مسيرات مليونية بالعاصمة والمحافظات ثباتا مع غزة وبراءة من العملاء والخونة
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
الثورة نت/..
خرج أبناء الشعب اليمني اليوم في مسيرات مليونية بالعاصمة صنعاء ومختلف المحافظات تعبيرا عن موقفهم الصلب والثابت في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني كموقف إيماني لا يقبل المساومة، والجاهزية للتصدي للعدو الأمريكي الصهيوني مهما صعد من جرائمه.
وأعلن المشاركون في المسيرات التي رفعت شعار “مع غزة وفلسطين.
ففي العاصمة صنعاء شهد ميدان السبعين طوفاناً بشرياً إسناداً ودعماً لغزة والشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر، وتأكيدا على الموقف الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني، وتحديا للعدوان الأمريكي البريطاني.
وأكد الحشود أن ما تحقق لليمن من انتصارات على قوى العدوان والاستكبار العالمي في إطار موقفه المناصر لغزة وفلسطين، هو نتيجة الثقة بالله والتوكل عليه.. مجددة تفويضها لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومباركة عمليات القوات المسلحة والتي أجبرت حاملة الطائرات الأمريكية على الفرار، وتواصل قصف عمق العدو الصهيوني وأهدافه الحيوية.
واستنكرت المواقف المخزية للأنظمة العربية والإسلامية، تجاه ما يتعرض له أبناء غزة وفلسطين من تجويع وحصار وجرائم يندى لها جبين الإنسانية.. معلنة البراءة من كل العملاء والخونة وكل من يتعاون أو يساند العدو بأي شكل من الأشكال.
وخلال المسيرة أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع عن تنفيذ القوات المسلحة عملية عسكرية ضد هدف حيوي للعدو الإسرائيلي في منطقة حيفا المحتلة.
وأوضح أن القوة الصاروخية نفذت العملية بصاروخ باليستي فرط صوتي هو الثاني خلال ساعات.. مؤكدا أن الصاروخ وصل إلى هدفه بفضل الله، وأجبر ملايين المستوطنين على الهروب إلى الملاجئ.
وأهاب بكافة الشعوب العربية والإسلامية تأدية واجباتها الإنسانية والأخلاقية والتحرك العاجل في كل البلدان من أجل وقف الإبادة ورفع الحصار عن قطاع غزة.. مؤكدا أن القوات المسلحة مستمرة في عملياتها الاسنادية، وفرض الحصار البحري على العدو الإسرائيلي من جهتي البحرين الأحمر والعربي.
كما أكد العميد سريع أن العدوان الأمريكي فشل في كسر هذا الحصار الذي سيستمر حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة.
فيما شهدت محافظة صعدة اليوم 36 مسيرة كبرى، أكد المشاركون فيها الاستمرار في إسناد غزة والمقاومة الفلسطينية في مواجهة القتلة والمستكبرين.
وأشاد المشاركون في المسيرات بدور المجتمع والقبائل اليمنية في إعلان البراءة من كل العملاء والجواسيس لأمريكا وإسرائيل.. داعين أبناء الشعب اليمني إلى رفع الجهوزية واليقظة والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة.
وفي محافظة صنعاء شهد القطاع الغربي مسيرات ووقفات قبلية حاشدة مساندة للشعب الفلسطيني، ورداً على جرائم العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على الوطن.
وجدد المشاركون في المسيرات العهد والولاء لله ولرسوله ولأعلام الهدى، والبراءة من أعداء الله أئمة الكفر أمريكا واسرائيل.
أما محافظة المحويت فشهدت 71 مسيرة جماهيرية تأكيدا على الثبات ومواصلة إسناد الشعب الفلسطيني، وردا على العدوان الأمريكي.
وندد أبناء المحافظة باستمرار المجازر الصهيونية الأمريكية بحق أبناء غزة في ظل صمت المجتمع الدولي.. منوهين بالمواقف المشرفة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في نصرة الأشقاء في فلسطين، والعمليات البطولية للقوات المسلحة في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية.
