يمانيون:
2025-08-10@11:36:40 GMT

اجتياح لبنان وتفكيك المقاومة بين الأمس واليوم

تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT

اجتياح لبنان وتفكيك المقاومة بين الأمس واليوم

يمانيون../
بعيدا عن الذرائع التي استندت إليها الدعاية الإسرائيلية في تبرير عدوانها الجديد، فقد كانت عملية اجتياح قوات العدو الصهيوني للأراضي العربية اللبنانية في 6 يونيو 1982 تهدف إلى تفكيك بنية المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها، وهذا ما حدث بالفعل وسط عجز عربي ما يزال ماثلا.

استغلت “إسرائيل” الفراغ الذي تركته مصر على مستوى الصراع العربي الصهيوني بعد توقيع معاهدة السلام 1979، واستفادت من تداعيات الحرب العراقية الإيرانية، والانقسام بين جناحي حزبي البعث في دمشق وبغداد، وتأثيره المباشر على فصائل المقاومة الفلسطينية، التي كانت في الوقت نفسه منخرطة في الحرب الأهلية اللبنانية.

وباشر الكيان الصهيوني اجتياح لبنان في هجوم عسكري قوامه 100 ألف مقاتل مع مختلف المعدات العسكرية من طيران ودبابات وبوارج حربية، واستمرت قوات العدو بالتوغل حتى وصلت العاصمة اللبنانية بيروت.

أعلنت “حكومة” الاحتلال أن هدفها من العدوان: تدمير بنية منظمة التحرير الفلسطينية، إقامة حكومة لبنانية مؤيدة لـ “إسرائيل”، وتوقيع اتفاقية تطبيع مع الحكومة اللبنانية، وضمان أمن المستوطنات شمال فلسطين المحتلة، إضافة إلى إخراج القوات السورية من لبنان.

كانت منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل المقاومة الفلسطينية مثل حركة فتح، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية قد خرجت من الأردن عام 1971، وانتقلت إلى بيروت، واتخذت من جنوب لبنان على حدود فلسطين المحتلة قاعدة للعمليات الفدائية والكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني.

حاصرت قوات العدو الصهيوني بيروت على مدى ثلاثة أشهر، وعلى إثر اغتيال بشير جميّل الذي انتخب رئيسا للبنان، بإشراف إسرائيلي، أقدمت قوات العدو على احتلال بيروت في 16 سبتمبر 1982، وفرضت انتخاب أمين جميّل رئيسا للبنان. وفي هذه الأجواء شهدت بيروت مجزرة صبرا وشاتيلا بمشاركة وإشراف من قوات العدو الصهيوني، وقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في هذه المجزرة المروعة.

كان الأمريكي كعادته يلعب دور الوسيط المنحاز للكيان الصهيوني، يمنحه الضوء الأخضر في استخدام القوة العسكرية وارتكاب جرائم الإبادة، ويوفر له الغطاء السياسي لتحقيق أهدافه التي عجز عن تحقيقها بالحرب. وهنا ظهرت ” خطة ريغان ” التي قدمها الرئيس الأمريكي، وكانت الأساس لاتفاق أوسلو 1993. ومنذ بدء العدوان أرسلت أمريكا الدبلوماسي فيليب حبيب، بزعم العمل على تجنب توسيع نطاق الحرب، واحتمال تدخل الاتحاد السوفياتي عسكريا، ما قد يؤدي إلى صدام مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن المهمة الحقيقية للمبعوث الأمريكي كانت تدور حول بحث خروج منظمة التحرير الفلسطينية وقوات المقاومة الفلسطينية من لبنان، مقابل انسحاب “إسرائيل” من بيروت. وفي الأخير تحقق الهدف الإسرائيلي من اجتياح لبنان، وغادرت منظمة التحرير الفلسطينية لبنان إلى تونس، وكذلك غادرت قوات المقاومة الفلسطينية لبنان إلى عدد من العواصم العربية، في انتكاسة مضافة إلى سجل الخيبات العربية.

