اتسمت الـمـواجـهـة بين الـيمن والـولايات المتـحدة بطابع شامل ومتكامل، شمل الأبعاد العسـكرية والسيـاسية والاقتـصادية والإعـلامية والشـعبية. فعلى الصعيد العسـكري، تمكنت القـوات المسـلحة الـيمنية، بفضل الله تعالى، وما راكمته من خـبرة وقدرة، من التـصدي لكافة أشكال العـدوان الأمـريـكـي، حيث تم إسـقاط طـائـرات مـقـاتـلـة متـطورة، واستـهداف حاملات الـطـائـرات وإجبارها على الانسـحاب أو المناورة تفادياً للـضـربـات، فقدرة الـيمن على مقارعة الترسانة الأمريكية ـ بـما تحمله من أحدث ما أنتجته الصناعات الـحـربية ـ شكلت صدمة حقيقية للـبنتاغون، وأدخلت قـواته في حالة من الارتـباك والعجز الميداني.

اقتـصادياً، فإن التـهديد اليمـني باستـهداف النفـط الأمـريـكـي والسفن المرتبطة به، شكّل عاملاً ضاغطاً على الإدارة الأمـريـكـيـة، خصوصاً في ظل تصاعد التـوتر مع الصـين. وفي المقابل، أظهر الاقتصاد اليمـني قدرة فريدة على امتصاص الـصدمات وتـجاوز آثار الحـصار، رغم محاولات منـع دخول المشتقات النفطية واستهداف المـوانئ. وهكذا تحولت الكلفة المـالية على واشنطن إلى عبء يفوق المكاسب، ما أصابها بحالة من الإحبـاط الاستراتيجي.

سيـاسياً، نجحت الدبلوماسية الـيمنية في جـرّ أمـريـكـا إلى مسار تفـاوض غير مباشر، عبر الوساطة العـمانية، في تناقض صارخ مع الأهداف الأمـريـكـيـة المعلنة، التي كانت تسعى إلى فرض الاستـسلام على حكومة صنـعاء، وبذلك تمكنت صنعاء من تحـييد الدور الأمـريـكـي في دعم الـكـيـان الإسـرائيلي، في حين استمرت في تقديم الإسـناد لقطاع غـزة بلا تراجع.

إعـلامياً، وعلى الرغم من أن الدور الإعلامي لم يكن في المستوى المطلوب الا انه فقد استطاع الإعـلام الـيمني مواكبة التـطورات، ودحض الـمزاعم الأمـريـكـيـة والإسـرائيلية، وكشف فشل الضربات العسكرية عبر تغطيات تـوثيقية مـستمرة. وقد أدى ذلك إلى كسر حالة الاحـتكار الأمـريـكـي في صـناعة الرأي العام، لا سـيما داخل الفضاء العـربي.

شـعبياً، راهنت امـريـكـا والـكـيـان  على أن استـهداف البنية التحتية والمنشآت الحيوية واسـتـهـداف المدنيين سيـؤدي إلى انكسار الجـبهة الداخلية، لكن الخروج الشـعبي المتكرر والفعـاليات الأسبوعية الكبرى، أثبتت فشل هذا الرهان. فـالـروح المعنوية بقيت صـامدة، والإرادة الشـعبية كانت حاضرة بـقوة في كل ميدان.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

عاصفة في الخليج.. ترامب يشعل فتيل نزاع التسمية وتداعياته القانونية والسياسية!

بقلم: د. أيمن سلامة
‏أستاذ القانون الدولي العام، الزائر بأكاديمية ناصر‏

القاهرة (زمان التركية)ــ في خطوة من شأنها أن تزيد من حدة التوتر الإقليمي، يتردد بقوة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعتزم إعلان تبني تسمية “الخليج العربي” حصريًا خلال زيارته المرتقبة لدول الخليج العربية. هذه الخطوة، التي تبدو ظاهريًا بسيطة، تحمل في طياتها تداعيات قانونية وسياسية عميقة، وتعيد إلى الواجهة صراعًا تاريخيًا حول هوية هذا المسطح المائي الاستراتيجي.

فبينما يصر العرب على تسميته “الخليج العربي” انطلاقًا من حقيقة وجودهم التاريخي والجغرافي على امتداد سواحله، تتمسك إيران بشدة بتسمية “الخليج الفارسي” باعتبارها التسمية التاريخية والأكثر قدمًا في الوثائق والخرائط القديمة. هذا الخلاف اللغوي لم يبق حبيسًا للجدالات الثقافية والإعلامية، بل تحول إلى ساحة للتجاذبات السياسية الحادة، حيث يعتبر كل طرف في التسمية اعترافًا بسيادته ونفوذه في المنطقة.

على الصعيد القانوني، تعتمد الأمم المتحدة والعديد من الخرائط الدولية تسمية “الخليج الفارسي” كلغة محايدة وتاريخية.
إلا أن إعلان دولة كبرى مثل الولايات المتحدة تبني تسمية “الخليج العربي” رسميًا سيشكل سابقة قد تدفع دولًا أخرى إلى اتخاذ مواقف مماثلة، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار في المصطلحات الجغرافية المعتمدة دوليًا.

أما على الصعيد السياسي، فإن هذه الخطوة من قبل ترامب، إذا ما تأكدت، ستُفسر حتمًا على أنها انحياز واضح للرواية العربية ودعم لمواقف دول الخليج في مواجهة إيران.

إن تبني تسمية “الخليج العربي” من قبل شخصية سياسية بارزة بحجم ترامب ليس مجرد تغيير في مصطلح جغرافي، بل هو تحرك سياسي وقانوني يحمل في طياته بذور نزاعات مستقبلية وتأثيرات جيوسياسية لا يمكن تجاهلها. يبقى السؤال: هل ستشعل هذه التسمية عاصفة دبلوماسية وقانونية في الخليج؟

Tags: الخليج العربيالخليج الفارسيترامبزسارة ترامب الى السعودية

مقالات مشابهة

  • تحذير خطير .. السفارة الأمريكية: أوكرانيا تتعرض لهجوم جوي كبير
  • مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
  • صائد الطائرات الصيني .. كيف تمكنت باكستان من إسقاط المقاتلات الهندية؟
  • نيويورك تايمز: المواجهة العسكرية بين الهند وباكستان تتصاعد بشكل خطير
  • صائد الطائرات الصيني.. كيف تمكنت باكستان من إسقاط المقاتلات الهندية؟
  • الحوثي: العدو الإسرائيلي والأمريكي فشلا في مواجهة القدرات العسكرية اليمنية
  • كتائب حزب الله العراقية: البحرية الأمريكية وجدت نفسها عالقة في وحل المواجهة مع رجال الله في اليمن
  • مجلس النواب يستهجن حالة العجز والصمت العربي الإسلامي ويدعو الشعوب الحرة للتنديد بالجرائم الصهيونية الأمريكية
  • عاصفة في الخليج.. ترامب يشعل فتيل نزاع التسمية وتداعياته القانونية والسياسية!