«التعاون التنافسي» وآثاره النسبية على الابتكار
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
لم تعد بيئة الابتكار في الوقت الراهن تضم مشاهد التنافس التقليدي على فرص التطوير التكنولوجي، والسباق للوصول إلى الريادة العلمية، فقد أصبح التعاون بين الشركات المتنافسة أمرًا مألوفًا من منطلق أن الابتكار هو في الأصل عملية تشاركية يمكن أن تحقق موقف «رابح - رابح» لجميع الأطراف الفاعلة، وهذا ما ألهم المفكرين والباحثين للتركيز على دراسة محور السلوكيات الاستراتيجية لشركات الابتكار، وقد برز موضوع التعاون التنافسي كأحد أهم الأطروحات الفكرية في أدبيات إدارة الابتكار.
وأظهرت الأبحاث بأن التعاون التنافسي يُسهم بشكل كبير في رفع القدرة الابتكارية للشركات التكنولوجية التي تتبنى أنماطًا تعاونية بدلًا من المواقف التنافسيّة البحتة، وكل ذلك يعود بالكثير من الآثار الإيجابية على بيئة النظم الابتكارية. ومع ذلك، ينطوي التعاون التنافسي أيضًا على تحديات ومخاطر وخصوصًا فيما يتعلق بالآثار غير الملموسة لديناميكيات شبكات الابتكار.
تعالوا في البدء نتأمل المصطلح ذاته وهو التعاون التنافسي، سنجد بأنه يجمع قطبي العلاقة بين شركات الابتكار؛ ويشمل التنافس الذي يؤدي إلى ما يطلق عليه مصطلح «لعبة المحصلة الصفرية» وفقًا لنظرية اللعبة، وفيها يكون أحد الأطراف رابحًا، والقطب الآخر هو التعاون الذي يؤدي إلى «لعبة المحصلة المضاعفة»، والتي تكسب فيها جميع الأطراف، ولكن التعاون التنافسي يختلف بشكل جزري، فهو يمثل التعادل التكتيكي بين التنافس والتعاون، والذي يؤدي إلى «لعبة المحصلة المتغيرة»، إذ يصعب تحليل ديناميكيات التنافس والتعاون ذات الصلة بالابتكار، بل وحتى التنبؤ بها ليس أمرًا هينًا، ولذلك فإن أنماط المواقف التنافسيّة التعاونية هي مربكة ومتشابكة، ولا تعني بالضرورة مجرد تكتيكات لتغليب مزايا التعاون على المنافسة، كما أنها كذلك قد تحدث عفويًا دون تخطيط مسبق، وهذا ما يزيد من تعقيد هذه المواقف، وبنفس القدر من الأهمية، فإن التنافسية بين الفاعلين في الابتكار التكنولوجي هي في الأصل إيجابية ومطلوبة، فالعديد من المنافع الآجلة يمكن تحقيقها بالتعاون المشترك، ولكن اكتساب الميزة التنافسية المستدامة تتطلب التميز.
وهذا يقودونا إلى التحديات التي تعترض تحقيق حالة التعاون التنافسي بالشكل المطلوب، وفي مقدمتها يأتي موضوع تعريف العلاقة بين الشركات الابتكارية، فالعملية الابتكارية تتطلب الجمع بين أوجه التكامل، وهنا تأتي أهمية الوعي بأن التعاون الثنائي يختلف تمامًا عن التعاون مع أطراف متعددة، فهناك أطراف محورية، وجهات أخرى فاعلة، ولكن ليست مؤثرة بشكل محوري، وبذلك فإن الخطوة الأولى هو تحديد طبيعة العلاقة، ثم توجيه الاهتمام نحو تقدير شدة المنافسة، وفرص التعاون، وتقييم التفاعلات السابقة من أجل إتاحة الصورة الكاملة في وضع التكتيكات الاستراتيجية، والنقطة المهمة تكمن في تحديد المسار المستقبلي لهذه العلاقات، أي أنه لا بد أن تكون الشركة على دراية كاملة بالخطوط العريضة للتعاون على المدى البعيد، لأن اختيار نهج التعاون التنافسي يتطلب الالتزام، فإدارة موضوع تقاسم المنافع هو بمثابة قرار استثماري، وليس حالة فردية تنتهي بانتهاء مشروع واحد مشترك.
