عقد عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار يوم الجمعة 25 غشت 2023 بمقر الوزارة اجتماعاً برؤساء الجامعات، حيث تم تداول واستعراض مختلف التدابير المتخذة لإنجاح الدخول الجامعي 2023-2024 الذي يتزامن هذه السنة مع التنزيل الفعلي للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2030)، حيث تم التوقف عند عمليات تسجيل الطلبة الجدد بمختلف الاسلاك والمستويات، خاصة المسالك الجديدة ومراكز التميز وهي المناسبة التي شهدت أيضاً استعراض الوسائل المعتمدة والمرصودة لتيسير وتدبير هذه العمليات وتجويدها، كاعتماد التطبيقات والبوابات الالكترونية.

كما تم تسليط الضوء على تقدم عمليات تجهيز المؤسسات الجامعية بالمعدات والأدوات اللازمة لإنجاح تنزيل مشاريع تحول المنظومة، وكذلك على تقدم الأشغال بعدد من البنى التحتية قيد التشييد، خاصة كليات الطب بكل من الراشيدية وبني ملال وكلميم التي ستنطلق الدراسة بها ابتداء من هذا الموسم الجامعي.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

الأستاذ الجامعي… بين جواز السفر العلمي وشرعية العطاء الأخلاقي

صراحة نيوز -أ. د. اخليف الطراونة

في زمن تتكاثر فيه الأحاديث عن إصلاح التعليم العالي، وتتكرر الشعارات حول جودة المخرجات، نغفل أحيانًا عن جوهر المسألة: الإنسان الذي يقف في قاعة المحاضرات، وبين دفّتي الكتب، وفي قلب الأسئلة الفكرية العميقة… إنه الأستاذ الجامعي.

لقد وضع المفكر الجزائري البروفيسور ناصر الدين سعيدوني مقياسًا بالغ الدقة حين قال إن “قيمة الأستاذ الجامعي تقوم على ثلاثة معطيات، يخطئ من يحاول تجاوزها في حياته العلمية”. وهي ليست مجرد شروط وظيفية أو تعليمات إدارية، بل منظومة وجودية تحدد ملامح الأستاذ الجامعي الحقيقي، وتفصل بينه وبين من ينكفئ إلى دور الموظف الذي ينتظر تقاعده بصمت.

أولًا: المؤهل العلمي… جواز السفر نحو المعنى

فلا مكان في رحاب التعليم العالي لمن لا يحمل من الشهادات ما يفتح له أبواب البحث والتحليل والتمحيص. المؤهل العلمي ليس ورقة جامدة، بل ثمرة لرحلة فكرية شاقة، واستحقاق أكاديمي يتيح لصاحبه الدخول إلى فضاء المعرفة بثقة. إنه بمثابة جواز سفر لا يمنح الأفضلية فحسب، بل يكسب حامله شرعية العمل الجامعي، التي لا غنى عنها في ساحات البحث والتعليم.

ثانيًا: الإنتاج الأكاديمي المتواصل… العطاء الذي لا ينضب

الأستاذ الجامعي الذي لا يكتب، لا يبحث، ولا يُجدد، يُشبه ورقة أرشيفية فقدت صلاحيتها، أو كما قال سعيدوني: “سُلّم مهترئ يتدرج عليه الطلبة”. فالإنتاج العلمي المستمر ليس ترفًا، بل ضرورة وجودية تضمن بقاء الأستاذ الجامعي فاعلًا ومؤثرًا. إنه الرافعة التي يُترجم بها العلم إلى واقع، والأداة التي يُعاد عبرها تشكيل الفكر في كل جيل.

ثالثًا: السلوك الأخلاقي… ميزان النزاهة والهيبة

وهنا يكمن جوهر الرسالة الجامعية. فالأستاذ لا تُقاس قيمته بما ينشر فحسب، بل بكيفية تعامله مع المعرفة والطلبة والزملاء. النزاهة، والتواضع، وصون الكرامة، هي دعائم الشخصية الأكاديمية، ولا يُمكن لأي مؤسسة تعليمية محترمة أن تستقيم دونها. فالسلوك الأخلاقي ليس مجرد فضيلة فردية، بل ركيزة أساسية لبناء الثقة المجتمعية في الجامعة، وفي من يمثلها.

من دون هذه الأعمدة الثلاثة، تتفكك صورة الأستاذ الجامعي، وتتحول الجامعة إلى هيكل أجوف، وتغدو القاعات الدراسية أماكن للرتابة لا للارتقاء. والأسوأ من ذلك، يتحول الأستاذ إلى مجرد موظف يُكرر ما اعتاد عليه، يترقب تقاعده كما لو أنه نهاية حتمية، بلا مشروع علمي، ولا أثر فكري، فيطويه النسيان كما تُطوى الأوراق المهملة.

في ضوء هذا التشخيص، يصبح من الضروري إعادة تقييم دور الأستاذ الجامعي، لا على أساس عدد الشهادات أو سنوات الخدمة فقط، بل وفق معيار مركب تتداخل فيه كفاءة المؤهل، واستمرارية العطاء، ونزاهة السلوك. فهذه هي المعادلة التي ترتقي بها الجامعات، وتزدهر بها المجتمعات.

إننا اليوم، في جامعاتنا العربية، مدعوون إلى إعادة الاعتبار لهذه القيم الجوهرية: أن ننتصر للعلم لا للمظاهر، وأن نعيد للأستاذ الجامعي مكانته كمفكر، ومربٍّ، وقائد رأي… لا كموظف يطرق باب التقاعد بيد، ويودّع الذاكرة بيد أخرى. ــ الراي

مقالات مشابهة

  • أنتم في مهمة وطنية.. وكيل تعليم بورسعيد يجتمع برؤساء لجان امتحانات الثانوية العامة
  • مدير تعليم بورسعيد يجتمع برؤساء لجان الثانوية العامة قبل انطلاق الماراثون الامتحاني
  • وزير الكهرباء يجتمع برؤساء الشركات ويوجه برفع درجة الاستعداد لتأمين الشبكة الموحدة
  • تدويل التعليم العالي وبرامج دراسية متميزة.. ضمن حصاد العام المالي 2024/2025
  • التعليم العالي توجه بمراعاة الطلاب بخصوص الحضور العملي للفصل الثاني وإجراء جلسات تعويضية
  • الأستاذ الجامعي… بين جواز السفر العلمي وشرعية العطاء الأخلاقي
  • وزير التعليم العالي يناقش مع المعهد العالي لإدارة الأعمال HIBA الرؤى المستقبلية والتحديات
  • هل من علاقة بين الترقيات الأكاديمية والبحث العلمي؟
  • وزير التعليم العالي: لا نتوفر على منظومة للابتكار والأساتذة يقومون بالبحث العلمي بمبادرات شخصية
  • بعد فضيحة “قيلش”.. وزير التعليم العالي يعفي رئيس جامعة ابن زهر