سواليف:
2025-12-15@06:34:36 GMT

منهج الله أم العلمانية

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

#منهج_الله أم #العلمانية ؟
مقال الإثنين: 28 / 4 / 2025

د. #هاشم_غرايبه

ليس للدين تأثير مسلكي على الأوروبيين، فلا يرونه إلا بصورة الكنيسة ورجال دين يقدمون خدمات وعظية أو عند الزواج اوالموت، وليس كما نعرف الدين عندنا بصورة نظام اقتصادي اجتماعي سياسي متكامل.
وبما أنهم لا يعترفون بالإسلام دينا سماويا، لذلك لا يبذلون أي جهد بالإطلاع على القرآن، بل يرفضونه مسبقا، باعتبار أن كتاب الله عندهم محدد بالعهدين القديم والجديد فقط.


من هنا جاء رفض الأوروبيين العلمانيين مبدئيا لتدخل الدين في حياة البشر، ومن غير بحث لما يمكن أن يقدمه الإسلام من حلول (قال مارتن لوثر في مذكراته إنه كان يرغب في الإطلاع على القرآن لكن لم يتيسر له الحصول على ترجمة له !!)، ولما كان العلمانيون العرب استوردوا المقولات الغربية، من غير محاولة الاطلاع على الدين، فكل وجباتهم الفكرية مستوردة من الغرب، وسواء كانت من المطبخ الماركسي أو الرأسمالي، إلا أنها موحدة بالنكهة الليبرالية، لذلك تجدهم يسارعون الى المناداة بفصل الدين عن الدولة بببغائية، من غير ان يفهموا أن منهج الله يحقق الدولة المدنية وليس الكهنوتية، لأن عقولهم لم تستطع أن تتجاوز الفكرة الأوروبية عن سيطرة الكهنوت وامتيازات رجال الدين، رغم أن هذه الصورة مرتبطة تحديدا بالكنيسة الكاثوليكية، والتي لا يقابلها المسجد قطعا وبتاتا، فلا يتمتع إمام المسجد أو المؤذن بأية امتيازات، ولا أحد يطلب من إمام الأزهر البركات كالبابا، ولا يشتري أحد منهم صك غفران ولا حتى دعاء!.
هنا نصل الى عدم وجود المبرر لفصل الدين عن الدولة كما في الحالة الأوروبية، فليس في الإسلام مؤسسة دينية تكون صلاحياتها فوق الدستور، بل يوكل الى السلطة التنفيذية تطبيق الأحكام الشرعية، والتي يشتق الدستور والقوانين منها، وتطبق على الرعايا المسلمين ولكنها غير ملزمة لمتبعي الشرائع الأخرى، لذلك فإن الدولة الإسلامية تحافظ على حرية المعتقد لغير المسلمين وتحترم استقلاليتهم بصورة أفضل من الصورة العلمانية المفترضة، لأنها هنا لا تكفل حريتهم فحسب، بل وتؤمن لهم حياة كريمة وضمانا، بدلالة قصة الخليفة عمر مع المتسول اليـ.ـهودي.
لو تجاوزنا أن منهج الله أمر إلهي واجب العمل به، ولو تجاوز العلمانيون الفكرة الحمقاء القائلة بأن الدين رجعي يعيد الناس الى العصور القديمة، وتقبلوا لدقيقة واحدة ان يتحلوا بالموضوعية العلمية، فيلجؤا الى المقارنة المحايدة بين التشريعات البشرية في أحدث صورة، والشريعة الإسلامية، سيجدوا:
1 – شمولية الشريعة الإسلامية ومعالجتها لأدق التفصيلات، ابتداء من طرح التحية، وانتهاء بتفصيلات الحقوق بعد الموت (الميراث).
2 – المزاوجة بين التحفيز والردع في الشريعة وهو مزدوج أيضا: في الدنيا والآخرة، بينما تقتصر البشرية على الردع، بالتلويح بالعقوبة للمتجاوز إذا ضبط.
3 – منهج الله أكثر فاعلية في تحقيق الإصلاح، فهو يوزع مسؤلية صلاح المجتمع على الدولة والأفراد، بينما تحمل التشريعات البشرية المسؤلية للدولة فقط، فلا حوافز فيه للأفراد بمساعدة الآخرين (الأعمال الصالحة)، ولا أحكام لتقديم العون للمحتاجين (الصدقات)، ولا للمبادرة بالدعوة لللصلاح وإزالة المضار والمعيقات (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
4 – تخلو التشريعات البشرية من مراعاة الأخلاق العامة، ولا تضع أية ضوابط للإضرار بالآخرين وبمصالحهم استباقيا (الغيبة والذم والكذب وحنث اليمين ورمي الناس بأخلاقهم وأعراضهم ..الخ)، بل لا تضع أية عقوبة على كل الإساءات الإجتماعية والنفسية، فتترك ذلك للمتضرر أن يقاضي المؤذي أو لا.
5 – العلاقات الشخصية والمجتمعية، المادية والمعنوية، لها حيز كبير في الشريعة، ومفصلة بشكل واضح بحيث تضمن للبشرعلاقات متوازنة وحياة كريمة، في حين لا تتطرق التشريعات البشرية لها تنظيميا، بل تعالج الإختلالات إن ضبطت فقط.
6 – لا يوجد في أي دستور وضعي معالجة لمشكلات الأسرة ولا تحديد للعلاقات بين أفرادها، بل تترك كل التفصيلات للتعليمات غير الملزمة، بينما تحدد الشريعة كل الحقوق والواجبات بدقة، وتحظى الأسرة بمعالجات استباقية لدرء المشاكل قبل حلولها، لأن الأسرة هي الوحدة الأساسية للمجتمع وبصلاحها يصلح.
الخلاصة: هذه أبرز ميزات التشريعات الإلهية التي عالجت كل مشكلات المجتمع، ولم تترك عنصرا واحدا … لذا فالقول أن يترك كل ذلك، ويتبع تشريع تجريبي، أمر لا يقول به عاقل، ولا يعارض العمل به إلا الحاقدون على الإسلام.

