أكدت مجلة أمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب، فشل في تحقيق الهدف الرئيسي من حربه في اليمن ضد جماعة الحوثي، والمتمثل بردع هجمات الحوثيين على إسرائيل، بالإضافة لخسائر مالية كبيرة لواشنطن خلال حملتها الأخيرة على الحوثيين.

 

وذكرت مجلة جايكوبين في مقال لجاريد أبوت ـ ترجمه للعربية "الموقع بوست" ـ أنه وبفضل اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه دونالد ترامب مع الحوثيين، أصبح لدينا الآن نفس النتيجة التي كنا لنحصل عليها لو لم يبدأ ترامب بقصف اليمن في المقام الأول.

 

وأضافت: "لقد علمنا بالفعل أن حملة القصف التي يشنها دونالد ترامب ضد اليمن غير دستورية. اتضح أنه كان بلا جدوى تماما أيضا"، مشير إلى إعلان ترامب لاتفاق مفاجئ لوقف إطلاق النار في اليمن والذي فاجأ الكثيرين، حيث أعلن الرئيس الأمريكي أن الحوثيين "لا يريدون القتال بعد الآن" وأنهم "استسلموا". وبعد شهرين من القصف الأميركي العشوائي في كثير من الأحيان، قال ترامب للصحفيين إن الحوثيين قالوا إنهم "لن يفجروا السفن بعد الآن، وهذا هو الغرض مما كنا نفعله"، وبالتالي فإن الولايات المتحدة "ستحترم ذلك".

 

وأوضحت المجلة أن الاتفاق المعلن عنه بوقف إطلاق النار، كان بمثابة خبر جيد نادر على صعيد السياسة الخارجية، سواء بالنسبة للأميركيين الذين سئموا من الانجرار إلى حرب لا نهاية لها في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، أو بالنسبة لليمنيين الأبرياء، الذين قُتل العشرات منهم بالقنابل الأميركية خلال الشهرين الماضيين.

 

واستدركت: "إذا توقفنا وفكرنا في الأمر لثانية واحدة، فإن إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار يبدو أقل شبهاً بالإنجاز العظيم للدبلوماسية الرئاسية وأكثر شبهاً بجورج بوش الأب الخيالي الذي يكتب السطر الأخير من مذكراته في مسلسل عائلة سيمبسون: "بما أنني حققت كل أهدافي كرئيس في فترة ولاية واحدة، فلم تكن هناك حاجة لفترة ثانية".

 

ولفتت إلى أن التفصيل الرئيسي المفقود من اتفاق وقف إطلاق النار هو أي وعد من جانب الحوثيين بوقف مهاجمة السفن الإسرائيلية. إنها تفصيلة أساسية، لأن هذا هو السبب الذي دفع ترامب لبدء قصف اليمن في المقام الأول، في الوقت الذي أشار كاتب التقرير إلى أن الحوثيين لم يهاجموا السفن الأميركية إلا بعد أن بدأت إدارة ترامب قصف اليمن، والسبب الذي دفعها إلى البدء في قصف اليمن هو محاولة ردع الحوثيين عن قصف السفن الإسرائيلية. (وكانت تلك الهجمات على السفن الإسرائيلية في حد ذاتها رداً على تجديد الحكومة الإسرائيلية لسياستها المتمثلة في تجويع وقتل شعب غزة، في حين لم تحدث أي هجمات حوثية أثناء سريان وقف إطلاق النار في غزة الذي توسط فيه ترامب).

 

وقالت المجلة، إن ما حققه ترامب، هو "إخراج نفسه وبلاده من المأزق الذي صنعه بنفسه والذي أدخلهم فيه، وقد فعل ذلك دون تحقيق الهدف المركزي من هذا التدخل: ردع هجمات الحوثيين على إسرائيل".

 

وأكدت أن الحوثيين لا يزالون يقصفون أهدافا إسرائيلية بانتظام، وقد تصاعدت هذه الهجمات في الواقع خلال حملة ترامب للقصف، بعد أن تجاوزت مجرد الشحن إلى الأراضي الإسرائيلية. مضيفة: "لكن في الواقع، أصبحت إسرائيل الآن أكثر عرضة للخطر: فقد تمكن الحوثيون، وهم قوة عسكرية فقيرة ذات تكنولوجيا منخفضة، عدة مرات الآن من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مما يوضح علناً مدى ضعف البلاد في حالة اندلاع حرب شاملة مع عدو يتساوى في الواقع مع إسرائيل من حيث القوة العسكرية".

 

وتحدثت المجلة، عن المغامرة المكلفة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة مؤكدة أنه ربما تكون حملة القصف قد قتلت الكثير من المدنيين اليمنيين، ولكن على الرغم من بشاعة ما حدث، فقد أثبت البلد وشعبه بالفعل خلال العقد الماضي أن لديهم قدرة عالية بشكل غير عادي على تحمل المعاناة الإنسانية.

 

وتطرقت المجلة، للتكلفة المالية التي قالت بأنها كانت باهظة، وأدت إلى إهدار ذخائر تزيد قيمتها على مليار دولار، واستنزاف مخزونات الأسلحة إلى الحد الذي جعل القادة الأميركيين يشعرون بقلق بالغ إزاء قدرة الجيش على شن حرب محتملة ضد الصين، مشيرة إلى أنه "في الأيام الثمانية الماضية وحدها، فقدت الولايات المتحدة طائرتين مقاتلتين بقيمة 67 مليون دولار تم نشرهما في البحر الأحمر، واحدة عندما انزلقت من حاملة طائرات وسقطت في الماء، والأخرى بسبب حادث هبوط".

