مروة عبد المنعم:الدراما المصرية انفصلت عن واقعنا.. ومحمد سامي يتقن مخاطبة مشاعر الجمهور
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
حلّت الفنانة مروة عبد المنعم ضيفة على بودكاست "نجم بشكل تاني"، الذي تُقدّمه الإعلامية داليا ماهر، حيث كشفت خلال اللقاء عن آرائها الجريئة تجاه تحولات الدراما المصرية خلال العقدين الأخيرين، متناولة تجربتها الفنية والإنسانية بصدق وشفافية.
استهلّت مروة حديثها بالإشارة إلى تغيرات كبيرة شهدتها حياتها وحياة الفن نفسه، قائلة: "بقينا اتنين، بقينا اتنين فعلًا، العشرين سنة اللي فاتوا اختلف فيهم كل شيء، سواء أنا أو الدراما نفسها".
وأوضحت أنها مرت بفترة انقطاع ركزت خلالها على تطوير ذاتها من خلال الدراسة والتدريب، حيث قدمت كورسات تمثيل وسعت إلى صقل أدواتها الفنية، مما زاد من نضجها ووعيها الفني.
وأكّدت أن أسلوب الأداء والتمثيل قد تغير بشكل ملحوظ، لكنها أعربت عن رفضها لبعض الأساليب المستوردة قائلة: "أنا ضد التمثيل اللي دون صوت أو حركة، وإحنا شعب بيتكلم بإيده وعينه وصوته عالي، مش بارد زي ما بيحاولوا يقلدوا المجتمعات الأوروبية. المحاكاة دي مش طبيعتنا".
وانتقدت مروة عبد المنعم الابتعاد المتزايد للدراما المصرية عن الواقع الاجتماعي، مشيرة إلى أن الكثير من الأعمال الحالية لا تعبّر عن حياة المواطن المصري الحقيقي، وقالت: "دلوقتي لما أفتح التلفزيون ألاقي أكشن ومسدسات ونط من سطح لسطح! دي مش حياتنا، وإحنا محتاجين دراما تحاكي حياتنا الحقيقية، مش نماذج مشوهة أو طبقات بعيدة عن الناس".
مسلسلات البيت البسيطة
واستعادت الفنانة تجربتها في مسلسل "هتنجحك"، مؤكدة أنه كان محاولة صادقة لتقديم صورة حقيقية عن الشارع المصري، قائلة: "المسلسلات اللي كانت بتعرض حياة البيت المصري البسيط هي اللي فضلت عايشة في وجداننا، لأنها كانت صادقة، لما عملت مسلسل هتنجحك، كنت عايزة أقول: يا جماعة دي مصر".
وتحدثت عن كيفية تأثير الدراما في وجدان الجمهور، مشيدة بمسلسلات المخرج محمد سامي، مؤكدة أنه استطاع أن يلمس مشاعر الناس من خلال موضوعات قريبة من الواقع، وقالت: "هو ذكي جدًا، لأنه بيلعب على النفسية الإنسانية، وبيحاكي مشاكل الأسرة المصرية: أخوات، خيانة، زوج وزوجة، حاجات الناس بتحس بيها فعلًا".
كما شددت على أهمية تقديم أعمال فنية تعكس طبيعة المجتمع المصري، وتابعت: "أنا مع التطور في التصوير والأفكار، لكن بشرط إنه يفضل قريب من الناس، لازم نحاكي مجتمعنا مش نقلد حد تاني".
واختتمت مروة عبد المنعم اللقاء برسالة تؤكد فيها تمسّكها بالدراما الصادقة والواقعية، التي تعبّر عن الناس وتشبههم، بعيدًا عن التكلّف أو التغريب، مشيرة إلى أن الفن الحقيقي هو الذي يلامس القلوب لأنه نابع من البيئة نفسها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: آخر أعمال مروة عبد المنعم اخبار مروة عبد المنعم مروة عبد المنعم مروة عبد المنعم
إقرأ أيضاً:
تطوير تأثير دانينغ-كروجر من استقراء واقعنا (2-3)
مقدمةتأثير دانينغ-كروجر هو ظاهرة نفسية معروفة تصف كيف أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى مهارات معينة يميلون إلى المبالغة في تقدير قدراتهم، بينما الأشخاص الأكثر كفاءة يدركون حدود معرفتهم بشكل أدق. هذا التأثير يوضح تناقضا بين الثقة والمعرفة، حيث يكون الجهل مصحوبا بثقة زائدة، والعكس بالعكس.
في هذا المقال، نستعرض تطويرا أجريته من خلال استقراء واقع منطقتنا ووضع النخب المثقفة على تأثير دانينغ-كروجر، ووضحته في المرتسم المرفق مع النص، والذي يقدم وفق ما أرى نموذجا أكثر شمولا وفهما لديناميكية المعرفة والثقة في الإنسان.
التأثير الأصلي:
يظهر التأثير الأصلي في رسم بياني يوضح العلاقة بين المعرفة والثقة بالنفس، حيث تبدأ الثقة عالية عند مستوى معرفة منخفض (المرحلة الأولى: الجهل) ثم تنخفض مع زيادة الوعي الحقيقي بالمشكلة (المرحلة الثانية: الوعي بالجهل)، وبعد ذلك تبدأ الثقة بالارتفاع تدريجيا مع اكتساب المعرفة الحقيقية.
ما رأيته في هذا وكان هذا الأمر قاعدة وليس وصفا لحالة خطية محددة، وهو إذا أسقطنا الواقع عليه نجده لا يتطابق، إضافة إلى أن المعلومة والتي تقود المثقف تحتاج إلى فهم، وبغير الفهم والاستعداد النفسي للعطاء لا يكون هذا المسار فالبشر ليسوا نسخة واحدة.
