تجدّد الاشتباكات وسقوط ضحايا في ريف دمشق بعد هدوء حذر بجرمانا.. نيويورك و«صحنايا».. طريق سوريا للتعافي محفوف بالفصائل والسلاح
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
البلاد – دمشق
فيما تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى الانفتاح على العالم العربي والدولي، وبناء علاقات استراتيجية مع مختلف القوى الكبرى، تتسارع الاشتباكات داخل البلاد في مشهد يعكس تحديات الداخل التي قد تُقوّض مساعي الخارج. بين مشهد الوزير السوري أسعد الشيباني في نيويورك يتحدث عن المصالح المشتركة ورفض العدوان، ومشهد عديد من القتلى في صحنايا وجرمانا، تكمن فجوة تحتاج إلى جسر من الأمن والسيادة الفعلية وحصر السلاح بيد الدولة.
أحدث فصول التصعيد وقع صباح أمس (الأربعاء)، مع تجدّد الاشتباكات في أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي الغربي، بعد هجوم شنّته عناصر مسلحة على مقر للأمن العام، ما أدى إلى مقتل 16 عنصرًا وعشرات الإصابات وعدد القتلى مرشح للارتفاع وفق مصدر أمني.
قوات الأمن ردّت بحملة تمشيط واسعة، وألقت القبض على عدد من المطلوبين، وسط تحذيرات للمدنيين بالبقاء في منازلهم. بينما نشرت محافظة ريف دمشق صورًا لأرتال أمنية متجهة لضبط الوضع، وأكد مدير الأمن العام، المقدم حسام الطحان، أن العمليات ستستمر حتى تطهير المنطقة بالكامل. لكن الأوضاع تبقى متوترة، في ظل انقطاع الكهرباء وفرض حظر للتجول.
وفي سياق متصل واستغلالًا للأحداث في محاولة لنشر الفتنة والانقسام داخل سوريا، أعلنت إسرائيل أمس الأربعاء، أنها نفذت ضربة “تحذيرية” ضد مجموعة مسلحة في بلدة الساخنة، قائلة إنها كانت تستعد لاستهداف السكان الدروز، فيما أفاد شهود عيان بشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على محيط صحنايا، في تطور يفتح الباب أمام تعقيدات أمنية خارجية إضافية.
الاشتباكات جاءت بعد توتر شهدته منطقة جرمانا القريبة، حيث اندلعت مواجهات مسلحة إثر مقطع صوتي منسوب لأحد وجهاء الطائفة الدرزية وُصف بالمسيء دينيًا. رغم نفيه لاحقًا، أشعل التسجيل موجة تحريض عبر مواقع التواصل، أدّت إلى سقوط 13 قتيلًا في مواجهات بجرمانا استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، ودفعت الأجهزة الأمنية إلى تطويق المنطقة.
بالتوازي مع هذا التصعيد، كانت تصريحات وزير الخارجية السوري من نيويورك تؤكد أن دمشق لا تمثل تهديدًا لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل، مشيرًا إلى محادثات مباشرة مع مسؤولين أمريكيين، ورفضٍ واضح لتسييس العقوبات، واستعداد لبناء علاقات متوازنة مع واشنطن وموسكو وبكين، والتعاون مع الأمم المتحدة.
الشيباني أوضح أن دمشق ترغب بترتيب الوضع العسكري الأمريكي في سوريا عبر الحوار، وأكد أن الرسالة السورية إلى واشنطن لم تتطرّق للتطبيع مع إسرائيل، بل أكدت رفض الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
في ظل هذه المعادلة، يبدو واضحًا أن مساعي الانفتاح الخارجي بحاجة إلى أرضية داخلية أكثر استقرارًا، تبدأ من تفكيك الجماعات المسلحة وإنهاء ظاهرة انتشار السلاح العشوائي، وصولًا إلى بسط السيادة الفعلية على كامل الجغرافيا السورية.