 

وأشارت إلى الكلفة السياسية إذ كان قصف ترامب لليمن سبباً في الفضيحة الأكثر ضرراً وإلهاءً خلال رئاسته التي لم تتجاوز أربعة أشهر، وهي فضيحة "سيجنال جيت" التي شهدت قيام مسؤولي الأمن القومي بإرسال رسائل نصية عن طريق الخطأ تتضمن خطط الحرب في اليمن إلى صحفي، مما أشعل فتيل أسابيع أخرى من القصص المحرجة حول استخدام فريقه لاتصالات غير آمنة لإرسال معلومات حساسة وسرية للغاية. وقد ساعد ذلك في الاستيلاء على فروة رأس مستشاره للأمن القومي، وكان قريبًا جدًا من فعل الشيء نفسه بالنسبة لوزير دفاعه.

 

وحول المعارضة الداخلية لحركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، إذ أثار القصف على اليمن أقوى موجات المعارضة الداخلية لحركته، وقد انتقدت سلسلة من الشخصيات البارزة بما في ذلك النائبة مارجوري تايلور جرين، وتوكر كارلسون، وستيف بانون، المغامرة في اليمن، مشيرين بشكل صحيح إلى أنها تتعارض مع وعود حملته الانتخابية بإبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن الحروب الخارجية.

 

وقالت المجلة، إن عمليات القصف ووقف إطلاق النار، حفزت عن غير قصد ما يبدو أنه نفاد صبر ترامب المتزايد تجاه إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، واستعداده لتحدي كليهما، مشيرة إلى مفاوضات واشنطن لوقف إطلاق النار دون إبلاغ إسرائيل أو إشراكها - ناهيك عن تهميش إسرائيل و"تركها في البرد" أو "التخلي عنها" في الصفقة نفسها، على حد تعبير صحيفة تايمز أوف إسرائيل ذات التوجه اليميني - ليست بالأمر الهين.

 

وتطرقت المجلة، للدهشة الإسرائيلة والصدمة إزاء إعلان ترامب وقف إطلاق النار، بينما اشتكت مجموعة من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ممن يضعون إسرائيل في المقام الأول من أن صفقة ترامب "تترك إسرائيل عرضة للخطر بشكل خطير وتفشل في مواجهة التهديد الأوسع الذي تشكله شبكة وكلاء إيران".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البحر الأحمر اسرائيل اليمن مليشيا الحوثي واشنطن وقف إطلاق النار قصف الیمن فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب: ضرباتنا المكثفة خلال 50 يوماً ضد الحوثيين حققت مالم يحققه الآخرين خلال 10 سنوات

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه بفعل 50 يوما من الضربات الجوية على جماعة الحوثي في اليمن استطاع أن يحقق مالم يستطع الآخرين تحقيقه خلال 10 سنوات.

 

وأضاف ترامب -في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الاثنين، عن التطورات في الشرق الأوسط والهند وباكستان وأوكرانيا- أنه أجبر الحوثيين على وقف إطلاق النار وعدم استهداف السفن في البحر الأحمر.

 

وأكد أن واشنطن أوجدت حلاً مع الحوثيين في اليمن، حيث توقفوا للمرة الأولى عن إطلاق النار وأعلنوا التزامهم بعدم استهداف السفن أو الأمريكيين.

 

وتابع ترامب "لقد ظل الحوثيون في حالة حرب مستمرة، وخلال السنوات العشر الماضية تحديدًا، كانوا خصومًا عنيدين لدول أخرى، وضرباتنا المكثفة التي استمرت نحو 50 يوما أوقفت هجمات الجماعة، التي لم يتمكن أحد من ايقافها".

 

 

 


مقالات مشابهة

  • المجلس الأوروبي: الحوثيون لم يهزموا وإعلان ترامب هو انسحاب خوفاً من الانجرار في صراع أعمق (ترجمة خاصة)
  • نيويورك تايمز: لماذا أعلن ترامب فجأة النصر على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • بعد تسليم آخر رهينة أمريكية.. سمير فرج يكشف ملامح المرحلة القادمة ومصير المفاوضات في غزة
  • ترامب: ضرباتنا المكثفة خلال 50 يوماً ضد الحوثيين حققت مالم يحققه الآخرين خلال 10 سنوات
  • مجلة أمريكية: الحملة ضد الحوثيين كانت طريقاً مسدوداً بلا مكاسب
  • “إسرائيل” تحذر من استخدام الحوثيين لموانئ الحديدة وتطالب بإخلائها فورًا
  • صحيفة إيطالية: زيارة ترامب لدول الخليج تجارية بحتة والهدنة مع الحوثيين ستكون قصيرة الأجل (ترجمة خاصة9
  • خبير بالشؤون الإسرائيلية: هجمات الحوثيين تشلّ إسرائيل
  • معاريف: هل باع ترامب إسرائيل مقابل مصالح وصفقات تكتيكية مع الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)