تقرير _ علي ظافر:
في خطاب الخميس الأسبوعي، كشف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن ست عشرة عملية عسكرية نفذتها القوات المسلحة اليمنية خلال الأسبوع المنصرم، سبع باتجاه عمق العدو الإسرائيلي آخرها حتى كتابة هذا المقال، عمليتان باتجاه يافا وحيفا المحتلتين،
توازيها تسع عمليات اشتباك استمر بعضها لساعات بين القوات اليمنية وقوات البحرية الأمريكية ممثلة بحاملتَي الطائرات “هاري ترومان” و”كارل فينسون” والقطع الحربية المرافقة لهما، وكشف ساخراً أن حاملة الطائرات “فينسون” التي وصلت مؤخراً إلى أقاصي البحر العربي، باتت تتدرب على الهرب”.
وكان السيد القائد قد كشف في خطاب الخميس قبل الماضي -أي بعد مرور شهر على العدوان الأمريكي -عن 78 عملية نفذتها القوات المسلحة اليمنية باتجاه العمق الفلسطيني المحتل، وضمن التصدي للعدوان الأمريكي في البحر، وبهذا نكون أمام 94 عملية عسكرية يمنية في البحر وعمق العدو الإسرائيلي، بمعدل يتراوح بين عمليتين إلى ثلاث كل يوم.
هذه العمليات ليست مجرد أرقام استعراضية، إذ إن هذه الحصيلة تحمل كثيراً من المعاني والدلالات والرسائل على مستويات عدة، وتجيب عن كثير من التساؤلات في ما يخصّ القدرات، والإرادة والقرار على المستوى اليمني.
وفي المقابل، عن جدوى حملة الضغوط الأمريكية العدوانية القصوى التي تجاوزت 1200 غارة وقصف بحري على المستوى العسكري، إضافة إلى ما سبق من قرارات سياسية كيدية بالتصنيف بالإرهاب، وما صاحبها من عقوبات اقتصادية، وعقاب جماعي للشعب اليمني وآخرها استهداف ميناء رأس عيسى النفطي الذي يمثل شرياناً حيوياً لأكثر من 80% من سكان اليمن يتجاوز عددهم 30 مليون نسمة.
كيف استطاع اليمن الصمود والتصدي للعدوان الأمريكي؟ على المستوى الوطني، فإن استمرار العمليات اليمنية في التصدي للعدوان الأمريكي المساند لـ “إسرائيل” واستمرارها أيضاً في إسناد غزة وبهذا التصاعد الملحوظ ( 94 عملية خلال 40 يوماً) يعكس حكمة القيادة في إدارة المعركة، وإدارة القدرات، وتجسد صلابة استثنائية في المضي في قرار الإسناد لغزة والتصدي للعدوان الأمريكي مهما بلغت التحديات ومن دون تراجع،
وهذا الأمر يمثل ترجمة عملية لما سبق، وأكد عليه السيد عبد الملك والرئيس مهدي المشاط، والقوات المسلحة اليمنية في أكثر من خطاب وبيان بأنه “لا يمكن التراجع قيد أنملة” و”وقف العمليات اليمنية”، ما لم يتوقف العدوان والحصار على غزة، هذا أولاً.
ثانياً، على مستوى القدرات والتطوير: إن تصاعد العمليات اليمنية الإسنادية والدفاعية في البر والبحر والجو، يؤكد حقيقة أن القدرات اليمنية لم تتضرر نتيجة الضربات الأمريكية المكثفة في جولتها العدوانية الثانية كما لم تتضرر في الجولة العدوانية الأولى، بدليل أن العمليات اليمنية نفذت بأكثر من 205 ما بين صاروخ فرط صوتي وباليستي ومجنّح وطائرة مسيّرة، خلال أربعين يوماً فقط حتى تاريخ كتابة هذا المقال وفق أرقام رسمية قدمها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الخميس الماضي وقبل الماضي،
هذا الرقم يؤكد أن المخزون الاستراتيجي لليمن لم يتأثر، وأن قدراته لا تزال بألف خير، ويعني في المقابل فشل الأمريكي في الحدّ من قدرات اليمن أو التأثير عليها.
إن استمرار العدوان الأمريكي وطول أمده يمكّن اليمن من تطوير قدراته أكثر، وامتلاك تقنيات أسلحة أكثر تطوراً ودقة، وسبق أن كشف الرئيس مهدي المشاط خلال الاجتماع الاستثنائي لمجلس الدفاع الوطني أن القوات المسلحة استطاعت في ظرف قياسي أن تتجاوز منظومة الاعتراض الأمريكية “الكهرومغناطيسية” التي كانت واشنطن تخوّف بها الصين وروسيا، وبالفعل وصلت صواريخ اليمن مجدداً إلى حيفا المحتلة في خطوة شكّلت مفاجأة للكيان الصهيوني، وتم تحييد “ترومان” منذ بداية المعركة، وبات اليمن يملك قدرة الكشف عن “طائرة B2» الأمريكية.
وتمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط 7 طائرات MQ9 في عهد ترامب، وتكبيد البنتاغون خسارة تقدر بـ 210 ملايين دولار، وهي أكبر خسارة له في الحملة العدوانية وفق وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، مضاف إليها 14 طائرة استطلاع مسلحة خلال الجولة العدوانية السابقة في فترة بايدن، ليبلغ العدد الإجمالي لطائرات MQ9 التي أسقطها اليمن 22 طائرة، وهذه الحصيلة تعد سابقة لا نظير لها في تاريخ الحروب وباعتراف خبراء ومحللين أمريكيين.
الأمر الثالث: أثبتت القدرات اليمنية قدرة عالية على التكيف مع كل موجات العدوان، وتفادي الخسائر لتكون في الحدود الدنيا، وأثبتت أيضاً قدرة عالية على التكتيك، والتطوير والإبداع.
الأمر الرابع، أظهر الشعب اليمني بخروجه المليوني كل أسبوع وصموده الأسطوري، قدرة عالية على التكيف والصمود، وتجاوز الصدمة والضغوط العسكرية والاقتصادية وغيرها، وتبخرت أمام وعيه وبصيرته وصلابته كل حملات الترويع والتخويف والتضليل، ومثل عاملاً مهماً في نجاح المعركة على مدى عشر سنوات، منذ 2015 وإلى اليوم ونحن في العام 2025، ومن يكذب هذه الحقيقة عليه أن يتابع تصريحات المتظاهرين على امتداد الساحة الوطنية، وتصريحات جرحى العدوان الأمريكي، وأقارب الشهداء عقب كل جريمة يرتكبها العدو الأمريكي، ليدرك أن العدوان لا يزيد الشعب إلا سخطاً وكراهية لأمريكا، وإصراراً على مواجهتها، والتفافاً حول القيادة والقوات المسلحة.
ما الذي حققته إدارة ترامب؟
من الواضح أن أمريكا واصلت عدوانها من الجو والبحر خلال ستة أسابيع، لكنها لم تحقق أهدافها ولا تزال تبدد أموال دافعي الضرائب وتحرق أوراقها وسمعة سلاحها، في معركة إسنادها لـ “إسرائيل”، ومن دون أي مقابل.
وهنا، من المهم أن نلفت إلى خسائرها على المستوى المالي، إذ لامست، وفق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، 2 مليار دولار، وباتت واشنطن وفقاً للصحيفة نفسها أمام خيارات صعبة بين الاستمرار في نزيف الخسائر من دون طائل، وبين الانسحاب وبالتالي الهزيمة.
وباعتقادي أن النتيجة ستكون الهزيمة في كلا الخيارين، مع أن الانسحاب أفضل لناحية أنه سيوفر على واشنطن نزيف مزيد من الخسائر بلا طائل، خصوصاً أنها تقاتل بالنيابة عن “إسرائيل” من دون مقابل.
المسألة الثانية، أن إدارة ترامب أمام مأزق قانوني، ذلك أنها تجاوزت القانون والدستور الأمريكي وذهبت في قرار العدوان على اليمن وإسناد “إسرائيل” من الرجوع إلى المؤسسات التشريعية في أمريكا، وباتت تحت المساءلة القانونية ورسالة ترامب إلى الكونغرس مؤخراً تعكس هذا المأزق، وسيسأل عن الأموال التي بددتها في حرب بلا جدوى، وحرب لم يكن لها أي مبرر، ولم يكن هناك أي تهديد يمني لمصالح أمريكا لولا أنها اعتدت على اليمن، وحاولت منع موقفه الأخلاقي لوقف الإبادة والتجويع في غزة.
المسألة الرابعة، أن الإدارة الأمريكية تعيش حالة من الفشل والتخبط، وبات كثير من المراقبين يجمعون على فشلها في تحقيق الأهداف والعناوين التي رفعتها إدارة ترامب، ويتأكد لغالبيتهم بمن فيهم أمريكيون، أن الحملة العدوانية جاءت في الأساس استجابة لأزمة ملاحة العدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، واستجابة لنداء استغاثة إسرائيلية، خصوصاً أن الحملة منذ البداية تزامنت بعد أن قرر اليمن استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية عبر منطقة العمليات المعلنة، رداً على الجولة التصعيدية الثانية للعدو الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم وضوء أخضر من إدارة ترامب.
