يمانيون../
أكد الخبير اللبناني والمتخصص في الشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد هزيمة، أن اليمن أصبح اليوم بوابة التحولات الاستراتيجية في المنطقة، وفرض واقعًا جديدًا على القوى الإقليمية والدولية، بعد أن نجحت قواته المسلحة في تغيير قواعد الاشتباك عبر ضربات عسكرية نوعية وحصار بحري وجوي أربك حسابات العدوّ الصهيوني وحماته.

واعتبر هزيمة أن زيارة المجرم دونالد ترامب المرتقبة إلى السعودية والإمارات وقطر ليست سوى محاولة للهروب من هزيمة واشنطن أمام صنعاء وغزة، والسعي لتعويض الفشل العسكري بمكاسب اقتصادية عبر ابتزاز أنظمة الخليج وإرغامها على دفع التريليونات لشراء رضا الداخل الأمريكي.

وأضاف هزيمة: “أمريكا باتت اليوم أمام حقيقة ساطعة، وهي أن المواجهة مع اليمن لم تعد في متناول اليد، رغم ما تمتلكه من حاملات طائرات وبوارج حربية، الأمر الذي دفع المجرم ترامب صاغرًا للتفاوض مع صنعاء وغزة، والاعتراف عمليًا بقوة محور المقاومة”.

وأشار إلى أن الميدان هو من يصنع السياسة، مشددًا على أن أمريكا اضطرت مؤخرًا لعقد اتفاق مباشر مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأمريكية، متجاوزة تصنيفات الإرهاب التي طالما لوّحت بها، وهو ما يُثبت أن موازين القوى باتت تميل لصالح المقاومة.

وفي سياق متصل، اعتبر هزيمة أن الأنظمة الخليجية، وعلى رأسها النظام السعودي، لا تملك قرارها، ولا تستطيع إدارة أمنها، حيث وجدت أسرة آل سعود لخدمة المشروع الأمريكي في المنطقة، فيما يعيش الشعب في الحجاز والقطيف أوضاعًا مزرية في ظل غياب الخدمات والتنمية.

وأوضح الخبير الاستراتيجي أن ترامب يستهدف من زيارته المقبلة إلى الخليج انتزاع المزيد من الأموال، ولن يتوقف عند السعودية والإمارات وقطر، بل سيمتد الضغط لبقية الأنظمة التي نصبها الأمريكي لإدارة مصالحه في المنطقة.

وختم الدكتور هزيمة بالتأكيد على أن اليمن اليوم يشكّل الرقم الأصعب في معادلة الصراع، مستندًا إلى قوة شعبه ومقاومته، بعكس أنظمة التبعية العربية التي باتت خارج معادلة الفعل السياسي والعسكري، والدليل أن قضية غزة ليست ضمن أولويات ضيفهم الأمريكي ولا ضمن أجندات حكامهم.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خطاب القائد وفشل العدوان الأمريكي على اليمن

يمانيون/ كتابات/ عبدالمؤمن محمد جحاف

في خطابٍ ناريٍّ مليء بالتحذيرات والتفاصيل الميدانية والسياسية والعسكرية، قدم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله”  قراءة عميقة وتحليلًا سرديًا شاملاً لمستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة والتطورات الإقليمية والدولية ،أيضاً ليُذكّر العالم بأن جريمة القرن لا تزال تُرتَكَب يوميًا في غزة، تحت سمع وبصر “أمةٍ غائبة” و”نظامٍ دوليٍ عاجز”. فقد جاء خطابه في 8 مايو/أيار 2025م (10 ذو القعدة 1446هـ) ليُحاسب الضمير الإسلامي أولًا، قبل أن يُسجل انتصارات اليمن العسكرية ضد أمريكا وإسرائيل، ويكشف فشل العدوان الأمريكي في كسر إرادة صنعاء.
وفي زمن تتداعى فيه القيم ويُختبر فيه الإيمان الحقيقي، أطل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في هذه الكلمة المفصلية تمثل جرس إنذار أخلاقي وانساني  تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، وتجاه صمت الأمة المتخاذل أمام مشهد دموي مباشر يُبثّ للعالم على الهواء.

العدوان على غزة.. استمرار الجريمة أمام تفرج العالم

لم تكن كلمات السيد القائد مجرد توصيف لحالة طارئة، بل شهادة تاريخية على “جريمة القرن”، كما أسماها، التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة على مدى 19 شهرًا من المجازر المتواصلة. فالعدو الإسرائيلي، كما أوضح السيد القائد، لم يترك فرصة لحياة الفلسطينيين، لا في المساجد ولا في المستشفيات ولا في البيوت. مشاهد الإبادة، التي كانت تُعرف في التاريخ بعد سنوات، صارت تُشاهد مباشرة عبر الفضائيات، بينما العالم يكتفي بالمراقبة أو الشراكة بالصمت.