وما أشبه اليوم بالبارحة، فالعدو الصهيوني يعمل حثيثا على تفكيك المقاومة الإسلامية اللبنانية، من خلال الضغط الأمريكي على القوى السياسية اللبنانية، ودفعها للعمل على نزع سلاح المقاومة، حتى وإن أدت هذه التحركات إلى حرب أهلية لبنانية، لأن ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة كانت وما زالت تقوم على ضمان أمن وتفوق “إسرائيل”.

يتجاهل الكيان الصهيوني أن الفراغ الذي حدث في لبنان عام 1982، كان الأساس لتخلق حزب الله كحركة إسلامية مقاومة، أخذت على عاتقها تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني، وفرضت على قوات العدو عام 2000م الانسحاب المذل دون قيد أو شرط. وإذا كانت تظن أنها اليوم بصدد الانتقام من المقاومة وتصفية حزب الله، فإن حزب الله فكرة لا تموت.

عبدالله علي صبري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: منظمة التحریر الفلسطینیة المقاومة الفلسطینیة العدو الصهیونی قوات العدو

إقرأ أيضاً:

لبنان.. هيئة علماء بيروت تحذر الحكومة من ادخال البلد في المجهول


وجاء في البيان: "كان اللبنانيون يأملون في أن تتخذ السلطة في العهد الجديد للبنان، بالقرارات التي تعزز ثقتهم وطمأنينتهم بأنها الحامية لهم ‏بالقول والفعل، وأن يكون في سلم أولوياتها منع الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان التي تنتهك القرارات الدولية ‏ولا تعيرها بالاً وآخرها القرار 1701 قتلاً تدميراً واحتلالا للأرض ، فيما المقاومة التزمت بالكامل تاركة الدولة القيام بما ‏تعهدت به سواء في خطاب القسم أو البيان الوزاري للحكومة العتيدة، من وقف العدوان والعمل على إعادة إعمار ما ‏هدمه العدوان الإسرائيلي في حربه على لبنان، لكنها لم تفعل شيئاً مما التزمت به على الإطلاق، فكان منها أن خطت ‏خطوة خطيرة باتخاذها قراراً يجرد لبنان من أهم عناصر قوته وتركه أعزل أمام التغول الصهيوني الذي لا يقف عند حد".‏
وأضاف البيان، "أننا في هيئة علماء بيروت وانطلاقا من حرصنا على وحدة البلاد والسلم الأهلي والحفاظ على المؤسسة العسكرية ‏الجامعة لكل الوطن، وعدم الإصغاء للإملاءات الخارجية الأمريكية والسعودية والتي نرفضها لأنها تمثل تدخلاً فاضحا ‏في الشؤون الداخلية اللبنانية في الشاردة والواردة منها دون حسيب وانصياع تام ممن يدّعون السيادة والحرص على ‏الوطن".‏

وذكر البيان: "إننا ندعو الحكومة من موقعنا كجهة ضنينة بالبلد على مجانبة كل ما لا يخدم مصلحة الوطن، وعدم منح العدو جوائز ‏مجانية والحفاظ على أهم عناصر قوة لبنان والاستفادة منها في ردع العدو عن غيه وتماديه في اعتداءاته..‏ وبدل أن تشيد بالمقاومة ورجالها الأبطال الذين سطروا ملاحم بطولية ولأكثر من شهرين لم يستطع العدو تجاوز الحافة ‏الأمامية من القرى الحدودية في الجنوب اللبناني، فتكافئ المقاومة بالتآمر عليها؟! ومن دون حتى خطة دفاع يكون البديل ‏الرادع العدوان.. وهو أولى واجبات الدولة اتجاه شعبها".‏

