ترامب يعقد قمة في الرياض لعرض رؤيته بشأن الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
أفاد موقع أكسيوس، اليوم السبت 03 مايو 2025، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيصل إلى المملكة العربية السعودية يوم 13 أيار/مايو لعقد قمة ثنائية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ثم سيعقد قمة أخرى مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي يوم 14 أيار لعرض رؤيته بشأن الشرق الأوسط.
ووفق موقع أكسيوس الأميركي، فإن هذه الزيارة، الأولى لترامب إلى الخارج منذ توليه الرئاسة مجددًا، تأتي لتعكس الأهمية التي توليها إدارته لتعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية مع دول الخليج العربي، في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة.
ومن المقرر أن تُعقد القمة في العاصمة الرياض صباح يوم 14 مايو، حيث يخطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدعوة قادة دول مجلس التعاون الخليجي — الإمارات، البحرين، الكويت، قطر وسلطنة عمان — لحضور الاجتماع. وتعد القمة منصة للرئيس ترامب لعرض توجهات إدارته الجديدة في الشرق الأوسط وتحديد أولوياتها الاستراتيجية في المنطقة.
وسيقوم الرئيس ترامب، الذي يصل إلى السعودية في 13 مايو، بعقد اجتماعات ثنائية قبيل القمة، ثم يتوجه في اليوم التالي إلى الدوحة للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل أن يزور أبو ظبي في 15 مايو ويلتقي بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد.
ووفقًا لمصادر أمريكية وعربية، ستركز محادثات ترامب مع قادة الخليج على ملفات التعاون الاقتصادي، صفقات الأسلحة، والتقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرًا عن موافقتها على صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار لبيع صواريخ جو-جو متوسطة المدى للمملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضا/ تقرير: إسرائيل تُنفّذ مشروعا خطيرا لتغيير معالم الضفة
القمة الخليجية في الرياض هي الجزء الوحيد من الجولة الرئاسية الذي يتناول قضايا إقليمية أوسع، بينما ستبقى بقية الزيارة متمحورة حول الشراكات الثنائية. ووفقًا للمصادر، لا توجد خطط حالية لدعوة قادة دول عربية أخرى إلى القمة، لكن هذا قد يتغير. وفق أكسيوس
في المقابل، لا تشمل الجولة زيارة إلى إسرائيل، حيث تشير التقديرات إلى أن إدارة ترامب لا ترى في الوقت الراهن مكاسب استراتيجية من زيارة كهذه، في ظل غياب أي اختراق في ملف تبادل الأسرى في غزة أو اتفاق تهدئة.
السعودية ترفض مناقشة التطبيعوفي سياق آخر ذو صلة، أفاد مصدران عربيان لصحيفة Middle East Eye أن السعودية أبلغت الإدارة الأمريكية عبر وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، أنها لا ترغب بطرح ملف التطبيع مع إسرائيل خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى الشرق الأوسط، والتي تشمل السعودية والإمارات وقطر.
ويبدو أن السعودية تخشى من مواقف مفاجئة قد يطلقها ترامب علنًا خلال الزيارة، بما يسبب إحراجًا سياسيًا لولي العهد محمد بن سلمان. وأكد أحد المصدرين أن "الرسالة وصلت بوضوح إلى واشنطن: السعودية جادة ولا تريد أن تُزج بأي خطوة تطبيعية مع إسرائيل". وفق قناة كان العبرية
ويرى ترامب أن اتفاقات أبراهام التي وُقعت عام 2020 كانت من أبرز إنجازاته الدبلوماسية، ويسعى للبناء عليها، في وقت كانت فيه إدارة بايدن قد حاولت التوصل إلى اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي مقابل ضمانات أمنية ومساعدات نووية أمريكية.
المصدر : أكسيوس - مكان اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية صاروخ من اليمن يُدوّي في سماء القدس والبحر الميت سوريا - شهداء وجرحى في سلسلة غارات جوية إسرائيلية الحوثيون يعلنون استهداف هدف إسرائيلي في حيفا الأكثر قراءة حماس: استخدام نتنياهو سلاح التجويع بغزة يستدعي خطوات دولية للمحاسبة بالصور: جنازة مهيبة للبابا فرنسيس تفاصيل اجتماع رئيس الوزراء الفلسطيني مع وزير خارجية النرويج شاهد: القسام تنشر فيديو لعملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من قصف نفق في غزة عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الشرق الأوسط محمد بن
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط بين مشاريع التفكيك وإعادة التموضع
25 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: ناجي الغزي
يمر الشرق الأوسط اليوم بمرحلة إعادة تشكيل عميقة لا تُشبه أي مرحلة سابقة في تاريخه الحديث. نحن لا نشهد مجرد تنافس نفوذ بين قوى تقليدية وإقليمية، بل عملية إعادة هندسة شاملة للخرائط الجيوسياسية والبنى العسكرية والاصطفافات الاستراتيجية، تقودها الولايات المتحدة بغطاء خليجي وأدوات متعددة الوظائف، وعلى حساب مفاهيم السيادة والدولة الوطنية التي كانت تشكل ركائز النظام العربي لعقود.
أولاً: اختلال التحالفات الكلاسيكية
المؤشر الأبرز في المشهد الإقليمي اليوم يتمثل في اهتزاز التوازن التقليدي الذي حكم العلاقة بين مصر والسعودية لعقود. الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة، والتي وُوجهت باستياء خليجي مبطّن، كشفت عن مفارقة استراتيجية: بينما تحتج الرياض على أي تقارب مصري إيراني، فإنها – في الوقت ذاته – تقود طفرة في العلاقات التجارية والدبلوماسية مع طهران، في مسار تصالحي تتداخل فيه حسابات النفط والأمن والتهدئة اليمنية.
إن ما يبدو من تباعد مصري-خليجي ليس مجرد تباين في التكتيك، بل يعكس تصدعاً في الرؤية الاستراتيجية للمنطقة. القاهرة، التي طالما لعبت دوراً مركزياً في القضايا السورية والليبية والسودانية، تجد نفسها اليوم مُستبعدة من ملفات جوهرية، في الوقت الذي تتقاسم فيه الرياض وأبو ظبي و الدوحة وواشنطن وأنقرة النفوذ الميداني والسياسي في هذه الساحات.
ثانياً: سوريا كنموذج للتفكيك العسكري الممنهج
أخطر ما يُعاد إنتاجه اليوم هو المشروع الأميركي الناشئ في سوريا، والذي يقوده دونالد ترامب من موقعه في الولاية الثانية عبر أدوات جديدة، يتصدرها “الجيش السوري الجديد” بقيادة أحمد الشرع. هذا التكوين العسكري ليس فقط وليد التحالف مع المعارضة المسلحة أو الفصائل المحلية، بل يقوم على دمج مقاتلين أجانب من الشيشان والتركستان والروس والإيغور ضمن هيكل وظيفي عسكري عابر للهوية الوطنية.
إن هذا التحول يشير إلى انتقال المشروع الأميركي في سوريا من منطق “تغيير النظام” إلى “إعادة تشكيل الدولة”، ليس عبر المفاوضات أو إعادة الإعمار، بل من خلال خلق بديل عسكري – مرتزق، يقف على النقيض من الجيش السوري النظامي، ويملك ولاءه لمعادلات الخارج لا الداخل.
ما يثير القلق في هذا النموذج هو التشابه مع تجربة تأسيس إسرائيل وجيشها: الذي أعتمد على تجميع عناصر مهاجرة ومقاتلين متعددي الجنسيات في جيش عقائدي يخدم مشروعاً جيوسياسياً وظيفياً، يُعيد رسم الحدود ويقلب توازنات الردع الإقليمي. وهو ما قد يُمهّد لتعميم النموذج في ساحات هشّة مثل ليبيا أو السودان، حيث تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى بناء قوى أمنية موازية للجيوش الرسمية.
ثالثاً: مصر خارج معادلة إنتاج القرار الإقليمي
الرفض المصري المتكرر لمقابلة الرئيس الأميركي، والتصريحات المصرية غير المسبوقة بحق المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، لا يمكن قراءتها إلا في إطار إدراك القاهرة المتزايد بأنها أصبحت خارج معادلة “إنتاج القرار” الإقليمي. فواشنطن تُدير هندسة المنطقة اليوم دون المرور عبر القاهرة، وتُعيد تأهيل معارضة سورية بديلة، وتدعم بنيات عسكرية موازية في دول الطوق، بينما تُفرغ الأمن الإقليمي من مضمونه العربي لصالح تحالفات “متعددة الجنسيات”.
في المقابل، يبدو أن مصر تحاول الآن انتهاج سياسة “التموضع المتقاطع”، عبر فتح خطوط مع طهران وموسكو، ليس بهدف خلق محور بديل، بل لمراكمة أوراق ضغط تسمح لها باستعادة بعض الوزن الاستراتيجي في ملفات كانت تقليدياً من اختصاصها.
رابعاً: الطاقة كسلاح سياسي
في موازاة ذلك، يبدو أن الخليج يتجه نحو عسكرة السوق النفطية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، من خلال تصعيد إنتاجي يستهدف تقويض قدرة روسيا على تمويل حربها في أوكرانيا. السعودية التي لطالما دعمت توازن أسعار النفط، بدأت تنخرط في لعبة كسر العظم مع موسكو، مستغلة فائضها المالي والسياسي، في إطار صراع موازٍ للصراع العسكري في أوروبا.
هذا التكتيك ليس منعزلاً عن التحركات الأميركية في سوريا، حيث تسعى واشنطن أيضاً لتجفيف منابع النفط التي تموّل المحور الروسي-الإيراني، سواء في الحسكة أو دير الزور. وبينما تحاول موسكو التمسك بموقعها في المعادلة السورية، تدفعها واشنطن نحو إعادة تموضع قسري عبر الخنق الاقتصادي، والتطويق السياسي من الداخل السوري.
خامساً: المآلات الاستراتيجية وخيارات الردع والاحتواء
تُواجه القاهرة اليوم تحدياً وجودياً يتجاوز مسألة التهميش الدبلوماسي، إلى خطر التحول من “فاعل مؤسس” إلى “مراقب قلق”. فكلما توسعت المشاريع العسكرية البديلة – المدعومة من قطر وتركيا وأميركا – تقلّصت المساحة أمام الجيش المصري كمرجعية عربية للأمن. وكلما تطورت ديناميات “البديل الأمني الوظيفي” في سوريا وليبيا، ازدادت احتمالات توسيعه ليطال مناطق جوار مصر، خصوصاً السودان.
في هذا الإطار، يبقى الرد الاستراتيجي المصري مرهوناً بقدرتها على صياغة سياسة خارجية هجومية، لا دفاعية، قادرة على:
1. خلق تحالفات مرنة مع قوى دولية (مثل الصين والهند ) دون الانزلاق إلى محور مضاد.
2. إعادة تفعيل الدور المصري في المسارات السورية والسودانية عبر مبادرات مدنية ومخابراتية تتجاوز البعد التقليدي.
3. تعزيز القوة الناعمة والدبلوماسية الاقتصادية المصرية كمداخل لاستعادة التأثير في المشهد الإقليمي.
4. بناء سردية جديدة للأمن العربي ترتكز على الدولة الوطنية لا التكوينات الميليشياوية العابرة.
ومن الملاحظ أن الشرق الأوسط يُدار اليوم من خارج الخرائط الرسمية، ومن داخل غرف عمليات استراتيجية عابرة للحدود. وتبدو كل دولة في المنطقة أمام اختبار وجودي: إما أن تعيد تموضعها على أسس جديدة تحفظ سيادتها وعمقها الأمني، أو تذوب تدريجياً في لعبة المحاور، كمجرد ورقة في يد الكبار. في هذا السياق، لم يعد التهديد هو الحرب الشاملة، بل التفكيك البطيء الذي يبدأ من الجيش وينتهي بالدولة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts