تستعد حكومة حزب العمال البريطاني برئاسة كير ستارمر لإصدار مجموعة من الإجراءات الجديدة التي تهدف إلى تشديد قوانين الهجرة، بما في ذلك فرض شروط أصعب على المهاجرين وطالبي تأشيرات العمل.

ومن المتوقع أن يتم الكشف عن هذه الإجراءات في "الكتاب الأبيض" المقرر الإعلان عنه الأسبوع المقبل، حيث ستشمل تعديلات ضخمة على مستوى اللغة الإنجليزية المطلوب من المتقدمين للعمل في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى قيود أخرى على الهجرة بشكل عام.



وبحسب صحيفة التايمز البريطانية يعد أحد أبرز التعديلات المنتظرة هو رفع مستوى اللغة الإنجليزية للمهاجرين الذين يرغبون في العمل في المملكة المتحدة، وسيتعين على المتقدمين إثبات قدرتهم على التحدث باللغة الإنجليزية بمستوى يعادل شهادة "أي- ليفل" (الشهادة الثانية عشرة)، وهو مستوى أعلى بكثير من الشهادة الحالية التي تعادل شهادة الصف العاشر أو الأول الثانوي.

وتري الحكومة البريطانية أن المستوى الحالي لا يسمح بالاندماج الكامل للمهاجرين في المجتمع البريطاني، حيث سيكون على المتقدمين إثبات قدرتهم على التحدث بطلاقة، والكتابة حول مواضيع معقدة بدون الحاجة المستمرة للبحث عن الكلمات.


وتشير التقارير إلى أن هذه التعديلات تأتي ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تقليل أعداد المهاجرين وتقييد الأعداد العالية من طالبي اللجوء الذين يتقدمون للحصول على تأشيرات عمل أو دراسة ومن ثم يحاولون تغيير وضعهم لاحقاً إلى طلب لجوء.

وتأمل الحكومة في "خفض الأرقام القياسية للهجرة" التي خلفتها الحكومة السابقة، ويُتوقع أن يتضمن الكتاب الأبيض خططاً لتقليص الروابط العائلية كمبرر للبقاء في المملكة المتحدة، وهو أمر لطالما كان يستخدمه المحامون في الدفاع عن حق المهاجرين في جمع شمل عائلاتهم.

في نفس السياق، كشفت الصحيفة عن إمكانية فرض قيود إضافية على طلبات تأشيرات بعض الجنسيات التي يُعتقد أنها من بين أكثر الجنسيات التي يُحتمل أن تتجاوز مدة إقامتهم القانونية، ويُتوقع أن يتم وضع ضوابط على أفراد العائلات المهاجرة من خلال توسيع القيود المتعلقة بإمكانية جلب الأفراد.

ويعد هذا التعديل جزءًا من حملة الحزب للحد من أعداد الهجرة، والتي شهدت دعماً قوياً من الأحزاب المعارضة مثل حزب "ريفورم يو كيه"، الذي سجل تقدماً ملحوظاً في الانتخابات المحلية الأخيرة، مما يعكس تنامي مشاعر القلق لدى الناخبين بشأن الهجرة في المملكة المتحدة.


كذلك، كشف تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" أن الحكومة البريطانية قد تنظر في تمديد فترة الانتظار للحصول على الإقامة الدائمة في المملكة المتحدة، حيث يُحتمل أن يتم رفع المدة من خمس سنوات إلى عشر سنوات للمهاجرين الذين يمتلكون تأشيرات عمل. هذه التغييرات ستؤدي إلى وضع مزيد من الضغوط على المهاجرين، خاصة من يعيشون فترات طويلة خارج البلاد، ما قد يعزز حالة من عدم اليقين وسط الأوساط المهاجرة.

إن هذه التعديلات، التي تتماشى مع مطالب بعض الأحزاب اليمينية في المملكة المتحدة، تعد بمثابة اختبار جاد لحكومة حزب العمال في تحقيق توازن بين تحقيق أهدافها الانتخابية في تقليص الهجرة والالتزام بمسؤولياتها الإنسانية تجاه المهاجرين واللاجئين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم حزب العمال الهجرة بريطانيا حزب العمال الهجرة تشديدات حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

تحليل إخباري| 24 ساعة من الغموض.. هل يغيّر ترامب قواعد اللعبة في غزة؟

في مشهد سياسي محمّل بالغموض والمراهنات، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ ساعات قليلة لتفتح باب التأويلات واسعًا بشأن توجهات واشنطن المقبلة تجاه الملف الفلسطيني، وتحديدًا قطاع غزة، بالتوازي مع ملف إيران النووي.

حين يصرّح ترامب، وهو المعروف بنزعته إلى الإثارة السياسية و"المفاجآت الدراماتيكية"، بأن "هناك الكثير من الحديث حول غزة" وأن "المزيد سيتضح خلال 24 ساعة"، فإن الأمر لا يُفهم ببساطة على أنه مجرد تلميح دبلوماسي. بل هو – على الأرجح – إشارة إلى طبخة سياسية يجري إعدادها في الكواليس، خاصة في ظل الحديث عن احتمال تقديم مقترح جديد يتعلق بصفقة تبادل أسرى قبل زيارته المرتقبة إلى المنطقة.

جاءت تصريحات ترامب بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن قرب صدور قرار بشأن استئناف دخول المساعدات إلى غزة، ما يُرجّح أن واشنطن تخطط لتحرك منسق، سواء عبر قنوات دبلوماسية أو ضمن صفقة أكبر تشمل وقف إطلاق نار مؤقت أو تبادل أسرى.

وفي ظل تزايد الانتقادات العالمية للولايات المتحدة بسبب دعمها غير المشروط لإسرائيل، قد تكون إدارة ترامب – التي تسعى إلى استباق حملة انتخابية حاسمة – بصدد توظيف هذا الملف الإنساني لصالح تحسين صورتها أمام الرأي العام الدولي والمحلي.

الأهم أن تصريحات ترامب حول غزة لم تكن معزولة عن الملف الإيراني، إذ جاء في نفس السياق تأكيده أن الولايات المتحدة لم تحسم بعد موقفها من السماح لإيران ببرنامج تخصيب نووي محدود. وبالرغم من حديثه سابقًا عن "تفكيك كامل" للبرنامج النووي الإيراني، إلا أنه بدا أكثر مرونة عندما أشار إلى إمكانية السماح لإيران باستخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية.

هذا التزامن في الحديث عن الملفين – غزة وإيران – يُفسر على ضوء البعد الإقليمي المتشابك؛ فكل تحرك تجاه غزة لا يمكن فصله عن النفوذ الإيراني في المنطقة.

من المرجح أن تكون تصريحات ترامب محاولة مزدوجة لتوجيه رسائل متعددة: أولًا، لحلفائه في إسرائيل بأنه ما زال يملك مفاتيح الملف الفلسطيني؛ وثانيًا، للعالم الخارجي بأنه منفتح على تسويات "عقلانية" قد تشمل تخفيف التوتر الإقليمي إذا تم التعامل معه بصفقة شاملة.

طباعة شارك ترامب غزة الاحتلال

مقالات مشابهة

  • اعتقال رئيس بلدية نيوارك في ولاية نيو جيرسي الأمريكية بسبب المهاجرين
  • محافظ اللاذقية يبحث مع نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية لتعزيز السلم الأهلي
  • القريتلي لـ«عين ليبيا»: قرارات المجلس الرئاسي في مصلحة الشعب وتوطين المهاجرين «فرقعة إعلامية»
  • بريطانيا تشترط إجادة المهاجرين للغة الانجليزية للحصول على حق الإقامة على أراضيها
  • حكومة الدبيبة تنفي وجود أي اتفاق بخصوص المهاجرين.. واشنطن تختبر حدود النفوذ الليبي عبر «بوابة الهجرة»
  • بولندا تنتقد بشدة سياسة الهجرة التي تنتهجها الحكومة الألمانية الجديدة
  • تحليل إخباري| 24 ساعة من الغموض.. هل يغيّر ترامب قواعد اللعبة في غزة؟
  • ألمانيا تشدد الرقابة على الحدود لمواجهة الهجرة
  • وزير التربية والتعليم يعرض التحديات التي تواجه العملية التعليمية وماتم اتخاذه من قرارات وخطوات للتعامل مع هذه التحديات