وخرجت في محافظة إب 162 مسيرة جماهيرية حاشدة، تأكيدًا عن الصمود والثبات في مواجهة العدوان الأمريكي، واستمرار الدعم المساند للشعب الفلسطيني.
وأكد أبناء المحافظة أن تصعيد العدو الأمريكي الإسرائيلي وارتكاب المجازر بحق المدنيين لن يُثني الشعب اليمني، عن دعم القضية الأولى والمركزية للأمة.. معتبرين صمت الأنظمة العربية والإسلامية خيانة للقضية الفلسطينية.
ودعا المشاركون في المسيرات أحرار العالم إلى التحرك الفوري لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.. مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة والضفة والأراضي المحتلة.
وأكدوا أن جرائم العدوان الأمريكي لن تمر دون عقاب، وأن دماء الشهداء ستظل نبراسًا للمقاومة.. معتبرين الحضور الحاشد في المسيرات تأكيدًا على أن القضايا العادلة لا تموت، وأن الحق سينتصر.
وإلى محافظة الحديدة، التي شهدت حشودا جماهيرية في 179 مسيرة بمركز المحافظة ومديرياتها، أكدت أن الشعب اليمني ماضٍ في التحرر من الهيمنة الأمريكية، معلنة البراءة من أعداء الله والإنسانية، ومن كل من خان القضية وتورط في خدمة العدوان.
واعتبر أبناء المحافظة جرائم العدوان في اليمن وغزة وجهان لعدوان واحد.. محملين المجتمع الدولي والأنظمة العربية المطبعة مسؤولية الصمت والتواطؤ أمام الجرائم الصهيونية، ومؤكدين أن شعوب الأمة لن تسكت طويلاً، وأن الغضب قادم لا محالة.
وأشادت مسيرات الحديدة، بعمليات القوات المسلحة اليمنية، التي تواصل ضرباتها الموجعة في عمق الكيان وفي البحار، وتكسر هيبة الأساطيل الأمريكية، في تعبير عملي عن التزام اليمن في نصرة غزة.. مجددة التأييد لقائد الثورة واستعدادها الكامل لتنفيذ كل ما يوجه به في إطار معركة التحرر والمواجهة المصيرية.
وفي السياق شهدت مديريات دمت والحشاء وقعطبة وجبن بمحافظة الضالع مسيرات جماهيرية ندد المشاركون فيها بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الأمريكي الصهيوني في غزة واليمن.
وأكدوا الاستمرار في إسناد غزة والمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا.
وفي حجة احتشد أبناء المحافظة في 216 مسيرة، رددوا خلالها شعارات البراءة من أعداء الإسلام والخونة والعملاء والهتافات المنددة بجرائم العدو الأمريكي الصهيوني في اليمن وغزة.
وجددّوا التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة الباسلة في غزة ومواجهة تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن.
وأعلن أبناء حجة الجهوزية الكاملة لمواجهة قوى العدوان وعلى رأسها الشيطان الأكبر “أمريكا وإسرائيل وأذنابهم”، مؤكدين الاستعداد لتقديم التضحيات انتصارًا للمظلومين في غزة والدفاع عن الوطن.
إلى ذلك شهدت محافظة مأرب 17 مسيرة حاشدة وعشرات الوقفات نصرة للشعب الفلسطيني، ردد المشاركون فيها شعار الصرخة والبراءة من أمريكا وإسرائيل وعملائهم من المرتزقة والخونة، معلنة الجاهزية لمواجهة التصعيد الأمريكي على بلادنا.
وجدد أبناء مأرب الثبات على الموقف المناصر للشعب الفلسطيني، ومواجهة قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل، معلنين التفويض لقائد الثورة باتخاذ الخيارات الرادعة للعدو الأمريكي ونصرة الشعب الفلسطيني.
وباركوا عمليات القوات المسلحة في عمق الكيان الصهيوني والعمليات النوعية ضد حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر.. داعين شعوب الأمة العربية والإسلامية للتحرك العاجل لوقف العدوان على غزة ورفع الحصار الظالم.
