شلاتين مدينة الإبداع.. صالون ثقافي ومسرح أسود بالملتقى الثقافي للشباب
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
شهد قصر ثقافة الشلاتين فعاليات اليوم الثاني من الملتقى الثقافي للشباب تحت عنوان: "شلاتين مدينة الإبداع بين الماضي والحاضر والمستقبل"، وسط حضور رسمي وثقافي كبير، وتنوع في الأنشطة الفنية والأدبية التي أضاءت سماء المدينة الحدودية.
5 مليون جنيه.. احالة 3 موظفين بمستشفى بالبحر الأحمر للمحاكمة التأديبية
تقام الفعاليات برعاية أ.د. أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبتعاون مثمر بين الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، والمجلس الأعلى للثقافة تحت إشراف أ.د. أشرف العزازي الأمين العام للمجلس.
ويأتي ذلك في إطار دعم الدولة للمواهب في المناطق الحدودية والنائية، وبتنظيم الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية.
صالون ثقافي يعكس هوية شلاتين ويكرّم المبدعينانطلقت الفعاليات بكلمة ترحيبية من اللواء محمد البنا رئيس مدينة الشلاتين، أكد فيها على أهمية الثقافة في بناء المجتمع والحفاظ على الهوية المحلية، مشيرًا إلى أن التنوع الثقافي مصدر قوة وثراء.
كما تحدثت د. إيمان نجم رئيس الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات بالمجلس الأعلى، عن سعادتها الغامرة بروح الثقافة والهوية الوطنية التي تميزت بها فعاليات الملتقى، مشيدةً بإقبال أهالي شلاتين على الثقافة والفن، وتم خلال اللقاء تكريم أ. محمد رجب مدير عام فرع ثقافة البحر الأحمر على جهوده المتميزة في دعم الفعاليات والمسابقات الثقافية.
كلمة الوعظ والشعر تلامس وجدان الحضورشارك الشيخ أحمد مصطفى من إدارة وعظ الشلاتين بكلمة تحدث فيها عن دور الثقافة في تعزيز التسامح والحب والوفاء داخل المجتمعات، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين."
وأكد علي رضا، موجّه بإدارة الشلاتين الأزهرية، أن الثقافة هي الركيزة الأساسية لبناء الإنسان الواعي.
كما ثمّن الشيخ أحمد عبد الله الحجاجي – الراعي الرسمي للملتقى الثقافي – الجهود المبذولة، مؤكدًا حرصه على دعم وتشجيع الموهوبين في شلاتين.
وتضمنت الفعالية قراءات شعرية مؤثرة، منها قصيدة "كان حلم" للدكتور صابر عبد الحفيظ، وقصيدة "أكاد إليكِ" للدكتورة سحر كرم، وأدارت الصالون الثقافي باقتدار أ. كريمة سعيد، مدير العلاقات العامة.
مسرح أسود يعكس الإبداع الطفوليواختتم اليوم الثقافي بعروض المسرح الأسود بقيادة المخرج الفنان شعبان أبو الفضل، حيث قدم أطفال شلاتين عروضًا مبهرة حملت عناوين: "علمونا في مدرستنا"، "لما القلب يدق"، "سموكة"، "الدنيا برد يا عم خليل"، "اتفضل قهوة"، وختامًا عرض الحروف.
وفي نهاية الصالون، تم تكريم المشاركين وتوزيع شهادات التقدير، وسط أجواء احتفالية أظهرت مدى تفاعل الجمهور مع الفن والثقافة، وعمق الانتماء لهوية الجنوب المصري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الاحمر الغردقة الشلاتين قصر ثقافة الشلاتين جنوب البحر الاحمر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال سوق الحلبوني
الدوحة – في مدننا العربية، تتوزع أسواق الكتب القديمة كعلامات حية على ذاكرة الثقافة الشعبية؛ من سور الأزبكية في القاهرة، إلى شارع المتنبي في بغداد، وسوق الكتبيين في تونس، والرصيف الثقافي في بيروت وصولا إلى ساحة باب زويلة في المغرب.
فضاءات ثقافية عديدة تشكلت جميعها خارج مؤسسات الدولة، واحتضنت لعقود أصواتا فكرية متباينة وكتبا نادرة، وكانت بمثابة محطات لإنتاج وتداول الوعي في أوساط القراء والمثقفين.
ووسط هذا المشهد، برز سوق الحلبوني الدمشقي بوصفه المعادل السوري لهذه الأسواق، حيث كانت الأكشاك والمكتبات الصغيرة في قلب دمشق تبيع كتبا مستعملة ومترجمة، وتوفر مساحة لنقاش فكري مفتوح.
واليوم، تعود مكتبات سوق الحلبوني للمشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب لأول مرة منذ أكثر من عقد، في خطوة رمزية تعيد تأكيد حضور الثقافة السورية كمكون أصيل في المشهد الثقافي العربي، وكصوت لا يزال قادرا على الكلام رغم العزلة والصمت.
مشاركة مكتبات سوق الحلبوني في المعرض لها دلالات كثيرة أهمها رغبة المكتبات السورية في استعادة دورها الثقافي والتجاري على الساحة العربية والدولية، وإظهار التزامها بتعزيز التواصل الثقافي وتبادل المعرفة، خاصة في ظل التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية.
كما أن هذه المشاركة بعد سقوط النظام في سوريا تعد مؤشرا على تحولات في المشهد الثقافي العربي، وخصوصا فيما يتعلق بإعادة إدماج سوريا تدريجيا في الفضاءات الفكرية، حيث ينظر إلى مكتبات الحلبوني على أنها نوع من التمثيل الرمزي لعودة الثقافة السورية المستقلة إلى المحافل العربية.