في الواقع، يمكن تحليل التعاون التنافسي بعدسات مزدوجة بغية الإلمام بالدوافع والمنطلقات، وكذلك التحديات والثغرات القائمة حاليًا، فمن منظور استراتيجي بحت، ترتبط الدوافع الرئيسية التي طالما حفزت الشركات الابتكارية على التعاون هو حاجتها إلى موارد وكفاءات نوعية لا تمتلكها، وفي الوقت ذاته، هي موارد حاسمة لإنجاح جهودها الابتكارية.
وانطلاقًا من هذه الحاجة، تستخدم الشركات الابتكارية قدراتها الداخلية في التواصل والتشبيك لتحديد الجهات الفاعلة في مجالاتها وتخصصاتها، ثم تبدأ في تصنيف الجهات الأعلى تأثيرًا بين المنافسين لرسم الصورة الكاملة عن مسارات التعاون الأكثر ربحية لها، والتي يمثل تنشيطها ورعايتها فرصة لتوليد ميزة تنافسية مستدامة، وهذا يفسر ميل الشركات الابتكارية الرائدة إلى التعاون والتنافس في آن واحد.
وفي مختلف مراحل التفاعل، يطغى النهج الهجين على الصبغة الأحادية، إذ يرتبط التعاون التنافسي ارتباطًا وثيقًا بعمليات إدارة المعرفة الداخلية، والتطوير المعلوماتي، واستقطاب المهارات النوعية، وهي جميعها تخلق إمكانية زيادة تبادل المعرفة المشتركة، وتقليل منحنى التعلم.
ولا يعني ذلك بأن التعاون التنافسي يفرض الانكشاف الكامل على الشركات المنافسة، وإنما هو تكتيك يشمل تعزيز شراكات في أنشطة محددة، وفي مراحل معينة من مراحل التطوير المعرفي أو التكنولوجي، ففي سياق التفاعل المحدد، يمكن العثور على عناصر التعاون، ولكن تبقى دائمًا نقاط أخرى محل تنافس، وغالبًا ما يطغى أحد هذين العنصرين ضمنيًا على الآخر، وهذا هو النهج الصحيح لتحقيق العوائد الإيجابية المشتركة دون فقدان الميزة التنافسية.
ولكن التعاون التنافسي يمكن أن ينظر إليه أيضًا كتنافس تعاوني، والتغيير في ترتيب الكلمات ليس مجرد تقديم أو تأخير، ولكنه يحمل الكثير من الأبعاد العميقة للسلوك التعاوني والتنافسي المتزامن، والذي يضم مسارات مختلفة من التعاون والمنافسة، وهي مستمدة من الجمع بين الحاجة إلى الابتكار في مجالات جديدة وتحقيق التميز المطلق من جهة، ومن جهة أخرى، التكامل مع النجاحات القائمة وتحقيق تميز مشترك، وهي صورة مختلفة عن التنافس التقليدي لشركات الابتكار التي تتسابق بشدة من أجل الأسبقية، وهذا يعني بأن مرجعية التنافس هو الزمن، بعكس التعاون التنافسي الذي يعود إلى مرجعية الاستدامة، وذلك بحيث تكون المنافسة موجودة بشكل معتدل، ويكون التعاون مرتفعًا بمستوى أعلى، ويتيح صياغة أدوار الجهات الفاعلة بشكل تشاركي.
وبذلك فإن التعاون التنافسي هو بديل للأنواع التقليدية من التفاعلات، وقد أدى ظهور هذا الفكر إلى الوصول لفهم أكثر واقعية عن أهمية تنويع العلاقات الثنائية بين الأطراف الفاعلة في الابتكار في سياقات متعددة، والاستفادة من التأثير الإيجابي لهذه التفاعلات، وذلك بالوصول إلى حالة التعاون التنافسي التكيفي، والذي يحدث في ظل ظروف التعاون العالي والمنافسة العالية معًا.