بدورها شهدت محافظة البيضاء مسيرات جماهيرية حاشدة في مركز المحافظة والمديريات تنديدا بجرائم العدو الصهيوني في غزة وردا على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
وأكد مسيرات البيضاء الاستمرار في الموقف الثابت والمبدئي في مساندة الأشقاء في غزة، ومواصلة التحشيد والتعبئة وتعزيز الجاهزية للتصدي للعدوان الأمريكي الصهيوني.
على الصعيد ذاته احتشد أبناء محافظة تعز في 38 مسيرة تأكيداً على الموقف اليمني الثابت لمواجهة العدو الصهيوني، الأمريكي وإعلان البراءة من الخونة والعملاء.
وندد المشاركون في المسيرات، بجرائم العدوان الأمريكي والبريطاني والصهيوني على اليمن وغزة.. مجددين العهد والولاء لله ولرسوله وأعلام الهدى والبراءة من أعداء الله أئمة الكفر “أمريكا وإسرائيل”.
كما خرجت في محافظة ذمار 38 مسيرة حاشدة جدّد المشاركون فيها التأكيد على ثبات موقف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني، واستمرار مساندته بكل الوسائل المتاحة.
وأكد أبناء المحافظة فشل العدوان الأمريكي في كسر إرادة الشعب اليمني وثنيه عن موقفه، المساند لفلسطين أو إيقاف عملياته المناصرة لمظلومية غزة.. مشيدين بضربات القوات المسلحة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفرض الحظر على الملاحة الصهيونية، واستهداف البوارج والقطع الحربية الأمريكية.
وجددّوا تمسكهم بخيار الجهاد في سبيل الله، ونصرة فلسطين، وتفويضهم لقائد الثورة في اتخاذ الخيارات الكفيلة بمساندة الشعب الفلسطيني، ومواجهة العدوان الأمريكي على اليمن.
وفي ريمة احتشد أبناء المحافظة في 68 مسيرة نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإعلانا للجهوزية في مواجهة العدوان الأمريكي على اليمن.
وردد المشاركون في المسيرات الهتافات المنددة بالجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة وكذا العدوان الأمريكي على المدنيين والمنشآت المدنية في اليمن، مؤكدين جاهزيتهم للتحرك دفاعاً عن الوطن ومواصلة التعبئة والتحشيد لمواجهة التصعيد الأمريكي.
وجدد أبناء ريمة تأييدهم وتفويضهم لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لردع العدو الأمريكي ونصرة الشعب الفلسطيني.
في حين شهدت محافظة عمران 75 مسيرة جماهيرية بساحة الشهيد الصماد بمدينة عمران ومراكز وعزل وقرى مديريات المحافظة، أكد المشاركون فيها الاستمرار في إسناد غزة والمقاومة الفلسطينية في مواجهة القتلة والمستكبرين والطغاة.
وأعلنوا البراءة من كل عميل وخائن ومرتزق لأمريكا وإسرائيل.. مؤكدين الوقوف ضد كل من يتعاون أو يقدم معلومات للعدوان الأمريكي الإسرائيلي على بلدنا، أو يساند العدو بأي شكل من الأشكال.
وجدد أبناء المحافظة التأكيد على الثبات على الموقف المحق والمشرف ليمن الإيمان والحكمة والجهاد في سبيل الله ومواصلة إسناد الشعب الفلسطيني.. مجددين العهد والولاء لله ولرسوله وأعلام الهدى والبراءة من أعداء الله.
في سياق متصل شهدت محافظة الجوف مسيرات حاشدة إعلانا للجاهزية التامة للتصدي للعدوان الأمريكي، والبراءة من العملاء والخونة المتعاونين مع العدو، مجددين التأكيد على الاستمرار في إسناد أبناء غزة حتى إيقاف العدوان الصهيوني وحصاره الجائر على القطاع.
