بحضور وزير الأوقاف.. الشيوخ يستعرض سياسة الحكومة لمكافحة التطرف الديني وتعزيز التسامح
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
استعرض النائب علاء مصطفى، عضو مجلس الشيوخ خلال الجلسة العامة للمجلس اليوم برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس المجلس، طلب مناقشة مقدم منه، موجه لوزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى، بشأن استيضاح سياسات الحكومة حول مكافحة التطرف الديني وتعزيز ثقافة التسامح في مصر في خضم التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وأكد النائب علاء مصطقي أمام الجلسة العامة، إن مصر تواجه تحديات جمة، لعل أبرزها ظاهرة التطرف الديني التي توثر بين الحين والآخر على السلم الاجتماعي والأمن القومي مضيفا وفى الوقت ذاته، تشرق على أرض مصر حضارة عريقة تعرف بقيم التسامح والاعتدال، متجسدة في التعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات على مر العصور.
مؤكداً أن مكافحة التطرف الديني وتعزيز ثقافة التسامح في مصر مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من مختلف فئات المجتمع، بدءًا من الدولة ومؤسساتها، مرورا بالمؤسسات الدينية والأزهر الشريف، وصولاً إلى المنظمات المدنية والأفراد فمن خلال العمل معا، يمكننا بناء مستقبل أكثر أمانا وتسامحا لجميع أبناء مصر، محافظين على هويتها الحضارية العريقة وقيمها النبيلة.
وأضاف عضو الشيوخ أن ظاهرة التطرف الديني في مصر تتجلي بأشكال عديدة، منها التطرف الفكري الذي يقوم على تبني أفكار متعصبة تكفر المخالف وتبرر العنف باسم الدين مضيفا كما يظهر التطرف السلوكي في صورة أعمال عنيفة أو تحريض على الكراهية، أما التطرف المؤسسي فيتمثل في وجود
وتابع قائلا: "تنبع جذور التطرف الديني في مصر من عدة عوامل متداخلة، نذكر منها الجهل الديني الذي يجعل البعض عرضة للتأثر بالأفكار المتشددة"، مشيرا إلى أن الفقر والبطالة بيئة خصبة لنمو الأفكار المتطرفة، خاصة بين الشباب. ويلعب الخطاب الديني المتطرف الذي يسيء فهم النصوص الدينية ويشجع على الكراهية والعنف، دوراً بارزاً في تغذية التطرف. ولا نغفل عن التأثيرات الخارجية لجماعات وتنظيمات متطرفة تسعى لنشر أفكارها في مختلف الدول.
وأوضح النائب أنه لمواجهة التطرف وتعزيز التسامح، تبذل جهود كبيرة على عدة مستويات على الصعيد الحكومي، تنظم حملات توعوية للتصدي للخطاب المتطرف ونشر الوعي الديني الصحيح مضيفا كما يتم تطوير المناهج الدراسية لتعزيز قيم التسامح والاحترام للآخر، بالإضافة إلى محاربة المحتوى المتطرف على الإنترنت.
وأشار إلى أن وزارة الأوقاف تتخذ خطا أساسيا وثابتا وواضحا في مكافحة الفكر المتطرف وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، وذلك من خلال العمل على محورين:
الأول: بناء نظرية فكرية في مواجهة التطرف، وذلك من خلال تصحيح المفاهيم ونشر الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح من خلال ما يقرب من ٣٧٠ مؤلفا ومترجما إلى العديد اللغات الأجنبية المختلفة.
والثاني: العمل الميداني وذلك من خلال الدخول في صميم المواجهة، بتكثيف العمل الميداني والتحصين الفكري المباشر، ولاسيما ما يتصل بتحصين النشء والشباب من الفكر المتطرف، من خلال مساجد الأوقاف والعلماء والأئمة المتميزين والواعظات المتميزات.
وذكر أن الأزهر الشريف اتخذ خطوات جادة لتجديد الفكر، ومنها مؤتمر تجديد الفكر والعلوم الإسلامية"، الذي هدف إلى تصحيح المفاهيم التي حرفها المتطرفون وتفنيد آرائهم ودحض نظرياتهم، إضافة إلى مناقشة الغلو والتطرف والعوامل التي تؤدي إلى انتشارهما، كما تناول أسباب انتشار الإرهاب وخطورته على السلم والأمن العالمي، وترسيخ مفهومي المواطنة والتعايش السلمي، وذلك من أجل نشر ثقافة الاختلاف والتنوع والتعايش المجتمعي مشيرا الى الأزهر الشريف سعى إلى إنشاء مرصدا باللغات الأجنبية لمكافحة الإرهاب والتطرف، والذي حقق تواجدا قويا ودورا بارزا في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تبثها الجماعات المتطرفة باستخدام كافة الوسائل والتقنيات الحديثة.
وأضاف من أبرز الجهود المبذولة في هذا الأمر ما يقوم به دار الإفتاء المصرية في كيفية معاجلة قضايا التطرف وقضايا الإرهاب، وجهوده في مواجهة الأفكار المتشددة، وفي سبيل ذلك دشنت دار الافتاء المصرية مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، عام 2014، وهو أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، وتم تدشين مرصد الإسلامفوبيا عام 2015، ويختص برصد ظاهرة الخوف من الإسلام ومعالجتها، وتقديم كل التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهتها، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج.
وأكد أن دور مكافحة التطرف لايقتصر على المؤسسات الرسمية، بل يمتد ليشمل الأسرة والمجتمع، لافتا الى ان غرس قيم التسامح والاحترام للآخر في نفوس الأبناء منذ الصغر، ونشر ثقافة الحواروالنقاش البتاء، من شأنه أن يحصن أفراد المجتمع ضد الأفكار المتطرفة.
وأكد أن تحقيق نجاح ملموس في مكافحة التطرف وتعزيز ثقافة التسامح، يتطلب اتخاذ خطوات عملية، وذلك من خلال تحسين جودة التعليم الديني ونشر الوعي الديني الصحيح، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب. كذلك، يعد تفعيل دور الإعلام عنصراً مهما، سواء من خلال نشر ثقافة التسامح والاحترام للآخر، أو من خلال محاربة خطاب الكراهية التعاون الدولي في مكافحة والعنف على كافة المنصات الإعلامية.
وتابع:"ولا يمكن إغفال اهمية التعاون الدولي فى مكافحة التطرف الديني والإرهاب وتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول بالإضافة الى تعزيز التعاون الدولي والذى من شأنه أن يضعف من قدرة الجماعات المتطرفة على الانتشار والتأثير."
وأشار إلى أن مكافحة التطرف الديني وتعزيز ثقافة التسامح مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع من خلال تضافر الجهود على كافة المستويات، يمكن بناء مجتمع مصري متسامح ومتعايش ينعم بالسلام والأمن والاستقرار.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مكافحة التطرف وزير الأوقاف أسامة الأزهري تعزيز التسامح النائب علاء مصطفى وذلک من خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر خلال لقائه وزير الرياضة: الشباب عماد الأمة ومبادرات الأزهر تهدف لصقل الوعي وتعزيز السلام
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأحد بمشيخة الأزهر، الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة؛ لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك.
وأكَّد شيخ الأزهر ضرورة تحصين الشباب العربي من مخاطر الغزو الثقافي الذي يستهدف عزلهم عن واقع أمتهم وتحدياته، مشيرًا إلى أنَّ الشباب هم عماد الأمة ومستقبلها؛ ولذا فقد بادر الأزهر بتنفيذ العديد من المشروعات والمبادرات لرفع وعي الشَّباب بالقضايا المعاصرة وتوجيه طاقاتهم لما ينفع الأوطان والمجتمعات، وتأهيلهم لحمل راية السلام في المستقبل القريب، وذلك من خلال المبادرات التي يَعقدها الجامع الأزهر وبيت الزَّكاة والصَّدقات ومركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، وبيت العائلة المصريَّة الذي تنتشر فروعه في مختلف محافظات الجمهورية.
وأكَّد شيخ الأزهر أنَّ بيت العائلة المصرية -الذي يترأسه شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية بالتناوب كل ستة أشهر- لَعِبَ دورًا مهمًّا في وأد الفتن الطائفية والمجتمعية في مهدها، وله دورٌ مهمٌّ في الحفاظ على أمن المجتمع واستقراره، وقد أدَّى دورًا محوريًّا في تغيير الصورة النمطية عن علاقة المسلمين بإخوانهم المسيحيين والشيوخ بالقساوسة كشركاء في الوطن.
من جهته، عبَّر وزير الشباب والرياضة عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقديره لما يقوم به فضيلته من جهود كبيرة محليًا وعالميًا في التعريف بصحيح الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة، مشيرًا إلى أن الوزارة تتعاون مع الأزهر في العديد من المبادرات، وأنَّ هذا التعاون يتيح للشباب الاحتكاك المباشر مع علماء الدين والتحدث معهم والاستماع إلى رؤاهم بشكل مباشر ومناقشتهم في كافة الأفكار التي تدور في عقولهم ويحتاجون إلى إجابات عليها.
واستعرض الدكتور أشرف صبحي مشروعات الوزارة ومبادراتها التي تتمُّ بالتعاون مع الأزهر الشريف؛ كبرنامج مكافحة الإلحاد الإلكتروني، ومبادرة مسار العائلة المقدسة، والقوافل التعليمية، وبرنامج "رسولنا قدوة لنا"، وزيارات المرصد العالمي للفتوى الإلكترونية، ومسابقة "بنت الأزهر الوافدة"، ومسابقة "ثقافة بلادي"، ومسابقة "على خطى النور"، ومبادرة "رحلة حول الحقيقة" لمجابهة الإلحاد لدى الفتيات، وغير ذلك من المبادرات والمشروعات.