إن التغييرات العلمية والتكنولوجية الهائلة قد غيرت ملامح التفاعلات بين الجهات الفاعلة في الابتكار، وأسهمت في ظهور أنماط مركبة من الابتكار القائم على التعاون التنافسي، وعلى شركات الابتكار تبني منظور أكثر انفتاحًا في دعم أنشطة الابتكارية لاكتساب الميزة التنافسية المستدامة، والتعلم من المسارات الفكرية المعاصرة في توظيف جوهر النهج الاستراتيجية والتكتيكية القائمة على التعاون والتنافس المتزامن.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشرکات الابتکاریة التنافسی ا
إقرأ أيضاً:
تحوّل رقمي | بالأرقام .. بنك التعمير والإسكان يتبنى الابتكار المصرفي
في انطلاقة قوية تجسّد أولى ثمار استراتيجيته الجديدة (2025–2030)، تمكن بنك التعمير والإسكان من تحقيق أداءً مالياً متميزاً يعكس نجاح انطلاق تنفيذ خطته الاستراتيجيته، مضيفًا محطة جديدة في مسيرة نجاحه ليعزز بها مكانته الريادية كأحد أكبر البنوك التجارية الشاملة في السوق المصرفي المصري،
فقد تمكن البنك من تحقيق معدلات نمو قوية، محققاً بذلك قفزة نوعية على مستوى نتائج الأعمال لكافة القطاعات خلال الفترة المالية المنتهية في 31 مارس2025، حيث أظهرت نتائج الأعمالالمستقلة نمو صافي الأرباح قبل ضرائب الدخل والمخصصات لتسجل 6.484 مليار جنيه مقابل 3.631 مليار جنيه خلال فترة المقارنة بزيادة قدرها 2.853 مليار جنيه وبنسبة نمو تصل إلى 79%، في حين بلغ صافي الأرباح المستقلة بعد ضرائب الدخل مبلغ 4.821 مليار جنيه مقابل 2.426 مليار جنيه خلال فترة المقارنة، بزيادة قدرها 2.395 مليار جنيه وبنسبة نمو تصل إلى 98.7% خلال الفترة المالية المنتهية في 31 مارس2025.
أعرب حسن غانم، الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لبنك التعمير والإسكان، عن فخره بتمكن البنك من جني ثمار تطبيق استراتيجيته الجديدة للفترة (2025-2030)، مشيراً إلى أن تحقيق مصرفه لأداءً مالياً متميزاً خلال الفترة المالية المنتهية في 31 مارس2025، يعكس نجاح توجهات الاستراتيجية التي بدأ البنك في تنفيذها منذ بداية العام، والتي تستهدف أن يصبح البنك في مقدمة الخيارات البنكية في السوق المصرفي المصري، من خلال تحسين كفاءة البنك التشغيلية وزيادة مرونته المؤسسية بما يعزز قدرته على الابتكار وتحقيق نمو مستدام، بالإضافة إلى تبني نهج "الرقمنة أولاً" وسعيه لبناء وتطوير منظومة رقمية متكاملة تواكب متطلبات السوق المصرفي المتسارعة، مع التركيز على تحسين تجربة العملاء وتعزيز ثقتهم الممتدة لأكثر من 45 عامًا، من خلال تقديم منتجات وخدمات مصرفية تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم المتجددة باحترافية وكفاءة لضمان تقديم أعلى مستويات الخدمة المصرفية، ليعزز البنك بذلك مكانته الريادية كأحد أكبر البنوك التجارية الشاملة في السوق المصرفي المصري، لافتاً إلى حرص البنك على بناء علاقات قوية وفعالة مع عملائه من قطاعي الأفراد أو المؤسسات، من خلال تقديم حلول مالية مرنة ومصممة خصيصًا لتناسب احتياجاتهم وتوقعاتهم من حيث الأسعار والتكلفة.
مشيراً إلى استكمال مصرفه التركيز على تحسين كفاءة العمليات التشغيلية وإدارة التكاليف التمويلية بشكل استباقي، إذ تمكن البنك من تحقيق الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة، مع الحرص على إدارة الموارد بفعالية لزيادة معدلات الربحية بشكل مستدام، والذي أسفر عن نتائج ملحوظة في تحسين الأداء المالي، إذ ارتفعت صافي إيرادات التشغيل بنسبة 79% لتصل إلى مبلغ 7.573 مليار جنيه مقابل 4.231 مليار جنيه خلال نفس فترة المقارنة عن عام 2024، كما ارتفع صافي الأرباح بعد المخصصات وضرائب الدخل لتسجل مبلغ 4.8 مليار جنيه بنسبة نمو تصل إلى 98.7%، وهو ما يعكس كفاءة السياسات التشغيلية وتوجهات الاستراتيجية الجديدة في تحويل التحديات إلى فرص حقيقية للنمو.
وأشار غانم إلى مواصلة حرص البنك على وضع رضا العملاء في صدارة استراتيجيته الجديدة، مع فهم تطلعات العملاء الحاليين والجدد وتلبية احتياجاتهم بمرونة وكفاءة، مما أسهم في توسيع قاعدة العملاء وزيادة الحصة السوقية للبنك، من خلال تعزيز ثقتهم وتشجيعهم على الاستثمار في باقة متنوعة من منتجاته وخدماته المصرفية. مضيفاً أنه تطبيقاً لاستراتيجية البنك الجديدة 2025-2030 التي تستهدف تعزيز صورته الذهنية كبنك تجاري شامل يقدم كافة الخدمات المصرفية التي تلبي تطلعات العملاء، أطلق البنك حملة ترويجية خلال شهر رمضان أسهمت في تعميق التواصل مع الجمهور المستهدف وتعزيز تفاعلهم مع الخدمات والمنتجات المصرفية التي يقدمها البنك.
لتسجل إجمالي الودائع مبلغ 135 مليار جنيه خلال الربع الأول من عام2025، كما سجلت ودائع المؤسسات مبلغ 67.134 مليار جنيه بنسبة نمو تصل إلى 4.1%، مع الحرص على تنويع محفظة ودائع المؤسسات لتقليل المخاطر وتعزيز الاستقرار المالي، من خلال توجيه الودائع لمجموعة متنوعة من القطاعات والشركات لضمان الاستدامة، كما سجلت ودائع العملاء من الأفراد مبلغ 67.88 مليار جنيه.
مشيراً إلى مواصلة البنك في تعزيز مكانته الرائدة في السوق المصرفي المصري، مما أسهم في تحقيق نمو مستدام لأصوله الخاصة به، حيث بلغ إجمالي الأصول 176.806 مليار جنيه خلال الفترة المالية المنتهية في 31 مارس2025، وذلك على خلفية نمو محفظة قروض البنك من خلال قطاعيّ التجزئة والشركات، حيث بلغ إجمالي القروض مبلغ 58.701 مليار جنيه بنسبة نمو 4.9% خلال الربع الأول من العام المالي2025، مدفوع بنمو محفظة قروض الشركات والمؤسسات لتسجل 30.055 مليار جنيه بزيادة قدرها مبلغ 1.694 مليار جنيه وبنسبة نمو6%، مع تسجيل محفظة قروض التجزئة المصرفية مبلغ 28.645 مليار جنيه بزيادة قدرها 1.033 مليار جنيه وبنسبة نمو 3.7%، وهو ما يعكس التزام البنك وحرصه على مواصلة زيادة حجم تمويلاته مع الحفاظ على معايير جودة محفظة التمويلات والحرص على تنوع التمويلات من القطاعات المختلفة لضمان نموه المستدام، مع ارتفاع معدل التغطية ليصل إلى 151.8% في 31 مارس2025 مقابل 137.1% عن عام المقارنة.
وأضاف غانم إلى أن إجمالي القروض إلى الودائع سجل نسبة 43.5% في 31 مارس2025، مقابل 38.6% عن عام2024، منوهاً إلى أن زيادة عائد القروض والإيرادات المشابهة بنسبة 77.4% والزيادة في تكلفة الودائع والتكاليف المشابهة بنسبة 59.6%، أسهما في زيادة صافي الدخل من العائد ليسجل مبلغ 6.932 مليار جنيه مقابل مبلغ 3.720 مليار جنيه وبنسبة نمو تصل إلى 86.4%.
وأشار غانم إلى تمكن البنك من تحقيق عوائد مميزة بفضل الاستراتيجيات الفعالة التي يتبناها في مختلف قطاعاته، فقد أثمر نمو صافي الربح بنهاية الربع الأول من عام 2025 عن نمو العائد على متوسط حقوق الملكية إلى 78.04% مقابل 49.01% عن فترة المقارنة، فيما بلغ العائد على متوسط الأصول 10.83% مقابل 6.37% عن فترة المقارنة، كما سجل معدل كفاية رأس المال نسبة 30.77%، وهو ما يتجاوز الحد الأدنى الذي حدده البنك المركزي، مما يؤكد على التزام البنك بتعظيم القيمة المقدمة للمساهمين وجميع الأطراف ذات الصلة.
لافتاً إلى نمو صافي ربح القوائم المالية المجمعة للبنك وشركاته التابعة والشقيقة لتسجل مبلغ 4.959 مليار جنيه بعد ضرائب الدخل مقابل مبلغ2.808 مليار جنيه وبزيادة قدرها مبلغ 2.151 مليار جنيه وبنسبة نمو تصل إلى 77%، مما يؤكد نجاح البنك في تنفيذ خطته الاستراتيجية نحو تطوير مجموعة شركاته وزيادة استثماراته.
وعلى صعيد التحول الرقمي أشار غانم إلى تبني مصرفه لاستراتيجية توسعية جديدة في هذا المجال، مستهدفاً بذلك بناء منظومة رقمية متكاملة تستجيب لمتطلبات السوق المصرفي وتلبي تطلعات العملاء المتجددة، مع تحقيق أعلى مستويات المرونة والابتكار لضمان نمو البنك المستدام، مؤكدًا على مواصلة مصرفه التعاون مع كبرى شركات التكنولوجيا المالية بهدف تصميم حلول مرنة تسهم في دعم النمو والتطوير، بالإضافة إلى تطبيق كل ما يستجد في مجال التكنولوجيا المالية، مع تحديث البنية التكنولوجية وتزويدها بأحدث الأنظمة الرقمية من خلال استثمارات متنامية بما يفي بالتحول الرقمي السريع والمتلاحق، كاشفاً عن زيادة نسبة أعداد المشتركين في تطبيق الإنترنت والموبايل البنكي بنسبة نمو5% بنهاية الربع الأول من عام2025 مقارنة بإقفال عام2024، مع ارتفاع حجم المعاملات على الموبايل والإنترنت البنكي بنسبة 8% بنهاية الربع الأول من عام2025، مقارنةً بإقفال عام.2024
وبالإضافة إلى النتائج المالية القوية التي حققها البنك، أعرب غانم عن اعتزاز الإدارة وسعيها المتواصل نحو ترسيخ معايير الاستدامة في مختلف أنشطة البنك التشغيلية، باعتبارها ركيزة أساسية في استراتيجيته الخمسية الجديدة، لما لها من دور محوري في دعم الاستقرار المالي والمصرفي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدًا على حرص البك على تبني أفضل الممارسات المستدامة المتعارف عليها بالقطاع المصرفي، إلى جانب مشاركته الفعالة في تمويل عدد من المشروعات الاستراتيجية والداعمة لتوجهات الدولة نحو التحول للاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، واهتمامه الدائم بتطبيق حلول صديقة للبيئة، من خلال المشاركة في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة، حيث بلغ إجمالي التمويلات المخصصة لخدمة مبادئ التمويل المستداممبلغ 7.791 مليار جنيه على مستوى قطاع تمويل الشركات والقروض المشتركة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لافتاً إلى أن خلق قيمة مستدامة لجميع الأطراف ذات الصلة هو هدف استراتيجي فضلًا عن كونه التزام أخلاقي.
مضيفاً أن استراتيجية بنك التعمير والإسكان الجديدة للفترة(2025-2030)، تولي أهمية قصوى لتنمية ثروته البشرية، باعتبارهم الركيزة الأساسية لتحقيق نجاحه المستدام، فمن أهم القيم التي يواصل البنك تطبيقها ضمن استراتيجيته الجديدة أن يصبح جهة العمل المفضلة من خلال مواصلة الاستثمار في تطوير كوادره البشرية وخلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة تدعم روح الفريق والابتكار، مع تقديم برامج تدريبية تسهم في التطوير المستمر لموظفيه في كافة المجالات لتنمية واستغلال مهاراتهم لتحقيق أعلى مستوى من الكفاءة والانتاجية، مما يعزز من قدرة البنك على المنافسة بقوة في السوق المصرفي المصري.
وأكد غانم، أن البنك يواصل تعزيز مكانته كمؤسسة مالية مسؤولة من خلال تكثيف جهوده في مجال المسؤولية المجتمعية، والتي تشكل محورًا رئيسيًا في استراتيجيته الجديدة. وأوضح أن البنك ملتزم بتطبيق منهج الاستدامة في جميع مجالات عمله، انطلاقًا من إيمانه العميق بدوره كأحد الكيانات المصرفية الرائدة في السوق المصري، وسعيه الدائم لخلق تأثير إيجابي ومستدام في المجتمع.
وأشار إلى أن الصحة والتعليم يمثلان حجر الأساس في أولويات أنشطة البنك المجتمعية، باعتبارهما من القطاعات الحيوية التي تُمكّن المجتمع من تحقيق التنمية الشاملة، موضحًا أن من أهم القيم التي يعتنقها البنك هي أن يكون دائمًا عضوًا فاعلًا ومسؤولًا، يشارك في مبادرات تنموية تضمن تكافؤ الفرص وتعزز مبادئ العدالة والمساواة، بما يتسق مع أهداف رؤية مصر 2030.
وفي هذا الإطار، كشف غانم عن مواصلة البنك لمبادراته الفعالة في دعم قطاع الرعاية الصحية، حيث شارك خلال الربع الأول من عام 2025 في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع "المسح الطبي للعيون في القرى الأكثر احتياجًا" ضمن مبادرة "مصر في عيوننا"، والتي أُجريت بمركز ببا في محافظة بني سويف، بالتعاون مع مؤسسة ميرفت سلطان للأعمال الخيرية، لفحص نحو 1000 حالة وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لمكافحة مسببات ضعف وفقدان البصر.
مشيراً إلى تقديم البنك نموذجًا تمويليًا مستدامًا لرعاية إحدى المدارس المجتمعية بمحافظة سوهاج بالتعاون مع جمعية "من أحياها"، حيث ساهم في رفع الطاقة الاستيعابية للمدرسة من 95 طالبًا في عام 2024 إلى 540 طالبًا في عام 2025، وذلك من خلال نظام الوقف (Endowment) ، بما يضمن الاستمرارية المالية وتحسين جودة التعليم والأنشطة المقدمة، ورفع معدلات النجاح والالتحاق في المدرسة.
وفي سياق ترسيخ ثقافة العطاء والمسؤولية المجتمعية بين موظفيه، شارك البنك أيضًا في مبادرة "العيد فرحة" بالتعاون مع بنك الكساء المصري خلال شهر رمضان، لتوفير احتياجات الأسر الأكثر احتياجًا، بما يعزز من روح التكافل المجتمعي.
واختتم غانم بأن المسؤولية المجتمعية ستظل عنصرًا جوهريًا في هوية بنك التعمير والإسكان، مشددًا على أن البنك يتبنى رؤية متكاملة تمزج بين تحقيق النجاح المالي وإحداث أثر اجتماعي ملموس ومستدام في حياة الأفراد والمجتمعات.
كما أوضح غانم أن الاقتصاد المصري شهد خلال الربع الأول من عام 2025 أداءً متوازنًا، وذلك على الرغم من التحديات المحلية والعالمية، وتمكنه من تسجيل نمو ملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بالتزامن مع تراجع نسبي في معدلات التضخم، مشيراً إلى انخفاض التضخم السنوي العام إلى 13.6% والتضخم الأساسي إلى 9.4% في مارس 2025، مما أنعكس بدوره على نظرة مؤسسات التصنيف الائتماني للاقتصاد المصري، وكذلك تحسن المؤشرات الاقتصادية عما كانت عليه سابقاً، لتعزز تلك الإجراءات بالتبعية فرص تدفق الاستثمارات الأجنبية، مما يعكس تزايد الثقة في الاقتصاد المصري.
كما عبر غانم عن عميق شكره وتقديره للمستثمرين المخلصين، والعملاء الكرام، ومجلس إدارته والإدارة التنفيذية والموظفين المتفانين، ولكافة الأطراف ذات الصلة، مثمنًا دعمهم المتواصل وثقتهم الراسخة في البنك، مؤكداً على أن تلك الثقة هي ما تدفع البنك نحو تحقيق مزيداً من النتائج القوية على المستويين المالي والتشغيلي، مستندًا إلى ما تحمله الاستراتيجية الجديدة من رؤى طموحة ومحاور واضحة للنمو والتوسع، وإيمانه الراسخ بقدرة البنك على تنفيذ هذه الاستراتيجية بكفاءة ومرونة، بما يعزز ريادته في القطاع المصرفي رغم تحديات المشهد الاقتصادي المتغير.