سليمان السالم*

تتجه الأنظار في الشرق الأوسط نحو الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة، حيث يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المملكة اليوم، في مستهل جولة خليجية تشمل قطر والإمارات، وتعد أول زيارة خارجية له في ولايته الثانية كما حدث في ولايته الأولى حيث كانت المملكة أولى محطاته الخارجية.

وتأتي هذه الزيارة في ظل تحديات إقليمية ودولية متصاعدة، مما يضفي عليها أهمية خاصة على المستويين السياسي والاقتصادي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات متسارعة على المستويين السياسي والاقتصادي.

أخبار قد تهمك ترمب والزيارة التاريخية 13 مايو 2025 - 4:02 صباحًا “رونالدو” حين يتكلم الصمت: من دمعة لاعب.. إلى رسالة لكل صامت.. 6 مايو 2025 - 4:30 صباحًا

وستشهد الزيارة قمة لقادة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، بهدف تعزيز التنسيق السياسي والأمني بين الولايات المتحدة ودول الخليج حيث تسعى المملكة إلى تأكيد دورها القيادي في المنطقة، خاصة في ظل التوترات مع إيران والتحديات الأمنية في اليمن وسوريا.

فعلى الصعيد السياسي، تحمل الزيارة دلالات رمزية قوية فهي تعكس استمرار العلاقة الاستراتيجية بين المملكة والدوائر المؤثرة في الولايات المتحدة، كما تشير إلى إدراك سعودي لأهمية بناء علاقات متوازنة مع جميع مكونات القرار الأمريكي، خصوصًا في ظل الانقسام السياسي الداخلي في واشنطن.

إن هذه الزيارة قد تُقرأ كخطوة نحو إعادة ترتيب أوراق التحالفات، وفتح قنوات حوار حول ملفات إقليمية حساسة، مثل الملف الإيراني، الوضع في اليمن، الاستقرار في العراق وسوريا، ومستقبل التطبيع في المنطقة الذي كان من أولويات إدارة ترامب السابقة، إلا أن استمرار الحرب في غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 52,000 شخص وتشريد 1.9 مليون، جعل من هذا الملف أكثر تعقيدًا فالمملكة تصر على وقف العدوان الإسرائيلي وتقديم خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية كشرط لأي تقدم في هذا المسار.

كذلك، فإن الزيارة ستبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة القضايا مع الصين، دون الإضرار بالمصالح الاقتصادية المشتركة مع بكين، خصوصًا في ظل تنافس النفوذ بين الولايات المتحدة والصين وروسيا في الشرق الأوسط.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تحمل الزيارة مؤشرات إيجابية، حيث ستسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون بين دوائر الأعمال الأمريكية والقطاعين العام والخاص في المملكة، لا سيما في ظل المشاريع العملاقة التي أطلقتها السعودية ضمن “رؤية 2030″، مثل مشروع نيوم، والقطاعات المتطورة في التقنية، الطاقة المتجددة، والسياحة.

ترامب المعروف بخلفيته التجارية، قد يسعى لتعزيز الروابط الاقتصادية غير الرسمية، وإعادة تنشيط العلاقات التجارية والاستثمارية عبر القطاع الخاص، بما يخلق فرصًا للمملكة لتسويق مشاريعها الكبرى وجذب رؤوس أموال أمريكية وخليجية في آن واحد.

كما ستسهم الزيارة في إعادة الزخم للتعاون الاقتصادي الخليجي – الأمريكي، وتقديم صورة إيجابية عن الاستقرار والاستثمار الآمن في المنطقة، وهو أمر بالغ الأهمية في وقت يتسم بعدم اليقين الجيوسياسي.

وعلى الصعيد العربي الأوسع، قد تفتح زيارة ترامب الباب أمام إعادة صياغة مواقف بعض الدول تجاه القضايا الكبرى، خاصة إذا ترافق ذلك مع طرح رؤية جديدة للسلام الإقليمي أو تعزيز الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب.

ومع ذلك، قد تكون الزيارة أيضًا مثار جدل في بعض الأوساط العربية التي ترى في سياسات ترامب السابقة انحيازًا مفرطًا لإسرائيل، أو تدخلاً في شؤون المنطقة؛ ومن هنا فإن المكاسب السياسية المحتملة ستعتمد بدرجة كبيرة على كيفية إدارة المملكة لهذا الحدث وتوجيه رسائله.

إن زيارة دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية ليست مجرد حدث بروتوكولي، بل محطة قد تؤثر في التوازنات الإقليمية والدولية في وقت حساس .. إلا أن زيارته قد تُسهم في تمهيد الأرض لتحولات قادمة في علاقة الخليج مع الولايات المتحدة، وتمنح المملكة فرصة لتعزيز حضورها كلاعب رئيسي في صياغة مستقبل المنطقة سياسيًا واقتصاديًا.