وشدد البيان على أنه في "هذه اللحظة المصيرية من تاريخ الوطن يجب على كل الفرقاء والعقلاء تغليب المصالح الوطنية وحماية السلم ‏الأهلي وحفظ النسيج الاجتماعي ووحدة الجيش الوطني وعدم زجه في مواجهة رفاق السلاح في المقاومة التي حررت ‏ودافعت ودفعت أغلى الأثمان في طريق السيادة ومنع العدو من الاحتلال وتوسيع هيمنته وأطماعه، وليس الانقلاب على ‏التفاهمات مع الثنائي الوطني الذي يمثل طائفة بأكملها ومن مكونات أساسية في البلد".‏

وأضاف البيان: "كونوا أحرارا وعلى مستوى المسؤولية التاريخية في اللحظة المصيرية والحساسة من عمر الوطن، ما هكذا تبنى ‏الأوطان أيها السادة، وأنتم تتحملون أوزار وتبعات ما تقدمون عليه، وأنكم بإصراركم على أخذ البلاد إلى المجهول إذعانا ‏منكم على الانصياع للمطالب الأمريكية التي تصب حكما لصالح إسرائيل، وبخروج المكون الشيعي من الجلسة تفقد هذه ‏الحكومة المقامرة بالمصير ميثاقيتها. اتقوا الله في البلاد والعباد"، حسبما ورد في بيان هيئة علماء بيروت.‏

وجاء هذا البيان بعدما صرح وزير الإعلام اللبناني بول مرقص بأن مجلس الوزراء اللبناني وافق على بنود الاتفاقية التي اقترحتها الولايات المتحدة لنزع سلاح "حزب الله".

وقال مرقص للصحفيين: "مجلس الوزراء أقر البنود الواردة في اقتراح الجانب الأمريكي".

وبحسب الوزير، فإن البنود الرئيسية للاتفاقية المقترحة من الولايات المتحدة تشمل التصفية التدريجية للوجود المسلح، بما في ذلك "حزب الله"، ودعم الجيش اللبناني ونشره في جنوب البلاد.

وعلق مرقص على انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل من جلسة مجلس الوزراء قائلا: "خروج الوزراء الـ 5 من الجلسة لا يعني استقالتهم من الحكومة، وهذا لا يمس بمسألة الميثاقية".

وأضاف حول التخوف من ردة فعل الشارع: "جميع الوزراء حريصون على استقرار البلاد وأي قرار تتخذه الحكومة هو لتثبيت الاستقرار، وجلسة اليوم شهدت كلاما وطنيا والمودة تسود مجلس الوزراء".

وشدد على أن "رئيس الجمهورية جوزيف عون كشف عن تلقيه اتصالات دولية حول انطلاق جهود لإنقاذ الاقتصاد اللبناني"، مؤكدا أنه "تكاد لا تعقد جلسة للحكومة إلا وتتطرق لاعتداءات إسرائيل وإعادة الإعمار".

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • رداً على تدنيس المسجد الأقصى.. “سرايا القدس” تبث مشاهد لقصفها مغتصبة “نير عام”
  • “القسام” تدك موقع قيادة وسيطرة للعدو الصهيوني شرق مدينة غزة
  • قوات العدو الصهيوني تعتقل طفلين شقيقين جنوبي نابلس
  • العدو الصهيوني يقتحم مخيمي العين وبلاطة بنابلس ويُداهم عدة منازل
  • لجان المقاومة في فلسطين : قرار إحتلال غزة يكشف عن الأزمة والعجز السياسي للعدو الصهيوني
  • سلطة رام الله واليوم التالي في قطاع غزة
  • قوات العدو الصهيوني تقتحم بلدات جنوبي الضفة الغربية
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد أن تهديد العدو الصهيوني باحتلال غزة يكشف عجزاً سياسياً وميدانياً
  • المقاومة الفلسطينية تدك تجمعات وآليات العدو شرق غزة
  • لبنان.. هيئة علماء بيروت تحذر الحكومة من ادخال البلد في المجهول