تتوهج في الظلام.. علماء يكتشفون سحابة جزيئية ضخمة بالقرب من الأرض
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رُصدت سحابة جزيئية غير مرئية على مقربةٍ مُفاجئة من الأرض، ويُمكنها أن تُلقي الضوء على كيفية تشكّل النجوم والكواكب.
سُمّيت هذه السحابة الغازية بـ"إيوس" تيمنًا بإلهة الفجر اليونانية، وكانت لتبدو ضخمةً في سماء الليل لو أمكن رؤيتها بالعين المجرّدة.
أفاد باحثون في دراسةٍ نُشرت الاثنين في مجلة "Nature Astronomy" أنّ عرضها يعادل 40 قمرًا تقريبًا، بينما يبلغ وزنها 3،400 ضعف كتلة الشمس.
وقال الباحث المُشارك في الدراسة، وعالِم الفيزياء الفلكية في جامعة "كوين ماري" في العاصمة البريطانية لندن، توماس هاورث: "كان هذا الشيء جزءًا من محيطنا الكوني بالفعل، ولكننا لم ننتبه إليه".
تتكون السحب الجزيئية من الغاز والغبار، والتي يُمكن أن تتشكل منها جزيئات الهيدروجين وأول أكسيد الكربون، كما يمكن أن تنهار الكتل الكثيفة داخل هذه السحب لتُشكّل نجومًا جديدة.
أوضح هاورث أنّه عادةً ما يرصد العلماء سحابة جزيئية باستخدام عمليات الرصد الراديوية والأشعة تحت الحمراء التي تستطيع التقاط البصمة الكيميائية لأول أكسيد الكربون.
وشرح قائلًا: "نبحث عادةً عن أول أكسيد الكربون، ذرة كربون واحدة وذرة أكسجين واحدة فقط، ما يُصدر ضوءًا بسهولة نسبية عند أطوال موجية يُمكننا رصدها".
وأشار هاورث إلى أنّ "أول أكسيد الكربون ساطع، ولدينا العديد من المرافق التي تستطيع رصده".
مع ذلك، ظلّت سحابة "إيوس" غير مُكتشفة رُغم كونها أقرب سحابة جزيئية إلى الأرض، وذلك لافتقارها لكميات كافية من أول أكسيد الكربون، وبالتالي عدم إصدارها للبصمة المميزة التي تُرصد بالطرق التقليدية، وفقًا للباحثين.
وكان مفتاح هذا الاكتشاف المذهل يتمثل بالبحث عن الضوء فوق البنفسجي المُنبعث من الهيدروجين في السحابة.
نافذة على تكوين النظام الشمسياكتشف هاورث وزملاؤه سحابة "إيوس" في البيانات التي جُمعت بواسطة مقياس طيف للأشعة فوق البنفسجية البعيدة يُعرف باسم "FIMS-SPEAR"، والذي استُخدِم كأداة على قمر صناعي كوري يُسمى "STSAT-1".
كانت البيانات منشورة للعامة مؤخرًا في عام 2023 عندما عثرت عليها بليكسلي بوركهارت وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة، والأستاذة المشاركة في قسم الفيزياء والفلك في كلية "روتجرز" للفنون والعلوم.
يُحلل مقياس الطيف الضوء فوق البنفسجي البعيد المنبعث من مادةٍ ما إلى الأطوال الموجية التي تكوّنه، على غرار ما يفعله المنشور مع الضوء المرئي، ما يُنتج طيفًا يُمكن للعلماء تحليله.
صرّحت بوركهارت في بيان صحفي: "هذه أول سحابة جزيئية تُكتشف من خلال البحث المباشر عن انبعاثات الهيدروجين الجزيئي في الأشعة فوق البنفسجية البعيدة".
وأضافت: "أظهرت البيانات جزيئات هيدروجين متوهجة رُصدت عبر التوهج في الأشعة فوق البنفسجية البعيدة. هذه السحابة تتوهج في الظلام حرفيًا".
ويُتيح قرب السحابة الجزيئية من الأرض فرصة فريدة لدراسة كيفية تشكل الأنظمة الشمسية، بحسب ما ذكرته.
وأكّدت بوركهارت: "اكتشافنا لسحابة إيوس مثير للاهتمام، حيث يُمكننا الآن قياس كيفية تشكّل وتفكك السحب الجزيئية بشكلٍ مباشر، وكيف تبدأ مجرّة بتحويل غاز وغبار الفراغ النجمي إلى نجوم وكواكب".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث الفضاء علوم الفضاء أول أکسید الکربون التی ت
إقرأ أيضاً:
اكتشاف لوحة فسيفساء ضخمة شمال غربي دمشق أثناء أعمال زراعية
عثر فلاح في مدينة قارة بريف دمشق على لوحة فسيفساء أثرية ضخمة، وذلك أثناء عمله في زراعة أرضه، وهو اكتشاف جديد يسلّط الضوء على الغنى الأثري للمنطقة الواقعة شمال غربي العاصمة السورية.
وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف إن معلومات وردت إليها حول وجود معالم أثرية غير اعتيادية في الموقع، مما دفعها إلى تشكيل فريق مختص أجرى أعمال كشف وتنقيب أولية في المكان، الذي يبعد نحو 15 كيلومترًا شمال غربي مدينة قارة، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، في منطقة تُعرف محليا باسم "القبو."
المديرية العامة للآثار والمتاحف في منشور لها عبر فيس بوك:
????بناء على معلومات وردت حول العثور على لوحة فسيفسائية أثناء قيام أحد المواطنين بالعمل في الأراضي الزراعية في محيط مدينة قارة في ريف دمشق
????تم تشكيل فريق أثري خاص للقيام بأعمال التنقيب الطارئة في الموقع الذي يبعد حوالي… pic.twitter.com/5eCpPVrvLq
— الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) December 13, 2025
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حارسة صينية تخطف الأنظار خلال زيارة السيدة الأولى الفرنسية في بكينlist 2 of 2إنقاذ طفل سوري "مدفون" تحت الصخور في تركياend of listوبحسب المديرية كشفت أعمال التنقيب أن جزءا من اللوحة المكتشفة هي أرضية فسيفساء تحوي زخارف هندسية بألوان الأبيض والأسود والقرميدي، كما ظهرت على الجدار الجنوبي آثار طينة كلسية وبقايا رسوم فريسكو، كما تشير المعطيات الأولية إلى أن اللوحة وبقايا البناء تعود إلى الحقبة البيزنطية.
أهمية الموقع أثرياوحسب وكالة الأنباء السورية فإن مدينة قارة والمناطق المحيطة بها تعد من المواقع الغنية بالآثار، إذ تضم شواهد تعود إلى عصور متعددة، مستفيدة من موقعها الجغرافي القريب من طرق التجارة القديمة، التي كانت تربط الداخل السوري بالساحل وبلاد لبنان.
كما أن هذا الاكتشاف دليل جديد على غنى المنطقة بالآثار التي تعود للعصور الكلاسيكية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، بما يعكس عمق التاريخ الحضاري الذي تزخر به قارة ومحيطها.
إعلانكما يأتي هذا الاكتشاف بعد أشهر قليلة من إعلان المديرية، في شهر مايو/أيار الماضي، العثور على لوحة فسيفساء أخرى في قرية مريمين بريف حمص الشمالي الغربي، بحيث ظهرت اللوحة أثناء حفر بئر، وجسدت نساء يعزفن على آلات موسيقية، وبلغ طولها أربعة أمتار و30 سنتيمترا وعرضها مترين.