كما أن إدارة ترامب التي حددت -بناء على وهم القوة والردع – هامشاً زمنياً ضيقاً لحملتها العدوانية على اليمن، قد لا يتجاوز “أسابيع”، باتت اليوم بعد مرور أربعين يوماً، مطوّقة أكثر من أي وقت مضى بأسئلة ومساءلات صحفية وقانونية ملحّة ومحرجة عن أسباب العدوان على اليمن، وشرعية وقانونية اتخاذ قرار الحرب على اليمن، وأفقه ونتائجه؟
حتى إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كثير من لقاءاته العلنية وتصريحاته لم يعد يتطرق إلى اليمن، لأنه لا يملك إجابة مقنعة وصورة نصر يمكن تقديمها للرأي العام الأمريكي.
وفيما يستمر العدوان الأمريكي على اليمن، تتصاعد الخسائر ونفقات الحرب المرتبطة بتشغيل وتحريك حاملات الطائرات من المحيط الهادئ، وإرسال قاذفات الـ B2 الاستراتيجية من المحيط الهندي، وإطلاق صواريخ الاعتراض التي تتراوح كلفتها بين 1-4 مليون دولار، وخسارة 7 طائرات MQ9 بقيمة 210 ملايين دولار.
وبموازاة هذه الخسائر، تتعاظم المخاوف من استنزاف ذخائر البنتاجون الاستراتيجية عالية الكلفة، قليلة المخزون، قد تحتاجها واشنطن في أي حرب مقبلة مع الصين.
ترامب نفسه في تناقض عجيب على المستوى الشخصي، ففيما يدّعي أنه “رجل سلام” ويسعى للحصول على “جائزة نوبل للسلام”، فإنه يدعم ويشجع العدو الإسرائيلي على مواصلة جرائم الإبادة والتجويع في غزة، ويعلن عدواناً غاشماً وغير مبرر على اليمن على خلفية الموقف اليمني الإنساني الأخلاقي المساند لغزة والمطالب بوقف الحصار والتجويع وجرائم الإبادة والتهجير لسكانها.
إن سلوك ترامب في دعم الإبادة الصهيونية لسكان غزة، وعدوانه على اليمن يثبت أن “تصريحاته جوفاء”، كما عبّر عن ذلك عدد من أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم إلى وزير الحرب هيغسث يطالبون بإيضاحات عن عشرات المدنيين أزهقت أرواحهم في العدوان الأمريكي على اليمن.
ما لا يمكن إنكاره من الإنجازات الأمريكية في الحملة العدوانية على اليمن، أنها ضاعفت رصيدها الإجرامي الحافل، بقتلها عمال ميناء رأس عيسى ومسعفيهم، واستهدافها ميناءً مدنياً يمثل مصالح الشعب اليمني، واستهدفت سوقاً شعبية في العاصمة صنعاء، وأحياء سكنية وأعياناً مدنية، ووسعت بجرائمها دائرة السخط على امتداد الجغرافيا اليمنية.
وفي المحصلة، لن تجني أكثر مما جنته إدارة بايدن التي عيرتها بالفشل، وعلى أمريكا بدلاً من الضغط العدواني والعبثي على اليمن، أن تضغط على “إسرائيل” ومفتاح الحل في غزة، بوقف العدوان ورفع الحصار عنها، وإلا فإن العمليات اليمنية في إسناد غزة والتصدي للعدوان الأمريكي لن تتوقف، وهذا موقف اليمنيين، قيادة وشعباً وقوات مسلحة، ولا تراجع عنه مهما بلغ العدوان وطال أمده.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العملیات الیمنیة العدو الإسرائیلی العدوان الأمریکی للعدوان الأمریکی القوات المسلحة على المستوى إدارة ترامب على الیمن أکثر من من دون
إقرأ أيضاً:
هل يهدم وزير الصحة الأمريكي حصانة اللقاحات في أمريكا والعالم؟.. نخبرك ما نعرفه
تقوم لجنة استشارية من الخبراء عيّنها وزير الصحة الأمريكي المثير للجدل، روبرت كينيدي جونيور بمراجعة اللقاحات وممارسات التطعيم السائدة منذ فترة طويلة اعتبارا من الأربعاء.
أين المشكلة؟
يعتبر وزير الصحة الأمريكي الذي عينه ترامب، من المشكّكين بجدوى اللّقاحات، وأحد المروجين لنظريات المؤامرة، وتثير اللجنة التي شكلها مخاوف من تراجع الثقة باللقاحات سواء على الصعيد المحلي أو العالمي.
ما هي لجنة ACIP؟
اللجنة الاستشارية المعنية بممارسات التلقيح، هي هيئة رئيسية تقدم المشورة للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" التي تعد وكالة الصحة الأساسية في البلاد.
وكان كينيدي جونيور أقال مطلع الشهر الجاري جميع الخبراء السبعة عشر الأعضاء في اللّجنة بدعوى "تضارب المصالح"، وأعلن تعيين ثمانية مكانهم كلهم مثيرون للجدل.
من هم الأعضاء الجدد في اللجنة؟
روبرت مالون
يُعد من بين الأعضاء الأكثر إثارةً للجدل. يشتهر بنشر نظريات مؤامرة حول لقاحات كوفيد، ويدّعي أنه مخترع تقنية لقاحات mRNA. أعرب نحو 300 خبير طبي عن قلقهم إزاء المعلومات المضللة التي نشرها مالون.
مارتن كولدورف
شارك في كتابة إعلان "جريت بارينغتون" مع الدكتور جاي باتاتشاريا، الذي دعا إلى تحقيق مناعة القطيع بدلاً من اعتماد التطعيمات الجماعية خلال جائحة كوفيد. كما عمل كشاهد خبير ضد شركة "ميرك" في قضية تتهم الشركة بإخفاء مخاطر لقاح "غارداسيل" للوقاية من السرطان الناجم عن فيروس الورم الحليمي البشري، لكن الشركة ربحت القضايا.
كودي مايسنر
أيّد مايسنر إعلان "جريت بارينغتون". وعلى الرغم من أنه لا يبدو معارضاً تماماً للتطعيمات، إلا أنه دعم قرار كينيدي بعدم توفير لقاح كوفيد للأطفال الأصحاء والنساء الحوامل، على الرغم من العواقب الخطيرة للإصابة بالفيروس في هذه الفئات.
فيكي بيبزورث
عملت في مجلس إدارة "المركز الوطني لمعلومات اللقاحات"، وهي منظمة تُركز على مخاطر اللقاحات وتقلل من مخاطر الأمراض الطبيعية مثل الحصبة.
ريتسيف ليفي
يعارض ليفي بشدة لقاحات كوفيد وصرّح قائلاً: "لا ينبغي إعطاء لقاحات mRNA لأي شخص صغير السن أو يتمتع بصحة جيدة".
جيمس باغانو
طبيب طوارئ متقاعد، ومشكك صريح بحقيقة التغيرات المناخية.
مايكل روس
شريك إداري في شركة استثمار تركز على الرعاية الصحية، ومدير تنفيذي لشركة أدوية جنيسة، كما قاد عملية الاستحواذ على شركة للخلايا الجذعية، يُبرز اهتماماته في العدسات اللاصقة وإدارة الأعمال.
جوزيف هيبلن
طبيب نفسي لديه اهتمام خاص بـ"التغذية العصبية"، شغل منصب الرئيس المؤقت لقسم علوم الأعصاب الغذائية في "المعهد الوطني لإدمان الكحول وإدمان المخدرات".
ماذا ستناقش اللجنة؟
قضية الثيومرسال
من المقرر أن يجتمع هؤلاء للمرة الأولى الأربعاء، ومن المتوقع أن يناقشوا، من بين أمور أخرى، اللقاحات التي تحتوي على مادة الثيومرسال.
وسُحبت الثيومرسال، وهي مادة حافظة تحتوي على الزئبق وغالبا ما كانت تستخدم في اللقاحات، عام 1999 بسبب مخاوف صحية، لكنها ما زالت موجودة في بعض لقاحات الإنفلونزا.
ورغم عدم إثبات خطورتها عند تناول جرعات منخفضة منها، ستُناقش لين ريدوود، الممرضة والرئيسة السابقة لمنظمة "تشلدرنز هلث ديفنس" التي شارك في تأسيسها روبرت كينيدي جونيور، في الاجتماع الأربعاء، استخدامها. وهي تُعزي إصابة ابنها بالتوحد إلى اللقاحات، وهي صلة لم يتم إثباتها.
وقال بول أوفيت، خبير اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا لوكالة فرانس برس "أثبتت دراسات متعددة أن مادة الإيثيل الزئبقي الموجودة في الثيومرسال في هذه اللقاحات لم تساهم أبدا بشكل كبير في الكمية الكبيرة من الزئبق التي نتعرض لها خلال حياتنا".
من جهتها، ستؤكد مراكز "سي دي سي" التي تشرف على الاجتماع، أن مادة الثيومرسال آمنة وليس لها تأثير على النمو العصبي.
لقاحات الحصبة
كذلك، ستراجع اللجنة لقاحات الأطفال ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وجدري الماء.
وفي الولايات المتحدة، يمكن للأهالي اختيار لقاح مركب ضد تلك الأمراض الأربعة أو لقاحين منفصلين: واحد للأمراض الثلاثة الأولى وواحد مخصص لجدري الماء.
ورغم أن اللقاح المركب لا يتطلب جرعة إضافية، فهو يحمل أخطارا أعلى بقليل للإصابة بنوبات حموية، وهو أحد الآثار الجانبية النادرة وغير الضارة عموما.
ويوصى بإعطاء الأطفال الرضّع جرعتين منفصلتين، ما يترك الخبراء يتساءلون عن جدوى مناقشة هذه المسألة الأربعاء.
وحاليا، تشهد الولايات المتحدة التي أعلنت القضاء على الحصبة في العام 2000، أسوأ تفش للمرض منذ عقود، مع تسجيل أكثر من 1200 إصابة وثلاث وفيات مؤكدة.
ماذا قالوا؟
◼ قال السيناتور بيل كاسيدي إن الأعضاء الجدد في اللجنة ليس لديهم خبرة كبيرة في دراسة علم الأحياء الدقيقة أو علم الأوبئة أو علم المناعة ويفتقر بعضهم إلى الخبرة في دراسة التقنيات الجديدة للقاحات ولديهم تحيز مسبق ضدها.
◼ قالت تينا تان، رئيسة جمعية الأمراض المعدية الأمريكية ، في بيان: "إن إزالة لجنة كاملة من الخبراء من جانب واحد أمر متهور وقصير النظر وضار بشدة".
◼ قالت سيرا مدد، عالمة الأوبئة في مؤسسة مدينة نيويورك للصحة والمستشفيات، إن المناقشات حول "اللقاحات الأساسية يجب أن تستند إلى العلم، وليس الإيديولوجيا".
◼ قال أميش أدالجا، المتخصص في الأمراض المعدية في جامعة جونز هوبكنز، إن "اللجنة سوف تصبح منفذا للدعاية المناهضة للقاحات".
◼ قالت رئيسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، سوزان كريسلي إن خلق الارتباك حول اللقاحات التي أثبتت جدواها يعرض صحة العائلات للخطر ويساهم في انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
◼ قال رئيس الكلية الأمريكية للأطباء الدكتور جيسون إم جولدمان إن كينيدي "تحايل على عملية مراجعة اللقاح القياسية والشفافة ، ويتداخل مع ممارسة الطب القائم على الأدلة ويزعزع استقرار مصدر موثوق به.
الصورة الأوسع
كان روبرت كينيدي جونيور يروّج لمعلومات كاذبة حول اللقاحات لمدة عقدين، بما فيها الادعاء الذي تم إثبات عدم صحّته بأن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية يسبب مرض التوحد.
ومنذ توليه منصبه، قلّص وزير الصحة الأمريكي إمكان الحصول على اللقاحات المضادة لكوفيد-19، وواصل إثارة الشكوك حول لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
وقبل سنوات من توليه منصب وزير الصحة والسلامة المهنية ، قاد كينيدي مجموعة "تشلدرنز هلث ديفنس" أو "الدفاع عن صحة الأطفال" وهي مجموعة تسعى إلى قضايا مكافحة اللقاحات.
وخلال فترة عمله كرئيس لأمراض القلب التاجية، كرر كينيدي ادعاءات لا أساس لها من الصحة بأن اللقاحات تسبب التوحد وأن الثيومرسال غير آمنة.
استمرت المجموعة في ممارسة التأثير في الدوائر المناهضة للقاحات كما شوهد خلال تفشي الحصبة في تكساس هذا العام، لا سيما بين مجتمع مينونايت، وهي جماعة مسيحية من أتباع المذهب المعمداني.
بثت المجموعة مقابلات مع عائلتي "مينونايت" توفي أطفالهما الصغار بسبب الحصبة في تفشي المرض. في المقابلات ، زعمت العائلتان أن أطفالهما لم يموتوا بسبب الحصبة وقالتا إنهما لا تؤيدان التطعيم.
استقال كينيدي من مجلس إدارة المجموعة خلال ترشحه للرئاسة في عام 2023.
وعندما ذهب كينيدي إلى تكساس إبان تفشي الحصبة، قال إنه التقى بطبيبين "عالجوا وشفوا" حوالي 300 طفل مصاب بالحصبة في مجتمع مينونايت باستخدام بوديسونيد وكلاريثرومايسين - ستيرويد ومضاد حيوي.