صعود كازاخستان الهادئ.. آفاق جديدة للاستثمار القوي
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
المادة الإعلانية أدناه تخص "منتدى أستانا الدولي" ولا تمثل وجهة نظر مؤسسة شبكة الجزيرة الإعلامية.
أصبح البحث عن الاستقرار، في ظل اقتصاد عالمي يتفتت، أمرا بالغ الأهمية، فمع تزايد الحواجز التجارية، وتقطّع سلاسل التوريد، وإعادة تشكيل التوترات الجيوسياسية للتحالفات العالمية، صارت الأسواق التي كانت تشعر بالأمان يوما ما أكثر عرضة للاضطرابات.
وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يتباطأ النمو العالمي إلى 3.1% فقط عام 2025، بينما سيظل التضخم مرتفعا، مدفوعا باضطرابات المناخ، وتقلبات أسعار الطاقة، والقيود التجارية المستمرة، وبالنسبة للمستثمرين العالميين، لا يكمن التحدي في مجرد السعي وراء العوائد؛ بل في تحديد الأسواق التي توفر المرونة والقيمة الإستراتيجية طويلة الأجل.
وهنا لا يكمن الحل في المراكز المالية التقليدية، بل في الأسواق الناشئة التي هيأت نفسها بهدوء وتأنٍ لتكون ذات أهمية على المدى الطويل، وكازاخستان إحدى هذه الدول.
ركيزة للاستثماروبينما تكافح الاقتصادات المتقدمة الديون وعدم اليقين السياسي، عززت كازاخستان بثبات مكانتها كركيزة أوراسية للتجارة والاستثمار، فبفضل موقعها الإستراتيجي بين الصين وروسيا، وعلى طول طريق الحرير، تتحول كازاخستان بسرعة إلى بوابة موثوقة للتجارة الإقليمية، فقد حوّلتها بنيتها التحتية الحديثة، وإصلاحاتها التي تركز على المستثمرين، وجهودها في التنويع الاقتصادي، إلى واحدة من أكثر وجهات الاستثمار جاذبية في آسيا الوسطى.
إعلانوفي عام 2024 وحده، حصلت كازاخستان على 15.7 مليار دولار من مشاريع استثمارية جديدة، بزيادة نسبتها 88% مقارنة بالعام السابق عليه، في إشارة واضحة إلى تزايد وتسارع جاذبيتها.
ولم يكن صعود كازاخستان كمركز استثماري محض صدفة، بل بُني على أسس إصلاحات مدروسة ومتطلعة إلى المستقبل، ويرتكز هذا التوجه على "مبدأ سياسة الاستثمار حتى عام 2029″ (Investment Policy Concept through 2029) والذي تتبناه الحكومة للقضاء على البيروقراطية، وضمان المساواة في معاملة المستثمرين الأجانب، وإعطاء الأولوية للقطاعات ذات الإمكانات العالية مثل الصناعات التحويلية المتقدمة، والزراعة، والطاقة الخضراء.
لكن هذه الإصلاحات ليست مجرد تطلعات، إنما يتم تنفيذها بانضباط نحو الهدف، ومن الأمثلة البارزة على ذلك منصة الاستثمار الرقمية الوطنية، وهي نظام يعمل بكامل طاقته ويعزز الشفافية ويُبسّط التعاون بين المستثمرين والهيئات الحكومية، وبدلا من أن تكون "عائقا بيروقراطيا" (bureaucratic filter)، تعمل المنصة كميسّر، ما يُتيح السرعة والمسؤولية في اتخاذ قرارات الاستثمار.
ويقول عليبك كوانتيروف نائب وزير خارجية كازاخستان: "ترتكز إستراتيجية كازاخستان الاستثمارية على القدرة على التنبؤ والانفتاح. فنحن لا نخلق فرصا فحسب، بل نُهيئ الظروف المناسبة لشراكات طويلة الأمد ذات منفعة متبادلة".
وتجني الشركات العالمية الكبرى بالفعل ثمار هذه الجهود؛ فعلى سبيل المثال، تستثمر شركة بيبسيكو 160 مليون دولار لتعزيز سلسلة القيمة الزراعية في كازاخستان، من خلال توفير البطاطس محليا وتدريب المزارعين على الممارسات المستدامة.
في غضون ذلك، قررت شركة كيا لصناعة السيارات الاستثمار في بناء مصنع آخر خارج كوريا الجنوبية، وهذه المرة في كازاخستان، مُخصصة 250 مليون دولار لتوسيع نطاق إنتاجها والاستفادة من القدرات الصناعية المتنامية في المنطقة، هذه ليست مجرد استثمارات في كازاخستان، بل هي رهانات على استقرار البلاد وإمكاناتها على المدى الطويل.
إعلان تصويت بالثقةويستند هذا التصويت بالثقة من الشركات العالمية إلى توجه راسخ؛ فمنذ عام 1993، جذبت كازاخستان 441 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر من دول عديدة على رأسها هولندا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وسويسرا.
ويتسع الاهتمام الدولي بالاستثمار في كازاخستان، فقد زادت دول مثل قطر والصين وتركيا وأستراليا وألمانيا استثماراتها بشكل كبير في قطاعات البنية التحتية والطاقة والخدمات اللوجستية حتى عام 2024.
ومما يميز كازاخستان توافقها مع الأولويات الاقتصادية والبيئية العالمية؛ فبفضل احتياطياتها الغنية من المعادن الأرضية النادرة وقطاع البتروكيميائيات المتنامي، تتمتع البلاد بموقع إستراتيجي لدعم التحول الأخضر العالمي، فمن خلال شراكات الطاقة النظيفة مع الاتحاد الأوروبي، تساعد كازاخستان في بناء أسس مستقبل طاقة أكثر استدامة وأمانا.
وتؤكد مشاريع البناء الجارية التي تزيد قيمتها على 10 مليارات دولار، بما في ذلك الممرات اللوجستية ومزارع الطاقة الشمسية ومحطات طاقة الرياح، طموح البلاد في أن تكون مركزا حيويا للتجارة والطاقة بين الشرق والغرب.
وبشكل قاطع، فإن تحول كازاخستان مؤسسي بقدر ما هو اقتصادي، فقد صارت الحوافز الحكومية مرتبطة بصورة مباشرة باستحداث فرص العمل، وتنمية المهارات، ونقل التكنولوجيا، والاستدامة البيئية، وهذا يضمن ليس فقط نموا قويا، بل شاملا ومتطلعا إلى المستقبل.
ومن المقرر أن يتصدر هذا الالتزام بالتكامل والانفتاح العالميين في منتدى أستانا الدولي المقبل، المقرر عقده في 29 و30 مايو/أيار تحت شعار "تواصل العقول، ورسم ملامح المستقبل".
وسيجمع المنتدى رؤساء دول ووزراء ورؤساء تنفيذيين وصانعي سياسات وقادة من منظمات دولية ومنظمات غير حكومية لمناقشة التحديات العالمية الأكثر إلحاحا، بدءا من التنمية المستدامة ووصولا إلى التعاون الاستثماري.
ويتجاوز المنتدى كونه تجمعا رمزيا ليمثل رؤية كازاخستان لمستقبل أكثر ترابطا وشفافية وثراء بالفرص، ويقول عليبك كوانتيروف نائب وزير خارجية كازاخستان: "يعكس منتدى أستانا الدولي طموح كازاخستان في أن يكون جسرا بين المناطق والقطاعات والأفكار. نؤمن بالحوار والانفتاح والحلول المشتركة للتحديات العالمية".
إعلانوفي عصر الاضطرابات الاقتصادية وتغير التحالفات، تُقدم كازاخستان بديلا مقنعا بسوق يرسي دعائمه الوضوح الإستراتيجي، واتساق السياسات، ونهج استثماري استباقي قائم على الشراكات، وبالنسبة للشركات والمستثمرين العالميين الباحثين عن آفاق جديدة من النمو المستقر والمستدام، لم تعد كازاخستان قصة ناشئة، بل فرصة حاضرة، والآن هو وقت العمل.
المادة الإعلانية أعلاه تخص "منتدى أستانا الدولي" ولا تمثل وجهة نظر مؤسسة شبكة الجزيرة الإعلامية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی کازاخستان
إقرأ أيضاً:
المسيبي يهدي الإمارات برونزية «دولية كازاخستان» لكرة الطاولة
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةواصلت رياضة الإمارات المدرسية تسطير إنجازاتها، بحصد اللاعب محمد سعيد حميد المسيبي الميدالية البرونزية، بحلوله ثالثاً في بطولة كازاخستان الدولية لكرة الطاولة للناشئين تحت 13 سنة، التي أُسدل الستار على منافساتها في العاصمة الكازاخستانية أستانا، بمشاركة 40 لاعباً مثلوا 15 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وجاء الإنجاز الدولي للاعب محمد المسيبي ثمرة جديدة لبرامج لجنة الإمارات للمواهب الرياضية، ودعماً لسياسة اكتشاف ورعاية وصقل المواهب، لتمكينها من تحقيق الإنجازات لدولة الإمارات في مشاركاتها بالمحافل الدولية على اختلاف مستوياتها.
وعرف المسيبي طريقه إلى منصة التتويج، رافعاً علم الإمارات بتقلده الميدالية البرونزية بعدما حل في المركز الثالث، في إنجاز يُحسب له شخصياً ولرياضة الإمارات، بعد أن قدّم أداءً رفيع المستوى في المباريات التي خاضها أمام لاعبين مصنّفين أبطالاً للقارة والعالم في فئة الناشئين.
وأظهر المسيبي تألقاً لافتاً في مشواره بالبطولة، حيث تصدر مجموعته بعد تحقيقه فوزين متتاليين على لاعبي كازاخستان ومنغوليا بنتيجة واحدة 3-0، وتأهل مباشرة إلى دور الـ16، حيث فاز على لاعب كازاخستان بنتيجة 3-2.
وواصل تفوقه في دور الثمانية، وتغلب على لاعب أوزبكستان بالنتيجة ذاتها، قبل أن يودع البطولة من الدور نصف النهائي بخسارة مشرفة أمام لاعب تايوان بنتيجة 2-3، ليحصد المركز الثالث عن جدارة واستحقاق.
وأكد الشيخ سهيل بن بطي آل مكتوم، الوكيل المساعد لقطاع التنمية والتنافسية الرياضية بوزارة الرياضة، رئيس الاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم العالي والجامعي، أن هذا الإنجاز يُعد ثمرة جديدة للبرامج الوطنية المعتمدة في رعاية المواهب، ونتاجاً مباشراً لدعم لجنة الإمارات للمواهب الرياضية ودعم الرياضة، المنضوية تحت مظلة وزارة الرياضة، وعملها المتواصل لاكتشاف وصقل المواهب، بالتعاون مع الاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم المدرسي والجامعي، واتحاد الإمارات لكرة الطاولة.
وأضاف الشيخ سهيل بن بطي آل مكتوم: «المسيبي حقق إنجازاً مشرفاً للدولة، قياساً على مستوى المنافسات القوية التي خاضها مع أفضل لاعبي العالم في هذه الفئة العمرية، وجاء تتويجه ثمرة لاختياره ضمن قائمة اللاعبين الذين تم انتقاؤهم من قبل لجنة الإمارات للمواهب الرياضية ودعم الرياضة، في إطار المبادرات الوطنية لبناء منظومة متكاملة لاكتشاف الكفاءات الرياضية وتطويرها، من أجل إعداد جيل جديد من الرياضيين القادرين على تمثيل دولة الإمارات بكفاءة في المحافل الدولية».
وختم رئيس الاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم المدرسي والجامعي: «يمثل الإنجاز دلالة واضحة على فاعلية البرامج الوطنية المعتمدة في مجال رعاية الموهوبين، ودعم أبطال المستقبل، وتهيئتهم للنجاح وتحقيق الإنجازات للدولة في مشاركاتهم على المستويات الإقليمية والدولية كافة».
من جهته، أعرب اللاعب محمد المسيبي عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز البرونزي، مشيراً إلى أن النتيجة تمثل مؤشراً على تطور مستواه الفني، خاصة أنها تحققت وسط منافسات قوية خاضها أمام لاعبين مصنفين من بين الأفضل على مستوى قارة آسيا والعالم في فئة الناشئين. وأكد استفادته الكبيرة من البطولة التي شكّلت محكاً فنياً حقيقياً، أسهم في صقل مهاراته وتطوره.
ووجّه المسيبي الشكر إلى وزارة الرياضة، ولجنة الإمارات للمواهب الرياضية ودعم الرياضة، والاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم المدرسي والجامعي، واتحاد الإمارات لكرة الطاولة، على الدعم والإعداد الذي حظي به، وكان له الدور الكبير في رفع علم دولة الإمارات فوق منصة تتويج البطولة.