قمة بغداد 2025: تألق دبلوماسي عراقي وسط تحديات الحملات الإعلامية
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
12 مايو، 2025
بغداد/المسلة:
ليث شبر
القمة العربية المقرر عقدها في بغداد يوم 17 مايو 2025 تمثل حدثًا تاريخيًا ومحطة دبلوماسية بارزة تعكس عودة العراق القوية إلى الساحة الإقليمية بدور محوري وريادي. هذه القمة، التي ستكون الرابعة والثلاثين في تاريخ جامعة الدول العربية، تأتي نتيجة جهود حثيثة بذلتها الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبإشراف مباشر من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين، لضمان تنظيم حدث يليق بمكانة العراق وتاريخه العريق.
إن اختيار بغداد لاستضافة هذا الحدث ليس مجرد قرار إداري، بل تأكيد على استقرار العراق السياسي والأمني، وثقة الأشقاء العرب بدوره المحوري في تعزيز التضامن والتعاون العربي.
ورغم الأهمية الكبيرة لهذه القمة، فقد أثارت دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لحضورها جدلًا واسعًا، مصحوبًا بحملة إعلامية مكثفة استهدفت تسفيه انعقاد القمة وتشويه صورة رئيس الوزراء العراقي. هذه الحملة، التي قادتها أطراف معروفة بموالاتها لأجندات خارجية، حاولت استغلال الدعوة الموجهة للشرع لإثارة الفتنة الطائفية وإضعاف اللحمة الوطنية العراقية، بل وذهبت بعض الأصوات إلى حد إطلاق تهديدات مباشرة ضد الرئيس السوري. كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي حملات منظمة لإضعاف الموقف الحكومي .
هذه التحركات لا تعكس إلا محاولات يائسة لإفشال الحدث وتقويض الجهود الدبلوماسية العراقية التي تهدف إلى جمع الأشقاء العرب حول طاولة الحوار.
إن موقفنا كعراقيين يجب أن يكون واضحًا وثابتًا في دعم هذه القمة والإشادة بالجهود المبذولة من جميع المؤسسات الحكومية، بما في ذلك وزارة الخارجية، مجلس الوزراء، أمانة بغداد، والأجهزة الأمنية، التي عملت بتناغم لضمان نجاح الحدث.
لقد أكدت التحضيرات اللوجستية والفنية والإعلامية، التي تمت مراجعتها في الاجتماعات التحضيرية المتعددة، على مستوى الاحترافية والجدية في تنظيم القمة. ومن واجبنا كشعب عراقي، المشهور بالكرم الحاتمي والضيافة الأصيلة، أن نقف موقفًا وطنيًا موحدًا، نرحب فيه بضيوفنا من القادة العرب بكل فخر واعتزاز، ونعبر عن دعمنا الكامل للحكومة في مساعيها لإنجاح هذا الحدث.
إن القمة العربية في بغداد ليست مجرد مناسبة دبلوماسية، بل فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي، ومناقشة قضايا محورية مثل القضية الفلسطينية، وأزمات المنطقة في سوريا، ليبيا، واليمن. أما حضور الرئيس السوري أحمد الشرع، بغض النظر عن الجدل المثار، فإنه يمنح سوريا فرصة لعرض رؤيتها الجديدة، ويعكس التزام العراق بسياسة الانفتاح والحوار مع جميع الأطراف.
أحبتي علينا أن نرتقي فوق الخلافات الضيقة وأن نكون على قدر المسؤولية الوطنية، مؤكدين أن بغداد، عاصمة التاريخ والحضارة، ستظل ملتقى الأشقاء ومنارة للوحدة العربية.
فلنكن يدًا واحدة، ندعم بلدنا الحبيب، ونظهر للعالم أن العراق قادر على استضافة قمة ناجحة تعزز مكانته الإقليمية، وتؤكد دوره كجسر للتواصل والتعاون بين الأمم العربية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
بغداد تستعد لاستضافة القمة العربية: إشارات على عودة العراق لدوره المحوري
مايو 11, 2025آخر تحديث: مايو 11, 2025
المستقلة/- من المقرر أن يصل إلى العاصمة بغداد اليوم الأحد وفد رفيع من جامعة الدول العربية، يرافقه عدد من السفراء العرب المندوبين الدائمين لدى الجامعة. ويأتي هذا التحرك في إطار التحضيرات الجارية لاستقبال القمة العربية التي ستنعقد في السابع عشر من مايو الجاري، والتي تتطلب اجتماعات تحضيرية لكبار المسؤولين ووزراء الخارجية العرب بهدف التوافق على جدول أعمال القمة المرتقبة.
ويعتبر وصول هذا الوفد إلى بغداد بمثابة إشارة قوية على عودة العراق إلى الساحة الإقليمية والدولية، في وقت يشهد فيه العراق تحسنًا ملموسًا في علاقاته مع دول المنطقة. وأكد السفير العراقي في القاهرة، قحطان خلف الجنابي، في تصريح لمراسلة “الصباح”، أن وفد الأمانة العامة للجامعة العربية والمندوبين الدائمين سيصلون اليوم تمهيدًا لانطلاق اجتماعات كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي يوم غدٍ الاثنين.
تحضيرات القمة وتفاصيل البرنامج الثقافيفي خطوة مميزة، أعدت وزارة الثقافة العراقية برنامجًا خاصًا يتضمن فعاليات ثقافية وفنية تهدف إلى تسليط الضوء على عمق الحضارة العراقية ومكانتها التاريخية، بما يليق بسمعة العراق ودوره القيادي في استضافة القادة العرب. هذه الفعاليات ستكون جزءًا من التحضيرات التي تهدف إلى التأكيد على الدور الدبلوماسي النشط الذي يقوده العراق في الوقت الراهن.
ومن المتوقع أن تستعرض القمة العربية المقبلة عددًا من القضايا الاستراتيجية الهامة التي تشغل بال الدول العربية. من بين هذه الملفات: تطورات القضية الفلسطينية، التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدول العربية، فضلاً عن سبل تعزيز التعاون في مجالات الأمن والطاقة والاستثمار. كما سيكون تعزيز البنى التحتية والعمل العربي المشترك على جدول الأعمال.
العراق ومكانته الجديدة في الساحة العربيةيرى مراقبون أن استضافة بغداد للقمة العربية تُعد بمثابة علامة بارزة في تاريخ العراق الحديث. فبعد سنوات من التحديات الأمنية والسياسية، يعود العراق اليوم ليأخذ مكانه الطبيعي في الساحة العربية، مما يعكس تنامي الثقة الإقليمية والدولية به. هذه الخطوة تُعتبر بمثابة اعتراف بقدرة العراق على تعزيز الاستقرار الإقليمي والمساهمة الفعالة في جهود التنسيق العربي.
الدبلوماسية العراقية الحالية، التي تقودها الحكومة العراقية، تتبنى نهجًا مفتوحًا يبعث برسائل تهدئة إلى جميع الأطراف الإقليمية، وهو ما يعزز من دور العراق كحلقة وصل بين الشرق والغرب، ويساهم في تعزيز استقراره ودوره القيادي في المنطقة.
ملفات القمة: آفاق التعاون والتنميةتتجه الأنظار إلى القمة العربية المقبلة باعتبارها منصةً مهمة لدفع العمل العربي المشترك. حيث من المتوقع أن تُناقش القضايا الاقتصادية والاجتماعية بشكل موسع، بما في ذلك سبل مواجهة التحديات الاقتصادية المشتركة، وتعزيز التعاون في مجالات الأمن والطاقة. كما يُتوقع أن تتطرق القمة إلى موضوعات تهم الدول العربية في مجالات الاستثمار والبنى التحتية، مع التأكيد على تعزيز التكامل بين الدول الأعضاء.
ويُعتبر تعزيز التعاون العربي في هذه المجالات ضرورة ملحة في ظل التحديات الراهنة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية وتداعيات الأزمات الاقتصادية التي تمر بها بعض الدول العربية. ويتوقع أن يكون هناك إقرار لمبادرات تهدف إلى تحفيز الاقتصاد العربي وتحقيق التنمية المستدامة.
العراق: داعم للعمل العربي المشتركإن انعقاد القمة العربية في بغداد ليس مجرد حدث سياسي، بل هو رمز للعودة القوية للعراق على الساحة الإقليمية والدولية. العراق الذي يواجه تحديات كبيرة على المستوى الداخلي، يظل يمثل عنصرًا أساسيًا في تعزيز العمل العربي المشترك، وهو ما يظهر من خلال استعداداته المكثفة لاستضافة القمة وضمان نجاحها.
وإضافة إلى القضايا السياسية والاقتصادية، ستكون هذه القمة فرصة حيوية لإعادة ترسيخ مكانة العراق كداعم رئيسي لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة العربية.