تعرضت مدينة بورتسودان لهجمات بطائرات مسيرة استهدفت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المطار والميناء البحري ومستودعات الوقود، في تطور لافت بالسودان الذي يشهد تصعيدًا خطيرًا في الصراع المستمر منذ عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتسببت هذه الهجمات في اندلاع حرائق واسعة النطاق، وتصاعد ألسنة اللهب وأعمدة الدخان الكثيف، وانقطاع كامل للتيار الكهربائي في المدينة الواقعة بشرق السودان.


ومع تعقد المشهد السوداني، بات السؤال حول دلالة توقيت الضربات الأخيرة لقوات الدعم السريع وما إن كان المشهد يتطور للأسوأ.

رسائل الدعم السريع
من جانبه قال اللواء الطيار الدكتور هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، إن “قصف البنية التحتية المدنية واستهداف المدنيين يدفع بالسودان إلى الأسوأ”، مؤكدا أن “قوات الدعم السريع تريد أن ترسل رسالة بهذه الاستهدافات مفادها أنها لا تزال قادرة ومؤثرة على الأرض في السودان، خصوصا بعد تقدم الجيش في الفترة الأخيرة وسيطرته على العاصمة الخرطوم”.
ويرجح الخبير العسكري أن “الضربات الأخيرة لقوات الدعم السريع على بورتسودان جاءت بسبب عدم قدرتها على استهداف قوات الجيش السوداني على الأرض، ما دفعها للجوء لاستهداف وتدمير أهداف مدنية”.
تصعيد خطير باستخدام المسيرات
ولفت الخبير العسكري إلى أن “الاقتتال في السودان بين الجيش السوداني والدعم السريع على مدار عامين دمر البنية الأساسية في السودان بشكل كبير، من دون أن يتمكن طرف منهما على حسم المعارك لصالحه، ما أدى إلى تعقد المشهد والخاسر فيه هو الشعب السوداني”.
وحول القدرات العسكرية لقوات الدعم السريع، قال اللواء هشام الحلبي إن “استخدام المسيرات في القصف والاستهداف يعد تصعيدا خطيرا من قبل الدعم السريع ومؤشرا على مدى الدعم العسكري الخارجي الذي تحظى به والذي ساعدها ليس فقط بالسلاح ولكن أيضا بالإعاشة والتدريب لتتصاعد المعارك ويصل إلى هذا المشهد المتأزم”.

تأثيرات على الأمن القومي المصري
وعن خطورة مجريات الوضع السوداني على الدولة المصرية، أكد الخبير العسكري أن “السودان بالكامل يقع في نطاق الأمن القومي المصري بشكل مباشر بصفته دولة جوار”، مؤكدا على “تأثيرات الحرب الدائرة في السودان بشكل مباشر على الاقتصاد والأمن المصريين، مع نزوح أعداد كبيرة من السودانيين على مصر، كما أشار إلى أن الأزمة في السودان تعد الأسوأ إنسانيا بحسب ما وصف الأمم المتحدة”.
وأكد الخبير العسكري المصري على أن “الرؤية المصرية بشأن الصراع السوداني واضحة، وتتضمن العمل على إيقاف القتال واللجوء إلى طاولة الحوار، وعدم استهداف البنية التحتية وإبعاد المدنيين عن بؤرة الصراع، بالإضافة إلى تقوية مؤسسات الدولة في مواجهة الميليشيات المسلحة”.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الخبیر العسکری الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

الإمارات: تصاعد التضليل من «سلطة بورتسودان»

وام، الاتحاد (أبوظبي)

جددت دولة الإمارات موقفها الراسخ المتمثل في دعم الشعب السوداني في سعيه نحو تحقيق السلام والاستقرار وضمان مستقبل كريم له.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية، قامت دولة الإمارات بتقديم الدعم المستمر للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبتها كافة الأطراف المتحاربة، حيث أكدت دولة الإمارات التزامها بدعم عملية يقودها المدنيون وتضع احتياجات الشعب السوداني فوق مصالح أي طرف.
وفي هذا الصدد، أشارت دولة الإمارات إلى تصاعد الادعاءات الزائفة ضمن حملة ممنهجة من قبل ما تسمى بـ«سلطة بورتسودان» أحد أطراف الحرب الأهلية، والتي تعمل على تقويض الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع واستعادة الاستقرار. 
وتشكل هذه المزاعم الباطلة المتزايدة جزءاً من نهج مقصود للتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين، والتنصل من تبعات أفعالهم، بهدف إطالة أمد الحرب وعرقلة أي مسار حقيقي للسلام.
وأكدت دولة الإمارات عزمها الراسخ على العمل عن كثب مع شركائها لتعزيز الحوار، وحشد الدعم الدولي، والمساهمة في المبادرات الهادفة إلى معالجة الأزمة الإنسانية، وإرساء الأسس لتحقيق سلام مستدام، بما يسهم في بناء مستقبل آمن ومستقر للسودان، يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو السلام والتنمية.
من جهتهم، اعتبر محللون وخبراء أن الادعاءات التي تروجها سلطة «بورتسودان» ضد الإمارات بين الحين والآخر تُعد محاولات يائسة لصرف الأنظار عن أزمات داخلية طاحنة، مؤكدين أن ما يسمى بـ«سلطة بورتسودان» تفتقر إلى رؤية حقيقية للخروج من دوامة الصراع التي تهدد أمن واستقرار السودان.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تواصل ترسيخ نهجها المتزن في السياسة الخارجية، والقائم على مبادئ واضحة تتمثل في احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتقديم الدعم المستمر للمسارات السياسية والإنسانية في مناطق الأزمات. 
وشدد المحلل السياسي، أحمد شريف العامري، على أن الحملة التي أطلقتها «سلطة بورتسودان» ضد الإمارات مجرد مناورات بائسة تهدف إلى صرف الأنظار عن الإخفاقات الداخلية المتراكمة، في وقت يُعاني فيه السودان واحدة من أشد الأزمات الإنسانية والسياسية في العالم، مؤكداً أن هذه الادعاءات تفتقر لأي دليل موثق أو سند قانوني.
وأوضح العامري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تقرير فريق الخبراء الأممي الصادر في أبريل الماضي، أكد زيف ادعاءات «سلطة بورتسودان»، وسقوطها أمام المعايير الدولية.
وأشار إلى التزام الإمارات الراسخ بدعم السلام والاستقرار في السودان، وهو ما يظهر جلياً في مواقفها الداعمة لجهود الوساطة الإنسانية والسياسية، ومبادراتها الداعية إلى وقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات إلى مختلف الولايات والمدن السودانية.
وقال المحلل السياسي: إن الحملة المشبوهة ضد الإمارات تعكس خوف «سلطة بورتسودان» من أي مسار سياسي حقيقي يُنهي مشروعها القائم على استمرار الصراع، لافتاً إلى أن محاولات احتكار التمثيل السياسي من قِبل «زمرة البرهان» تتناقض مع الواقع، إذ لا تحظى بأي شرعية دولية أو شعبية.
وأضاف أن الإمارات التزمت على مدى السنوات الماضية برؤية واضحة تجاه السودان، ترتكز على قيم إنسانية ومبادئ دبلوماسية، وتسعى لبناء سودان آمن ومستقر، بعيداً عن منطق الميليشيات وادعاءات التضليل الإعلامي. من جانبه، قال الباحث في الشؤون السياسة، محمد حميدة، إن الإمارات تواصل تأكيد التزامها بثوابت واضحة في علاقاتها الإقليمية، تقوم على احترام سيادة الدول، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، ودعم مسارات الحل السياسي والإنساني في مناطق النزاع، وما يُثار من مزاعم، بين الحين والآخر، ضد الدور الإماراتي يعكس في جوهره إرباكاً سياسياً لدى بعض الأطراف التي تفتقر لرؤية حقيقية للخروج من أزماتها، وتسعى إلى تصدير أزماتها للخارج، عبر اتهامات لا تستند إلى أي أساس واقعي أو قانوني.
وأضاف حميدة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تعتمد على سياسة دعم السلام والاستقرار، وتشارك بفاعلية في جهود الإغاثة، ومسارات الحوار بين الفرقاء، من دون الانحياز لطرف أو التورط في صراعات داخلية، مؤكداً أن سجل الدولة الدبلوماسي والإنساني في مختلف القضايا الإقليمية يحظى بتقدير دولي واسع.
ونوه حميدة بأن الإمارات تمارس سياستها بهدوء ووضوح، وتستثمر في السلام والتنمية، بينما لا يزال البعض يراهن على خطاب التخويف والشتات، والتاريخ كفيل بتمييز من يزرع الاستقرار، ومن يستثمر في الفوضى.

 

أخبار ذات صلة وزير الحكم المحلي الفلسطيني لـ«الاتحاد»: جهود الإمارات في غزة مقدرة فلسطينياً وإقليمياً وعالمياً نهيان بن مبارك: علاقات البلدين أخوية وتاريخية وتربطهما قيم مشتركة

مقالات مشابهة

  • الإمارات: تصاعد التضليل من «سلطة بورتسودان»
  • طيران الجيش السوداني يوجه ضربات متتالية ويتسيّد سماء كردفان
  • مسعود بارزاني يبحث الدعم العسكري للإقليم مع وفد دبلوماسي أمريكي
  • الجيش السوداني يمنح “الأمم المتحدة” الضوء الأخضر لدخول الفاشر
  • قوات الدعم السريع: مزاعم قصف مطار نيالا لا أساس لها من الصحة
  • الجيش السوداني يسدد ضربة نوعية ضد “الدعم السريع”
  • خبير اقتصادي: المملكة توجه أغلب استثماراتها في سوريا نحو البنية التحتية
  • الجيش السوداني: متمردو الدعم السريع أعدموا 12 شخصا داخل مستشفى النهود
  • رئيس الوزراء السوداني يعود إلى بورتسودان بعد انتهاء زيارته للقاهرة
  • خبير عسكري: هذا خيار المقاومة بعد إقرار خطة احتلال غزة