عربي21:
2025-12-13@23:52:00 GMT

غزة الفاضحة للجميع

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

فضح السكوت عن استمرار عمليات التجويع الجماعي والإبادة الجماعية لسكان غزة الجميع، عربا ومسلمين ومجتمعا دوليا، فالجميع يرون عمليات استهداف المنازل جوا وبرا، وتدمير المستشفيات والبنية التحتية، وحتى أماكن توزيع الطعام ومخيمات النازحين والمساجد والمدارس، دون أي تحرك عملي من أي طرف لإدخال الطعام والدواء، رغم إعلان برنامج الغذاء العالمي نفاد الغذاء والدواء وتفشى الأوبئة بسبب تلوث المياه وسوء التغذية.



فضحت غزة كل القيادات العربية التي تدعى نصرة فلسطين، بينما هي تتواطأ مع دولة الاحتلال لاستمرار الحصار والتجويع، وتواصل التبادل التجاري معها والمشاورات الدبلوماسية، دون أن تستخدم تلك العلاقات السياسية في إدخال الماء والغذاء والدواء للجوعى في غزة، وبما ينم عن رضائها عن ذلك الحصار والتجويع والإبادة لتصفية القضية الفلسطينية إرضاء لدولة الاحتلال، ومن ورائها الحكومة الأمريكية والدول الغربية، كي يبقى هؤلاء الحكام على مقاعد السلطة، مع الحرص على مساندة هؤلاء من خلال المؤسسات الدولية الاقتصادية، حيث كشف المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤخرا، عن وجود آلية للتنسيق بين الصندوق والبنك الدولي وشركاء إقليميين لمساندة الحكام المنفذين للأجندة الصهيونية من دول الجوار لفلسطين.

فضحت غزة الجميع، سواء الذين يدعمون دولة الاحتلال بشكل مباشر ومتعدد الأشكال عسكريا ودبلوماسيا وتجاريا وسياسيا ولا يعترفون بحقوق الفلسطينيين، أو الذين كانوا يدّعون مساندتهم للقضية الفلسطينية مثل الصين وروسيا
لا فرق في ذلك بين محمود عباس الذي يمارس مهامه القذرة منذ عام 2009 دون استناد إلى أي شرعية، أو غيره من الحكام الذين جاءوا من خلال انقلابات عسكرية أو بالوراثة المحمية من الصهاينة وحُماتها، والذين يمنعون شعوبهم من أية مظاهر عامة للتضامن مع غزة، وفي نفس الوقت يسعون للقضاء على المقاومة ويسعون إلى تخليها عن سلاحها، من خلال التنسيق مع دولة الاحتلال لاستمرار الحصار والتجويع لدفع المقاومة إلى الاستسلام.

وهنا لا فرق بين قيادة عربية أو قيادة إسلامية، فالكل سواء في الصمت والخذلان والتآمر، مع وجود بعض الفوارق من حيث التنديد الشكلي بممارسات دولة الاحتلال للتدليس على شعوبهم وعلى الرأي العام الدولي، حتى أن مواقف قيادات بعض الدول الغربية مثل أيرلندا وإسبانيا وبلجيكا وبوليفيا وكولومبيا تعد أفضل كثيرا من مواقف حكام عرب ومسلمين.

مجلس الأمن مشغول بقضايا أخرى

وهكذا فضحت غزة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتي أصابها الخرس تجاه ما يحدث في غزة من إبادة وتدمير وتعذيب وحشي للمعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، ونفس الموقف للمنظمات المعنية بحرية الإعلام وهي ترى مقتل عشرات الإعلاميين خلال تغطيتهم للأحداث، بينما كانت تشهر وتندد لمجرد احتجاز صحفي أجنبي لساعة واحدة بمطار إحدى الدول خلال سفره! وكذلك برلمانات الدول الغربية التي تدعي مناصرة قضايا الحريات والأقليات والنساء والطفولة، والتي أصابها العمى مع كبر أعداد الضحايا من الأطفال والنساء.

وبعد أن فشل مجلس الأمن في وقف القتال أكثر من مرة بسبب التواطء الأمريكي والغربي، لم يعد المجلس ينظر في القضية رغم استمرار عمليات الإبادة التي أسفرت عن أكثر من 51 ألف شهيد وأكثر من 117 ألف جريح.

