكّد المشاركون أن الهجمات الإسرائيلية على غزة تُشكّل “إبادةً جماعية”، ودعوا الرأي العام العالمي والدول الإسلامية إلى التحرك وعدم الصمت إزاء هذه الأحداث.
خلال التجمع، ألقى رئيس المنصة مراد إرياجان كلمةً أكد فيها أن أهل غزة ليسوا وحدهم، قائلاً: “نحن هنا لنعلن موقفنا ضد الظلم أينما كان. نقف ضد كل ظالمٍ ونناصر كل مظلوم. نلعن من يرتكبون الإبادة الجماعية ويدعمونها أو يلتزمون الصمت تجاهها”.
كما جدّد إرياجان الدعوة إلى مقاطعة منتجات الشركات الصهيونية، مضيفاً: “سنواصل هذه المقاطعة حتى النهاية. لن نسمح بهذه المنتجات في منازلنا أو أماكن عملنا أو حتى على أجساد أطفالنا”.
Tags: إسرائيلبورصةتركياتل أبيبغزةالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: إسرائيل بورصة تركيا تل أبيب غزة
إقرأ أيضاً:
هل تتكتم إسرائيل على خسائرها جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية؟
القدس المحتلة- رغم ضخامة الهجمات الصاروخية التي شنتها طهران على إسرائيل ردا على العملية العسكرية "الأسد الصاعد" التي استهدفت الأراضي الإيرانية، بقيت أعداد القتلى الإسرائيليين محدودة نسبيا مقارنة بحجم الدمار، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول حقيقة الأضرار، ودرجة الشفافية الرسمية في تل أبيب، وقدرة المنظومات الدفاعية على الصمود.
تشير المعطيات التي سمح بنشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أنه تم إطلاق أكثر من 1050 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، منها 570 تمكنت من اختراق المجال الجوي، وإطلاق 591 صاروخا. وأفادت التقارير بتحطم أكثر من 62 موقعا في مناطق مختلفة داخل إسرائيل.
خسائرولم يُعلن رسميا عن عدد القتلى بدقة، واكتفت السلطات الإسرائيلية بالتقارير الجزئية أو المؤجلة. لكن بحسب بيانات وثقها "معهد أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، فإن المعطيات كانت على النحو التالي:
مقتل 29 إسرائيليا جراء الصواريخ الإيرانية. تسجيل 3508 إصابات متفاوتة. نزوح 15 ألف شخص عن منازلهم نتيجة الدمار أو الخطر الأمني.سجلت سلطات ضريبة الأملاك في إسرائيل أكثر من 41 ألفا و650 مطالبة بالتعويض عن أضرار لحقت بالممتلكات الخاصة والعامة، نتيجة الهجمات الصاروخية والمسيّرة الإيرانية. وتشير التقديرات إلى أن عدد هذه الدعاوى قد يتجاوز 50 ألفا خلال الأيام المقبلة.
يُشار إلى أن هذه الأرقام لا تشمل الأضرار غير المباشرة التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي، ولا سيما الخسائر التي تكبدتها المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة، نتيجة الإغلاق القسري، وتراجع النشاط الاقتصادي، وحالة الشلل التي أصابت العديد من القطاعات في المناطق المستهدفة.
في ظل هذا الحجم غير المسبوق من الهجمات، يبرز تناقض واضح بين اتساع رقعة الدمار وعدد القتلى المعلن. مما أثار شكوكا حول مدى شفافية الرواية الرسمية، وسط مؤشرات متزايدة تغذي فرضية وجود تعتيم جزئي أو متعمد من قبل السلطات الإسرائيلية.
إعلانفقد لوحظ تأخر في الإعلان عن أعداد القتلى والجرحى، رغم سرعة انتشار صور ومقاطع توثق أضرارا جسيمة في مناطق سكنية. كما أفادت مصادر ميدانية غير رسمية، من بينها مراسلون وصحفيون محليون، بوجود مشاهد دمار واسعة في أحياء مأهولة، دون أن تقابلها بيانات رسمية تؤكد وقوع ضحايا، رغم وجود دلائل قوية على احتمال سقوط قتلى.
هذا التباين بين الواقع الميداني والتصريحات الحكومية يعزز الاعتقاد بأن القيادة الإسرائيلية تحرص على التحكم بالسردية الإعلامية، سواء لأسباب تتعلق بالحفاظ على المعنويات الداخلية، أو لحسابات أمنية وسياسية في سياق الحرب الدائرة.
تهديد مرتفع
تظهر المعطيات المتراكمة مستوى مرتفعا من التهديد الذي تشكله الصواريخ الإيرانية، لا سيما في المناطق الجنوبية والوسطى، وفي قلب تل أبيب الكبرى. ويعكس العدد الهائل من الإنذارات حالة من حرب الاستنزاف المتواصلة على الجبهة الداخلية، حيث تسعى إيران بشكل ممنهج إلى إنهاك المنظومة الدفاعية والمدنية الإسرائيلية.
وتتجلى هذه الإستراتيجية من خلال تنويع مسارات الهجوم ووسائطه، سواء بالصواريخ الدقيقة، أو الطائرات المسيّرة، أو حتى محاولات القصف المتزامن من عدة جبهات، في محاولة لضرب العمق الإستراتيجي لإسرائيل، وشل قدرتها على الصمود والتحكم بمسار الحرب.
مع استمرار الضربات الإيرانية المكثفة، تتضح صورة أكثر تفصيلا لحجم الهجمات وتوزعها الجغرافي، حيث أُطلق 591 صاروخا منذ بداية الهجوم، وسجلت إسرائيل 19 ألفا و434 إنذارا في مختلف المناطق.
كما شملت الهجمات عمليات اختراق للأجواء الإسرائيلية من قبل الطائرات المسيّرة المتفجرة، وقصفا صاروخيا دقيقا على أهداف اقتصادية وعسكرية، مما رفع منسوب الضرر في بعض المناطق الحيوية رغم الاعتراضات التي نفذتها منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
ووفق معطيات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، توزعت الإنذارات على النحو التالي:
استحوذ الجنوب على 44.3% من إجماليها، مما يشير إلى تركيز واضح للهجمات على مناطق مثل غلاف غزة، والنقب، والبلدات القريبة من الحدود مع الأردن وسيناء. سجل الوسط 41.3% من الإنذارات، ويشمل ذلك تل أبيب الكبرى، واللد، والرملة، حيث استهدفت الهجمات مراكز حيوية ذات طابع اقتصادي إستراتيجي وأمني. مما يعكس محاولة مباشرة لضرب العمق الإسرائيلي وزعزعة الجبهة الداخلية. تلقّى الشمال 14.3% من الإنذارات، وطالت الضربات أجزاء من الجليل الأعلى ومنطقة حيفا، مما يشير إلى تهديدات مصدرها الجبهة اللبنانية، أو عبر مسارات صاروخية ملتفة من سوريا.وقدرت المنظومات الدفاعية الإسرائيلية معدل الاعتراض بين 85% و90%، وهي نسبة مرتفعة نسبيا بالنظر إلى كثافة النيران وتعدد أنواع الذخائر من صواريخ، وطائرات مسيّرة، ومقذوفات دقيقة، بحسب رواية سلاح الجو الإسرائيلي.
رقابة مشددةفُرضت رقابة عسكرية مشددة على نشر صور ومقاطع فيديو من مواقع الضربات، خاصة في وسط وجنوب البلاد، لتفادي التأثير على الروح المعنوية الداخلية، ولحماية صورتها كرادع إقليمي أمام خصومها في المنطقة، خصوصا بعد هجوم بهذا الحجم المباشر من إيران، وفق تقارير لصحيفة "هآرتس".
ويطرح ذلك تساؤلات عدة أبرزها، لماذا الأضرار المادية هائلة بينما الخسائر البشرية محدودة رغم الشكوك في دقة الأرقام الرسمية؟ وثمة أسباب قد تفسر تدني أعداد الضحايا، وفق قراءات وتحليلات إسرائيلية، وتتلخص في التأهب المسبق ومنظومات الإنذار المبكر.
إعلانوبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، استفادت إسرائيل من معلومات استخباراتية مسبقة عما تخطط له إيران، مما أتاح إخلاء واسع النطاق للمدن الكبرى والمناطق الحساسة في منطقة تل أبيب الكبرى وحيفا، في حين أثبتت منظومات الإنذار المبكر فعاليتها في التحذير قبل سقوط الصواريخ والطائرات المسيّرة.
بنت إسرائيل منظومة واسعة من الملاجئ والتحصينات ضمن المباني السكنية، وإن كانت غير كافية، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى ومنطقة تل أبيب الكبرى، علما أن كثيرا من الأضرار تركزت في البنية التحتية غير المأهولة لحظة الهجمات الصاروخية من مصانع وطرق ومنشآت مدنية وحكومية في ساعات الليل.
ورغم كثافة النيران والصواريخ، نجحت منظومات مثل "مقلاع داود" و"حيتس" و"القبة الحديدية" في اعتراض نسبة غير قليلة من التهديدات، ولو بتكلفة باهظة جدا، كما تم تشويش وتضليل الطائرات المسيرة في الجو، مما قلل من إصابتها لأهداف حيوية مباشرة.
تُعد عملية "الأسد الصاعد" أكبر اختبار تتعرض له الجبهة الداخلية الإسرائيلية من حيث كثافة النيران والصواريخ وطبيعة "العدو" المباشر وهو إيران، وليس تنظيمات مسلحة وفصائل مقاومة، فهذه أول مرة منذ حرب 6 أكتوبر 1973 تخوض فيها إسرائيل حربا مع دولة وجيش نظامي.
وفي حين تشير المؤشرات إلى دمار واسع النطاق في العمق الإسرائيلي، خصوصا في مناطق غير مركزية، فإن عدد الضحايا المعلن يبقى أقل مما كان متوقعا أن تسببه مثل هذه الهجمات الصاروخية، وهو ما يعزز السؤال: هل تتكتم أبيب على خسائرها؟
لكن، الرقابة العسكرية والمصالح السياسية للحكومة وتحديات الجبهة الداخلية قد تجعل من كشف الحقيقة الكاملة مسألة مؤجلة، أو مشروطة بسيناريو سياسي لاحق، خصوصا في ظل التوتر الداخلي في إسرائيل وتداعيات الحرب على الحكومة والجيش.