وحول هذه المشاركة، قال فؤاد يعقوب، المشرف على جناح مكتبات سوق الحلبوني في معرض الدوحة الدولي للكتاب، وأحد أصحاب دور النشر السورية المشاركة، إن مشاركة هذا العام تحمل طابعا استثنائيا ومميزا، نظرا لكونها تأتي في سياق مرحلة ما بعد الحرب، وتحرير البلاد من تداعياتها، الأمر الذي أضفى على الحضور السوري في المعرض نكهة خاصة تمزج بين الثقافة والإصرار على الحياة.
إعلانوأضاف، في تصريح خاص للجزيرة نت، أن وزارة الثقافة القطرية بذلت جهدا واضحا وملموسا في تصميم جناح سوق الحلبوني ليحاكي السوق الدمشقي الشهير، حيث تم العمل على خلق بيئة بصرية وأجواء معمارية تحاكي الطابع التراثي القديم لسوق الحلبوني، المعروف تاريخيا بأنه قلب الحركة الثقافية النشطة في دمشق.
وأشار إلى أن جناح سوق الحلبوني في المعرض يضم 8 مكتبات و12 دار نشر، ما يعكس التنوع والغنى الذي تتميز به الحركة النشرية السورية، أما على مستوى المشاركة السورية الشاملة في معرض الدوحة للكتاب، فقد بلغ عدد دور النشر المشاركة 36 دار نشر سورية، تغطي طيفا واسعا من المواضيع الفكرية والأدبية والتعليمية، مما يبرز عودة الحراك الثقافي السوري إلى الساحة العربية والدولية بقوة وثقة.
وقال الكاتب والمؤلف القطري سعود علي الشمري إن هذه المشاركة المتميزة لسوريا من خلال مكتبات سوق الحلبوني تمثل مرحلة مهمة للوعي الثقافي العربي بحضور تراث كبير ومتميز مثل التراث السوري المعروف، مؤكدا أن عودة دمشق إلى هذا المحفل بعد 14 عاما من الغياب ليست مجرد حضور رسمي، بل هي استعادة لصوت معرفي كان غائبا عن واحدة من أهم التظاهرات الثقافية في المنطقة.
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، عبر الشمري عن سعادته البالغة برؤية مكتبات سوق الحلبوني السورية حاضرة بجناحها المميز داخل أروقة المعرض، قائلا:
"نشأنا على كتب هذه المكتبات، وتربى وعي كثير من المثقفين العرب على رفوفها، فقد كانت وما تزال منارات معرفية لا تقدّم سلعة، بل تصوغ وعيا، لذلك، فإن عودتها اليوم إلى الدوحة هي بمثابة عودة للروح الثقافية السورية بكل ما تحمله من عمق وتنوع".
وقال إن مكتبات الحلبوني لها مكانة خاصة في الذاكرة الثقافية العربية، إذ كانت ولا تزال تزود القارئ العربي بأمهات الكتب والدوريات الفكرية، وكانت مركزا حقيقيا لتداول الفكر الجاد، وهي ليست مجرد سوق للكتب، بل مؤسسة ثقافية ساهمت في صياغة الوعي العربي لعقود.
إعلانوأضاف أنه من المهم أن ندرك أن غياب سوريا عن المشهد الثقافي العربي لم يكن غيابا إراديا، بل نتيجة ظروف استثنائية، لكن الثقافة بطبيعتها لا تعترف بالعزلة، بل تبحث عن الضوء، وها هي اليوم تعود بكتبها ومؤلفيها وذاكرتها لتقول إن الكتاب هو أول العائدين.
وتابع الشمري: إن ما تتضمنه مكتبات سوق الحلبوني في المعرض من كتب في الفلسفة والتاريخ والدراسات الفكرية والرواية يؤكد أن المنتج الثقافي السوري لم يتوقف، بل ظل ينبض رغم الغياب، وهذا ما يميز الثقافة السورية وهو قدرتها على التجدد والاستمرار حتى في أحلك الظروف.
ثراء وتنوعوحول مشاركة مكتبات سوق الحلبوني في المعرض، أشادت الكاتبة القطرية موزة آل إسحاق، في تصريح خاص للجزيرة نت، بهذه المشاركة المتميزة من خلال هذا السوق التراثي موضحة أنها تعتبر خطوة مهمة في سبيل عودة اندماج التراث والثقافة السورية في المحيط العربي والدولي بعد سنوات من العزلة والحروب.
وتابعت: الحضور السوري لطالما كان ركيزة أساسية في معارض الكتب العربية، لما تحمله الثقافة السورية من ثراء وتنوع في مجالات الأدب والفكر والتاريخ ومن هنا تبرز أهمية المشاركة السورية بهذا الشكل المميز.
وأضافت: "سوريا ليست مجرد دولة عادت إلى المعرض، بل هي ذاكرة ثقافية غابت قسرا، وها هي اليوم تعود لتقول إن الثقافة لا تموت، وإن الكتاب ما زال جسرا مفتوحا بين الشعوب رغم كل ما مرت به من أزمات".
وأشارت آل إسحاق إلى أن مكتبات سوق الحلبوني المشاركة في المعرض تمثل جزءا من تراث دمشق الثقافي العريق، وهي تحضر اليوم محملة بكتب صنعت وعي أجيال من القراء العرب، وقالت: المثقف السوري ظل طوال سنوات الغياب يكتب وينشر، وصوته لم ينكسر، وعودته اليوم إلى فضاء عربي كمعرض الدوحة هي بمثابة إعادة الاعتبار لهذا الصوت.