عربي21:
2025-06-25@03:54:52 GMT

هل تستيقظ منطقتنا أم تخضع للوهم الإمبراطوري؟

تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT

النظام العالمي يعاني من عجز وانغلاق يضعف آلياته في قيادة الواقع، فتبرز من الثغرات رجعية تعبر عن الهزيمة النفسية والاحتماء كما يحتمي الطفل الخائف من تسونامي بأمه. وما يجده الكتّاب أنه نزق وسوء إدارة في ترامب هو واقعيا رد فعل طبيعي على الواقع الجديد، سبقه في ذلك بوتين وما زال الواقع العربي يمثل حالة الفشل بنفس الانكفاء نحو الاستبداد الذي يفرض شرعية التغلب، لكن الجديد هو اعتبار ترامب أن النظام الدولي يقيد الولايات المتحدة، وأن الله اختاره ليجعل أمريكا أعظم.

لا أدرى لِمَ يتذكر الكتّاب غالبا في مثل هذا شخصية كشخصية نيرون عندما أحرق روما ليجعلها أفضل ثم قتل بولس وبطرس والمسيحيين بتهمة حرقها رغم أنه كان يعزف ويغني أشعار هوميروس في حريق طروادة، مصدقا المنافقين والمرعوبين أنه مغن وعازف كل المسابقات، والأنا في عقلية الإمبراطور لهوسه بالسلطة.

هل ترامب يقود الولايات المتحدة إلى الدمار؟

قرأت ترجمة عن مقال لأستاذ العلاقات الدولية في هارفارد، ستيفن إم. والت"، وضع فيه ما قال إنها وصفة من خمس خطوات لتخريب السياسة الخارجية الأمريكية:

الخطوة 1: "عيّن مجموعة من الموالين والمنافقين"، وذكر فيها مواصفات قد تتوفر في النظم الاستبدادية في السلطات المتخلفة هنالك حيث يتكلم الرئيس فقط ويصفق الجميع ولا معترض بل الكل ممجد له وهو يقود عربة البلاد إلى الهاوية، ليس المطلوب الكفؤ، بالعكس المطلوب أناس يربطون مصيرهم بالرئيس وبلا مبادئ أو قيم، وعندما تتخلص القوة المستبدة ممن يعارضها فسينطبق عليها قول الصحفي الشهير والتر ليبمان "عندما يفكر الجميع بالطريقة نفسها، لا يفكر أحد كثيرا". وهذا يجعل من السهل لقائد مضلل أن يقود البلاد إلى الهاوية وسابقا نقص المعارضة الداخلية القوية هو ما سمح لستالين بتدمير الاقتصاد السوفييتي، ولماو بإطلاق "القفزة العظيمة للأمام"، ولهتلر بإعلان الحرب على أوروبا، كما سمح لجورج بوش بالتورط في العراق عام 2003.

نلاحظ أن من فعل هذا أتى بنوع من الشرعية، فماو أتى بالشرعية الثورية وهو مؤيد من شعبه ولم يجرؤ أحد أن يقف موقف المخالف بأي شيء، أما هتلر وجورج بوش أتى بالشرعية الديمقراطية وانحرفا بتأييد كما يحصل مع ترامب، هم تجاهلوا الأصوات المخالفة كما يحصل الآن مع ترامب وحتى بايدن في مسألة كفلسطين، والآن تتسع لمحاولة تحويل الاتفاقيات إلى نوع من الهيمنة مقابل الصداقة

الخطوة 2: افتعل أكبر عدد ممكن من النزاعات مع الدول: وهنا يشير الكاتب إلى حقيقة أن السياسة الدولية ليست فرض الإذعان وإنما تفاهمات وتماه حتى لو كانت قوية، فلا ينبغي أن تشكل مصدر خوف لحلفائها لأن العلاقات تقوم من أجل الأمن والاستقرار.

أقتبس: "أما ترامب، ففي أقل من ثلاثة أشهر، فقد أهان الحلفاء الأوروبيين، وهدد بالاستيلاء على أراضٍ من الدنمارك، ودخل في خلافات مع كولومبيا والمكسيك وكندا وغيرها. كما استخدم هو ونائبه جي. دي. فانس أساليب ترهيب علنية مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، محاولين إجباره على التنازل عن حقوق المعادن مقابل المساعدة الأمريكية" انتهى.

الإدارة الأمريكية أجرت فك ارتباط والمنظمات الدولية كالوكالة الأمريكية للتنمية، ومنظمة الصحة العالمية، والواضح أن عدم اهتمام ترامب بالدول الفقيرة يقوض حاجة في كينونة النظام الرأسمالي للاستقرار وليس حبا بالفقراء، وأن منظومة الضرائب مع الأصدقاء تبدو ظاهرا مجحفة للولايات المتحدة لكن الحقيقة أنها تدر ربحا خياليا على الولايات المتحدة؛ لأن صناعتها بالتجزئة تعتمد على مصانع في هذه الدول قرب المادة الخام ورخص الأيدي العاملة وفرض الضرائب هو ضمنيا فرض الضرائب على الذات.

الخطوة 3: "تجاهل قوة القومية". محاولة ترامب التأكيد على عظمة بلده واحتقار الآخرين سيثير بعد الصدمة في تقوية الكراهية في الدول الأخرى وسيزيد التحدي من قادة تلك الدول لإرضاء شعوبهم، ولعلنا لاحظنا دولا عدة تململت رغم أن شعبية رؤسائها في الحضيض لتتفاعل مع هذا الإخفاق.

الخطوة 4: انتهك الأعراف وتخلَّ عن الاتفاقات وتصرف بشكل غير متوقع. وبغض النظر عن رأي الكاتب وما طرحه، فالحقيقة أن هنالك فعلا محددات وإلا لن تبقى هنالك علاقات دولية وستعم الفوضى، ولا بد من الالتزام بها وإن ظن غير ذلك وربما هنالك إيجابية للتخلص من هيمنة طالت بلا فائدة.

أما آن الأوان أن يكون السادة سادة فعلا ويستمدون قوتهم من شعبهم ويستغلون اقتصادهم في إنشاء عملة تجارية وتعيد بلادنا مركز العالم الجديد بدل الأسى والفوضى، وهذا الفاصل بين الكرسي والشعب والذي يستغله بكفاءة الآخر، خصوصا بعد أن أصبح أقطاب الأمس الشيوعي والرأسمالي أكثر قربا من الفكر القيصري الإمبراطوري الذي يريد خيرات العالم له، عندها كل أعمالكم لن تكفي
الخطوة 5: "قوّض أسس القوة الأمريكية". ركز الكاتب على مراكز الدراسات والبحوث مستشهدا بالصين، وأن تقليص الدراسات والبحوث ومراكزها هو تراجع في الصدارة التقنية، حتى الجامعات كهارفارد عوقبت لممارستها الديمقراطية، وأقتبس "وحتى العلوم الإنسانية والاجتماعية لم تسلم. مهاجمة هذه المجالات يعوق قدرتنا على فهم مشكلاتنا الاجتماعية واقتراح حلول لها. عندما يسكت السياسيون الأصوات المعارضة، تزداد السياسات الحمقاء ويصعب تصحيحها. لهذا السبب يستهدف الطغاة دائما الجامعات والمراكز المستقلة عند سعيهم لترسيخ سلطتهم".

هل سيطول الانبهار أيتها الأمم النائمة

الحقيقة أن ما طرحه الكاتب وتبنيت شرحه بما اقتبست ووضحت أخرى هو نوع من الإحساس وليس استشرافا واضحا، فهو في حالة يندب ضياع المجد كما يفعل أي مثقف في الدول العربية وهو يندب ما وصلت إليه الأمة. الحقيقة أن انحلال القيود لن يبقي الأمور ثابتة حتى تغير الولايات المتحدة مزاجها وتقرر إصلاح ما فات أو لا تجد خسائر فيما ظنت أنه جنون، وهو في الحقيقة إسقاط تجربة شخصية وإيمان بالفردانية والقوة وهو مذهب الولايات المتحدة أصلا، فالرجل مجسّد أصل الأفكار التي قامت عليها بلاده والتي أتت به إلى الحكم، لكن السؤال: أما آن الأوان أن يكون السادة سادة فعلا ويستمدون قوتهم من شعبهم ويستغلون اقتصادهم في إنشاء عملة تجارية وتعيد بلادنا مركز العالم الجديد بدل الأسى والفوضى، وهذا الفاصل بين الكرسي والشعب والذي يستغله بكفاءة الآخر، خصوصا بعد أن أصبح أقطاب الأمس الشيوعي والرأسمالي أكثر قربا من الفكر القيصري الإمبراطوري الذي يريد خيرات العالم له، عندها كل أعمالكم لن تكفي.