كما خرجت في مديرية القبيطة بمحافظة لحج مسيرة حاشدة تعبيرا عن الثبات والجاهزية في مواجهة العدو الأمريكي الصهيوني ومواصلة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وندد المشاركون في المسيرة بالصمت المخزي للأنظمة والدول العربية والإسلامية تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني، وتغاضي المجتمع الدولي عما يرتكبه العدو الأمريكي الصهيوني من جرائم وحشية بحق المدنيين في اليمن وفلسطين.
وصدر عن المسيرات المليونية في العاصمة والمحافظات البيان التالي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
قال الله سبحانه وتعالى: { ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱلطَّـٰغُوتِ فَقَـٰتِلُوۤا۟ أَوۡلِیَاۤءَ ٱلشَّیۡطَـٰنِۖ إِنَّ كَیۡدَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ كَانَ ضَعِیفًا﴾ صدق الله العظيم
استمراراً في أداء واجبنا، وثباتاً على الموقف المحق والمشرف ليمن الإيمان والحكمة والجهاد، خرجنا اليوم في مسيراتنا المليونية مساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، ورداً على جرائم العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على بلدنا، مجددين العهد والولاء لله ولرسوله، -صلوات الله عليه وعلى آله- ولأعلام الهدى أولياءه، والبراءة من اعداء الله أئمة الكفر أمريكا واسرائيل في الذكرى السنوية (للصرخة في وجه المستكبرين)، مؤكدين على الآتي:
أولاً: في الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين.. كأول تحرك عملي لانطلاقة المشروع القرآني المبارك، نستذكر البدايات الأولى للمسيرة القرآنية، والخطوات الثابتة الواثقة بالله، وحجم التحديات والمكائد والمؤامرات التي واجهتها،، والتي تحطمت بقوة الله، وتلاشت أمام هذا المشروع العظيم، ثم نتأمل في الثمار والنتائج العظيمة التي وصلنا إليها اليوم، والوعود الإلهية التي تحققت، والمصاديق التي تجلت في موقفنا الإيماني الفريد والمتميز مع غزة، فيزيدنا كل ذلك ثقةً ويقيناً بصوابية هذا المسار القرآني الحكيم، وأنه الصراط المستقيم الموصل إلى العواقب الحسنة، التي وعد الله بها المتقين، وأن ما دونه من سُبل الضلال لم تنتج إلا الواقع المخزي لأمة الملياري مسلم، التي تعجز اليوم بدولها وجيوشها وثرواتها وشعوبها أن تُدخل رغيف خبز أو حبة دواء لغزة المحاصرة، وبهذه المناسبة وللاستفادة من الشواهد والتجارب: ندعو أمتنا إلى العودة الصادقة إلى نهج القرآن العظيم، ورفع الاصوات بالبراءة من أعداء الله، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية، كأسلحة فعالة، وخطوات عملية سهلة ومؤثرة، جربناها وشاهدنا نتائجها، وعرفنا قيمتها، وشاهد وعرف معنا العالم كله.
ثانيا : نؤكد ثبات موقفنا مع غزة وفلسطين في مواجهة القتلة والمستكبرين، ونؤكد أن الأمريكي بإسناده للعدو الصهيوني وعدوانه علينا لن يمنعنا من إسناد غزة، وقد فشل في ذلك، ووجه له مجاهدو قواتنا المسلحة الصفعات المتوالية، وآخرها ما حدث لحاملة طائراته ترومان وطائراتها ، وها نحن اليوم نوجه له الصفعات أيضاً من خلال خروجنا المليوني الذي لا مثيل له، ومن خلال وقفاتنا القبلية المشرفة، وسنستمر في ذلك متوكلين على الله، وواثقين به، بعزم راسخ لا تزعزعه أراجيف العدو، ولا مجازره، ولا حصاره، ولن يتغير موقفنا الإيماني القرآني إلى مواقف النفاق والتخاذل والعياذ بالله؛ بل سيزداد صلابة وتقدما، وعلى الله فليتوكل المؤمنون .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بالنصر والفرج للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم ومجاهديه الأعزاء، وأن ينصرنا بنصره، وأن يرحم الشهداء، ويشفي الجرحى، ويفرج عن الأسرى، إنه سميع مجيب الدعاء.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی مواجهة القتلة والمستکبرین العدو الأمریکی الصهیونی جرائم العدوان الأمریکی المشارکون فی المسیرات العدوان الأمریکی على الأمریکی البریطانی العربیة والإسلامیة الاستمرار فی إسناد لقائد الثورة السید للعدوان الأمریکی الشعب الفلسطینی للشعب الفلسطینی أمریکا وإسرائیل فی مواجهة العدو أبناء المحافظة المشارکون فیها القوات المسلحة مواجهة العدوان المجتمع الدولی العدو الصهیونی الشعب الیمنی والبراءة من الصهیونی فی غزة وفلسطین شهدت محافظة المسیرات ا على الموقف إسناد غزة على الیمن فی الیمن فی غزة مع غزة
إقرأ أيضاً:
مآلات التوحش الصهيوني والخذلان العربي والدولي
يشن الكيان الصهيوني، منذ أكثر من عام ونصف، حرباً على قطاع غزة لا تشبه أياً من الحروب التي شهدها النظام الدولي منذ الحرب العالمية الثانية. لا لأنها تشكل انتهاكاً غير مسبوق للقوانين والأعراف الدولية فحسب، وهو ما يبدو واضحاً من إصرار الكيان على ممارسة جريمة الإبادة الجماعية لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل قسراً عن وطنه، وإنما لأنها تعد حرباً على النظام الدولي نفسه، وهو ما يبدو واضحاً من إصرار هذا الكيان على شل إرادة المؤسسات الأممية التي تحاول اعتراض طريقه أو منعه من تحقيق أهدافه غير المشروعة.
بل إنه ذهب إلى حد الإصرار على تدمير بعض هذه المؤسسات، وحرص على إزاحتها كلياً من طريقه، حين اكتشف أن مجرد وجودها أو استمراها في أداء مهامها يعرقل خططه الموضوعة، أو يحول دون تمكينه من تحقيقها، وهو ما حدث بالفعل مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينين (الأونروا).
شواهد كثيرة تثبت تعمد الكيان الصهيوني انتهاك قواعد القانون الدولي في حربه المستمرة على قطاع غزة، منها:
1- إقدام محكمة العدل الدولية على إصدار أوامر تلزمه باتخاذ إجراءات احترازية محددة لوقف أعمال يُعتقد أنها تنطوي على إبادة جماعية تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني، منها على سبيل المثال لا الحصر، أوامر تلزمه بوقف الهجوم العسكري على رفح، وأوامر أخرى تلزمه بفتح المعابر لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، لكن الكيان تجاهل كل هذه الأوامر ولم يعرها أي اهتمام.
2- إقدام المحكمة الجنائية الدولية على إصدار أوامر اعتقال في حق كل من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويوآف غالانت، ووزير الدفاع السابق، حين اقتنعت بوجود أدلة تثبت تورطهما في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
أما الشواهد التي تثبت تعمد الكيان تجاهل وازدراء كل ما يصدر عن مؤسسات الأمم المتحدة، بل والعمل بكل همة لعرقلة نشاط هذه المؤسسات ومنعها من أداء مهامها، حتى ولو تطلب الأمر ارتكاب أعمال عدائية مباشرة ضدها، مثلما حدث مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين “الأونروا”، فهي كثيرة أيضاً ويصعب حصرها.