الأمة الإسلامية: الغياب الأخلاقي والتفريط الجماعي

من أهم في الكلمة، هو التحليل العميق لحالة “اللامبالاة” التي تعيشها الأمة الإسلامية، وعلى رأسها العرب. مئات الملايين من المسلمين يكتفون بالمشاهدة بينما يُقتل الأطفال وتُهدم البيوت. حمّل السيد القائد هذه الأمة مسؤولية كبيرة تجاه تفريطها في أقدس واجباتها: الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن المظلوم، ومواجهة الظالم. التفريط هنا ليس موقفًا سياسيًا فحسب، بل حالة تُغضب الله، وتفتح أبواب السخط الإلهي في الدنيا قبل الآخرة.
فقد قدّم  السيد القائد رؤيةً تحليليةً للدوافع الخفية لصمت وتخاذل العرب، مُرجعًا إياها إلى:
1.”المخاوف”: خوف الأنظمة من فقدان الدعم الغربي.
2. “الأطماع”: التطلع لمكاسب سياسية عابرة.
3. “التأثيرات التربوية”: تشويه الوعي الديني والسياسي لدى النخب الحاكمة.

الصهيونية: مشروع شامل لا يرحم حتى المطبّعين

بوضوح، كشف السيد القائد عن الطبيعة الحقيقية للصهيونية، سواء “الدينية” أو “العلمانية”، باعتبارها مشروعًا شموليًا يستهدف الأمة بكاملها. الطامة الكبرى، حسب تعبيره، أن بعض الزعماء العرب قد يبطشون بشعوبهم عند أي انتقاد بسيط، لكنهم لا يتأثرون بعقيدة الصهاينة التي تصفهم بـ”أقل من الحمير”. النظرة الإسرائيلية للعرب والمسلمين واحدة، حتى للمطبّعين.
وبالتالي قدم السيد القائد رؤيته  للمشروع الصهيوني بجناحيه (الديني والعلماني)، مؤكدًا أنه مشروع واحد يستهدف:
– السيطرة على المسجد الأقصى وهدمه لبناء “الهيكل”.
– تحقيق “إسرائيل الكبرى” عبر تفتيت العالم الإسلامي.
– استباحة كرامة العرب، الذين وصفهم الخطاب بأن الصهاينة “يعتبرونهم أقل من الحيوانات”.

اليمن.. موقف إيماني يربك العدو
في مقابل التخاذل العربي، يقدم اليمن نموذجًا عمليًا لمفهوم النصرة الفاعلة. من منطلق إيماني صادق، كما عبّر السيد القائد، نفّذ اليمن منذ منتصف رمضان أكثر من 131 عملية عسكرية إسنادية استخدمت فيها صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة و وصواريخ فرط صوتية، مستهدفة عمق الكيان الإسرائيلي، أبرزها مطار “بن غوريون” في اللد، ما أدى إلى توقف الحركة الجوية، وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وإلغاء رحلات عشرات شركات الطيران.

العدوان الأمريكي: الفشل أمام الإرادة اليمنية

رغم 1712 غارة أمريكية بحرية وجوية استهدفت اليمن، فإن العمليات اليمنية لم تتوقف. بل إن حجم الهجمات الأمريكية عكس، بحسب الكلمة، مدى فاعلية الموقف اليمني. فلو لم يكن لليمن تأثير، لما استنفر الأمريكي بقاذفاته وحاملات طائراته. ومع كل هذا، بقيت القدرات العسكرية اليمنية فاعلة، والإرادة الشعبية صلبة، بل وخرجت بمظاهرات مليونية أسبوعية لم يشهد مثلها العالم.

رسائل  للأمة
السيد القائد، في حديثه، لم يكتفِ بالميدان العسكري، بل قدّم موقفًا إيمانيًا جامعًا يربط بين الجهاد العسكري والصلابة الروحية. أعاد توجيه البوصلة إلى المفهوم القرآني للعزة، وأكد أن “الخسارة الحقيقية” ليست في الدمار أو الشهداء، بل في فقدان الكرامة والتفريط بالحق.

خرج من حدود اليمن الجغرافي ليوجه رسالة إلى كل الحكومات الإسلامية، داعيًا إياها للوقوف مع الشعوب بدل الاستنزاف لصالح الأعداء.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأمريكي يستبدل قاذفات بي-2 التي أرسلها خلال حملة قصف الحوثيين
  • الجوع يتمدد في غزة وترامب يزور المنطقة: الإجرام الأمريكي والخذلان العربي
  • اليمن وغزة.. إخفاقاتٌ تكشفُ هشاشةَ التحالف الأمريكي “الإسرائيلي”
  • من هو الأسير الإسرائيلي ـ الأمريكي عيدان الكسندر الذي أفرجت عنه حماس اليوم؟
  • خبير عسكري: غياب الدعم الأميركي يربك الحسابات الإسرائيلية في اليمن
  • الحوثيون ينجون من حرب أمريكية مميتة.. واليمن أمام مستقبل أكثر غموضا
  • خطاب القائد وفشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • من اليمن المحاصَر إلى اليمن المُحاصِر: انقلاب في معادلات الردع
  • خبير استراتيجي: الضربات اليمنية دفعت ترامب لطلب الوساطة العمانية