الأزهر للفتوى: أطفالنا أمانة في أعناقنا وحمايتهم مسؤوليتنا
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
قال مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه في عالم يموج بالتحديات وتتلاطم فيه أمواج السلوكيات السلبية والدخيلة، يبرزُ أطفالنا كأعظم الأمانات، وأغلى الأمنيات؛ ذلك أنهم أمل الغد وأبطال المستقبل، ومن ثمّ فإن حمايتهم من كلِّ سوء واجبٌ دينيٌّ ووطنيٌّ وإنسانيٌّ.
وأضاف مركز الأزهر فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنَّ من أشدِّ المخاطرِ التي تشوِّه براءة الأطفال وتغتال طفولتهم، آفةُ التحرش بهم والاعتداء البغيض عليهم من عديمي الضمير وفاقدي الأمانة والأخلاق؛ وذلك لما تتركه هذه الآفة في نفوس من تعرضوا لها، من جروح غائرة وآثار مدمرة، قد تستمرُّ مدى الحياة.
وتابع مركز الأزهر، قائلا: من هذا المُنطلقِ، وإيمانًا منَّا بأهمية هذا النوع من التوعية، وضرورة تضافر الجهود لحماية فلذات أكبادنا، نتوجه بهذه النّصائح إلى الآباء والأمهات والمُعلّمين الكرام، وإلى كلِّ من ائتُمنَ على رعاية هؤلاء الأبرياء، داعين الجميع للتَّحلِّي باليقظة والحذر، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامتهم وحمايتهم من براثن هذه الجريمة النكراء؛ استرشادًا وعملًا بقول سيد الخلق ﷺ في وجوب القيام على حقِّ الرَّعية بما يصونهم ويَحوطُهم في دينهم ودنياهم: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». [متفق عليه]
◾إلى الآباء والأمهات.. سِياج الأمان الأول:
▪️يا حراسَ الطفولة، إنَّ مسؤوليتكم عظيمة وأمانتكم جليلة، كونوا لأولادكم حصن الأمان والحنان، والسَّند والسَّكن، وافتحوا لهم قلوبكم وعقولكم قبل آذانكم.
▪️اغرسوا في نفوس أطفالكم الثقةَ بكم، وكونوا لهم الملاذَ الذي يلجأون إليه في كلِّ ضائقة دون خوفٍ أو تردّدٍ.
▪️ انتبهوا لأولادكم، وشجعوهم على التعبيرِ عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية مسؤولة، واستمعوا إليهم بإنصات وتفهّم، وتفاعلوا مع كلماتهم، ووجِّهوهم بما يُقوِّم أفكارهم وسلوكهم.
▪️شجعوا أبناءكم وبناتِكم على الاستماع لصوت الفطرة الإلهية، واحترامه وتقديره، وبينوا لهم معنى العَورةِ وحدودها وكيفية حفظها، ووجوب غضّ البصر عن مَواطنها، ومعنى خصوصياتهم وخصوصية غيرهم، وحقّهم في حِفظ أجسادهم، بلُغة بسيطة يفهمونها.
▪️عرِّفوهم على أهل الثقة ممّن يمكنهم اللجوءُ إليهم عند الحاجة.
▪️تابعوا تصرفات أطفالكم وسلوكهم وعلاقتهم بأقرانهم، في الواقع الحقيقي والعالم الافتراضي؛ سيما مواقع التَّواصل الاجتماعي، وكونوا على دِراية بمن يصاحبون، وإلى أين يذهبون!
▪️ احذروا الألعاب الإلكترونية التي تحوي عديدًا من الحِيل المشبوهة الموجّهة لإفساد النشء والشباب، وما يهدف إليه بعض هذه الألعاب من إلهائهم عن مهمتهم الأساسية ومسارهم العلمي والأخلاقي القويم.
▪️لاحظوا أيَّ تغيراتٍ تطرأ على مزاجِهم أو سلوكهم، فغالبًا ما تكون مؤشرًا لتعرضهم لأمر ما، ولا تسألوهم: هل فعل أحدٌ معكم كذا؟، بل طمئنوهم، واسألوا باستمرار عن الألعاب التي يلعبها الطفل، ومع مَن، وكيف يلعبونها!