ويكفي أن نشير هنا إلى أن الكيان الصهيوني لم يكتفِ بعرقلة نشاط الأونروا ومنعها من أداء مهامها، وإنما ذهب إلى حد إعلان الحرب عليها، حين أقدم على تدمير معظم المدارس والمستشفيات والمراكز الخدمية التابعة لها، وقام بقتل أكثر من 300 من كوادرها والعاملين فيها، وذلك في تحدٍ سافر وغير مسبوق لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
فإذا أضفنا إلى ما تقدم أن الكيان الصهيوني لم يكتفِ بتدمير قطاع غزة بالكامل وإحالته إلى مكان غير قابل للحياة، أو بقتل وجرح ما يزيد على مئتي ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإنما قام كذلك بمنع دخول الغذاء والدواء منعاً باتاً لأكثر من شهرين متتاليين، وذلك لإجبار ما يقرب من مليوني ونصف مليون فلسطيني على مغادرة وطنهم إلى الأبد، ليتبين لنا بوضوح أن الجرائم التي تُرتكب في قطاع غزة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية، بل وفاقت أكثر الجرائم التي ارتكبها النظام النازي وحشية، خصوصاً وأنها تجري علناً أمام سمع العالم وبصره، وتتناقلها على الهواء مباشرة وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
يدّعي الكيان الصهيوني أن الحرب التي يشنها على قطاع غزة هي ردة فعل طبيعية على الهجوم الذي قامت به حماس في 7 /10 /2023، وبالتالي فهي حرب دفاعية مشروعة، وفقاً لنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، لأنها تستهدف تقويض الطرف المعتدي وتخليص الرهائن من براثنه. غير أنه ادعاء أبعد ما يكون عن الحقيقة.
فالحكومة الإسرائيلية الحالية، الأكثر تطرفاً في تاريخ “إسرائيل”، تولت السلطة قبل عام من هجوم حماس، وشرعت في تنفيذ برنامج سياسي يقوم على: تكثيف الاستيطان، وضم أجزاء واسعة من الضفة، وتهويد المسجد الأقصى تمهيداً لهدمه وإقامة الهيكل مكانه. ولأن العناصر الأكثر يمينية وتطرفاً وعنصرية هي التي تتحكم في حكومة يقودها يميني متطرف أيضاً، فقد اتخذت من “طوفان الأقصى” ذريعة للدفع بطموحات المشروع الصهيوني إلى أقصى مداه.
لذا يمكن القول أن أهدافها الحقيقية لا تقتصر على هزيمة حماس واستعادة الأسرى، وإنما تتسع لتشمل إلى جانب ذلك: إخلاء قطاع غزة من سكانه وإعادة احتلاله واستيطانه، وضم الضفة الغربية، ونزع سلاح حزب الله في لبنان، وإسقاط النظام الإيراني بعد تدمير برنامجه النووي والصاروخي، وإبرام معاهدات “سلام” مع لبنان وسوريا والسعودية، لتكتمل بذلك إقامة “الدولة اليهودية الكبرى” في منطقة الشرق الأوسط، الحلقة النهائية في المشروع الصهيوني. وهذا هو بالضبط ما قصده نتنياهو حين كان يتحدث عن “خرائط شرق أوسطية جديدة” حمل معه صورة منها أثناء توجهه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإلقاء خطابه هناك قبل أيام قليلة من “طوفان الأقصى”.
لم يكن بمقدور الكيان الصهيوني أن يرتكب كل ما اقترفه من جرائم بشعة في حق الإنسانية، ولا أن يطلق العنان لطموحاته الفاجرة، لولا ما قدمته له الولايات المتحدة من دعم غير مشروط، سواء عبر الإدارة السابقة بقيادة بايدن أم عبر الإدارة الحالية بقيادة ترامب.
فقد ضمن له هذا الدعم حصوله لا فقط على كل ما يحتاج من مال وسلاح لتحقيق الأهداف التي سعى إليها في مختلف المجالات وعلى كل الجبهات فحسب، وإنما تمكينه أيضاً من الإفلات من العقاب، وذلك من خلال الفيتو الأميركي المشرع دوماً في مجلس الأمن لحماية الكيان الصهيوني من العقاب، بل ومن الإدانة أيضاً، وأحيانا من مجرد توجيه اللوم أو العتاب، وهو وضع لم تحظَ به دولة أخرى منذ نشأة الأمم المتحدة. غير أن المشكلة الحقيقية التي يواجهها الشعب الفلسطيني في المرحلة الحالية لا تكمن في انحياز الولايات المتحدة غير المشروط للكيان الصهيوني، بقدر ما تكمن في تخاذل جميع الأطراف الآخرين، أي سلطة رام الله والعالم العربي والعالم الإسلامي والمجتمع الدولي.
كان بمقدور سلطة رام الله أن تخفف كثيراً من الضغوط الهائلة على الشعب الفلسطيني لو أنها قامت باغتنام الفرصة وسعت لتذليل العقبات التي تحول دون إنهاء حالة الانقسام الفصائلي التي طالت، ولإعلان قيام حركة وطنية فلسطينية موحدة تعبر عن طموحات هذا الشعب.
وكان بمقدور العالم العربي أن يلعب دوراً أكثر إيجابية لو أن الدول العربية التي تقيم علاقات مع “إسرائيل” قد اجتمعت واتخذت قراراً جماعياً بقطع علاقاتها مع الكيان ما لم يقم الأخير بوقف الحرب فوراً وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية.
وكان بمقدور العالم الإسلامي أن يمارس تأثيراً مختلفاً على مسار الأحداث لو أن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي كانت قد اتخذت موقفاً جماعياً جادّاً لحمل الولايات المتحدة على اتخاذ مواقف أقل انحيازاً لـ”إسرائيل”.
وكان بمقدور القوى الكبرى التي تدّعي تأييدها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها روسيا والصين، اتخاذ قرار بمنع تصدير السلاح لدولة تشن حرب إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً في مواجهة شعب احتلت أرضه ويتطلع لنيل استقلاله. ولأن جميع هؤلاء الأطراف تقاعسوا عن القيام بدور كان بمقدورهم القيام به من دون تكلفة باهظة، فمن الطبيعي أن يستحق الدور المتفرد والمتميز الذي تقوم به حالياً جماعة أنصار الله في اليمن تقديراً خاصاً، لأنه يعد بالفعل أقوى الأدوار الحالية الداعمة للقضية الفلسطينية وأكثرها إخلاصاً وتعبيراً عن العروبة والإسلام في آن.
لم تضع الحرب على غزة أوزارها بعد، لكن الشعب الفلسطيني ما يزال صامداً لم يستسلم ولم يرفع الراية البيضاء، رغم مرور أكثر من عام ونصف، وتلك إحدى التجليات التي ترقى إلى مستوى الإعجاز.
غير أن هذه الحرب ستنتهي حتماً يوماً ما، سواء عاجلاً أم آجلاً، ولن يكون حال العالم بعدها مثلما كان عليه قبلها. فسوف تعلو راية القضية الفلسطينية وترفرف خفاقة، ولن يكون بمقدور أحد، بعد كل ما جرى، التنكر لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه، أما الكيان الصهيوني فلن يكون بمقدوره أن يلعب دور الضحية أو يدّعي بعد الآن أنه الواحة الوحيدة للديمقراطية في صحراء الاستبداد العربي، والأرجح أن تنظر إليه شعوب العالم باعتباره كياناً عنصرياً غير قابل للبقاء وآيلاً حتماً للزوال والسقوط، مثلما سقط وزال نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا.
ولن يكون بمقدور الولايات المتحدة أن تدعي بعد الآن أنها المدافع الحقيقي عن حقوق الإنسان أو عن القيم الليبرالية، أو أنها الدولة الوحيدة التي ما تزال مؤهلة لقيادة عالم سيكون بحاجة ماسة إلى “أمم متحدة” جديدة وحقيقية تعبّر عن نظام دولي متعدد القطبية.
أما العالم العربي فلن يكون بوسعه بعد الآن أن يدعي أنه ما زال يشكل نظاماً إقليمياً قادراً على التفاعل الحر مع الآخرين، والتأثير بإيجابية في من حوله، إلا إذا استطاع إصلاح نفسه من الداخل، وتمكن من إقامة أنظمة حكم تمثل شعوبها وتعبّر عن آمالها وطموحاتها الحقيقية.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة