سواليف:
2025-08-12@12:05:22 GMT

نحن معك يا باكستان

تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT

#سواليف

نحن معك يا #باكستان

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في زمنٍ تهاوت فيه المواقف، وسقطت فيه الأقنعة، وارتبكت فيه البوصلة السياسية والأخلاقية، يطل علينا مشهد الصراع المتجدد بين الهند وباكستان، لا كصراعٍ حدودي فحسب، بل كمرآة مكشوفة لانقسام العالم بين من يدافع عن الكرامة ومن يتاجر بها، بين من يصطف مع الحق، ومن يعانق الباطل طمعًا أو جبنًا أو نفاقًا.

مقالات ذات صلة إسرائيل تقتل 15 فلسطينيا بينهم أسرة كاملة بقصف على غزة / شاهد 2025/05/11

لم تكن باكستان دولةً مثالية، ولم تدّعِ ذلك، لكنها اليوم تمثل في عيون الأحرار آخر ما تبقى من صوت إسلامي يمتلك القوة والنية لمواجهة الغطرسة الهندية، المدعومة من قوى الاستكبار العالمي. الهند، بقيادة قومييها الهندوس المتطرفين، لا تريد سلامًا ولا استقرارًا، بل تسعى لابتلاع ما تبقى من كشمير، وتحويل المسلمين هناك إلى أقليات مسحوقة في وطنهم المحتل. إنها حرب صامتة تُشن منذ عقود، لكنها الآن تُدار بوجه سافر وسلاح فتاك، وسط صمت دولي مشين، وتواطؤ من أنظمة عربية استمرأت الانبطاح.

والسؤال المرّ: من سيقف مع باكستان في معركتها المصيرية؟
الغرب المتوحش، الذي طالما كافأ المعتدين وأدار ظهره للمظلومين، لن يسمح بانتصار دولة مسلمة تملك الإرادة النووية والقرار المستقل. فكما حاصروا
اليمن وقصفوا العراق، وخنقوا سوريا، فإنهم سيقفون بكل ما أوتوا من أدوات لمنع باكستان من فرض معادلة جديدة في جنوب آسيا.

لكن الأدهى من ذلك، أن تُصدم الأمة بمن يصطف من “أبنائها” إلى جانب العدو. نعم، هناك مؤشرات واضحة على أن بعض الأنظمة العربية المطبعة ستجد لنفسها موقعًا إلى جوار الهند، تحت لافتات المصالح، والشراكات الاقتصادية، والخطاب الزائف بـ”عدم التدخل”. وستصمت إيران، أو تحسب مواقفها على ميزان الطائفية البغيضة. بل قد تصطف – ويا للسخرية – في معسكر واحد مع إسرائيل، ضد باكستان التي كانت دومًا إلى جانب الشعوب المسلمة المقهورة.

الهند اليوم تجد الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى فيها حليفًا استراتيجيًا لمواجهة الصين، وفرنسا التي تربطها بها مصالح تسليحية ضخمة، وإسرائيل التي تنسّق معها أمنيًا وتكنولوجيًا، وبعض الدول العربية المطبّعة التي لا ترى إلا مصالحها الضيقة وتحالفاتها مع الغرب.

لكن في الجهة المقابلة، هناك شعوب لا تُشترى. هناك وعي شعبي عربي يزداد اتساعًا، يرى في باكستان اليوم رمزًا للصمود، وامتدادًا للقضايا الكبرى التي خذلتها الأنظمة، من فلسطين إلى البوسنة، ومن اليمن إلى كشمير.
وهناك دول لا تزال تحافظ على مواقفها المشرّفة رغم الضغوط، مثل تركيا التي أعلنت مرارًا دعمها لحقوق الكشميريين، وماليزيا التي لم تتردد في إدانة السياسات الهندية، وقطر التي تحتفظ بعلاقات قوية مع باكستان، والجزائر التي يُعرف عنها دعمها التقليدي لحركات التحرر، وأذربيجان التي عبّرت بوضوح عن تضامنها.

هذا الوعي لا يُخدع بالدعاية، ولا يُسكت بالصمت الرسمي. بل بدأ يعبّر عن موقفه بوضوح: “نحن مع باكستان، لأنها تدافع عن المظلومين، وتقف في وجه المشروع الصهيوني – الهندوسي – الغربي الممتد”.

ونحن نعلم يقينًا، أن الصين وروسيا وتركيا وبعض الأحرار من العرب، لن يقفوا متفرجين، بل سيدعمون باكستان بما تستطيع أيديهم. فالصراع ليس حدوديًا فقط، بل حضاري، أخلاقي، وإنساني بامتياز.
إنه اختبار آخر للمواقف، يُفرز بين من لا يزال حرًا، ومن اختار العبودية طوعًا.

في هذا الشرق الأوسط الجديد، لن تُقاس الدول بحجم اقتصاداتها، بل بمواقفها.
ومن يظن أن الصمت حياد، فهو شريك في الجريمة.
ومن يقف مع الظالم، سيسقط معه مهما طال الزمن.
وحدهم الأحرار، من يحجبون عار الهزيمة بمواقفهم النبيلة، ويعيدون إلى الأمة شيئًا من كرامتها المهدورة.

يا باكستان…
لسنا أغنياء سلاح، لكننا نملك سلاح الوعي والكلمة.
لسنا أصحاب قرار، لكننا أصحاب قضية.
وسنقولها بملء الصوت: نحن معكِ، لأنك تقاتلين من أجلنا جميعًا.

نحن معك يا باكستان
لأنك جبهة الصد، وحصن الكرامة، وصوت الذين لا صوت لهم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف باكستان نحن معک نحن مع

إقرأ أيضاً:

باكستان وأميركا تواصلان المحادثات التجارية

تواصل باكستان والولايات المتحدة محادثاتهما بشأن اتفاق تجاري يتضمن التزامات استثمارية من واشنطن، في خطوة تعكس سعي إسلام آباد إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم الانتقادات التي تحيط بهذه التوجهات في ظل حساسية الملف التجاري بين البلدين.

وقال وزير الدولة للشؤون المالية الباكستاني، بلال أظهر كاياني، في مقابلة لتلفزيون بلومبيرغ، إن "الاتفاق مع مزيد من التفاصيل سيتم التفاوض عليه ومناقشته في الأشهر المقبلة"، مضيفا أن باكستان تسعى إلى الحصول على تعريفات جمركية أفضل، على بعض الصادرات الرئيسية إلى أميركا، إلى جانب تأمين التزامات استثمارية في قطاعات حيوية، مثل الطاقة والمناجم والمعادن.

وأوضح كاياني، أن بلاده تأمل في "مواصلة هذه المناقشات" مُقبلا، مشيرا إلى أن المحادثات تشمل كذلك زيادة فرص دخول المنتجات الأميركية إلى السوق الباكستانية، وخفض الحواجز غير الجمركية، وتبسيط ما يعرف بـ"قواعد المنشأ".

ووفق بيانات 2024، تُعد الولايات المتحدة أكبر سوق للصادرات الباكستانية، حيث تجاوزت قيمة هذه الصادرات 5 مليارات دولار سنويا، بينما بلغت واردات باكستان من أميركا نحو 2.1 مليار دولار.

قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يعتزم زيارة واشنطن للمرة الثانية في شهرين ما يعكس تقاربا بين البلدين (أسوشيتد برس)

وأشار كاياني إلى أن باكستان نجحت في الحصول على نسبة رسوم جمركية تبلغ 19%، وهي أقل بكثير من النسبة البالغة 29% التي فرضها ترامب في البداية، وأدنى مما تدفعه دول جنوب آسيا الأخرى مثل الهند وبنغلاديش.

ويأتي هذا التطور في وقت يقوم فيه قائد الجيش الباكستاني، المشير عاصم منير، بزيارته الثانية إلى أميركا في أقل من شهرين، في مؤشر على تقارب متنام بين الجانبين على المستويين العسكري والاقتصادي.

إعلان

وكان ترامب قد أعلن الشهر الماضي، لدى كشفه عن الخطوط العريضة للاتفاق التجاري، أن أميركا ستعمل مع باكستان على تطوير "احتياطياتها النفطية الهائلة"، مؤكدا أن واشنطن بصدد اختيار شركة نفط لقيادة هذه الشراكة، وهو ما أثار تساؤلات في الأوساط الاقتصادية عن جدوى مثل هذه المشاريع في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه باكستان.

هذا المسار التفاوضي، رغم ما يحمله من وعود بزيادة الاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري، يظل محاطا بقدر من عدم اليقين، خصوصا في ظل ما تعتبره بعض الدوائر الاقتصادية "اعتمادا مفرطا" على وعود الإدارة الأميركية، والتي قد تتأثر سريعا بتقلبات السياسة الداخلية في واشنطن أو المستجدات الجيوسياسية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • مادونا للبابا: تعال إلى غزة.. كأم لا أستطيع تحمل معاناة الأطفال هناك
  • جيش باكستان يقتل 50 مسلحا قرب الحدود الأفغانية
  • الهند تتهم باكستان بالتلويح بالحرب وبعدم المسؤولية
  • باكستان وأميركا تواصلان المحادثات التجارية
  • هزم الوداد المغربي بركلات الترجيح.. الزعيم بطلاً لكأس الأحرار
  • شاهد.. السد القطري يفوز على الوداد المغربي وديا
  • هل هناك فتاوى يجب أن تقتصر على زمان معين فقط؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • “الأصول المجمدة والشراكة والاستقرار”.. سفير واشنطن في لقاء خاص مع الأحرار
  • خروج قطار عن مساره جراء انفجار في باكستان
  • البريقة تصرح للأحرار بشأن وقود العاصمة: المخزون مطمئن