مقالات ذات صلة في العمق 2025/04/27

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: العلمانية هاشم غرايبه التشریعات البشریة منهج الله

إقرأ أيضاً:

“تنمية المهارات” ومعهد الطيران ينهيان تأهيل 23 كادراً في التشريعات الجوية

الثورة نت/..

اختتم معهد الطيران والأرصاد المدني في صنعاء، وصندوق تنمية المهارات، اليوم البرنامج التدريبي “تشريعات 15″، الذي هدف إلى تعزيز قدرات كوادر الهيئة العامة للطيران والإرصاد المدني والمؤسسات التابعة لها في تطبيق القوانين واللوائح الناظمة للملاحة الجوية واستخدام الفضاء الجوي.

وشارك في البرنامج، الذي استمر عشرة أيام بتمويل وإشراف من الصندوق، 23 كادراً يمثلون ديوان عام الهيئة والمطارات وشركة طيران اليمنية، حيث تم تزويدهم بالمعارف اللازمة لضمان الامتثال للمعايير والتشريعات المحلية والإقليمية والدولية في قطاع الطيران.

وأوضح عميد معهد الطيران والأرصاد المدني الدكتور ناجي السهمي، أن البرنامج جزء من خطة تدريبية واسعة تستهدف كوادر الهيئة لرفع مستوى الوعي بتشريعات الطيران والملاحة الجوية.

وأكد السهمي الأهمية القصوى لتسلح العاملين في هذا المجال بفهم شامل للقوانين والتشريعات وجعلها “مكوناً رئيسياً في ثقافتهم المهنية والوطنية”، لضمان الامتثال للمعايير الدولية.

وأشار إلى أن التعاون مع الصندوق مستمر لتنفيذ برامج مماثلة لمجموعات أخرى قادمة.

من جهته، أكد مدير التدريب بصندوق تنمية المهارات جمال المرقب، التزام الصندوق بمواصلة تأهيل كوادر الهيئة والمطارات التابعة لها للارتقاء بأدائها وتطوير خدماتها، بما “يعزز مكانتها ويعزز حضورها على المستوى الإقليمي والدولي”، مشدداً على أن الهيئة هي إحدى نوافذ اليمن على العالم.

ولفت المرقب إلى أن الصندوق يحرص على تقديم مثل هذه البرامج التخصصية للمؤسسات المساهمة به، نظراً لأثرها الملموس في تعزيز قدرات العاملين وتطوير الأداء العام لتلك المؤسسات.

وفي ختام البرنامج، عبّر المشاركون عن استفادتهم الكبيرة من المعارف والمهارات التي اكتسبوها، مؤكدين أنها ستسهم في تطوير أعمالهم.

مقالات مشابهة

  • الأوقاف: تحديد القيم الإيجارية لأراضي الأوقاف يتم وفق منهج علمي على عدد من الشروط
  • هل يكون فصل الدين عن الدولة سببا في نجاحها؟
  • منى الحديدي: يجب تحديث بعض التشريعات الإعلامية لتواكب مستجدات العصر
  • عميد كلية أصول الدين بجامعة مركز يشارك في مؤتمر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي
  • أسرة صلاح تاج الدين بالبحيرة تحصد مركزًا عالميًا مشرفًا
  • “تنمية المهارات” ومعهد الطيران ينهيان تأهيل 23 كادراً في التشريعات الجوية
  • حكم تعويض المماطلة في سداد الدين
  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • المجلس الأعلى للأمناء: منهج البرمجة والذكاء الاصطناعي يجهز "جيل المستقبل"
  • «الموارد البشرية والتوطين» تطلق برنامجاً لتأهيل المربيات في مكاتب استقدام العمالة المساعدة