ولم تجرؤ أية جهة على إدانة ممارسات دولة الاحتلال الدموية، وبما ينم عن اتفاق غربي ضمني على تلك الإبادة مثلما حدث مع مسلمي البوسنة، وإتاحة الوقت لقيادات دولة الاحتلال للتنفيذ بعد أن أخفقوا في تحقيق أهدافهم طوال تلك الشهور التسعة عشر الماضية، وها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي يسافر إلى أكثر من دولة ويتم استقباله رسميا رغم قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله، وها هم المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى مرات عديدة دون أي موقف عربي أو إسلامي.

الأمل في القطاعات الشعبية الحية

فضحت غزة الجميع، سواء الذين يدعمون دولة الاحتلال بشكل مباشر ومتعدد الأشكال عسكريا ودبلوماسيا وتجاريا وسياسيا ولا يعترفون بحقوق الفلسطينيين، أو الذين كانوا يدّعون مساندتهم للقضية الفلسطينية مثل الصين وروسيا، فالكل صامت تجاه استمرار الحصار والتجويع والقصف والإبادة واستمرار الاستشهاد اليومي للعشرات.

لذا يصبح الأمل في القطاعات الحية داخل الشعوب، والتي لم تتأثر بالإعلام العربي الصهيوني، من أجل مساندة سكان غزة بما يستطيعون من عون بالمال، وتوصيله إلى داخل غزة حتى تستطيع الجمعيات الخيرية شراء الغذاء وتوزيعه على السكان، أو لشراء الدواء بعد أن نفد مخزون العلاج في المستشفيات، والتواصي بالحق والصبر من خلال عدم التأثر بالحملة الإعلامية الضارية التي تلصق كل نقيصة بالمقاومة وتدعوها للتخلي عن سلاحها، وعدم الانشغال بما تتيحه تلك السلطات من أشكال من اللهو والعبث لإلهاء الناس، من خلال المباريات الرياضية والحفلات الفنية وتسهيل الزنا وتعاطي المخدرات، وترك الناس فريسة للغلاء ليصبحوا محاصرين بين الاستبداد السياسي والقمع والفساد والغلاء والبطالة والفقر.

كما يصبح الأمل في استمرار مناصري فلسطين في العواصم الغربية بالقيام بالفعاليات الدورية لتذكير العالم بالقضية الفلسطينية، واستمرار مقاطعة منتجات الشركات الدولية الداعمة لدولة الاحتلال، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتذكير بمعاناة سكان غزة، والإدراك بطول أمد الصراع وتعدد مجالاته وتحالف قوى الشر الدولية والمحلية على هدف استبعاد كل ما من شأنه المطالبة بحقوق الفلسطينيين.

وإذا كان سكان غزة يقاومون الحصار، فعلينا كشعوب عربية وإسلامية أن نقاوم الحصار المفروض علينا من السلطات المحلية والتشويه الذي تقوم به وسائل إعلامها وأباطيل مشايخها أو قيادات أحزابها السلطوية، وأن نخصص جانبا من أموالنا لمساندة غزة، وأن نكثف الدعاء لهم وأن نكون على يقين بأن الله ناصرهم رغم كل هذا الدمار والحصار والمعاناة، بعد أن صدقوا مع الله وجاهدوا في سبيله بكل غال ونفيس، وصبروا على دمار بيوتهم ومحو أسر كاملة من السجلات الرسمية بعد استشهاد أفرادها، وهذا الكم الكبير من فقد الأطراف والحواس، والنزوح المتكرر في أنحاء غزة، وتحمل المرض والجوع وآلام الخذلان والتآمر ممن كان من المفترض أن يساندونهم في محنتهم.

x.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة الحصار مساندة غزة حصار ابادة مساندة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحصار والتجویع دولة الاحتلال فضحت غزة من خلال بعد أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن تبحث ترتيبات نشر قوة الاستقرار الدولية في غزة

قال مسؤولون أميركيون إن العمل جارٍ لتحديد حجم وهيكلية قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها في قطاع غزة، بما في ذلك قواعد الاشتباك والمهام الموكلة إليها، مؤكدين أن القوة لن تكون مكلفة بقتال حماس.