وقد ناقشنا ذلك في مقالات موسعة، إن التطبيع بعد الترامبية لم يعد إلا إضعافا وخسارة، الخسارة لمن يطبعون لأوهام لا يحققها الانتظار ويضعفون بسبب مكافحتهم لقيمهم وتراثهم ونخبتهم بما يسر الأعداء، لكنَّ الخيار اليوم وفرصته مفتوحة بين حلم العبد أن يشتري بدراهمه سيدا يعامله بلطف كما نفعل عمليا، أو يكون حرا سيدا عزيز قومه كما يجب أن تكونوا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات ترامب امريكا إمبراطورية ترامب مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الحقیقة أن

إقرأ أيضاً:

ما الأسلحة الأمريكية المستخدمة في الهجوم على المنشآت النووية في إيران؟

أنقرة (زمان التركية) – دخلت الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي-الإيراني، مستهدفة منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران. ويزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن “منشآت تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران قد دمرت بالكامل”.

وكان قد ذُكر سابقًا أن منشأة فوردو النووية، التي قيل إنها بنيت على عمق حوالي 100 متر تحت الأرض، لا يمكن ضربها إلا بقنابل خارقة للتحصينات الموجودة في مخزون الولايات المتحدة؛ وقد زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضًا أن “الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة في العالم القادرة على ضرب فوردو”.

بدأت وسائل الإعلام الأمريكية في نقل التفاصيل بعد الهجوم على المنشآت النووية في إيران. ويُزعم أن الولايات المتحدة ضربت فوردو، وهي الأهم من بين المنشآت النووية الثلاث في إيران، باستخدام 6 ذخائر خارقة للتحصينات، بينما تم تدمير المنشأتين الأخريين بـ 30 صاروخ توماهوك أطلقت من غواصات أمريكية في المنطقة.

وصرح شون هانيتي، مذيع فوكس نيوز، في برنامجه المباشر، بأنه تحدث للتو هاتفيًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأن ترامب أبلغه بأن 30 صاروخ توماهوك أُطلقت من غواصات أمريكية على بعد حوالي 645 كيلومترًا في الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية.

أشار هانيتي إلى أنه كان قد ذُكر سابقًا أن منشأة فوردو النووية الإيرانية تتطلب استخدام ما لا يقل عن قنبلتين من نوع GBU-57 A/B “Large Ordnance Penetrator” (قنابل خارقة للمخابئ)، لكنه علم من حديثه مع الرئيس الأمريكي أنه تم استخدام 6 ذخائر خارقة للتحصينات.

وذكر هانيتي أن “منشأتي نطنز وأصفهان، وهما المنشأتان النوويتان الإيرانيتان الأخريان الكبيرتان، قد دمرتا بـ 30 صاروخ توماهوك أطلقت من غواصات أمريكية على بعد حوالي 645 كيلومترًا”.

وزُعم أن 6 طائرات حربية إسرائيلية من طراز B-2 شاركت في الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الثلاث في إيران.

وفقًا لتقرير قناة 14 التلفزيونية الإسرائيلية، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لم يُذكر اسمه إن 6 قاذفات من طراز B-2 شاركت في الهجوم الأمريكي على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران.

وذكر المسؤول أن الرئيس الأمريكي ترامب أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتوقيت الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، واصفًا الهجوم الأمريكي على منشآت إيران النووية بأنه “ضربة قاتلة” لبرنامج البلاد النووي.

Tags: أمريكاإسرائيلإيرانالمفاعلات النوويةمفاعل فوردوواشنطن

مقالات مشابهة

  • عراقجي يحذر الولايات المتحدة: "جاهزون للرد مجددا"
  • سيناريوهات رد الولايات المتحدة على إيران بعد استهداف القواعد الأمريكية
  • إيران: الولايات المتحدة خانت الجهود الدبلوماسية والتاريخ لن يغفر أفعالها
  • إيران تهدّد بتفعيل خلايا نائمة داخل الولايات المتحدة 
  • التنسيق المحكم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الملف الإيراني من البديهيات
  • الولايات المتحدة تحذر من مستوى تهديد مرتفع بعد الضربات الأمريكية ضد إيران
  • محلل أميركي يتنبأ: تورط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران سيحطم إرث ترامب
  • ذا هيل: 5 نقاط بارزة بعد دخول الولايات المتحدة حربا مع إيران
  • ما الأسلحة الأمريكية المستخدمة في الهجوم على المنشآت النووية في إيران؟
  • تايم لاين| الولايات المتحدة تضرب منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران