وسط تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية داخل إسرائيل، وجهت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة انتقادات لاذعة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بالتهرب من مسؤولياته وبالمتاجرة بمعاناة الأسرى لتحقيق مكاسب سياسية، في ظل استمرار العمليات العسكرية في القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.

وفي سلسلة بيانات وتصريحات نُشرت في وسائل إعلام عبرية، أعربت هذه العائلات عن غضبها المتزايد من طريقة تعامل الحكومة مع ملف المخطوفين، مشددة على أن "الطريق الوحيد لإنقاذهم هو إسقاط حكومة نتنياهو الحالية وتشكيل قيادة جديدة قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة ومسؤولة".

عاجل:- نتنياهو يوافق على توسيع العمليات العسكرية في غزة واستدعاء المزيد من جنود الاحتياط "بسبب التطورات الجارية في غزة وسوريا".. نتنياهو يؤجل زيارته إلى أذربيجان دعوات للخروج إلى الشوارع وإسقاط الحكومة

طالبت العائلات بخروج جماهيري واسع إلى الشوارع والميادين العامة في تل أبيب والقدس وغيرها من المدن، للضغط على الحكومة من أجل التنحي الفوري، معتبرة أن "استمرار الحرب واستدعاء المزيد من جنود الاحتياط لا يخدم سوى أهداف نتنياهو الشخصية، ولا يسهم إطلاقًا في إعادة المخطوفين".

وقالت إحدى الناشطات من عائلات الأسرى في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي:

"كفى كذبًا وخداعًا. نحن نعلم أن أبناءنا ليسوا أولوية لدى الحكومة. نتنياهو يرسل المزيد من الجنود إلى غزة، لا لإنقاذ المخطوفين، بل لقتلهم عن عمد، والتغطية على فشله الذريع في إدارة الأزمة".

اتهامات مباشرة لنتنياهو بـ "التضحية بالجنود"

العائلات اتهمت نتنياهو بشكل صريح بأنه "يضحي بحياة الجنود الإسرائيليين في سبيل إنقاذ حكومته السياسية الهشة"، مؤكدين أن العمليات العسكرية المكثفة التي تجري في قطاع غزة لا تُبنى على استراتيجية واضحة لإنقاذ المخطوفين، بل على حساب أرواح الجنود والمدنيين.

وجاء في بيان موحد لأسر المحتجزين:

"نتنياهو يطيل أمد الحرب لتحقيق أهدافه الانتخابية. لا توجد خطة حقيقية لإعادة الأسرى. كل ما يفعله هو تعميق المأساة، وتحويل ملف الأسرى إلى أداة للابتزاز السياسي".

 

نداء عاجل لرئيس الأركان: لا تنفذوا أوامر القتل

وفي تطور لافت، وجهت العائلات نداءً مباشرًا إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، دعته فيه إلى "رفض تنفيذ أي عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة"، مؤكدة أن كل تحرك ميداني يزيد من خطر تعرض الأسرى للقتل سواء بنيران القوات الإسرائيلية أو كرد فعل من المقاومة الفلسطينية.

وقالت العائلات في البيان:

"نخاطب ضمير الجيش الإسرائيلي وقيادته العليا. كفى! لا تدعوا أبناءنا يموتون تحت شعار عمليات إنقاذ وهمية. توقفوا عن تنفيذ أوامر سياسية لا تخدم إلا بقاء حكومة فاشلة".

رسالة تحذير إلى الإدارة الأمريكية

وفي محاولة للضغط الدولي، بعثت العائلات برسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رغم عدم توليه المنصب حاليًا، تحذر فيها من "ألاعيب نتنياهو"، وتطالبه بعدم التخلي عن قضية المخطوفين، ودعم الجهود الدولية الحقيقية للإفراج عنهم.

وجاء في الرسالة:

"نحذر من الوقوع في فخ الأكاذيب الإسرائيلية الرسمية. المخطوفون لن يعودوا ما دام استمر نتنياهو في الحكم، وطالما واصل إرسال الجنود إلى الموت من أجل بقائه السياسي".

إنهاء الحرب شرط أساسي لبناء الثقة مجددًا

أكدت العائلات أن "إنهاء الحرب في غزة بشكل فوري هو الخطوة الأولى نحو استعادة الثقة بين الشعب والدولة"، موضحة أن أي حديث عن مستقبل ما بعد 7 أكتوبر لا يمكن أن يكون له معنى ما لم يتم أولًا إسقاط حكومة نتنياهو، التي وصفوها بـ "الفاشلة والمجرمة".

وأشارت إلى أن التمسك باستمرار العمليات العسكرية تحت غطاء محاربة "حماس" لا يعكس رغبة حقيقية في استعادة الأسرى، بل هو مجرد تكتيك سياسي لصرف أنظار الرأي العام عن فشل الحكومة في توفير الأمن.

تصاعد التوتر الداخلي واحتجاجات مرتقبة

من المتوقع أن تشهد الساعات والأيام المقبلة تصاعدًا في وتيرة الاحتجاجات والمظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية، خاصة من جانب عائلات الجنود والأسرى، في ظل الانقسام السياسي الحاد والانهيار في ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة.

وقد دعت منظمات حقوقية ومدنية في الداخل الإسرائيلي إلى دعم تحركات عائلات الأسرى، وتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر وزارة الدفاع والكنيست في القدس، للضغط من أجل تغيير سياسي فوري يفتح الباب أمام مفاوضات حقيقية للإفراج عن المخطوفين.

هل تقترب نهاية نتنياهو السياسية؟

يرى مراقبون أن هذه التطورات تمثل ضغطًا غير مسبوق على حكومة بنيامين نتنياهو، الذي يواجه منذ شهور انتقادات داخلية وخارجية بشأن أدائه في الحرب، واتهامات بعدم وضع حياة الأسرى في سلم الأولويات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نتنياهو عائلات الأسرى الإسرائيليين الحرب على غزة المخطوفين الإسرائيليين الجيش الإسرائيلى قطاع غزة استقالة نتنياهو انتقادات حكومة الاحتلال العملیات العسکریة عائلات الأسرى تصاعد ا

إقرأ أيضاً:

غولان: لا بد من إنقاذ إسرائيل من حكومة نتنياهو

اتهم زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض يائير غولان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو برفض أي تسوية للحرب في غزة، مشيرا إلى أن إنقاذ إسرائيل من الحكومة الحالية بات "ضرورة ملحة".

وبحسب غولان، فإن إسرائيل تتجه نحو العزلة والانهيار الاقتصادي والاجتماعي وتفقد قدرتها على توفير الأمان لمواطنيها، مضيفا أن المنطقة تتقدم إلى الأمام، في حين تظل إسرائيل عالقة وتتحمل وحدها التبعات.

كما اعتبر زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي أن إهدار حكومة نتنياهو الميزانية على الوظائف السياسية ودعم المستوطنات وإرضاء الأحزاب المتشددة يهدد بجعل إسرائيل مكانا أكثر صعوبة للعيش فيه.

وقال إن نتنياهو خلال عهد الرئيس دونالد ترامب "مجرد لاعب هامشي فاشل"، وبدلا من الجلوس على طاولة الرئيس الأميركي الإستراتيجية اختار التحالف مع بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

وحذّر غولان من أن إسرائيل تقترب من خسارة المساعدات الأميركية السنوية البالغة 3.8 مليارات دولار بسبب تراجع مكانتها في واشنطن.

وكان نتنياهو أكد أن إسرائيل ستسيطر على كامل قطاع غزة في إطار سعيها للقضاء على حركة حماس، في حين قال وزير ماليته اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن "الجيش الإسرائيلي سيدمر كل ما تبقى من غزة ولن يبقي حجرا على حجر فيها".

إعلان

وأضاف نتنياهو أن على إسرائيل أن تحتل غزة بطريقة لا تدفع العالم إلى وقف عملياتها العسكرية، مشيرا إلى أن ذلك يجب أن يتم بالتوازي مع إدخال مساعدات طبية وغذائية إلى القطاع ولو بالحد الأدنى.

مقالات مشابهة

  • مصدر بمفاوضات غزة ينتقد نتنياهو وترامب محبط
  • نتنياهو يسحب وفد التفاوض من الدوحة وحماس تتهمه بخداع العالم
  • عائلات أسرى الاحتلال تهاجم حكومة نتنياهو وترفض سحب الوفد المفاوض
  • سموتريتش يهاجم بن غفير في حديث مغلق: مجرم يريد إسقاط الحكومة
  • جولان: وزراء حكومة نتنياهو فاسدون
  • الجيش الإسرائيلي يعاقب 3 جنود رفضوا القتال في غزة
  • 1 من كل 5 عائلات في تركيا تعاني الفقر
  • غولان: لا بد من إنقاذ إسرائيل من حكومة نتنياهو
  • إعلام إسرائيلي: انقسام حاد داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الصفقة وإنهاء الحرب
  • اعتراف إسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في غزة.. الجنود يُقتلون عبثا