▪️وفي حال تأكدتم من ممارسة أفعال لاأخلاقية مع أطفالكم، عليكم أن تعالجوا الأمرَ بهدوء وبانتظام وبتعهد حتى يعودوا إلى طبيعتهم السوية، مع الحرص على صحة أطفالكم النَّفسية، والسَّعي الحثيث لعقاب المُجرِم بالقانون دونَ حرج أو تردد.
◾ إلى الأمِّ.. عينُ الرعايةِ الساهرةِ:
▪️يا روح الأسرةِ ونبضها الحي، أنتِ الأقرب إلى قلبِ طفلكِ، والأكثرُ شعورًا بتغيراتِه: كوني العينَ السّاهرة التي تلحظ أدقَّ التفاصيلِ.
▪️علاماتٌ تسترعي الانتباهَ والقلق:
• تغيرات مفاجئة في السلوك، مثل الانطواء الشديد، أو العصبية الزائدة، أو الخوف غير المبررِ، أو التشبث غير المعتاد بالأمِّ أو بأحد أفراد الأسرة.
• صعوبات في النوم أو الأكل، مثل الأرق، أو الكوابيس المتكررة، أو فقدان الشهية، أو الإفراط في الأكل.
• شكاوى جسدية غير مبررة، كآلام متكررة في البطن أو الرأس دون سببٍ طبيٍّ واضح.
• الخوف، أو رفض الذهاب إلى المدرسة أو أماكن معينة، دون وجود سبب منطقيٍّ لذلك.
• حدوث مظاهر أو معارف جنسية غير مناسبة لعمر الطفل، أو استخدام ألفاظ جنسية لم يتعرض لها في محيطه الطبيعيِّ.
• تغيرات في اللعب، مثل الميل إلى تمثيل مواقف ذات طابع جنسيٍّ أو عدوانيٍّ.
• إفشاء سرّ مُلحٍّ مع التّردّد والخوف، أو الإشارة إلى شخص بالغ بطريقة مُريبة.
▪️إذا لاحظتِ أيًّا من هذه العلامات على طفلك، فلا تترددي في الاستماع إليه بصبرٍ وحنان وثقة، مع التأكيد لهُ أنكِ بجانبه وأنَّه ليس مخطئًا في أيِّ شيءٍ حدث، وأنكِ ستحمينه وستساعدينه.
▪️لا تتردَّدي في زيادة المعرفة حول ما سمعتِ من طفلك عبر سؤال المُتخصِّصين، وطلب المُساعدة من الأب وباقي الأسرة ثمَّ الجهات المعنية.
▪️استنفدي كل ما يجب عليك وعلى الأب من تدخل شخصي جاد ومستمر للعلاج، واستعيني بالأخصائيين لحل مشاكل الأطفال والأسرة وتجاوز هذه الأزمات الطارئة.
◾ إلى المعلمينَ الأفاضلِ.. صناع الأجيال وبناة العقول:
▪️يا أيها المُربُّون، إنَّ دورَكم لا يقلُّ أهميةً عن دور الوالدين في حماية النشء؛ فاجعلوا مدارسكم حصونًا آمنة يشعر فيها النشء بالراحة والطمأنينة، عززوا الثّقة معهم، وحبّبوا إليهم الوقت الذي يقضونه أمامكم، وكونوا قدوةً حسنة في أقوالكم وأفعالكم.
▪️ضمِّنوا كلماتِكم وبرامجَكم رسائل تربويةً تُعرِّفُ الأطفالَ بحقوقهم، وكيفية حماية أنفسهم من التَّحرش.
▪️درِّبوا الكادر التعليميَّ على كيفية التعامل مع حالات إفصاح الطّفل عما يتعرض له من اعتداء، ومع حالات الاشتباه، وكيفية الإبلاغ عنها.
▪️حافظوا على قنواتِ تواصل مفتوحة مع أولياء الأمور، وأبلغوهم بأيِّ ملاحظات تثيرُ قلقَكم حول سلامة الأطفال.
▪️عززوا من دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في مؤسساتكم التعليمية بما يضمن ملاحظة دقيقة، وتوجيهًا سليمًا، وتدخلًا حكيمًا في مشكلات الأطفال ودور أولياء الأمور فيها.
وأكد مركز الأزهر، في الخِتام، أنَّ العدالة النّاجزة والعِقاب القانوني الرَّادع أسرع الطُّرق لمنع الجريمة وضمان عدم تكرارها في المُجتمع؛ خاصّة إذا تعلقت بانتهاك حُرمة الإنسان وتشويه فطرته، وحرمتها وجرمتها الشَّرائع السّماوية، وقوانين المجتمعات والأعراف الإنسانية.
كما أكد أن حماية الأطفال من التّحرش ليست نداءً تربويًّا عابرًا، بل هي مسيرةٌ أخلاقية مُستمرةٌ تتطلب تضافر الجهود ويقظة الضمائر، وتجعل من بيوتنا ومدارسنا ومجتمعاتنا حصونًا آمنةً تحيطُ أطفالنا بالرعاية والحماية، وتغرسُ فيهم الثّقة والكرامة وحفظ حقوق النفس والغير.
ويقوم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من خلال أدواته بمواجهة هذه المشكلات الخطرة ضمن برنامجه الخاص بالتوعية الأسرية والمجتمعية، في المؤسسات التعليمية وغيرها، بمشاركة أساتذة الطب النفسي والأخصائيين النفسيين، وبالتعاون مع قطاعات الأزهر الشريف ووزارات الدولة ومؤسساتها المعنية بهذا الشأن؛ إيمانًا من الأزهر الشريف بدوره في مواجهة مثل هذه المشكلات، وبضرورة التكاتف لعلاجها والوقاية منها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماية الأطفال كيف نحمي أطفالنا مرکز الأزهر
إقرأ أيضاً:
من أمانة العاصمة إلى الحديدة وذمار وريمة.. المولد النبوي يوحّد الساحات اليمنية
يمانيون | تقرير
شهدت مختلف المحافظات والمديريات اليوم، انطلاقة واسعة لفعاليات وأنشطة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، في مشهد وطني وإيماني متكامل جمع بين بهجة المناسبة وقدسيتها، ورسالة الصمود والمواجهة في وجه العدوان والحصار.
لم يكن الاحتفال مجرد مظاهر إنشادية وزينة للأحياء والشوارع، بل حمل أبعادًا سياسية وروحية، أعادت التأكيد على ارتباط اليمنيين الوثيق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى ثبات موقفهم الداعم للشعب الفلسطيني ومواجهة الغطرسة الصهيونية، في الوقت الذي يخوض فيه اليمن معركة الدفاع عن أرضه وكرامته.
أمانة العاصمة.. انطلاقة روحية وتحضيرات واسعة
في مديرية آزال بأمانة العاصمة، دشّنت الفعاليات بلقاءات رسمية ومجتمعية، أكد خلالها وكيل أمانة العاصمة لشؤون الأحياء الدكتور قناف المراني، ومدير المديرية محمد الغليسي، ومسؤول التعبئة أبو حسين البحيري، أن إحياء المولد النبوي الشريف يعكس الوفاء للرسالة المحمدية، ويجسد التمسك بالقرآن ونهج الرسول في مواجهة أعداء الأمة ونصرة المستضعفين.
وشددت الكلمات على ضرورة الحشد الشعبي وتزيين الشوارع والمباني، وربط المناسبة بأعمال الإحسان والتكافل الاجتماعي، بما يعكس ثقافة الأمة التي أخرجت البشرية من الظلمات إلى النور.
همدان.. المولد النبوي في قلب الجبهة التربوية
في محافظة صنعاء، دشّن القطاع التربوي بمديرية همدان فعاليات المولد النبوي، حيث أشار وكيل المحافظة لقطاع التربية والشباب طالب دحان إلى أن المناسبة فرصة لترسيخ قيم الولاء والانتماء، بينما أكد مدير المديرية فهد عطية أن التمسك بالنهج المحمدي هو الضمانة الحقيقية لبقاء الأمة قوية وعزيزة في مواجهة التحديات، وفي مقدمتها المشروع الصهيوني.
وتزينت الفعالية بفقرات إنشادية لطلاب مدارس الوحدة العربية، عكست مكانة الرسول الأعظم في نفوس الأجيال الجديدة.
ذمار.. الأمن في خدمة الرسالة المحمدية
في محافظة ذمار، أحيت إدارة الأمن ذكرى المولد النبوي بفعالية توعوية، أكد خلالها العميد محمد المهدي على الارتباط بسيرة النبي الكريم كمنهج حياة، مشيرًا إلى فتح 50 مركزًا لدورات “طوفان الأقصى” لمنتسبي الأمن، في دلالة على تلاقي المعركة الأمنية مع معركة الأمة الكبرى ضد المشروع الصهيوني.
وتحدث العلامة إسماعيل الوشلي عن مكارم النبي وشجاعته في مواجهة أعداء الله، داعيًا إلى استلهام دروس الصمود والثبات.
الحديدة.. لواء من الفعاليات يتقدم نحو الحفل المركزي
شهدت محافظة الحديدة سلسلة واسعة من الفعاليات في الدريهمي وجبل رأس والميناء وزبيد، حيث ركزت الكلمات على أن الاحتفال بالمولد النبوي هو إعلان ولاء متجدد للرسول الأكرم، وتأكيد على موقف اليمن الثابت من فلسطين، في ظل ما يتعرض له شعبها من حصار وعدوان.
في جبل رأس، ربطت الكلمات المناسبة بوحدة الصف اليمني في مواجهة العدوان، فيما شدد وكيل المحافظة محمد حليصي في فعالية الميناء على أن المناسبة رسالة صمود وتجديد للعهد بالسير على نهج النبي.
أما في زبيد، فقد تحولت الأمسية الاحتفالية إلى منبر لتأكيد الهوية الإيمانية ورفض الهيمنة، وللتذكير بأن الاحتفال بالمولد النبوي في زمن الحصار والعدوان هو موقف مقاوم بامتياز.
البعد الأمني في الحديدة.. المولد النبوي جبهة أخرى
إدارة أمن الحديدة بدورها نظمت فعالية خطابية تحت شعار “لبيك يا رسول الله”، تحدث فيها المحافظ عبدالله عطيفي عن أن الفعاليات هذا العام ستجمع بين الابتهاج بالمناسبة وبرامج الإحسان والتكافل، تعزيزًا للجبهة الداخلية.
ورأى الشيخ علي عضابي أن نصرة فلسطين تنسجم تمامًا مع نهج الرسول، فيما أكد المقدم بسام اللاعي أن الأمن في الحديدة جزء من معركة الأمة ضد المشروع الصهيوني، وأن أي اختراق أمني هو خط أحمر.
الأوقاف والعلماء.. المولد النبوي عهد ووحدة صف
في فعالية نظمتها الأوقاف وقطاع الإرشاد وجامعة دار العلوم الشرعية بالحديدة، شدد محافظ المحافظة عبدالله عطيفي على أن الاحتفاء بالمولد النبوي هو وفاء لنعمة الله على الأمة، فيما دعا مدير مكتب الأوقاف عبدالله شايم ومسؤول قطاع الإرشاد عبدالرحمن الورفي إلى جعل المناسبة فرصة لتعزيز الوحدة والاصطفاف في مواجهة التحديات، وفي مقدمتها العدوان على غزة.
أما العلامة درويش الوافي، فقد قارن بين موقف الأنصار مع رسول الله في المدينة، وموقف اليمنيين اليوم مع فلسطين، باعتباره امتدادًا تاريخيًا للقيم والمبادئ.
ريمة.. انطلاقة تعكس عمق الارتباط بالمناسبة
وفي محافظة ريمة، دشنت السلطة المحلية فعاليات المولد النبوي وسط حضور رسمي وشعبي، أكد خلاله أمين عام المجلس المحلي حسن العمري أن المناسبة تعبر عن عمق الارتباط برسول الله، وعن تمسك اليمنيين بسيرته في مواجهة الطغيان ونصرة المستضعفين.
المولد النبوي في اليمن.. منصة للمشروع المقاوم
لم يعد المولد النبوي الشريف في اليمن مجرد ذكرى دينية عابرة، بل تحول في السنوات الأخيرة إلى منصة جامعة لمشروع ثقافي وسياسي متكامل، يواجه ما يصفه اليمنيون بـ”الحلف الصهيوأمريكي” الذي يستهدف الأمة في دينها وهويتها واستقلال قرارها.
وتجسد هذه الفعاليات، التي تنطلق من الأحياء والمدارس والمساجد وصولًا إلى الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية، رؤية تعتبر الثقافة القرآنية والاقتداء بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أساسًا لبناء المجتمع القادر على الصمود.
كما أن تحويل الاحتفالات إلى ساحات توعية وتعبئة، مع ربطها بمشاريع التكافل الاجتماعي والإسناد للجبهات، يعكس الفهم العميق لدور المناسبات الدينية في بناء الجبهة الداخلية وتوحيد الصفوف.