فمن دون ذلك، تبقى رسائل الانفتاح ناقصة، وتبقى ثقة الخارج في سوريا الجديدة رهينة مشاهد الرصاص والدخان. وإذا أرادت دمشق أن تقنع العالم بأنها باتت منصة للاستقرار لا ساحةً للفوضى، فعليها أن تبدأ من الداخل، من الشارع، من المؤسسات، ومن القبضة الواحدة التي تحتكر السلاح وتفرض القانون.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تزيل سوريا من قائمة الدول المارقة.. هكذا علق مبعوث ترامب في دمشق
أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي، إزالة اسم سوريا من لائحة الدول المارقة والتي تضم دولا أبرزها إيران وروسيا وكوريا الشمالية.
وذكر بيان للبيت الأبيض، أن "مجلس الشيوخ أقر إزالة اسم سوريا من لائحة تشمل بلدانا مارقة، ووفق التصنيف، لا يُسمح للولايات المتحدة التعاون معها أو مساعدتها في مجال الطاقة النووية المدنية".
وأضاف البيان، "اسم سوريا في القائمة كان إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا ودول أخرى، ولم يعد موجوداً الآن.
وتصنف الولايات المتحدة سوريا كدولة راعية للإرهاب منذ عام1979، حيث فرض هذا التصنيف قيوداً تاريخية على المساعدات الخارجية الأمريكية، وحظرا على صادرات ومبيعات الدفاع، وضوابط على صادرات المواد ذات الاستخدام المزدوج، وقيودا مالية.
بدوره وصف المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، موقف الرئيس، دونالد ترامب، ووزير خارجيته، ماركو روبيو، من الوضع في سوريا بأنه مفعم بالأمل.
وقال باراك في منشور على منصة "أكس"، "قضيت فترة ما بعد الظهر في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب ووزير الخارجية روبيو حيث ناقشنا شؤون الشرق الأوسط المتعلقة بتركيا وسوريا".
وأوضح، "أؤكد لكم أن رؤية الرئيس ترامب والوزير روبيو إزاء سوريا ليست مُفعمة بالأمل فحسب بل قابلة للتحقق".
Spent the afternoon at the White House with President Trump and @SecRubio discussing Middle East affairs that all relate to Türkiye and Syria. I can assure you the President’s vision with the Secretary’s execution is not only hopeful but achievable. — Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye) June 7, 2025
اظهار ألبوم ليست
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن من من العاصمة السعودية الرياض، في 13 أيار الماضي، رفع العقوبات عن سوريا.
وعقب ذلك رفعت الولايات المتحدة رسميا العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وجاء في بيان لوزير الخزانة سكوت بيسنت أنه يجب على سوريا "مواصلة العمل لكي تصبح بلدا مستقرا ينعم بالسلام، على أمل أن تضع الإجراءات المتّخذة اليوم البلاد على مسار نحو مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر".
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة رويترز، إن وزير الخارجية ماركو روبيو أصدر إعفاء لمدة 180 يوما من العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر.
وذكرت وكالة أسوشييتد برس أن فريق السياسة الخارجية والأمن القومي لترامب، اقترح منح إعفاء لـ6 أشهر كخطوة أولى نحو رفع العقوبات عن سوريا.
ونقلت الوكالة عن 3 مسؤولين أمريكيين، الجمعة، أن إدارة ترامب تستعد لاتخاذ خطوات ملموسة بشأن العقوبات المفروضة على سوريا.
وأشارت إلى أن إدارة ترامب تقترح، في المرحلة الأولى، منح إعفاء لـ6 أشهر لرفع العقوبات عن سوريا، وإزالة القيود عن الشركات الراغبة في العمل مع هذا البلد.
من جهته، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، "كما وعد الرئيس ترامب، تُنفّذ وزارتا الخزانة والخارجية تفويضات لتشجيع استثمارات جديدة في سوريا".