و من الأهمية الاشارة الى ان زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة تحمل في طياتها فرصًا وتحديات على حد سواء؛ فمن جهة يمكن أن تسهم في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، ومن جهة أخرى، قد تواجه انتقادات إذا لم تتناول القضايا الإنسانية والسياسية الحساسة في المنطقة؛ وتبقى كيفية إدارة هذه الزيارة وتوجيه رسائلها عاملًا حاسمًا في تحديد مدى نجاحها وتأثيرها على مستقبل العلاقات الإقليمية والدولية.

*إعلامي سعودي

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: زيارة ترامب للمملكة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقال مقالات الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن أنه سخفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة.. ما بين 30% و80%

كشف الرئيس دونالد ترامب، الأحد، عن سياسة جديدة بشأن الأدوية اعتبر أنها ستخفض أسعارها في الولايات المتحدة بنسبة تراوح بين 30 و80%.

وأعلن ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يعتزم توقيع أمر تنفيذي يُدخل السياسة الجديدة حيز التنفيذ الساعة 9:00 صباحا (13,00 ت غ)، الاثنين، وذلك بهدف "إعادة الإنصاف مجددا لأمريكا".

وقال ترامب إنه يعتزم تطبيق سياسة "الدولة الأولى بالرعاية" التي تخفض كلفة الدواء المباع في الولايات المتحدة إلى أقل سعر تدفعه الدول الأخرى لنفس الدواء. وأشار إلى أن انخفاض كلفة الأدوية الموصوفة في الولايات المتحدة سيقابله ارتفاع في كلفتها في دول أخرى.



وسياسة "الدولة الأولى بالرعاية" هي إحدى قواعد منظمة التجارة العالمية وتهدف إلى عدم التمييز بين الدول الأعضاء أو عدم معاملة أي دولة معاملة تفضيلية على حساب الدولة الأخرى.

 وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها ترامب خفض أسعار الأدوية الأمريكية، فهو خلال فترة ولايته الأولى أعلن عن اقتراح مماثل، لكن خططه باءت بالفشل بمواجهة معارضة شديدة من قطاع صناعة الأدوية.

والشهر الماضي، وقع الرئيس الأمريكي أمرا تنفيذيا يهدف إلى خفض أسعار الأدوية من خلال منح الولايات مزيدا من الحرية للبحث عن أفضل الأسعار في الخارج، وتحسين عملية التفاوض على الأسعار.

تدفع الولايات المتحدة أعلى سعر عالمي للعديد من الأدوية الموصوفة، وغالبًا ما يكون ذلك ثلاثة أضعاف ما تدفعه الدول المتقدمة الأخرى. وقد صرّح ترامب بأنه يريد تقليص هذا الفارق، لكنه لم يُحدد علنًا كيفية تحقيق ذلك، ولم يُقدّم تفاصيل في منشوره.

كانت شركات الأدوية تتوقع صدور أمرٍ يُركز على برنامج التأمين الصحي "ميديكير"، وفقًا لأربعة من جماعات الضغط في قطاع الأدوية، والذين أفادوا بتلقيهم إحاطة من البيت الأبيض.

وتتوقع شركات الأدوية أن ينطبق الأمر على مجموعة واسعة من الأدوية بخلاف تلك التي تخضع حاليًا للتفاوض بموجب قانون خفض التضخم الذي أصدره الرئيس السابق جو بايدن.

بفضل هذا القانون، تفاوض برنامج ميديكير على أسعار عشرة أدوية، ومن المقرر تطبيقها العام المقبل. ومن المقرر التفاوض على أدوية أخرى لاحقًا هذا العام.



وقال أليكس شرايفر، المتحدث باسم أكبر مجموعة ضغط لشركات الأدوية الأمريكية، وهي مجموعة البحث والتصنيع الصيدلاني في أمريكا، في بيان عندما سئل عن الأمر التنفيذي المخطط لترامب: "إن تحديد الحكومة للأسعار بأي شكل من الأشكال أمر سيئ بالنسبة للمرضى الأمريكيين".

يذكر أن الإنفاق السنوي الأمريكي على الأدوية يتجاوز الـ 400 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • استثمارات متبادلة.. إشادة أمريكية بالدور الاقتصادي العالمي للمملكة
  • «صناع القرار الدولي».. كاتب سياسي يوضح دلائل زيارة ترامب للمملكة
  • بيان للحكومة السعودية عن زيارة ترامب للمملكة الثلاثاء
  • الزيارة المرتقبة .. هذا ما يعتزم ترامب بحثه في السعودية وقطر والإمارات
  • ترامب سيخفّض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة ما بين 30% و80%
  • ترامب يعلن أنه سخفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة.. ما بين 30% و80%
  • السفير الاميركي في الدوحة: توقيع اتفاقيات في قطاع الدفاع والأمن والتعليم والصحة خلال زيارة ترامب إلى قطر
  • هل ستملي دول الخليج على ترامب شكل السياسة الخارجية؟
  • كيف تستخدم الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية لتحقيق مكاسب استراتيجية؟