تنطوي الأهداف المعلنة لسياسة إدارة الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" الخارجية على التركيز على الأمن من خلال مكافحة الإرهاب فى الخارج، وتعزيز الدفاعات الحدودية، ووضع ضوابط للهجرة، وتوسيع القوات المسلحة الأمريكية، وانتهاج مبدأ "أمريكا أولا" فى التجارة والدبلوماسية التى يصبح الأعداء القدامى بموجبها أصدقاء.
ولا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه اليوم اختبارا وطنيا جديدا لا يقل خطورة عن محطات مفصلية مرت بها سابقا مثل الحرب الأهلية والكساد الكبير وغيرهما. وهذا التحدى لا يأتى من الخارج بل من داخل البيت الأبيض نفسه، حيث يتصرف الرئيس "دونالد ترامب" بطريقة تهدد الدستور والمؤسسات والمجتمع المدنى. والنموذج كان فى لقاء "ترامب" مؤخرا برئيس السلفادور فى البيت الأبيض. فلقد أظهر المشهد أن اللقاء بين الرجلين كان دافئا، إذ يتقاسمان معا تجاهل حقوق الإنسان. ولهذا ناقشا فى لقائهما بلا اكتراث حالة "أبريغو غارسيا"، وهو أب لثلاثة أطفال ومتزوج من أمريكية. ورغم صدور قرار قضائى فى عام 2019 بمنع ترحيله من الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن إدارة "ترامب" قامت بإبعاده إلى السلفادور، وهو القرار الذى تم وصفه لاحقا بالخطأ الإداري. واليوم يحتجز فى سجن قاس رغم أنه لا يملك أي سجل جنائى خلافا للرئيس "ترامب" نفسه.
ولهذا نظر لموقف الادارة الأمريكية على أنه يمثل مسارا للفوضى القانونية، وقد يؤدى إلى وضع تستطيع فيه الحكومة الأمريكية ترحيل أى شخص إلى السجن دون محاكمة. وفى الوقت الذى يتباهى فيه "ترامب" كثيرا بإطلاق سراح رهائن أمريكيين من سجون أجنبية عز عليه إعادة رجل قامت إدارته بترحيله بشكل غير قانوني. الجدير بالذكر أن واشنطن تمول فى الواقع سجون فى السلفادور يحتجز فيها مبعدون مثل "غارسيا". كما أن تحقيقا كشف أن معظم المرحلين إلى السلفادور لم يرتكبوا أي جرائم، ولم يثبت وجود أي صلات لهم بالعصابات. وثبت أن قرارات الترحيل استندت إلى مؤشرات سطحية مثل الوشوم وسوء تفسيرها.
إن ما يراه المرء اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية يذكر بأنظمة استبدادية من الصين وروسيا وفنزويلا وكوريا الشمالية، فهناك يسحق التفكير الحر، وتحاصر الجامعات، ويجبر المثقفون على ترديد خطاب السلطة وعدم الخروج عنه. بل إن إدارة الرئيس الأمريكى " دونالد ترامب" فى سعيها للانتقام تدمر جانب حماية البحث العلمى. ولقد تجسد النموذج فى قرار إدارة "ترامب" بتجميد تمويل قيمته مليارى ونصف المليار دولار، وهو المبلغ الذى كان مخصصا لمشاريع علمية في جامعة "هارفارد"، بعضها يعالج أمراضا خطيرة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.
واليوم نقول إن تعطش " دونالد ترامب" للسلطة والانتقام ممن ينافسه قد يقاس مستقبلا بعدد الأرواح التي ستفقد بسبب تعطيل البحث العلمى. ولهذا يقال إن ما يجري اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط استبدادا سياسيا بل تخريب مشروع وطنى بأكمله. وهذا الظرف يعد اختبارا لقدرة العالم على الدفاع عن عظمة الولايات المتحدة الأمريكية بعيدا عن رئيسها "دونالد ترامب"، أو كما جاء فى صحيفة "نيويورك تايمز": (بأنه حان الوقت لحماية أمريكا من رئيسها).
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
بالمنطقة وإسرائيل.. أمريكا تصدر توجيها لرعاياها و10 إجراءات تطلبها السفارة الأمريكية بالقدس
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، صباح الجمعة، بيانا لرعاياها في إسرائيل والمنطقة بشكل عام بعد ساعات على الضربة التي أعلنت إسرائيل توجيهها إلى أهداف داخل إيران.
وقالت الخارجية الأمريكية في تدوينة على صفحتها الرسمية بمنصة إكس (تويتر سابقا): "نظراً للتوتر الشديد في الشرق الأوسط، لا تزال البيئة الأمنية معقدة وقابلة للتغير بسرعة.. نذكّر المواطنين الأمريكيين في إسرائيل والمنطقة عموماً بضرورة توخي الحذر باستمرار، ونشجعهم على متابعة الأخبار للاطلاع على آخر المستجدات".
من جهتها قالت السفارة الأمريكية في إسرائيل في بيان على موقعها الرسمي: "احتمالية وقوع صواريخ أو هجمات: ينبغي على المواطنين الأمريكيين معرفة موقع أقرب ملجأ في حال صدور إنذار أحمر، لأن الحوادث الأمنية، بما في ذلك إطلاق قذائف الهاون والصواريخ والقذائف، واختراقات الطائرات بدون طيار، غالبًا ما تقع دون سابق إنذار. البيئة الأمنية معقدة وقابلة للتغير بسرعة".
وأضافت معددة "الإجراءات الواجب اتخاذها" كما يلي:
كن على دراية بمحيطك.تعرّف على موقع أقرب ملجأ أو أي ملجأ محصن آخر، حمّل تطبيق "الإنذار الأحمر" التابع لقيادة الجبهة الداخلية أو تطبيقات مماثلة للأجهزة المحمولة (متوفر على الأجهزة داخل إسرائيل) لتلقي تنبيهات فورية بشأن الهجمات الصاروخية واختراقات الطائرات بدون طيار المسلحة.تجنب جميع المظاهرات والتجمعات الكبيرة.تجنب جميع المناطق التي تشهد تواجدًا أمنيًا مكثفًا.راقب وسائل الإعلام المحلية.اتّبع تعليمات السلطات المحلية.اتصل بشركة الطيران الخاصة بك مباشرةً للحصول على تفاصيل تغيير الرحلة في حال تأثرت رحلتك.توخَّ الحذر وابقَ متيقظًا في المواقع المرتبطة علنًا بالولايات المتحدة.ابتعد عن الأضواء.سجّل في برنامج التسجيل الذكي للمسافر (STEP) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، يمنحك التسجيل في STEP آخر التحديثات الأمنية، ويُسهّل على سفارة الولايات المتحدة التواصل معك في حالات الطوارئ.