وأشار المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة تدرس تعيين جنرال أميركي برتبة لواء لقيادة القوة، في وقت أبدت عدة دول استعدادها للمساهمة فيها.

وبحسب المصادر، قد تبدأ القوة انتشارها في غزة في وقت مبكر من الشهر المقبل، وسط مشاورات مستمرة لوضع الصيغة النهائية للمهام وآليات العمل.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

حماس: ما يدخل من مستلزمات الإيواء والخيام لقطاع غزة لا يلبي الحد الأدنى مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية

وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن ما يدخل من مستلزمات الإيواء والخيام لقطاع غزة لا يلبي الحد الأدنى من المتطلبات ولا يقي من المطر والبرد.

ولفتت الحركة إلى ارتقاء شهداء في غزة بسبب غرق الخيام والبرد والانهيارات يؤكد أن حرب الإبادة مستمرة وإن تغيرت أدواتها.

وفي وقت سابق، أصيب طبيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء امس الخميس، في مدينة جنين.

وأفادت مصادر طبية بأن الطبيب أصيب بالرصاص الحي في الفخذ أثناء مغادرته أحد بيوت العزاء داخل مخيم جنين، حيث أطلقه جنود الاحتلال المتواجدون في المكان. وتم نقل المصاب إلى مستشفى ابن سينا لتلقي العلاج، وسط استمرار انتهاكات الاحتلال في المناطق الفلسطينية.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الشاب إبراهيم حبش، بعد محاصرة منزله في البلدة القديمة بمدينة نابلس.

وأفاد مراسلنا بأن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى حي القيسارية، وحاصرت المنزل الذي كان يتواجد فيه الشاب، قبل أن تقوم آليات الاحتلال باقتحام البلدة ومحيطها، في استمرار لعمليات الاعتقال والمداهمات التي تنفذها قوات الاحتلال في المدينة.

دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم علي أبو زهري، إلى إدراج التعليم الفلسطيني ضمن منظومة الحماية والأولوية الدولية، مؤكدًا أن استهداف الجامعات والطلبة والمعلمين يشكّل جريمة حرب تتطلب المساءلة الدولية، وأن إنقاذ التعليم في فلسطين أصبح مهمة عاجلة للمجتمع الدولي.

جاء ذلك خلال مشاركة فلسطين في اجتماع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية في مسقط، حيث أشار أبو زهري إلى أن التعليم والبحث العلمي، خصوصًا في غزة، يتعرضان لدمار غير مسبوق يهدد مستقبل المعرفة العربية.

 وأكد ضرورة دعم برامج التعليم في الطوارئ وتأمين التمويل المستدام لاستمرار العملية التعليمية، معتبراً التعليم بوابة نحو الحرية والكرامة.

وأكدت الأمم المتحدة، اليوم، أن الفلسطينيين عانوا لعقود طويلة من فقدان حقوقهم الأساسية، محذرة من الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، حيث لا توفر الخيام الحالية حماية كافية للسكان من الظروف الجوية القاسية. 

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة لضمان الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بما يشمل تحسين ظروف المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وحماية السكان من أي مخاطر إضافية تهدد حياتهم وأمنهم في القطاع

مقالات مشابهة

  • تحالف أسطول الحرية يعلن خططًا لتوسيع رحلات كسر حصار غزة عام 2026
  • «استشارية البحوث الزراعية الدولية» تناقش تحديات النظام الغذائي
  • دولة التلاوة.. لجنة التحكيم توجه رسالة للمتسابق محمد أحمد حسن فخر للجميع
  • ترحيب فلسطيني بالإجماع الدولي على تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية بشأن "أونروا"
  • واشنطن تبحث ترتيبات نشر قوة الاستقرار الدولية في غزة
  • المنظمة الدولية للهجرة: أمطار وسيول تهدد حياة مئات آلاف النازحين في غزة
  • ألمانيا تَطعن المحكمة الجنائية الدولية
  • الشيف أبو جوليا: نسبة البطالة في غزة وصلت لـ 60% بسبب الحصار الإسرائيلي
  • حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية
  • 34 دولة في النسخة الرابعة لبطولة الفرسان الدولية لقفز الحواجز