التطويرات المقترحة في المرتسم:
1- مراحل متعددة للنمو الفكري والشخصي: أضاف النموذج مراحل إضافية تتجاوز فقط العلاقة بين المعرفة والثقة. فهو يصف حالات نفسية متعددة ونقيضها مثل الإحباط يقابله الغرور، واليأس والتحليق وكذا التعلم، والتفاعل مع المجتمع.
2- تمثيل مرئي متدرج: يظهر المرتسم خطوطا متدرجة (1، 2، 3.. 6) ترسم مسارا من بداية الجهل إلى التطور الكامل. هذه المراحل تمثل صعود الإنسان من الفهم الخاطئ أو السقوط في الأخطاء، إلى التعلم النشط، ثم الوصول إلى حالة "الأنا" المتزنة والمضطربة.
3- التركيز على التفاعل المجتمعي: يوضح النموذج كيف يتفاعل الفرد مع محيطه الاجتماعي، وكيف تؤثر المعرفة والثقة على القدرة على التواصل والتأثير داخل المجتمع بطرق مختلفة.
4- التمييز بين الفشل والتعلم: النموذج يصف نقطة "كرسي الفشل" (المرحلة 6) للسلبية في رفض التعلم أو التصور الخاطئ للقدرات أو التكبر المعطل للفاعلية، حيث يتساوى الجاهل والمثقف المضطرب النفسية، ويبقى هنالك أمل في استعادة الذات لتحقيق النجاح.
5- الديناميكية النفسية والعاطفية: يتم توضيح المشاعر المختلفة التي يمر بها الإنسان في هذه المراحل مثل الغضب، والحزن، والقبول، والتفاعل الإيجابي، وغيرها، مما يعطي نظرة أكثر عمقا وشمولا عن تجربة التعلم والنمو. وهذه لتفكير القارئ وتأمله كي لا نكرر الوصف ذاته.
تأثير هذه التطويرات:
* نظرة أكثر شمولا للموضوع: لم يعد التأثير مجرد منحنى بسيط للعلاقة بين الثقة والمعرفة، بل أصبح إطارا ديناميكيا يربط منظومة العقل، العاطفة، والسلوك.
* الوعي بأهمية الفشل: تحوّل الفشل من عقبة إلى نقطة انطلاق محتملة (6)، وهو مفهوم مهم في علم النفس الإيجابي والتنمية الذاتية.
* فهم أفضل للتفاعل الاجتماعي: يبرز دور المعرفة والثقة ليس فقط على المستوى الفردي، بل على مستوى التفاعل مع الآخرين والمجتمع.
* تقدير مراحل النمو المختلفة: يدعو النموذج إلى فهم أن التعلم عملية متعددة المراحل تتطلب صبرا وتفهما للمراحل النفسية المختلفة.
أهمية التطوير لعلم الاجتماع والنقد الثقافي
النموذج المطور يقدم أداة لتحليل مأزق النخب في مجتمعات شرق المتوسط حيث:
* التعليم التلقيني والسياسات القمعية يعيدان إنتاج الأنا والتخلف بتحييد الفهم.
* المثقف يجد نفسه ممزقا لا منتميا لواقع متخلف.
* الغالبية لا تسلك المرحلة "a5" وهي الاستمرار في العطاء والتطوير، بل تتجه إلى "b5" ثم "6".
هذا يجعل النموذج أداة تفسيرية لتكرار ظاهرة سقوط المثقف في بيئتنا، حيث يتحول المدافع عن القيم الكونية إلى ظلام الأنانية أو الروابط الهابطة.
خاتمة
تطوير تأثير دانينغ-كروجر كما هو موضح في المرتسم المرفق والنص المصاحب له، يقدم نموذجا أكثر تكاملا لفهم العلاقة بين المعرفة، والثقة بالنفس، والتفاعل المجتمعي. هذا النموذج لا يساعد فقط على تفسير سلوكيات الأفراد في مراحل التعلم المختلفة، بل يشجع على فهم الفشل كجزء من عملية النمو، ويعزز الوعي الذاتي والاجتماعي.
فهم هذه الديناميكية بشكل أعمق سيكون أداة قيمة في تطوير الذات، والتعليم، والإدارة، مما يفتح آفاقا جديدة للتعامل مع التحديات الشخصية والاجتماعية، فهذه ليست مجرد إضافة مراحل للنموذج الأصلي، بل هي:
1- نقلة من البسيط إلى المركب: دانينغ-كروجر الأصلي كان يفسر ظاهرة فردية محدودة، وقمت بإعادة بناء المنحنى ليصبح مناسبا لفهم مسارات المثقف والمجتمع في مواجهة المعرفة.
2- إدماج البعد الجمعي: النموذج قابل للتطبيق على نخب ثقافية عام وأجيال فكرية كاملة في شرق المتوسط بالذات.
3- إبراز العوامل النفسية-التربوية: مثل الصدمات، وتكوين والأنا، والنرجسية الفكرية، وكلها مداخل مهمة لعلم الاجتماع النقدي.
* دراسات "Sociology" عن النخب والفئات المتعلمة.
* برامج تربوية لتفادي إعادة إنتاج الأنا النرجسية.
* نقاش فلسفي حول العلاقة بين المعرفة، والأخلاق، والهوية.
في النهاية، الفارق بين الطريقين "5a" و"5b" ليس في كمية المعلومات فالاثنان نخبة مثقفة بدرجة عالية، بل في القدرة على مواجهة الذات بصدق؛ هناك فقط يبدأ النضج الحقيقي.